الخرطوم ــ إدريس عبدالله
سجلت المرأة السودانية، حضورا كبير في الساحة السياسية والأجتماعية والأقتصادية، خلال الفترة الماضية، وكانت وما زالت الأكثر حضورا، منذ بداية الأحتجاجات الحالية التي بدأت في 13 ديسمبر الماضي
بمدنية الدمازين بولاية النيل الأزراق جنوب البلاد، وقامت السلطات خلال هذة الفترة بتوقيف وأعتقال عدد من الناشطات ومحاكمتهن بالغرامة المالية، والجلد، خاصة بعد أن قامت السلطات السودانية بأعلان حالة الطورئ ومنع التجمع والتجمهر. وأبرز المعتقلات خلال الأيام الماضي، نأئب رئيس حزب الأمة القومي، مريم الصادق المهدي.
في هذه المادة نسلط الضوء على نضالات المرأة السودانية ومشاركاتها في المعارك الوطنية، وترصد المادة زيادة فاعلية المرأة في أدوراها الوطنية، وهو الأمر الذي عزاه ناشطون إلى زيادة الوعي المجتمعي بأهمية دور المرأة وفاعليتها في العمل جنباً إلى جنب مع الرجل، إضافة إلى شجاعة المرأة وتقدمها لأخذ دورها في صفوف القيادة منطلقة من ارث نضالي بائن للمرأة السودانية في الحقب الماضية.
يقول الناشط السياسي، يس جدو، لـ “سلاميديا” إن النساء السودانيات قد أستلهمن تاريخهن وتجاربهن بما جعلهن الفاعل الرئيسي في الثورة الحالية، متوقعاً أن يكون للمرأة السودانية في المراحل المقبلة شأن كببر في العمل العام، خصوصاً وأن البنيان السياسي والأجتماعي والثقافي القديم الذي صنعته الأنقاذ تجاه المرأة في طريقه إلى الأنهيار مع صعود تيارات الأستنارة والديمقراطية والعدالة والسلام.
وأضاف “الملاحظ أن المرأة برزت بشكل قوي في ثورة ديسمبر وقيادتها للفعل الثوري، والمتابع لوضعية المرأة في الحياة العام في السودان خلال 15 عاما يجد أن هنالك نقلة وعي بصورة متنامية في أوساط النساء السودانيات يتمظهر في حالات التنظيم والأنتظام التي أفرزت حركات نسوية عديدة مطالبة بحقوق النساء”.
وأوضح جدو أن مشاركة المرأة داخل الدولة السودانية في مجال العام ليس بجديد بل له أبعاد تاريخية حيث ظلت المرأة طيلة التاريخ شريان الحياة العامة والفاعل الأساسي في المشهد السياسي والأجتماعي والأقتصادي والثقافي، مضيفاً “بقراءة حركة التاريخ الأنساني يلاحظ تقدم المجتمع السوداني وخاصة المرأة السودانية في قضايا النوع منذ القدم شاهد على ذلك، كنداكات ممالك السودانية القديمة (كوش ومروي وغيرها) ولكن شهدت العقود الآخرية من حكم الوطنية أنحطاط، بالذات في فترة الأنقاذ تحت مسمى المشروع الحضاري”.
وأتفق الناشط في المجتمع المدني، علي دابا، مع جدو بقوله إن المرأة السودانية منذ العهود القديمة لها مشاركة في العمل العام بصورة ملحوظة، وأضاف دابا أن هذا واضح من خلال تاريخ السودان منذ حضارة كوش بمرور بأول برلمانية في السودان، فاطمة أحمد أبراهيم، التي تعتبر علامة فارقة في تاريخ المرأة السودانية عكس قرينتها في الأقليم في تلك حقبة. وأضاف في قوله لـ “سلاميديا” “من خلال قراءة التاريخ تتأكد أن الدور الكبير التي تقوم به النساء السودانيات في ثورة ديسمبر مستلهمات من التاريخ”.
وأضاف “لو لاحظنا في حياتنا اليومية في البيت او الجامعة او المكتب او التنظيمات، ندرك مدى قدرت المرأة السودانية”. متوقعاً ان يكون للمرأة دور أبرز في المرحلة المقبلة بعد رحيل نظام الانقاذ.
من جهتها أكدت الناشطة السياسية، شيماء عبدالقادر، على دور المرأة وأهميته في الحاية العامة لجهة أنها شريك للرجل في الحياة اليومية، وأظهرت مقدراتها خلال الأحتجاجات، ورغبتها على التغيير، وأضاف “لماذا لا تكون المرأة والرجل سواسية في العمل العام، وأن يحزو السودان حزو التجربة الدولة الأفريقية على رأسها جنوب أفريقيا التي أعطت المرأة 50% من المقاعد في البرلمان بعد مساواتها مع الرجل”.
وأضاف “السودان رائد في ذلك ويظهر ذلك في الحقب التاريخية المختلفة ولكن العقود الأخيرة شهدت أنحطاط لأدوار المرأى تسببت فيه سياسات النظام بمشروعه الحضاري والثقافي الأسلاموعروبي. وأكدت شيماء لـ “سلاميديا” أن السودان شهد أنفتاح في الوعي وتقدم ملحوظ تمظهر في دور الفعال التي لعبته المراة في الأحتجاجات ما يؤكد دور المرأة في المستقبل.
وذهب القيادي بحزب المؤتمر الشعبي، أبوبكر عبد الزراق، في نفس المسار وأكد على دور في الأحتجاجات التي أجتاحت البلاد، وقال لـ “سلاميديا” “أتمنى من الله أن تحكم السودان في الفترة المقبلة امرأة لما تتمتع به المرأة من قدرات وصفات طيبة”، وأضاف “دعنا نجرب شيئاً جديداً ومختلفاً”.
من جهتها قالت الناشطة السياسية، دلال البشير، إنها من خلال متابعتها للحراك الثوري الذي أجتاح البلاد يمكن أن تزيد نسبة مشاركة المرأة السودانية، وأوضحت في حديثها لـ “سلاميديا” أن المرأة السودانية شاركت بشكل قوي يؤكد مدى الوعي عندها، وأضافت “هذا الوعي السياسي والأقتصادي والثقافي عند المرأة مطنئ ويزيد من نسبة المشاركة في المجال العام دون الأستناد إلى نظام الكوتة الموجود في الدستور السوداني الأنتقالي لسنة 2005 لأن عدد كبير من الطياف الشعب أصبح عندهم ثقة في كفاء المرأة السودانية”.
بدورها دعت الدكتورة وفاء قرشي، الناشطة السياسية، إلى ضرورة الوصول لصيغة دستور جديد يلبي طموحات المرأة وأمالها، وأضافت “أننا نسير في طريقنا نحو فترة جديدة مصحوبة بتغيير حقيقي في شكل الخارطة الأجتماعية والسياسية والثقافية التي أورثها نظام الأنقاذ”. مشيرة إلى الوعي الذي أظهرته المرأة في الأحتجاجات التي شهدتها البلاد، من خلال المشاركة الميدانية في كل المواكب وكل الوقفات الأحتجاجية وكل عمليات التغيير المطروحة، مضيفة “وتقدم الصفوف ومقدرتها على توصيل صوتها بكل الوسائل ودفعها عن عملية التغيير برمته في ظل الظروف الحالية التي شهدت كل أنواع الأنتهاكات والتغيب والأقصاء وجودة مشاركتها كما ونوعا، كل هذا يفضي لنتيجة واحدة وهي أن للمرأة السودانية كل المستقبل في المشاركة في العمل العام”.