تقرير ــ إدريس عبدالله

ظلت الحركة الطلابية السودانية تعلب دور فاعلاً في الحراك الوطني منذ مناهضة الحكم الأستعماري الأنخليزي مروراً بمناهضة الأنظمة الديكتاتورية التي مرت على حكم السودان.

وقدمت الحركة الطلابية عدد كبير من الشهداء في سبيل تلك المناهضة.

وعند ظهور التعليم الخاص من خلال الجامعات الخاصة حرمت قوانين تلك المؤسسات الجامعية الخاصة الطلاب من ممارسة حقها في العمل السياسي، لكن في ظل الأحتجاجات التي تشهدها البلاد حالياً كسرت الحركة الطلابية بالجامعات الخاصة تلك الحواجز التي كبلتها طويلاً، وشاركت بصورة كبيرة في الاحتجاجات حتى قدمت منذ وقت مبكر للحراك أحد الشهداء وهو الطالب بكلية الرازي الجامعية الخاصة، محجوب التاج، بعد تعرضه لتعذيب بواسطة الأجهزة الأمنية على خلفية مظاهرات نظمها طلاب الكلية.

وعي جديد

تقول القيادية بتنظيم مؤتمر الطلاب المستقلين، مي فيصل، إن الوعي المُكتسب في الجامعات الحكومية بإستغلال هامش الحرية المتاحة بتلك الجامعات خلق جيل مستنير وواعي بحقوقه وواجباته. ووأضافت مي “كان بالضرورة ان توسيع دائرة الوعي تلك لتشمل كافة القطاعات الطلابية والمؤسسات الجامعية، وأعتقد ان تلك المحاولات قد أتت أكلها حينما ضجت شوارع جامعات “العلوم الطبية، واليرموك وبن سينا والمغتربين والنهضة والوطنية وجامعة السودان العالمية” وكثير من الجامعات الخاصة بهتافات “لا تعليم في وضع أليم” و”يا عنصري ومغرور كل البلد دارفور”، وأكدت مي فيصل أن الهتافات تعكس وعي جديد صار يتخلق لمجابهة ظلم الإنقاذ وبناء وطن تحكمه القيم ويتيسده القانون.

وقالت مي إن إنتفاضة ديسمبر المجيدة عرفت بأنها ثورة شباب وثورة جيل نشأ وتربى في بطش وظلام حكم الإنقاذ، إلا ان محاولات تدجين هذا الجيل إنقلبت عليه وهزمت مشروعهم الحضاري بجدارة، وهو ما نراه اليوم من ملاحم تاريخية قامت بتسطيرها فئة كبيرة من القطاعات الطلابية في التعليم الخاص. وأضافت “عرفت الحركة الطلابية بنضالاتها الواسعة والمستمرة ضد الأنظمة الشمولية. وظلت تضطلع بدور كبير في مناهضة سياسات نظام الإنقاذ منذ قدومه”.

تقدم الصفوف

من جهته قال القيادي في التحالف الطلابي، فكي علي شاكور، إنه منذ ليلة انقلاب 30 يونيو ظلت الحركة الطلابية هي الأولى في صفوف النضال طوال الثلاثين عاما بعد تدجين نظام الانقاذ للمؤسسات النقابية والأحزاب السياسية، مردفاً “طال هذا الخراب بالبلاد الجامعات والكليات والمعاهد السودانية”.

وأضاف “لكن في ظل ثورة 13 ديسمبر التي انطلقت في مدنية  الدمازين وعمت كل مدن وأرجاء البلاد برزت في حراكها الأساسي وأكد فكي أن أهم الايجابيات هذا الوعي الثوري تحرك الكتلة التي ظلت صامتة طوال سنين عهد الانقاذ”. موضحاً أن رحيل النظام الحالي أصبح ضرورة بعد خرابه الذي عم البلاد.

وبرزت الجامعات الخاصة التي كانت تنتمي الي هذه الكتلة الصامتة كفاعل وقائد حقيقي للحراك الثوري بالبلاد، حسبما يقو شاكور، وأضاف “هذا يؤكد تشكل وعي جديد واتفاق تام بأن المستقبل لن يكون بخير في ظل حكم الانقاذ وهذه هي الكتلة الاغلبية في البلاد وحتى انها أغلب في الجامعات الحكومية لذلك ظل النظام يغلق الجامعات لأكثر من ثلاثة اشهر لانها اذا كانت غير مغلقة كان الحراك سيكون اضخم بشكل كبير”.

 تضحيات الحركة الطلابية

 من جانبها قالت القيادية بطلاب الحركة الشعبية، أريج عبدالله ، إن الحركة الطلابية ظلت تقدم الكثير من التضحيات في سبيل زوال النظام الذي وصفته بالفاشل، وتابعت “مشاركة الجامعات الخاصة في التظاهرات ودعم الثورة السودانية كان متوقعاً لأن الوضع الحالي لا يستحمل اي تباطؤ او برود من جانب اي قطاع من القطاعات خصوصا الطلاب”.

وأضاف أريج “بما أن السلطة الحاكمة قد جمدت الدراسة في جميع الجامعات السودانية لأجل غير مسمى وبعد فترة تم اصدار قرار لفتح الجامعات الخاصة كان لزاما على الشرفاء من طلاب وطالبات الجامعات الخاصة المشاركة في الاحتجاجات والتنديد بسياسات النظام الفاسد من خلال النزول الى الشوارع واستغلال تجمعهم بالجامعات”.

وأكدت أن الطلاب شكلو لوحة جميلة  وحفظوا مكانتهم مكانتهم من الحراك وتم كسر حاجز التمييز ضد الجامعات الخاصة، واضافت “اعتقد ان حراك الجامعات الحكومية يأتي لقوة ورسوخ وقدم القواعد الطلابية فيها تستطيع ان تقود حراك قوي بالجامعات الخاصة نسبة لمنع ادارات الجامعات المختلفة للخطابات السياسة”.

وقال المحلل السياسي، حاج حمد محمد، لـ “سلاميديا” إن الحياة السياسية والمشاركة في الحياة العامة يؤثر على الحياة الطلابية من خلال الأختلاط وتبادل الأفكار والنقاش مما يجلعم يخرجون للحياة بوعي واستنارة. وأضاف أن النظام الحاكم منذ قدومه كمم الأفواه لكل من يحاول الوقف ضده وما يمكن أن يبني شخصية تقف ضد الظلم فحول النشاط الجامعي لساحة أمنية لكن ظلت الجامعات تقاوم”.

 وأضاف “أما بالنسبة للجامعات الخاصة وضع لها لأئحة تحرمها من ممارسة العمل السياسي وكل طالب يتعهد بعدم ممارسة العمل السياسي عند أستعابه بالجامعة الخاصة”. وأوضح أن تلك الممارسات وقفت حجر عثرة امام ممارسة الطلاب لدورهم السياسي تجاه الوطن، مردفاً “لكن بعد الحراك الذي شهدته البلاد في ظل الثورة الشعبية جعل الطلاب في حالة وعي ثوري بعد ان كانوا مغيبين ومحرمين من ممارسة حقهم الطبيع في ممارسة الحياة العامة”.