تقرير مصطفى حسين
الخرطوم سلاميديا
منذ انقلاب الخامس والعشرون تبدلت المواقف حول الكثير من القضايا المرتبطة بالواقع السياسي داخل معسكر الانقلاب، ولكن في كثير من المواقف تجد القيادة العسكرية طريقة لادارة خلاقاتها، الا ان الامر تغير في الفترة الاخيرة عقب تصريحات البرهان المرتبطة بخروج العسكريين من السياسة، واعلان الجاهزية لتسليم كامل السلطة للمدنيين.
بينما كتابات رئيس تحرير صحيفة القوات المسلحة الحوري والمستشار الاعلامي لرئيس مجلس السيادة ابوهاجة تشير الى غير ذلك، وتكتب عن شروط سياسة واجب توفرها لتسليم السلطة للمدنيين، هذا الامر جعل الكثير من المتابعين يصورون الامر كانه تكتيك او مناورة عسكرية.
مؤخرا خرجت تصريحات من قائد قوات الدعم السريع كشف فيها عن اتفاقه مع البرهان لتسليم الحكم للمدنيين الذين ستختارهم قوى الثورة.
وقال الخبير القانوني والمحلل السياسي الاستاذ محمد بدوي ان التصريحات الاخيرة لا يمكن قراءتها بمعزل عن إنقلاب 25 اكتوبر والتي تعبر في احدى مراحلها عن الصراع العسكري، وابان ان تصريح قائد الدعم السريع هو رد على قائد القوات المسلحة بموقف خروج المؤسسة العسكرية من السياسة، ويكشف ان قرار البرهان اصبح واقع.
وهذا بدوره نقل الصراع الى داخل المكون العسكري وان حميدتي يشكل جزء من هذه التفاصيل، هذا الصراع سيكشف عن تفاصيل كيفية تكوين الجيش الواحد وعملية الدمج، اما لتصريحات الاخرى المرتبطة بالمستشار الاعلامي لرئيس مجلس السيادة ابوهاجة ورئيس صحيفة القوات المسلحة الحوري لا يشكلان امرا رئيسيا لان الامر بيد القائدين، والذي يفتح الاسئلة المرتبطة بالدمج وآلياته وطريقته ومدته، ووجود المجلس الاعلى للامن والدفاع من عدمه.
فيما اوضح بدوي ان تصريح جبريل مهم، فهو لم يقف ضد الانقلاب العسكري بسبب ارتباط المصالح باتفاق سلام جوبا، ولكن هذا الامر يكشف ان حالة التحولات التي تتم داخل المكون العسكري يؤثر على الاتفاقات والمصالح والتحالفات، والمخاوف المرتبطة بالتعديل على اتفاق جوبا والمكاسب التي تمت، كما يعبر عن موقفهم من الانقلاب ولكن تم استخدامهم لمرحلة.
وقال ان السيناريوهات المتوقعة لا يمكن النظر اليها بمعزل عن ورشة التقييم لقوى اعلان الحرية والتغيير وورشة الاعلان الدستوري وكذلك وزيارة البرهان لنيويورك وتصريح حميدتي المرتبط بالدمج، مضيفا ان كل هذا يشير الى ان هناك تسوية ما ستتم لكن ملامحها الاساسية هو التاكيد بوجود السلطة المدنية على راس المجلس السيادي والسلطة التنفيذية وان الجيش سيكون موجود في جسم ما، بشرط التاهيل الذي قاله عبدالعزيز الحلو في التفاوض المرتبط بالجيش القومي وطلب عبدالواحد بحل المليشيات.
واوضح بدوي ان قوى الحرية والتغيير مطالبة بالاجابة على مسألة لمن ستكون السلطة السياسية من الاجسام الموجودة الان واي من الاطراف ستكون مقبولة من الاخر، وقال هناك 11 مليون مهددين بنقص في الغذاء، وان ضغط الشارع يمكن يعزز في الضغط على التفاصيل.
بينما يرى الصحفي والمحلل السياسي عبدالرحمن العاجب ان تضارب التصريحات التي ظهرت مؤخراً بين قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو والقائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، تؤكد أن الخلاف بين قيادة الجيش والدعم السريع وصل إلى قمته.
وقال “بالنظر إلى مبادرة أهل السودان بقيادة الشيخ الطيب الجد فإننا نجد أن البرهان ايدها وأعلن وقوفه معها، فيما رفضها حميدتي وطالب بمعرفة تفاصيلها ومن يقف خلفها، وفي نهاية المطاف قاد موقف حميدتي إلى فشل المبادرة”.
ومضى “حتى الاتفاق الذي أعلنه حميدتي بأنه أتفق مع البرهان حول خروج المؤسسة العسكرية من العمل السياسي وتوافقهما حول ان يتبنى المدنيين تشكيل مجلس سيادة ووزراء مدني تم إعلانه من قبل حميدتي وحده ولم يعلق عنه البرهان فيما ظل مستشار البرهان العميد الطاهر ابو هاجة يصرح ضد ما ذهب إليه حميدتي وكل التصريحات تؤكد وجود أزمة حادة بين الجيش والدعم السريع”.
واشار العاجب لتصريحات جبريل إبراهيم حول أن الجيش يريد أن يختطف السلطة بأكملها تؤكد بأن وكلاء الانقلاب توصلوا إلى قناعة بأن إنقلاب ٢٥ إكتوبر فشل وبدأوا يبحثون عن توافق جديد يضمن لهم استمرارهم في السلطة عبر إتفاقية جوبا للسلام.
ويبدو أن سيناريوهات مستقبل الصراع العسكري المدني في ختام المطاف ستقود إلى خروج الجيش من السياسة وتشكيل حكومة مدنية كاملة تقود عملية الانتقال وتشرف على قيام انتخابات حرة ونزيهة، على أن يتم ذلك بدعم من المجتمع الدولي والإقليمي.