تقرير: سلاميديا
بات انهيار الكباري الرابطة بين ولايات دارفور بسبب الامطار والسيول التي هطلت في اقليم دارفور خلال اغسطس 2024م، يشكل عقبة أمام ايصال المساعدات الانسانية الى مواطني دارفور الذين يواجهون المجاعة الناجمة عن الحرب التي تدور منذ ابريل 2023م، بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.
في وقت يتطلع سكان الاقليم الى وصول المساعدات الانسانية عبر معبر ادري الحدودي مع دولة تشاد بعد ان قررت القوات المسلحة فتح المعبر، لكن تطلعاتهم قد تتلاشى مع هطول المزيد من الأمطار التي اغلقت كذلك الطرق الرابطة بين مدن الاقليم ودول الجوار، وأدى كذلك الى توقف حركة التنقل بين ولايات غرب وسط، جنوب، شرق وشمال دارفور ما نتج عنه معاناة معيشية وارتفاع في اسعار السلع والمواد الغذائية.
ويقول علاء الدين بابكر مقرر غرفة طوارئ غرب دارفور ان انهيار الكباري له تأثير كبير على ايصال المساعدات الانسانية الى المحتاجين في جميع انحاء دارفور، لانها فصلت ولاية غرب دارفور عن بقية ولايات الاقليم، وبالتالي ليس هناك أية طريقة لإيصال المساعدات الى وسط وجنوب وشرق وشمال دارفور.
وذكر مقرر غرفة الطوارئ لسلاميديا أن طريق (الجنينة- زالنجي) الذي انهارت فيه الكباري هو الوحيد الذي يسمح بعبور الشاحنات من الغرب الى الشرق في موسم الامطار، وهو الطريق الوحيد كذلك الذي يعتمد عليه الاقليم في الحصول على المواد الاستهلاكية والسلع الضرورية القادمة من دولة تشاد. وأضاف: الان توقف انسياب البضائع، وارتفعت اسعار السلع في أغلب المدن ثلاثة اضعاف نتيجة بسبب انهيارات الكباري.
وبحسب مواطنين من منطقة مورني، فان انهيار كبري مورني تسبب في وفاة اكثر من 5 اشخاص اثناء محاولاتهم عبور الوادي للعودة من المزارع الى منازلهم، وذكرت زبيدة عوض احمد مواطنة من مورني ان انهيار الكبري عزل أسر عن بعضها الأمر الذي أدى الى تدهور الوضع المعيشي للأسر.
بينما قال مسئول بمحلية أزوم؛ طلب عدم الكشف عن هويته، ان انقطاع كبري مورني اثر بصورة كبيرة على حياة المواطنين خاصة فيما يلي ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية والمواد الغذائية، واضاف “جميع مناطق محليتي أزوم ورونقتاس تأثرت جراء انهيار الكباري الرابطة بين ولايتي غرب ووسط دارفور، لأن اعتمادنا بصورة أساسية على السلع القادمة من تشاد، كما إنه أثر على وصول المزارعين الى مزارعهم.
وأوضحت الناشطة، بدور زكريا من منطقة مورني بغرب دارفور، ان انهيار كبري مورني الذي يربط غرب بوسط دارفور له تأثيرات على الوضع الاجتماعي والاقتصادي، حيث أدى الى إراتفاع أسعار السلع القادمة من تشاد التي تعتمد عليها أغلب مناطق الإقليم، اضافة الى تعرض الفواكه القادمة من جبل مرة للتلف بسبب عدم القدرة الشاحنات على الوصول الى الاسواق في غرب دارفور، الامر الذي تسبب في خسائر كبيرة للتجار. وأشارت الى ان هناك شاحنات تحمل مواد غذائية وصلت إلى منطقة مورني في اليومين الماضيين، وأضاف: لكن يكمن المحك في كيفية وصول تلك المساعدات الى زالنجي بعد انهيار الكبري. لكن رغم ذلك أكدت حكومة محلية مورني في تقرير عن الأوضاع الانسانية في المحلية وصول عدد 6 شاحنات محملة بالمواد الغذائية فيما منحت وعورة الطريق الشاحنة السابعة. في الاثناء علم مركز سلاميديا من مواطنين بمدينة نيالا بأن انهيار الكباري الذي اعاق حركة المرور أدى الى ارتفاع اسعار السلع الاستهلاكية والمواد الغذائية والوقود في ولايتي وسط وجنوب دارفور بصورة كبيرة الأمر الذي فاقم الوضع المعيشي لسكان الولايتين.
قطع علاء الدين بابكر مقرر غرفة طوارئ الجنينة بأنه ما لم تتدخل وكالات الامم المتحدة وتعيد تأهيل هذه الكباري والطرق التي انهارت بسبب السيول فان الاغاثة لن تصل الى المناطق التي تعاني من المجاعة. فيما أشارت الناشطة بمنطقة مورني بدور زكريا إلى انه لا توجد وسيلة لايصال المساعدات الانسانية الى المحتاجين بدارفور غير الاسقاط الجوي، وذكرت طريق (الجنينة- سرف عمرة) لكنه يمر كذلك بوادي باري، وهو يصعب عبوره في ظل غذارة هطول الامطار اضافة الى سوء الأوضاع الأمنية في هذا الطريق.
وجرفت السيول كل من كبري ام دوين الذي يربط بين شرق وغرب مدينة الجنينة، وكبري مورني على الطريق الرابط بين مدينتي الجنينة وزالنجي، بجانب كبريي أردمتا القديم والجديد بوادي باري، في وقت شرعت حكومة محلية الجنينة في معالجة جزئية لجسر أردمتا ليسمح بعبور المارة والمركبات الصغيرة.