زالنجي: هانم آدم

اقرت وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي بروفسير انتصار الزين صغيرون بأنهم يدفعون حاليا ثمن أخطاء أرتكبها النظام البائد فيما يتعلق بالتعليم العالي، واوضحت بانه كان يعلن عن قيام كليات وجامعات تحتاج الي صرف مثل الطب والتمريض والهندسة ، دون الاستعداد لها، لافتة لإنتهاجها  سياسة بدء العمل وتركه دون ان يتم إكماله وقالت “نعلم جيدا أن الإعلان عن فتح كلية او جامعة دون ان تكون موجودة فعليا خطأ كبير ونحن ندفع ثمنه الان” موكدة بانهم ليسوا بصدد إغلاق اي كلية او جامعة، بل محاولة لتطوير الموجود حتي يصل للمرحلة المرضية . ،واعترفت بوجود إشكالية حقيقية وصفتها بالتحدي الكبير للمرحلة الحالية غير أنها أكدت علي مقدرتهم علي معالجة الأمر بالتعاون  والعمل سويا مع تلك الجامعات .وقالت ان عملهم خلال المرحلة الإنتقالية هو كيفية دعم هذه الجامعات في مرحلة معينة حتي تستطيع الإستمرار.

نقص حاد

وكشفت صغيرون  خلال إجتماعها مع  عمداء كليات جامعة زالنجي عن النقص الحاد الذي تعاني منه معظم الجامعات السودانية في هئية التدريس .مبينة بانهم لجأوا لتشكيل لجنة تختص بالفصول الإلكترونية والتي من جانبها حددت متطلباتها وذلك بهدف الإستغناء عن جلب أساتذة من الخرطوم ،ويتم التدريب من أماكن مختلفة،كاشفة عن وجود مساعي لمعالجة السعة الجديدة لشبكة الجامعات وذلك بالتعاون مع هئية الإتصالات وتطوير الفصول الإلكترونية للإستفادة من خبرات الأساتذة عن بعد. ، لافتة الي وجود برتكولات للتعاون للجامعات مع بعضها البعض  لسد النقص وتبادل  الخبرات  والعمل  مع كافة الجهات  القريبة للمعالجة ،منبهة  بان إنعدام السكن فضلا عن صعوبات اخري  قد تمنع الأساتذة  ولا تشجعهم لعدم الوصول للجامعة،مقرة بعدم مقدرتهم  في  توفير هئية تدريس لكل جامعة علي حدا في الوقت الراهن.

وطالبت صغيرون للإستفادة من المستشفي الموجود بزالنجي  وتحويله لتعليمي لأجل فائدة كلية  العلوم الصحية بالجامعة  .

توجهات الوزارة

وأماطت صغيرون اللثام عن توجههم في المرحلة القادمة نحو بحوث السلام وتنمية المجتمع ونقل التقانة البسيطة وقالت “نحن نقاتل  حتي نطلع قروش التنمية ” وتابعت “سنكون شرسين جدا للحصول علي قروش التنمية هذا العام” وربطت ذلك بتحسن الظروف مشيرة الي أن العام الماضي واجهته صعوبات الفيضانات  وجائحة كرونا وغيرها .

وقالت “قروش التنمية لو كانت تصل كاملة كما تقر ماكنا سنكون في هذا الوضع ” .

وشددت صغيرون علي أهمية تنمية المجتمعات خلال مرحلة السلام ، وتمليك الشباب مهارات جديدة لجهة ان تنميتهم في الماضي كانت محصورة  في الخياطة والخبائز،واكدت علي ضرورة معرفة إحتياجات القري حتي لا تحدث إشكاليات .واكدت بان التنمية هي التي تحقق السلام وقالت” اذا حدثت تنمية فلا يوجد شخص سيحمل السلاح”.

وأتهمت ابناء الولايات الذين كانوا في السلطة بعدم إيصال مايخصص للولايات لمناطقهم ،وكشفت عن مبالغ صرفت غيرأنها لم تصل للمناطق التي حددت لها،واعتبرت ذلك من المشاكل الكبري . وعادت لتضيف بان الوضع الحالي جديد ويتطلب العمل لتجاوز المشكلات .

فجوة سكنية

وإستنكرت صغيرون عدم إلمام بعض موظفي وزارة المالية لأهمية البحث العلمي، وعزت ذلك بان الوزارة ليست سيادية كما أنه لا يوجد أي أهتمام بالتعليم وقالت ان كل مايقال عن التعليم كان مجرد شعارات ،ولا تطبق علي أرض الواقع.

ووصفت صغيرون ازدحام الطلاب بالداخليات بالعملية الغير إنسانية ولا تمت لحقوق الإنسان باي صلة ،مقرة بوجود فجوة سكنية حادة .وقالت (لدينا 40 الف طالب وطالبة ماقادرين نسكنهم ) الأمر الذي يضطر الصندوق القومي لدعم الطلاب بالبحث عن أماكن للإيجار ،لافتة الي أن المؤجر لا يتحمل أي غياب لإيجاره.مشيرة الي وجود (180)  من الطلاب في بيت لا يتوفر فيه سوي حماميين فقط.وتابعت ان بئية السكن تعتبر مكملة للعملية التعليمية ،وقالت أن مشاكل السكن لا تساعد الطالب في إستيعاب دروسه.وكشفت عن مساعيها لمعالجة الكثير من المشكلات عبر شراكات مع القطاع الخاص بعيدا عن الجانب الحكومي .

أوضاع مأساوية

وتواصل صغيرون في وصف وضع التعليم العالي قائلة “لدينا كليات أسنان  ليس لها اول ولا آخر،وخريجيين لم يستطيعوا  ان يتدربوا او يشتغلوا وتابعت”جملة مشاكل بس الحمد لله”

وكشفت صغيرون عن عدم وجود بند لتدريب الأساتذة في الماضي وأعتبرت بان هناك ظلم وقع علي بعض الجامعات نتيجة لذلك ،وقالت ان ميزانية التدريب ستوجه للجامعات في العام الجديد حتي تستطيع  الإستفادة  بقدر المستطاع.

واكدت علي أهمية المناشط اللأصفية لرفع درجة وعي الطلاب موكدة بان هذا ماينشدونه خلال المرحلة القادمة . وشددت علي أهمية حاضنة تكنولوجيا الزراعة بجامعة زالنجي ودعت للاستفادة من الموارد الموجودة ،كاشفة عن وجود بعض التفاهمات مع مدير الجامعة في هذا الخصوص.

وكشفت عن تقديم دعم إضافي لكلية تنمية المجتمع ليرتفع المبلغ من (10) الف الي (500) الف ،ولفتت الي ان بناء سور الجامعة يدخل ضمن مشاريع التنمية  ، واكدت علي حوجة الجامعات للترحيل وكشفت عن ترتيبات لمعالجة هذا الأمر.

تحديات الجامعة

فيما قدم مدير الجامعة  بروفسير يحيي تقريرا مفصلا عن الجامعة   متناولا أهم الإنجازات التي تمت خلال العام 2019- 2020 من حيث البنيات التحتية المتمثلة في تأهيل كلية الطب بصورة طبية وتوصيل شبكة مياه بطول 3لكم وتأسيس صفحة الجامعة على شبكة الإنترنت والذي أظهر الجامعة على المستوى العالمي والقومي ومشروع الذي قدمته كلية الزراعة وتم دعمه بمبلغ 12400000 ودعم الاستثمار بمليار جنيه وتطوير العلاقات الخارجية مع أساتذة من جامعة راين فايل الألمانية كما تناول عدد من التحديات التى تواجه الجامعة من ضمنها تسوير الجامعة والذي يجيء بمبادرة من الطلاب ومجتمع المدنية .

خطوة للامام

وكانت الوزيرة قد وقفت خلال زيارتها لجامعة زالنجي بمرافقة  مدير الجامعة بروفيسور يحي عمر آدم   وعمداء الكليات والبروفيسور عبدالمطلب محمد خاطر مدير جامعة الجنينة والبروفيسور حسن حسين عضو مجلس الجامعة وعميد كلية دارفور على البنيات التحتية التي تم تشييدها وأخرى تحت التشييد وتعرفت عن قرب على المشكلات والتحديات التي تواجه الجامعة . كما وتزامنت زيارتها مع ختام  فعاليات اجتماع  مجلس الجامعة وعلى إثره التقت أعضاء مجلس الجامعة .واعتبر رئيس المجلس الأستاذ عبد الله آدم خاطر  خلال لقائهم بالوزيرة رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب خطوة للجامعات أن تنهض في التعليم التقني والتقاني والاستفادة من التكنولوجيا وأن تكون جامعة زالنجي جامعة المستقبل في التأسيس الثاني وتأهيل الجامعة وكلية الطب على وجه الخصوص

فيما أكدت  صغيرون أهمية اجتماع مجلس  إدارة الجامعة  باعتباره الجسم الرئيسي لاجازة القوانين واللوائح التي تنظم عمل الجامعة وأن تساهم الجامعة في مشروع سودان المواطنة وبناء القيم وأن تكون المبادرة من جامعة زالنجي .

مخرجات

واختتمت  زيارتها بمشاركة  الجامعة في احتفالاتها بثورة  ديسمبر المجيدة. يزكر أن وزير التعليم  العالي بروفسير الزين صغيرون تعتبر اول  وزير اتحادي يزور الولاية حيث  استقبلها والي الولاية الدكتور أديب عبد الرحمن وبحثت معه الأوضاع بالولاية والعمل المشترك بين حكومة الولاية وإدارة جامعة زالنجي. واشار أديب لتضرر ولايته من الحرب وأثار النزوح  وازدياد معدلات الفقر والآثار النفسية السالبة والتي انعكست آثارها على الطلاب. وتوقع ان تنعكس آثار   السلام على أهل السودان ودار فور بصفة خاصة  في جانب التنمية والانتاج وذكر أديب أن حكومته أبدت تعاونا كبيرا مع جامعة زالنجي لخلق شراكات ذكية بين الجامعات والوزارات ذات الصلة من خلال المشروعات والبحوث العلمية التي تقدمها جامعة زالنجي لحل المشكلات التى تواجه الولاية من أجل النهوض بإنسان الولاية والجامعة تلعب دورا كبيرا في إعادة بناء إنسان المنطقة من خلال كلية تنمية المجتمع ومعهد دراسات السلام  والتنمية.

أعمال مشتركة

 وتطرق الاجتماع إلى أعمال مشتركة بين الولاية وجامعة زالنجي أهمها توطين التقانة في مجال الزراعة والدور الكبير الذي تلعبه كلية الزراعة بالتعاون مع حكومة الولاية بتقديم الاستشارات الضرورية ومن جانب آخر أكد أديب أن الاهتمام بالتعليم العام من الأهمية بمكان وهو العمود الفقري للتعليم العالي وفي إطار التعاون ذكر أن جامعة زالنجي مؤهلة للقيام بتدريب وتأهيل معلمي التعليم العام بالولاية .

وبحث الاجتماع إمكانية حلول النزاعات التقليدية بين الرعاة والمزارعين بحيث تقدم الجامعة مشروع دراسة علمية لحل المشكلات وتسعي الولاية  على تدريب الكوادر الوسيطة وبناء القدرات المختلفة لإنسان الولاية من خلال التعاون بين الولاية والجامعة عن طريق كلية تنمية المجتمع ومعهد دراسات السلام والتنمية مما يسهم في تقليل حدة الفقر ورتق النسيج الاجتماعي

وخرج الاجتماع بفكرة إنشاء متحف لتوثيق أحداث الحروب ليس بفرض اجترار مرارات الحرب ولكن لكي يكون المتحف عظة وعبرة للجميع لتفادي أي عنف مستقبلا وأبدت الوزيرة صغيرون استعدادها لتقديم ما يمكن بالتنسيق مع الهيئة القومية للآثار