بقلم عبدالله ديدان
اندلاع العنف القبلي في النيل الازرق هو امتداد لما يحدث في دارفور وشرق السودان وجنوب كردفان من ازمة ناجمة عن الفراغ السياسي وانعدام برامج العمل السياسي، القائمة علي ادارة التنوع وربط الشعوب بقضاياها الاساسية ومصالحها المشتركة، فضلا عن استثمار بعض القوي المعادية لاستقرار السودان وسلوك نظام البشير البائد، اضافة الي النهج العشائري والجهوي الذي يتبعه قادة انقلاب ٢٥ اكتوبر.
يتطلب الوضع الراهن تغيير تكتيكات وادوات مخاطبة ازمات الصراعات القبلية ، فما عادت البيانات والتصريحات الصحفية ذات جوي.
ما العمل؟
– علي قوي الثورة والاحزاب السياسية ان تتحرك بصورة عاجلة علي الارض، عبر الاتصال بقادة المكونات القبلية والاثتية في النيل الازرق ، من اجل ايقاف الاقتتال القبلي الدائر الان وتكوين وفد من رؤساء الاحزاب للسفر فورا من اجل هذه الغاية.
– التوافق علي رؤية سياسية، للتعامل مع الصراعات القبلية ، الشيء الذي ظل غائبا عن البرامج السياسية للاحزاب سوي اشارات محدودة.
– وضع خارطة طريق سياسية لادارة التنوع كواحدة من اسس بناء التوافق الوطني بين السودانيين وهي مهمة سياسية واجتماعية ، علي الاحزاب ان تشرع فيها فورا.
نعم ، قوانا السياسية حاليا منقسمة علي نفسها وبينها ما صنع الحداد، لكنها بالضرورة لا تريد للسودان الانزلاق في اتون حرب قبلية واثنية شاملة، اذن يمكنها العمل معا الان ، من اجل ايقاف شبح هذه الحرب الذي بات يتمدد بسرعه مخيفه.
فقد بات السلام الاجتماعي في مهب الريح ودونه لن يتحقق سلام سياسي ولا استقرار من اي نوع.
انها دعوة لقوانا الحزبية ، ان تنهض الان بروح مشتركة للتحرك نحو النيل الازرق من اجل هدف واحد فقط:
احتواء هذا العنف القبلي بكل تعقيداته المعلومة وتلك التي غير المرئية لكل الناس…..