الخرطوم سلاميديا
تقرير: وفاق التجاني
ينزعج السودانيون من أحداث العنف والسرقات بقوة السلاح التي انتظمت البلاد مؤخرا والتي أصبحت سمة من سمات الشارع السوداني، حتى كادت أن تصبح احداث اعتيادية، لا يرفع لها حاجب الدهشة ولا تتسع الأعين عند سماعها.
ونشطت في الآونة الأخيرة، ظاهرة “تسعة طويلة” والتي ينفذها أشخاص يرجح أنهم جماعات ممولة من قبل تنظيم معين، الهدف منه إثارة الفوضى بالسودان.
وبالأضافة لظاهرة “9طويلة” هناك السرقات الممنهجة، والتي بحسب ملاحظات “سلاميديا” تتم عن طريق عدد من الأفراد يشكلون طوقا للضحية، حتى تنفرد به ويتم السطو عليه، مع استخدام السلاح الأبيض والعصي.
ورجح عدد من المتابعين أن تكون هذه التفلتات الأمنية، ظاهرة ممنهجة من قبل رموز النظام البائد، والذين ظلوا يخططون لها منذ سقوط الرئيس المعزول عمر البشير في ٦ ابريل العام ٢٠١٩.
ويقول المحلل السياسي، عروة الصادق أن النظام البائد وقبل سقوطه كان يخطط لأعمال العنف والتخريب، والظاهر ذلك في الفتوى التي كان يطلبها عمر البشير من المفتي، لقتل ثلث الشعب السوداني.
وأكد خلال تصريحات “لسلاميديا” أن النظام ما زال يكرس للعنف ويحث عليه ولم يتخلى عن التخطيط، وأشار أن ظاهرة “٩طويلة” ظاهرة ممولة بالكامل من قبل رموز النظام البائد لإثارة الفوضى بالبلاد.
وأكد أن هذه التفلتات ستستمر في حال أن الدولة استمرار تراخى الدولة في القبض على المجرمين وتعريضهم للمعاقبة، وكذلك لابد أن يحصر السلاح الذي في يد المواطنين وتقنين السلاح في أيدي الحركات المسلحة التي انضوت تحت لواء السلام مؤخرا.
فيما يؤكد عضو هيئة محامي دارفور الصادق علي حسن أن تأخير ملف الترتيبات الأمنية، هو السبب الأساسي في ظهور هذه التفلتات الامنية.
ولفت في حديث “لسلاميديا” لضرورة المواءمة بين القوانين، وإزالة التعارض عند التطبيق، وأشار كذلك تدريب القوات الأمنية، ليتعرفوا على حقوق الإنسان حتى لا يتخطاه عند تنفيذ أحكام معينة أو عند القبض عليه.
وأشار أن الإقليم الغربي أصبح مكب لكافة أنواع الاسلحة، الشيء الذي ينذر بضعف الدولة في الحد من ظاهرة السلاح وبيع السلاح وتقنينه، الشيء الذي يساعد في خلق بيئة مؤاتية لهذه الانفلاتات الأمنية.
أما بالنسبة للشارع السوداني فإن ظاهرة التفلتات الأمنية تعتبر قصور في دور الأجهزة الأمنية، وتراخي من حكومة الفترة الإنتقالية التي لم تستطيع الحد من هذه الظواهر.
ويقول أحمد محمد حامد مواطن سوداني ٣٩ عاما أن هذه التفلتات نشطت مؤخراّ، لكنها ظهرت بكثافة بعدد من الأحياء وخاصة الشعبية منها.
وأفاد ل”سلاميديا” أن المواطن السوداني قليل الإدراك بحقوقه القانونيه والدستورية للتعامل مع المجرمين في حال تعرض لهم.
وأشار أن هذه المظاهر أصبحت اعتيادية، ويكتفي المجني عليه بتدوين بلاغ فقط دون متابعة خلفيات القضية.
يذكر أن حكومة ولاية الخرطوم قد بدأت بوضع ترتيبات لإنهاء ظواهر العنف والتخريب والسطو ، وهذا بحسب مؤسسات الدولة الأمنية داخل الخرطوم.