الخرطوم: عايدة قسيس
وقع خبر تراجع معدلات التضخم الى (43.45)% في يناير مقارنة بمعدل 72,93 % كالصاعقة على الكل ولم يكن هنالك من يصدق ذلك التراجع خاصة
اذا ما تم مقارنة الانخفاض باسعار السلع الاستهلاكية التى يتم على ضوئها قياس معدلات التراجع والتى لا يمكن أن تكون بينها ومابين معدلات التراجع اي مقارنة لجهة أن اسعار كل السلع والخدمات “مجموعة الطعام ” تحديدا تشهد تصاعدا مستمرا ومتصاعدا ما ادى الى تشكيك الكثيرين بان التراجع غير حقيقي وغير واقعي واكد الخبراء بان كل اسباب ارتفاع معدلات التضخم تظل قائمة وقابعة دون تراجع بخاصة ارتفاع اسعار السلع وازمة السيولة التى لا تحتاج الى تحليل او افتاء ما يجعل الحديث عن تراجع في معدلات التضخم امرا غير وارد وأنه مشكك فيه.
ابدى الخبير الاقتصادي البروفسير عصام بوب ذهوله من التراجع الكبير لمعدلات التضخم وقال بوب امس في حديث لـ(الاخبار) انا لا اصدق الارقام او التقارير التي يوردها جهاز الاحصاء لجهة انها ليست مبنية على تحليل علمي أو تم اعدادها بصورة منطقية لسبب بسيط وهو ان الواقع الاقتصادي لم يشهد انخفاضا في سعر اي سلعة من السلع الضرورية وبالتالي ليس هنالك انخفاض بل العكس ان الارتفاع في السلع الضرورية يشهد تصاعدا مستمرا وبشكل يومي ما لا يمكن أن يتفق مع وجود مثل هذه التقارير لأن مؤشرالتضخم يتأثر باسعار السلع التى يتم تحديدها وقياس التغير بناء على اسعارها بصورة دورية مؤكدا على أن التغير الذي نشهده اليوم ويعرفه اي مواطن هو ارتفاع متواصل في اسعار كل السلع مؤكدا أن التقرير الصادر من جهاز الاحصاء المركزي غير صحيح مشددا على اهمية الالتزام بالمبادئ الاقتصادية وهو الاصلاح الذي يبدأ بالشفافية التامة والافصاح عن حقيقة الامر قاطعا بان مثل تلك التقاريرمن شأنها ان تؤثر سلبا على مجريات التعاملات في الاسواق غير ان استاذ الاقتصاد بجامعة الخرطوم دكتور محمد الجاك شكك في الكيفية التى يستخدمها جهاز الاحصاء في قياس معدلات التضخم مشيرا الى أن القياس يتم على اساس مجموعة الاغذية (لحوم – سكر- خضروات – بقوليات) وغيرها وهى لم تشهد انخفاضا الامر الذي لابد من معرفة كيف انخفض معدل التضخم واضاف في حال ان هناك تراجعا فلا يمكن ان تصل لتلك الارقام التي ذكرها الجهازالاحصاء بحيث يمكن وصف التراجع بالكبير وتابع الجاك أن اي انسان عادي متابع للواقع الموجود يعرف تماما ان رغم التراجع المذكور مبالغ فيه مشيرا الى ان هناك حزمة من السلع اذا استصحبها الجهاز في القياس فان معدلات التضخم لن يتراجع اذا ما كان مرتفعا خاصة الادوية الذي يشهد شكاوي من ارتفاع اسعاره بشكل جنوني وصعوبة الحصول عليه ان لم يكن مستحيلا مشيرا الى أن الامر يرجعنا للسؤال مرة اخرى كيف يقيس الجهاز معدلات التضخم قاطعا بأن التوضيح يجعل الامر اكثر تحليلا وواقعية واعمق لظاهرة الانخفاض .
وقطع الجاك بأن الاسباب التى تؤدي الى ارتفاع معدلات التضخم مازالت باقية بخاصة تلك التى تتعلق بالسيولة وسعر الصرف ، قاطعا بعدم امكانية تحقيق معدل التضخم الى 19% في موازنة العام الحالي 2019 م في ظل وجود الاسباب التى تؤدي الى ارتفاع معدلات التضخم مشككا في رقم تراجع التضخم لشهر يناير وتابع ” اذا استبعدنا مشكلة السيولة بالرغم من تصريحات المسؤولين بانه في نهاية يناير وبداية فبراير ستنتهي الازمة أو تعود كما كانت مازالت المشكلة تظل قائمة والصرافات مكدسة بالصفوف بالرغم من الكميات التى تمت طباعتها في العملة ووسائل الدفع الالكترونية التى لا يستخدمها الكثيرون ما يؤكد بأن التضخم في ارتفاع وليس تراجع.
ونوه الجاك الى أن تعطل كل القطاعات الانتاجية من مصانع وزراعة لمشاكل في توفير مدخلات الانتاج وفرص التمويل المحدودة ما يؤدي الى ارتفاع تكاليف الانتاج يصبح سببا اخر في ارتفاع معدلات التضخم لارتفاع اسعار السلع والمنتجات.
وفي ذات الاتجاه كذب خبير مصرفي فضل حجب هويته لـ(الاخبار) تراجع معدل التخضم لشهر يناير المنصرم ، قاطعا بان الارقام غير صحيحة ولا تخضع لمعايير علمي.
وقطع الخبير في حديثه لـ(الاخبار) بان ازمة السيولة الحاصلة بالبلاد ادت لارتفاع معدلات التضخم الى اكثر من 70% الشهر المنصرم فكيف ينخفض الى 43% في ظل تفاقم الازمة ولم تشهد السيولة انفراجا او تغذية للصرفات حيث تعاني الصرافات من الصفوف قاطعا بأن الوضع الطبيعي في ظل الازمة الحالية في كل السلع والخدمات يؤكد تماما ان تراجع التضخم غير صحيح البتة.