الخرطوم سلاميديا

تقرير وفاق التجاني

لم تستمر بشريات عودة الناقل الوطني لمباشرة عمله كثيرا. فسرعان ما كست ملامح الخيبة مهتمون بالشأن الاقتصادي السوداني بعد إعلان إقليم الشرق الانغلاق والذي استمر أكثر من أسبوع.

وتحتج كيانات معارضة بشرق السودان، بقيادة الناظر محمد الامين ترك، وتشدد على ضرورة إلغاء مسار الشرق في اتفاقية السلام التي تم توقيعها في العاشر من أكتوبر والتي احتضنتها جوبا، وتطورت مطالب المحتجين إلى أن وصلت لحل الحكومة لمماطلتها وتمسكها بالمسار.

وخيم اغلاق إقليم شرق السودان بظلال سالبة على المشهد الاقتصادي، خاصة بعد إغلاق مستمر للموانئ البحرية ببورتسودان.والتي قدرت الخسائر الناجمة عنها لأكثر من نصف مليون يورو يوميا.

وقبل أيام قليلة أعلن مدير التجارة بالخطوط البحرية، الكابتن احمد حسن قرين عن عودة الناقل الوطني، البحري السوداني لمزاولة أنشطته البحرية بعد توقف طويلاً مؤكدا أن البشريات ستتوالى في الأسابيع القادمة، إلا أن إغلاق شرق السودان حال دون ذلك خاصة بعد تراجع المخزون الاستراتيجي من النفط وتعطل مصفاة البترول المرتبطة بميناء بورتسودان وتوقف حركة الملاحة.

وابدا وزير النفط والمعادن قلقه بشأن اغلاق الموانئ بورتسودان وقال في تصريحات صحفية ان الابار بجنوب السودان مستمرة في ضخ النفط الا ان عمليات التصدير عبر المواني السودانية متوقفة تماما.

وناشد اهالي الشرق بالوصول لحلول عاجلة لتجنب البلاد الخسائر المالية الفنية وللازمات البترولية وأشار ان مخزون البلاد من النفط يكفي لعشرة ايام فقط، واكد ان توقف العمل بالموانئ قد يؤدي للتجميد وتلف المواد الخام.

الخبير الاقتصادي د.محمد الناير أكد أن شرق السودان لا يمثل أهمية كبيرة للإقتصاد السوداني فحسب بل يشكل أهمية كبيرة في اقتصاد معظم الدول المحادة للسودان وتعتمد حركة استيرادها وتصديرها بموانئ شرق السودان.

وأشار في حديثه “لسلاميديا”أن ٩٥٪ من حركة الاستيراد في السودان والتصدير تتم عن طريق ميناء بورتسودان وأكد أن إغلاق هذه الموانئ سيشكل اثرا كبيرا على اقتصاد البلاد.

وتوقع كذلك حدوث أزمات فيما يخص حركة النفط والتي تتم عبر مصفاة الجيلي والخط الناقل لميناء بورتسودان. وأشار أن هذا العجز يشير إلى أن الدولة ليست لها خطط استراتيجية بعيدة المدى ولا خطط بديله خاصة بعد التصريحات التي تشير لأن البلاد يكفي مخزونها من النفط لأقل من عشرة أيام فقط.

أما المحلل السياسي عبد الباسط الحاج يرى انه من اصعب التحديات التي تواجه التحول الديمقراطي هو التحول في دولة تتميز بالتعددية الاثنية، خاصة في ظل ضعف أداء الأحزاب السياسية، وعدم كفاءتها في التعبير عن مصالح التجمعات السياسية والتنموية.

وأكد. هذا امتحان إرادة القوى السياسية، في العزم بالعبور نحو التحول الديمقراطي، أو جر البلاد لأزمات اكثر وستكون وقتها الفوضى غير متوقعة.

وغرد امجد فريد عضو تجمع المهمين أن أي محاولة لاستخدام البطش أو العنف في حل قضية أزمة الشرق ستكون عواقبها وخيمة وكارثية، وطويلة الأمد على السودان كله، وانما تحتاج لحلول سياسية رفيعة.

وتابع أن المسار المجمد لا يمكن تركه مجمدا، والمظالم التنموية والتاريخية في نقص الخدمات وعدم معالجة المشاكل المتراكمة يحتاج لإعلان خطة تنمية قاعدية، وإظهار الجدية من قبل الحكومة والبدء في تنفيذها.

ويقع ميناء بورتسودان – الذي يحمل اسم المدينة الساحلية- شمالي شرقي السودان على البحر الأحمر، وافتتح عام 1909، ويعد الميناء البحري الرئيسي للسودان، وله أهمية إستراتيجية ويربط بين 3 قارات.

ويشمل الميناء جملة موانئ متخصصة منها الميناء الشمالي والجنوبي و”بشائر 1″ و”بشائر 2″.

وتستحوذ ولاية البحر الأحمر على نحو 95% من حركة الصادرات والواردات السودانية، ويبلغ تعداد سكان بورتسودان نحو 600 ألف نسمة (بحسب تقديرات عام 2011).

ويعتبر البترول من أهم الصناعات في ولاية البحر الأحمر، إضافة إلى تصدير الذهب.