بقلم : محمد بدوي

امراة من طينة الحسن والبشاشة، تقدمت بها السنون فترسمت الملامح بالملاحة، فما لا يخفى هو الحسن لأنه استمد جيناته من الشمس، كلما شاءت الايام ان تحسن الصدف بمقابلتها اختلس النظر الى ” المساير” التى اكسبها زحف ابيض خفيف لون انتمى للسحاب حين يهم بهطول غزيز و حين يشرع البرق السنته ليضيء عتمه لمن تفرقت بهم السبل ليلا فى فضاء بهيم، يسرح خاطري بان ملاحتها تؤرخ لبداية اقبال الناس على التصوير بالابيض والاسود فى ستينات القرن المنصرم، سيطر هذا الشريط على ذاكرتي و انا ادعو لها بالرحمة حين بلغني نبأ رحيلها فياله من رحيل عرف الاختيار و لطف بحال من عرفوها بان اسرج الذاكرة بان ترتكز اختيارا على اللطف فالحزن عليها جاء رفيقا بالقلب كانه ينفذ وصيه لها” ترفقوا فى الحزن على”، حسبت بأنى قد عرفت وحدي سر وصيتها، لكن سرعان ما وجدت جيناتها منثورة كالحب و الحب، استوقفني عثمان عبدالرحيم وهو يحظى برقه الشوف مثلها، ومصطفى يوسف فى لين جنابه، خنساء التى اخذت من الحديقة ما تعرفه المواسم بالبشاشة، تخصيص بعيدا عن الحصر والضيق، لكنها مناجاه القلب دون تزيد فهى كل تناثرت صفاته فى الكل اقتدارا، لكن هولاء كانوا رفقهتها هى توزع الصدقات و تدعو الله باخضرار الحال، بت سلمان امراة كضوء الفجر فى هدوءه واعلانه الصباح فى هذا التوقيت يطل عليك ضيف الله ببعض من ملامح الهدوء والصمت اللطيف الذى ما ان تسبر اغواره الا و تدرك بان ” حنينه” جزء من ذاك الدعاء الصباحي، فرحه التى تؤانسها انس الام والاخت فالمساحة بينهما تمتد بأمان يخصهما و يحتمل مسرحه ابراهيم باسما.
بثينة البنت والاخت والرجاء، كاتمة السر و كاشفه اليسر، قاسمها فى ذاك وداعه الله و حسن فى حسن حاله دون استئذان اسماء ،و المتقين بالقدر و حسن الخاتمة عم يوسف ، اعلم كم من الحزن يقف شاهدا على الفقد الذى باغتكم كما باغتنا جميعا وسكن الانحاء متدثرا بالصبر على طول المسافة بين الفاشر و نيالا.
لها من لدن الرحمة بمقاييس الصدقات و اطعام الجائع و صوم القبول، و لها فى حسن العشيرة بذار صبر من عبدالرحمن، والاحمدين و رقه حال قلب احمد يوسف فى ابتهاله مع الزرع والضرع وان لم اذكر البقية فليس نسيانا بل هو تعمد لأنكم نبته من تلك العريشة النضرة التى تعهدها بالسقيا وطيب الحال.