تقرير ــ إدريس عبد الله
ظلت العلاقات السودانية القطرية طوال حكم حزب المؤتمر الوطني في أحسن حالتها وكانت قطر داعم أساسي للخرطوم ومعلاجة لكثير من أزماتها السياسية والاقتصادية.
وأبرز الدعم القطري للخرطوم تمثل في رعايتها لمفاوضات دارفور التي بدأت منذ عام 2010 ولا زالت الدوحة تشرع أبوابها لاستقبال أطراف أزمة دارفور لتجسير الهوة بينهما وحملهما إلى الاتفاق.
بيد أن تلك الأدوار الايجابية من قطر تجاه الخرطوم قد تفسدها ما بثته قناة الجزيرة القطرية التي يعتبرها الكثير لسان حال حكومة القطرية عن لقاء جمع بين مدير جهاز الأمن والمخابرات السوداني، صلاح قوش، مع رئيس الموسادة الأسرئيلي، يوسي كوهين، نقلاً عن موقع بريطاني يشتبه وجود علاقة بينه ودولة قطر. برغم نفي جهاز الأمن والمخابرات السوداني، صحة هذا الخبر واعتبره تشويه يمارس ضد السودان.
ويرى مرقبون ان بث الخبر يعني تغيير في موقف قطر تجاه الخرطوم، وقال مسؤول العلاقات الخارجية بحركة الاصلاح الآن، أسامة توفيق لـ “سلاميديا” إن الخبر جاء لعدم رضا قطر عن الخرطوم، لجهة أن سياسية الخرطوم هي أسوأ نموذج في العلاقات الدولية لأنها سياسية “مسك العصا من النص” حسب قوله.
وأضاف توفيق “قطر قدمت للخرطوم الكثير وهذا يتمظهر في أتفاقية الدوحة ولكن سياسات الخرطوم وقرارارتها الأخيرة تعني تملص الخرطوم عن تنظيم الاخوان المسلمين العالمي والتي تعتبر قطر عضواً مهما فيه، ومن اسوأ ما قامت به الحكومات ملاحقتها ومطاردتها للاخوان المسلمين الذي لجاؤوا للخرطوم، من مصر وغيرها”.
وأوضح أن علاقة الخرطوم بمصر جيدة على الرغم من ان حكومة السيسي تعمل كل شئ ضد الحكومة القطرية والأخوان المسلمين، كما ان حرب اليمين التي وقفت فيها الخرطوم مع المحور السعودي الاماراتي كلها ساهمت في توتر العلاقة مع قطر.
وأكد أن الخرطوم قد فعلت كل شئ ضد الحكومة القطرية، قائلاً إن قناة الجزيرة لم تكن كاذبة حيث نشرت الخبر وفقا لمصدر من موقع بريطاني، لأن الصحف الأسرئيلية تداولت ذات صبيحت السبت.
من جانبه قال رئيس حزب المؤتمر السوداني بالأنابة، مستور أحمد مستور في حديثه لـ “سلاميديا” إن موقف قطر من الخرطوم يأتي في إطار الاستقطاب والتنافس بينها وبين محور السعودية-الامارت، مضيفاً “الخرطوم ظلت تلعب على التناقضات وتحاول الاحتفاظ بكل الاطراف،وأضاف مستور قائلا ولكن عندما تشتد الازمات الداخلية، تكون الخرطوم اقرب للمحور الذي يساهم في حل الازمة الداخلية، بغض النظر عن الثمن المقابل، مما يدفع المحور الاخر الى اتخاذ موقف،اما متشدد او اكثر قربا”.
وتابع “الآن النظام في الخرطوم مواجه بتصاعد الاحتجاجات الشعبية المطالبة برحيله،مقرونة مع الصراعات الداخلية، والضغوطات الدولية والاقليمية المطالبة بإجراء اصلاحات سياسية، فالموقف القطري في ظل هذه المعطيات لا يستبعد ان يكون شكل من اشكال الضغط على الخرطوم،للقبول بوصفتها للتحول في السودان”. وأكد مستور أن المجموعة المسيطرة والممسكة بمافصل الدولة، غير مستعدة للتعاطي مع اي سيناريو للانتقال من غير البشير، فوان لعلاقة بين الخرطوم والدوحة رهينة بما تقدمه قطر من عرض ومدى مقبوليته من الخرطوم.
من جهته قال المحلل السياسي حسن الساعوري، لـ “سلاميديا” إن الخبر لو كان صحيحاً فأنه يعني تطور العلاقات القطرية مع الخرطوم، وعزا ذلك بان قطر مطبعة مع أسرئيل ولديهم علاقات تجارية وأقتصادية، مضيفاً “لقاء مدير جهاز الأمن السوداني صلاح قوشي يعني سير في مسار قطر أو التي تعتبره قطر صحيحاً”.
من جانب آخر قال القيادي بحركة اللجان الثورية، محمود عابدين، إن قناة الجزيرة ليست اللسان المعبر عن حكومة قطر وإنما هي قناة مستقلة وليست هنالك سيطرة حكومية عليها، مردفاً “لذى القناة دائما تقتحم سياسات المختلف من الدول وقيادات بماهو كاذب وغير صادق لاشعال الفتنة وتخريب العلاقات بين الدول الشقيقة”. وتابع “خصوصا أن معظم العاملين في القناة من المطلوبين سياسياً في دولهم الأصلية”.