سلاميديا: وكالات

أعربت المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان للدول العربية، ليلى بكر، عن قلقها البالغ إزاء الأوضاع المأساوية التي تواجه النساء والفتيات السودانيات، في خضم الصراع المستمر وتداعياته الإنسانية الكارثية.

وأجرت ليلى بكر زيارة تضامنية إلى السودان بهدف تسليط الضوء على محنة النساء السودانيات اللواتي يعانين من تداعيات حرب كارثية وصفت بأنها “حرب على النساء”.

ووفقا لـ”أخبار الأمم المتحدة” قالت بكر إن مستشفى الولادة الذي زارته يعاني من الاكتظاظ والنقص الحاد في الإمدادات الطبية، مشيدة بالتفاني الكبير الذي أبداه العاملون في الميدان على الرغم من الظروف الصعبة.

وأشارت إلى جهود صندوق الأمم المتحدة للسكان وشركائه في تقديم الدعم الذي تمس الحاجة إليه، لكن الوضع يبقى صعبا نظرا للعدد الهائل من الأشخاص المحتاجين للمساعدة.

وسلطت ليلى بكر الضوء على العنف الجنسي الذي تتعرض له النساء نتيجة النزوح والصراع، مؤكدة أهمية توفير الرعاية الصحية والنفسية للناجيات.

وضع بالغ الخطورة

وقالت بكر، إن الوضع في السودان بالغ الخطورة ويستدعي تسليط الضوء على محنة النساء والفتيات. مضيفة “على الرغم من كل ما يحدث هنا في السودان، شعرنا بأن القضية لا تحظى بما يكفي من الاهتمام من المجتمع الدولي. لذا، تمثل جزء من مهمتي في المجيء والاطلاع بأنفسنا على الوضع على الأرض، والأهم من ذلك، أن فريقنا في صندوق الأمم المتحدة للسكان – إلى جانب جميع وكالات الأمم المتحدة الأخرى – ملتزم بالبقاء وتقديم الخدمات، بلا كلل أو ملل، في أصعب الظروف”.

وأضافت بكر في إفاداتها لـ”أخبار الأمم المتحدة” أعتقد أن جزءا مما نرغب فيه هو الحصول على فهم أفضل لكيفية دعم الأمم المتحدة، بما في ذلك صندوق الأمم المتحدة للسكان، للفريق والشركاء على الأرض لتقديم استجابة فورية للصراع، وخاصة المجاعة الجارية. وثانيا، كيف يمكننا أيضا إرساء الأسس لبناء سودان أقوى لا يضطر لمواجهة هذا النوع من العنف والتدمير مرارا وتكرارا”.

وتابعت: “يصعب جدا على المهنيين الطبيين التعامل مع هذا العدد من المرضى وتقديم الرعاية. يعاني الناس أنفسهم من نقص الإمدادات، وقلة النظافة، ورغم كل الجهود المبذولة، إلا أن المستشفى مكتظ، فهو يقدم خدمات تفوق سعته بأربعة أضعاف، في مكان مثل بورتسودان، نسبة لعدد الأشخاص النازحين ولا سيما من الخرطوم. وقد ظل صندوق الأمم المتحدة للسكان يقدم الخدمات هناك. على سبيل المثال، قمنا بتركيب ألواح شمسية لمستشفى الولادة هذا، وبفضل ذلك تتوفر الآن المياه الساخنة والكهرباء على مدار العام. لقد كان ذلك في حد ذاته خدمة كبيرة وكان موضع ترحيب كبير”.

المجتمع الدولي

ودعت بكر المجتمع الدولي إلى تقديم بعض الإغاثة إلى كل هؤلاء الأشخاص المخلصين حتى يتمكن المستشفى من مواصلة تقديم الخدمات وكذلك توسيعها إلى أبعد من هذا المركز المعين. إنه مركز الولادة الوحيد الآن الذي يقدم الخدمات لجميع النازحين داخليا. قمنا أيضا بزيارة مساحة آمنة للنساء والفتيات، وهي ملجأ الآن.

وعن أوضاع النازحين والنازحات في السودان قالت بكر: “أنا أعمل في هذا المجال منذ نحو ثلاثة عقود، وقد رأيت خلال هذه المدة العديد من الملاجئ والنازحين. لكنني لم أر مثل هذا الوضع الذي يجتمع فيه الازدحام واليأس ونقص الطعام والمياه النظيفة ومنتجات النظافة بالنسبة للعديد من النساء، والخوف والصدمة الشديدين من الفقدان والخسائر التي تكبدنها إما بسبب الصراع، أو الفيضانات أو الاثنين معا، والعديد منهن تعرضن أيضا للعنف الجنسي نتيجة نزوحهن”.

وأردفت بالقول: “يقدر عدد سكان السودان بحوالي 50 مليون نسمة، ونصف هذا العدد في حاجة إلى المساعدة الآن، بما في ذلك من أجل تلافي خطر المجاعة، يصبح من الصعب جدا توفير المساعدات لهذا الكم الهائل من الناس، فالأعداد الهائلة. لذا فإن ما نقوم به هو البحث عن حلول مع شركائنا الذين يدعمونهم من خلال العيادات المتنقلة والكثير من الإمدادات”.

وأضافت: “سلمنا وزارة الصحة السودانية شحنة كبيرة من الإمدادات التي ستساعد في دعم المرافق الصحية الثابتة – أي أقسام الولادة والمرافق الصحية الأكبر الأخرى، ولكن أيضا العيادات المتنقلة. هناك 52 مرفقا صحيا لتقديم خدمات الصحة الإنجابية، بما في ذلك رعاية الأمومة، في جميع أنحاء البلاد. 52 عيادة ليست كافية لبلد بحجم السودان. لكننا نفعل ما بوسعنا. ونحن شريك واحد من العديد من الشركاء الذين نأمل على الأقل في توفير بعض الراحة لهؤلاء النساء”.

العنف الجنسي

وعن أوضاع النساء السودانيات في ظل الحرب قالت ليلى بكر: “التقيت بنساء شاركن قصصهن، وكن شجاعات بما يكفي لإخبارنا – إما بشكل خاص أو في وجود الآخرين – عما حدث لهن. يُدين صندوق الأمم المتحدة للسكان العنف الجنسي، وخاصة العنف الجنسي المستخدم كاستراتيجية للحرب. نحن لا نقوم بالحكم على الآخرين. ولا نسأل من هو الجاني. ينصب تركيزنا على المرأة أو الفتاة التي تعرضت لهذا النوع من العنف وضمان حصولها على العلاج، بما في ذلك الرعاية النفسية – الاجتماعية والعلاج الطبي، وبدء عملية التعافي”.

ووجهت ليلي بكر رسالة للعالم قالت فيها: “السودان يستحق السلام. إنه بلد جميل وذو إمكانيات وأهله طيبون. علينا بذل قصارى جهدنا لإنهاء هذا الصراع العنيف وتحقيق الاستقرار في بلد كان ذات يوم سلة خبز بالنسبة للقارة الأفريقية بأسرها. علينا أن نعيد التفكير في ذلك، والطريقة التي نتعامل بها معهم وندعمهم ونقدم للشعب السوداني كل الدعم الذي نستطيعه حتى يتحقق السلام في أسرع وقت ممكن”.

#حرب السودان #العنف الجنسي ضد النساء # الأمم المتحدة