بقلم : محمود الشين
هل كتب عليها أو لها الشقاء لتبقى حزينة على مدى الأيام؟ لمصلحة من هذا الحزن المقيم في مدينة نيالا؟
لست أدري ولكني اشاطرها هذا الإحساس حين تتاوه وتتالم نتيجة لتجدد أحداثها الدراماتيكية المؤسفة.
إن مقتل موظف ببنك النيل فرع نيالا في قلب المدينة وإصابة زميله الآخر التي وصفت بأنها خطيرة تعيد للأذهان ذكرى الأيام الحرجة في المدينة التي حصدت آلة الغدر فيها – العشرات من ضحاياها البسطاء.
العمل المصرفي راق وجميل ، وإن لم يعد يحقق الحد الأدنى من تطلعات الأجيال الجديدة التي ولجت هذا المجال وهي تنشد الإرتقاء باقتصاد الوطني المترنح.
مقتل موظف بنك بهذه الطريقة البشعة مؤشر سيئ ويخصم الكثير من سمعة المدينة التي تتهيأ لإستقبال مستثمرين ومشروعات إستثمارية قادمة ستغير واقعها نحو مستقبل أفضل.
يجب أن يكون العقل الجمعي حاضراً لإستنكار هكذا أحداث مرفوضة ومدانة. فالإستثمار بحاجة إلى بيئة آمنة مثلما هي حياة الناس العاديين في مدينتهم الجميلة.
الإفراط والتفريط في الأشياء الجميلة ، بات سمة بارزة لحكام ووجهاء المدينة المليونية. لقد غادر بنك المال المتحد نيالا مع أنه أقام بنية تحتية قوية ، غير أن المجتمع ورجال المال والأعمال هناك لم يقفوا مع البنك الذي توجه بصدق للعمل في جنوب دارفور. وفي البال انه أحدث تنمية هائلة ومول مشروعات بنية تحتية في بعض الولايات.
هل نيالا إستثناء؟ لقد إستقبلت ولايات أخرى موظفي البنك المصدومين على نحو أنساهم خيبتهم في أفق البحير المأزوم جراء أحداثه الدامية.
إن تكلفة نقل الأموال من وإلى نيالا وحركتها الداخلية بين البنوك والصرافات هي الأعلى في بلادنا ككل..
فالإقتصاد أرقام لا ينبغي أن تكون مثقلة بالصرف الإداري لمؤسسات يمثل وجودها دليل عافية وإزدهار.
أملي كبير في عودة رموز وأعيان نيالا للمشهد بعد سنوات من الغياب والتغييب وفي شبابها ليكونوا سنداً للقوات الحكومية في حسمها للمتفلتين وفي رجال المال والأعمال بأن يرفعوا من الروح المعنوية للمصارف التي تعاني من تحديات كبيرة.
قلبي مع وإلى نيالا في حزنها الكبير.