سلاميديا: كمبالا

غيب الموت، أمس الخميس 23 يناير 2025، في الولايات المتحدة الأمريكية، المفكر والحقوقي السوداني، الدكتور الباقر العفيف، بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان.

 عُرف دكتور الباقر العفيف بدعوته إلى الاستنارة، ومدافعته عن حقوق الإنسان، وبمواقفه الصلبة والشجاعة ضد الظلم والأنظمة الديكتاتورية. كما أسهم في مجال الفكر ومناقشة القضايا السودانية، بقدر وافر من المؤلفات والكتابات التي تُسلط الضوء على مآزق السودان، وتحاول طرح أسئلة وحلول بشأنها. ومن أشهر مؤلفاتها التي ناقش خلالها إشكالية الهوية في السودان، كتابه (وجوه خلف الحرب)، الذي سلط فيه الضوء على تمظهرات الهوية في الثقافات السودانية، وانعكاستها على الواقع السوداني بكل تعقيداتها، كما يُعد د. العفيف أحد القلائل الذي ناقشوا أزمة إقليم دارفور وتداعياتها في كتابه (الهوية والحرب الأهلية في السودان).

أسهم الراحل الدكتور الباقر العفيف على بث وإشاعة الاستنارة والمعرفة بين السودانيين، بتأسيسه وإدارته لمركز الخاتم عدلان للاستنارة والتنمية البشرية، منذ العام 2007، إذ قدم المركز مئات الأنشطة الفكرية والثقافية التي تناقض قضايا الثقافة السودانية، وأصدر الكثير من الأوراق العلمية والمنشورات الثقافية التي تحث على إعمال الفكر وإشاعة المعرفة. في نعيه لمؤسسه، أصدر مركز الخاتم عدلان بيانا جاء فيه: ” فقد السودان بهذا الرحيل الفاجع والحزين مناضلاً ومفكراً سودانياً ظل مؤمناً بوحدة البلاد وحق شعبه في الحكم المدني الديمقراطي، ومناضلاً جسوراً في مواجهة الشمولية والدكتاتورية منذ سنوات دراسته الجامعية حتى رحيله اليوم. لم يمنعه المرض أو يقعده عن تلبية نداء الواجب لمساندة الشعب السوداني من أهوال حرب أبريل ٢٠٢٣م. وجميع أنشطة المركز والعمل العام حتى لحظة رحيلة اليوم”.

عمل فقيد السودان دكتور الباقر العفيف، بجد على تطوير الإعلام السوداني، ورفع قدرات منسوبيه، وأسس ضمن أنشطة مركز الخاتم عدلان وأدواته للاستنارة، صحيفة “التغيير الإلكترونية”، التي نعت الراحل بقولها: ” كان الباقر من أشجع مناصري حرية التعبير وحرية الصحافة في السودان، وعندما اشتدت القبضة الأمنية على الصحف بعد استقلال جنوب السودان عام 2011، وتم منع عدد من الصحفيين والكُتاب من العمل والنشر في الصحف المطبوعة، بادر عبر “مركز الخاتم عدلان للاستنارة والتنمية البشرية” بدعوة عدد من الصحفيين المحظورين ومن أُغلقت صحفهم لتأسيس صحيفة إلكترونية، لتكون منبرًا للرأي المحجوب والخبر الممنوع”.

في حين نعت نقابة الصحفيين السودانيين، الراحل بقولها: ” كان الراحل وطنيا فريدا وعفيفا حقا؛ فإذا كان بدنه قد أصيب بالمرض فإن روحه وقلبه كانا في كامل السلامة، وقضى بهما كل حياته مدافعا شرسا عن حرية الإنسان وكافة الحقوق المدنية والسياسية لأبناء وبنات شعبه. وإذ تعزي النقابة في هذا الفقد فإنه تعزي في شخصية فريدة كانت تحمل ذات مبادئها الداعية لحرية الشعب السوداني وأمنه وكرامته”.

ونعت تنسيقية القوى الديمقراطية والمدنية (تقدم) الفقيد في بيان ورد فيه: ” فقد السودان بهذا الرحيل الفاجع والحزين مناضلاً ومفكراً سودانياً ظل مؤمناً بوحدة البلاد وحق شعبه في الحكم المدني الديمقراطي، ومناضلاً جسوراً في مواجهة الشمولية والديكتاتورية منذ سنوات دراسته الجامعية حتى رحيله اليوم. لم يمنعه المرض أو يقعده عن تلبية نداء الواجب لمساندة الشعب السوداني من أهوال حرب أبريل ٢٠٢٣م. فكان حضورا في الاجتماع التشاوري لتقدم في أكتوبر ٢٠٢٣ ومؤتمرها التأسيسي في مايو ٢٠٢٤”.

وفي بيان لحزب الأمة القومي نعى الراحل جاء: ” ينعي حزب الأمة القومي بمزيد من الحزن والأسى الدكتور الباقر العفيف الذي إنتقل الي رحمة الله اليوم بالولايات المتحدة الأمريكية، بعد رحلة عامرة بالنضال الوطني والعطاء الفكري والإنساني، فقد كان الراحل مهموما بقضايا وطنه ومعاناة الشعب السوداني في هذه الحرب، رغم معاناته مع المرض ظل حريصا علي وحدة القوي المدنية لإنهاء الحرب وإيجاد المخرج الآمن لأزمة الوطن”.

وفي نعيه للدكتور الباقر العفيف، قال حزب المؤتمر السوداني: ” ‏ظل الدكتور الباقر العفيف وفياً لشعبه ووطنه ، باذلاً غزير العطاء الفكري والسياسي والاجتماعي للارتقاء بالوعي الجمعي السوداني ووضع مشاعل مضيئة في درب الاستنارة والنضال، له العديد من الكتب والمؤلفات والمقالات القيمة، كان مهموماً بقضايا الديمقراطية والسلام وبإيقاف معاناة السودانيات والسودانيين وإنهاء الحروب اللعينة، أسهم بشكل فاعل ضمن الشخصيات الوطنية في جهود تكوين تنسيقية القوى الديمقراطية والمدنية (تقدم)، فبرحيله المحزن يفقد السودان أحد أبنائه البررة ومفكريه الأفذاذ والشخصيات الوطنية الصميمة”.