بقلم : محمد بدوي
موكب السادس والعشرين من فبراير ٢٠٢٢ الذى جاء تحت شعار ( موكب الأباء و الأمهات ) شكل أحد مراحل تطور مسار الثورة السودانية عقب اكتوبر ٢٠٢١ ، بالنظر لسجل التاريخ السياسي و الإجتماعى فى السودان قبل ديسمبر ٢٠١٨ ، كان الجدل فيه يحسم نظريا بتميز قدرة جيلي اكتوبر و ابريل ( ١٩٦٤ ، ١٩٨٥ ) و القدرة على صنع التغيير أو الفعل ، تمتد الحالة لتتحصن بمفهوم الاصالة على سبيل المثال رفع غناء الحقيبة الى مصاف التمييز غير القابل على منافسته فى إقصاء لقدرات الجيل الحالى على صنع الفعل بعدم الاعتراف بالحق فى الإختيار والإختلاف.
بالمقابل لم تكن فئة الشباب تنظر للأمر من زاوية الشروط الموضوعية المرتبطة بالتاريخ السياسي فى ان ثورتي اكتوبر و أبريل شكلا تاريخا فارقا فى حركة النضال من اجل الديمقراطية فى دولة ما بعد الاستقلال و التعامل معها بصيغة الماضي بعيدا عن الديالكتيك .
موكب ٢٦ فبراير جاء ليجسر العلاقة بين الاجيال المختلفة ليس إختيارا لكن كجزء مسار تحول الثورة إلى حالة ثقافية فى الواقع السودانى ، وهو ما ينعكس بتحصين حركتها من الهبوط لإكتمال حلقات الفاعلين فيها .
الفعل الراهن تجاوزها محيط الشارع و القنوات الفضائية حيث أصبحت الثورة حالة حيوية بخارطة موازية لمساحة الدولة .
الصورة التى سيسجلها التاريخ أن استهداف فئة الشباب للقتال كان أول أجندة نظام الإسلاميين السودانيين بعد سيطرته على السلطة فى ١٩٨٩ ، و أن ذات الفئة هى التى قادت سقوطهم في ١٩٨٩ ، ليأتي موكب ٢٦ فبراير ساندا لهم برد الإعتبار ( نحن معاكم ) فى تجسير لأن الثوار و أدوات الثورة السودانية ذات جذور واحدة على إمتداد الأجيال ، تطلعا للديمقراطية كحق ظلت ترويه دماء الشهيدات والشهداء .
نحن معاكم ، كلنا معا ، و الجميع مع الوطن ، من أجل دولة المواطنة و سيادة حكم القانون و السلام المستدام