نيالا سلاميدديا

تقرير عبدالرحمن ابراهيم عمر

تعد قضية الصراع حول الحواكير في دارفور من أخطر النزاعات المتجددة بالاقليم  خاصة  في الآونة الاخيرة، وما ان تحل مشكلة حتى تنفجر مرة أخرى و تاخذ منحنى اخر يدل على تطور شكل الصراع،  لتدخل  أطراف اخرى بشكل مباشر أو غير مباشر  في دائرة  الصراع .

الصراعات الأخيرة التي شهدتها مناطق “قصة انجمت”  اواخر شهر أبريل الماضي هي واحدة من نماذج النزاعات الخفية حول الأرض، ويتضح ذلك جليا من خلال البيانات الصادرة من أطراف الأزمة بالمنطقة.

فمنطقة “قصة انجمت” الواقعة بمنطقة “البلال” بمحلية السلام في ولاية جنوب دارفور تسكنها اثنية “الفور” إلا أنها  تقع تحت إدارة قبيلة الترجم التي تدعي ملكيتها للأرض كمان أن الفور يدعون ملكيتهم لها وباعتبارها واحدة من مناطق نفوذهم القديمة وهي رئاسة مقدومية القبيلة بالولاية.

أصل الحكاية

بعد أن  اتخذت حركة وجيش تحرير السودان المجلس الانتقالي موقعا لتجميع مقاتلي الحركة ايذانا ببدأ تنفيذ بند الترتيبات الأمنية وفقا لاتفاق جوبا الموقع بين الحكومة الانتقالية وحركات الكفاح المسلح، الأمر الذي رفضته إدارة قبيلة الترجم واعتبرته  تعدي  على أراضيها من أجل إشاعة الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار بها.

وأتهمت حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي، مليشيات كانت تعمل مع النظام البائد بإستهداف مجمع لتجميع القوات بمنطقة “قصة انجمت” أواخر شهر أبريل الماضي.

 

وحسب بيان صادر بأسم الناطق الرسمي لحركة تحرير السودان المجلس الانتقالي محمدين محمد اسحق، تصدت قوات الحركة لهجوم  غادر على مركز تجميع قوات من قبل مليشيات مسلحة تتبع للنظام البائد، وأضاف بعد فشل الهجوم قامت المليشيا بالهجوم على (قصة انجمت، منطقة دمبو و قريتا ميرو غرب وميرو شرق)، ونتج عن الهجوم مقتل ثلاثة مواطنيين وجرح آخرين، إضافة إلى حرق عدد من المنازل ونهب وسلب المواطنيين، وتشريد المئات إلى معسكرات النازحين في نيالا.

وأوضح  مركز تجميع قوات الحركة في منطقة قصة جمت فقد تم بعلم واخطار الأجهزة  الأمنية- العسكرية المعنية بمسألة الترتيبات الامنية، وقد عملت الحركة علي ان تكون مراكز تجمع قواتها بعيدة عن المدن وقرى المواطنين، بما في ذلك مركز “قصة”

واكد البيان بأن هذه الهجمات التي بدأت بمركز لتجميع القوات وتوسعت لتشمل قري المواطنين العزل في قصة جمت وما حواليها، إنما تهدف الي إفشال وإجهاض اتفاق جوبا لسلام السودان، من خلال فرض الامور بالقوة على الارض، والمواصلة في تشريد وإرهاب المواطنين العزل كما كان يحدث اوان حكم المؤتمر الوطني البائد

واعتبر ما حدث يرجع الي التلكؤ والتأخير في تنفيذ ملف الترتيبات الامنية وخاصة في بند نشر القوات الأمنية المشتركة في دارفور وجدد البيان مطالب الحركة بالإسراع في تنفيذ  الترتيبات الامنية حتي يمكن نشر القوات المشتركة لتقوم بدورها المنوط بها في حماية المواطنين وتوفير الامن في دارفور.

أزمة الحواكير

  ويرى عزالدين دولة ممثل قبيلة الفور بالمنطقة ان مشكلة الحواكير في دارفور موجودة بالفعل وتصاعدت بشكل كبير في أحداث شرتاوية “قصة انجمت” برئاسة

المقدومية بولاية جنوب دارفور وأضاف أن ما يجرى  بمنطقة “قصة انجمت” يعتبر امتداد لما جرى  بدارفور من صراعات واستغلال الدولة لبعض المجموعات القبلية التي ليست لها حواكير وكانت إداريا تتبع لادارة القبائل الكبيرة لتفكيك القبائل الكبيرة ولكسب وتاييد تلك القبائل الصغيرة.

وقال “إن الدولة ساعدتهم في أن يمكنوا أنفسهم من تأسيس حواكير لهم ومن ضمن هذه المجموعات قبيلة الترجم التي تدعي ملكيتها لأراضي مقدومية الفور وهي قصة انجمت بالولاية ويقول عزالدين أن إدارة الترجم كانت في السابق تتبع لمقدومية الفور وليست لهم نظارة قبل ١٥ سنة وليست لها خلف في سلم  الإدارة الاهلية مثل ما للفور إدارات معاقبة، و أضاف  أن صراع الحواكير جزء من النزاع حول الأرض بعد ظهور اتفاقيات السلام التي بدأت تتحدث عن قضايا الحواكير بشكل واضح لاثارة النعرات القبلية من أجل ان يثبت كل شخص مكان له.

وأوضح  عز الدين ان مشكلة الأرض وخاصة قضية “قصة أنجمت” ستخلق صراعات جديدة ومختلفة عن التي وقعت في السابقة لأسباب تم اكتشافها مؤخرا  لان الهدف  اصبح واضح والنزاعات  القادمة ستكون واحدة من مهددات انهيار الدولة وعمليات السلام.

تدخل السلطة المركزية

وفي سياق ذي صلة قال عباس الدومة وكيل ناظر الترجم بولاية جنوب دارفور “إن مشاكل الارض والحواكير بدارفورمفتعلة من قبل المركز ، وأضاف  “منذ خروج المستعمر وتشكيل أول حكومة وطنية الى حكومة حمدوك الحالية  هناك طريقة متوارثة من قبل المركز في التعامل مع القضايا بدارفور،  خاصة التي قد  تشكل لديهم خطر على مستقبل حكم السودان، لهذا لابد من وضع العوائق، لذا  كانت الوصية  لأي حكومة جديد سواء وصلت إلى السلطة  عبر الديمقراطية او الانقلاب العسكري لابد من تحجيم دور انسان دارفور.

وقال الدومة “حكومة الصادق المهدي كانت تسلح العرب والحزب الاتحادي يسلح الفور ومن هنا جاءت تسمية الصراع بصراع العرب والفور، كما الحال في غرب دارفور إلى أن وصلوا لزرع الكراهية بين قبائل دارفور حتى  جاءت الإنقاذ وقامت بتقسيمهم الى عرب وزرقة  ولأجندات كانت معلومة اضطر بعض أبناء الإقليم مثل داوؤد يحي بولاد  لتمرد على حكومة المركز  التي تصدت له واغتالته.

ولكن  أبناء دارفور في أي سلطة  تعرفوا علي الأسباب الحقيقة للمخططات الرامية لتدمير  الإقليم لهذا تمرد عدد كبير منهم ضد الإنقاذ وفي نفس المقابل قامت الحكومة المركزية بتدمير  القبائل الكبيرة في دارفور  انتقاما  .

وقال ( أن ما يجري في دارفور و”قصة انجمت” صراع مفتعل وتم تصديره من  المركز لزعزعة الأمن في دارفور ، ودلل الدومة ذلك  بأن المركز دائما يلجأ الى المحاصصات القبلية في تولي المناصب الدستورية والتشريعية لجهة ان الدولة فرض مسألة اختيار  الوالي لولاية جنوب دارفور مثلاً  يجب أن  يكون من  قبائل البقارة و هناك ثلاثة قبائل معروفة منها يجب ان  يكون الوالي منها، أما بقية القبائل ليست لهم الحق في ذلك وحتى لو تم اعطائهم حقيبة دستورية تجدها غير ملبية للطموح ولا تساوي شي وفي نفس الوقت الولاة المتعاقبين من أبناء تلك القبائل الكبيرة يوجهون التنمية الى مناطق اهاليهم وقبائلهم دون مراعاة لبقية المكونات وهذه واحدة من الاسباب التي تولد الغبن وتؤدي الى صراعات ).

واضاف قضية الارض ليست المشكلة الحقيقة ولكن تستخدم فقط لإيصال الصوت والإنقاذ لم تجد سلاحا غيره لتفريق وحدة أبناء دارفوروابدى الدومة اسفه لقيادات الحركات التي لم تستوعب الدرس حتى الان وهي ما زالت تنفذ أجندات النظام البائد بإنكار الحقائق.