سلاميديا: كمبالا
عن دار نشر “الموسوعة الصغيرة” صدرت رواية (طحلب أزرق) للكاتب السوداني منصور الصويم، وكانت الرواية قد نالت جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي، في آخر نسخة لها قبل الحرب في 2023.
وفي أول مشاركة لها بعد النشر، في مهرجان ديرك الثقافي بموسمه الرابع بمدينة جوبا عاصمة دولة جنوب السودان حققت الرواية نجاحًا باهرًا بنفاد جميع النسخ التي عرضت في المعرض المصاحب للمهرجان.
وطالب القراء من زوار المهرجان دار النشر بتوفير مزيد من النسخ بجوبا حتى يتسنى لهم الحصول على الرواية.
وبحسب الناشر، ترصد رواية (طحلب أزرق) التقلبات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، في السودان من بعد الاستقلال وإلى فترة حكم الرئيس المخلوع عمر البشير.
وتستخدم الرواية حيلة المزج بين شخصيتين رئيسيتين وأكثر من حقبة زمنية لكشف الفساد الذي حاق بالسودان خلال (40) عامًا من عمر الدولة السودانية الحديثة.
وتتعامل مع الحكم العسكري الاستبدادي في عهد الديكتاتور نميري والرئيس المخلوع عمر البشير باعتباره خطا زمنيا واحدا، وأن اللاحق ما هو إلا امتداد للسابق بما ينفي الفواصل بين الشخصيتين وينتج عنهما شخصية واحدة تمثل الاستبداد والفساد وما نتج عنه من تخريب في الدولة السودانية.
تتعدد الشخصيات والأحداث في الرواية، نتاجا للمزج بين الأزمنة والأمكنة والخلط التاريخي الذي يحدث ما بين الأحداث تقديما وتأخيرا، مما يقود إلى بروز شخصيات رئيسية عدة، عسكرية ومدينة ونسوية مؤثرة، إلى جانب شخصيات تبدو هامشية إلا أن دورها أيضا مؤثر وعميق.
تحاول الرواية تفكيك بنية الاستبداد المستند على القوة العسكرية والسيطرة على الاقتصاد ونهب الثروات، عبر بناء فني يتلاقح فيه التوثيقي – المحور فنيا مع المتخيل وليد البناء الروائي المحض.
الرواية في مجملها محاولة جادة لثقديم قراءة سردية متماسكة لحالة التفكك الذي أصاب الدولة السودانية جراء الارتهان لحكم العسكر المسنود بالغطاء الديني لجماعة الإخوان المسلمين خلال الحقبتين المذكورتين.
تقدم الرواية في جانب منها صورة مقربة لبشاعة الحرب التي عانت منها البلاد، والكيفية التي قادت وتقود إلى الحروب المتعددة التي شهدها السودان، وكيفية بروز الميلشيات الفاسدة وصعود قادتها إلى أعلى القمم.