سلاميديا: كمبالا

يستمر طرفا النزاع في السودان، منذ اندلاع الحرب في الـخامس عشر من أبريل العام الماضي، في استهداف المدنيين في مناطق السودان المختلفة، ما أودي بحياة الآلاف وتسبب في تشريد الملايين من المواطنين.

يوم أمس الأحد، استهدف الطيران الحربي التابع للجيش السوداني إحدى القرى الصغيرة بولاية شمال كردفان، إذ أصابها بقصف عشوائي مستخدما البراميل المتفجرة ما أدى إلى مقتل ثمانية أفراد من أسرة واحدة.

وبحسب “محامو الطوارئ” تعرضت قرية أم قرين، التي تقع في ريفي أبو زعيمة بوادي الملك في ولاية شمال كردفان، إلى قصف عنيف من طيران الجيش، ما أدى إضافة إلى مقتل المواطنين العزل إلى تدمير المباني وإهلاك الماشية، مع التأكيد أن القرية خالية تمامًا من أي مظاهر عسكرية أو أنشطة حربية.

وفي ولاية شمال دارفور، تعرض معسكر كلمة للنازحين بالقرب من مدينة الفاشر، مساء الأحد، إلى قصف صاروخي عنيف ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة اثنين آخرين.

يأوى معسكر زمزم للنازحين أكثر من مليون ونصف نازح، وسبق لمنظمات الأمم المتحدة والغوث الإنساني أن أعلنت شيوع المجاعة بمستوى عال داخل المعسكر.

بدورها أدانت “شبكة حقوق الإنسان والمناصرة من أجل الديمقراطية «هاند» الهجوم  على معسكر زمزم ووصفته بالانتهاك الواضح للقانون الدولي ويُعتبر جريمة حرب.

“محامو الطوارئ” قالت في بيان أن قصف قرية أم قرين بشمال كردفان يأتي ضمن حملة استهداف متواصلة منذ ديسمبر 2023، إذ تشهد القرى المحيطة طلعات جوية وهجمات تحت مزاعم غير مثبتة بوجود مدرج مطار يستخدم للإمداد العسكري لقوات الدعم السريع.

وجاء في البيان إن “هذه الادعاءات عارية تمامًا عن الصحة، وأن استهداف القرى والأهالي المدنيين في هذه المنطقة يُعد محاولة ممنهجة لجرّهم قسرًا إلى النزاع الدائر، وهو ما يرفضه السكان بشدة”.

وعد البيان القصف انتهاكًا جسيمًا للقانون الدولي الإنساني، خاصة مبدأ التمييز الذي يحظر استهداف المدنيين، ومبدأ التناسب الذي يمنع الهجمات التي تلحق أضرارًا مفرطة بالسكان مقارنة بالمكاسب العسكرية المتوقعة.

مدينة الفاشر

تتعرض مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، ويقع معسكر زمزم في حدودها، إلى حصار عنيف منذ نحو سبعة أشهر، إذ تحاول قوات الدعم السريع السيطرة عليها، بينما يدافع عنها الجيش السوداني والقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح.

وشهدت المدينة عنفا غير مسبوق خلال الأشهر الماضية، إذ دارت المعارك داخل الأحياء السكنية للمدنيين، كما تسبب القصف المدفعي المتبادل في تدمير البني التحتية وخروج النظام الصحي بالمدينة عن الخدمة.

وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية فإن مئات الآلاف من المدنيين في الفاشر في شمال دارفور في السودان يواجهون وضعا إنسانيا صعبا على نحو متزايد، فيما تظل أجزاء كثيرة من المدينة بدون كهرباء أو ماء.

وتُقدر المنظمة الدولية للهجرة أن النزاع أدى إلى نزوح ما يقرب من 58,000 شخص من الفاشر منذ أبريل، وأن العديد من الأشخاص، بمن فيهم أطفال وكبار السن، غير قادرين أو يُمنعون من الانتقال إلى مناطق أكثر أمانا.