بقلم – الصادق كرم
مما لاشك فيه أن الحزب الجمهوري ـ غير الموقع على إعلان وثيقة الحرية والتغيير ـ بتوقيعه أمس التاسع من شهر أغسطس إلاعلان السياسي مع الحركة الشعبية بمنزل الاستاذ محمود محمد طه يوكد لأي مدي اهتمام هذا الحزب بالقضايا الأساسية ويوكد مدى ثقته بالسودانيين في معالجة قضاياهم وطرح الحلول لها من الداخل خلافا للتدويل السائد .
وقد نجح الطرفان في التوصل لتفاهمات ووضع آليات للعمل السلمي المشترك بينهما في ظروف هى في غاية التعقيد والانبهام مما يعد ذلك اختراقا فكريا وسياسيا للمشهد بصورة عامة .
ونتوقع بهذه الخطوة المهمة معالجة القضايا العالقة بمخاطبة جذور الأزمة ـ ازمة الهوية وأزمة الحكم وأزمة الإدارة والأزمة السياسية بل وجميع الأزمات الثقافية والفكرية والاجتماعية والاقتصادية التي تستدعي حلولا جذرية غير مسبوقة وتحتاج للكثير من الوقت والجهد والإرادة القوية للتغلب على العقبات وفوق ذلك تحتاج لاشراك كل السودانيين في مناقشة قضاياهم وإدارة حوار حولها بفتح مناير النقاش الحر .
إن أزمة السودان هى أزمة قديمة متجددة انحرفت عنها الممارسة السياسية منذ بداية نشأت الحركة الوطنية عندما انعدمت لديها الإرادة المسؤولة بمواجهة الحقائق والتفكير الحر والاستتباع المميت الذي قتل روح الابداع وقدرة التكيف مع طبيعة المجتمعات السودانية المتنوعة ورغم وضوح طبيعة الأزمة السودانية إلا أن النخبة السياسية ما زالت تغض الطرف وتتعمد عن قصد مواجهة الحقائق فمازال اليسار يحترف التكتيك والفهلوة السياسية ومازالت الطائفية تحترف التآمر والخداع ومازال الإسلاميون والدائرون في افلاكهم يحترفون كل ذلك بإسم الاسلام.
إن روح التعاون الخلاق القائم على مبدأ الصدق والنزاهة والاستقلال هو الطريق المستنير الذى تتوج فيه نضالات الشعوب وكل مسعى بشري يسعي للحرية والكرامة