سلاميديا: الخرطوم
تصاعدت المخاوف من تأثيرات الصراع حول مصفاة الخرطوم بين الجيش السوداني، الذي يسعى إلى استعادة سيطرته عليها، وقوات الدعم السريع، التي تهيمن على الموقع منذ اندلاع الحرب في السودان قبل نحو عامين.
وحذر خبراء في البيئة وعسكريون من خطورة المعارك التي تدور في محيط مصفاة الخرطوم، التي تعرف محليًا باسم “مصفاة الجيلي”، إذ شوهد يوم الخميس 23 يناير 2025، انتشار كثيف لسحب من الدخان تغطي سماء مدينتي بحري وأمدرمان، ذكر إنها نتاج تصاعد المعارك داخل المصفاة.
تأسست مصفاة الخرطوم لتكرير البترول في العام 1997، بعد توسع الحكومة السودانية وقتها في عمليات التنقيب عن النفط، وتعاقدها مع شركات عالمية لإنتاج وتصدير البترول.
تقع المصفاة، في منطقة الجيلي بمدينة الخرطوم بحري، إحدى المدن الثلاث المكونة للعاصمة السودانية، وتعد أهم المنشآت النفطية لتكرير وتصدير البترول في دولتي السودان وجنوب السودان، إذ يتم تصدير نفط الأخيرة عن طريقها.
في طاقتها القصوى، تنتج مصفاة الجيلي 100 ألف برميل في اليوم، وحوالي 10 آلاف طن من الجازولين و4500 طن من البنزين و800 ألف طن من غاز الطهي.
وبحسب خبراء عسكريون، إذا طال التدمير مصفاة الخرطوم، التي تحوي كميات هائلة من الغاز والمواد البترولية الأخرى، فإن تأثيرات هذا التدمير، قد تغطي مناطق شمال بحري بأكملها، وجزء من مدينة أمدرمان، وقد يصل التأثير إلى حدود مدينة شندي في ولاية نهر النيل، ما ينذر بكارثة حقيقية، إن لم يتم تدارك الأمر والابتعاد عن أي محاولة لاستهداف المنشآت النفطية داخل المصفاة.
كما حذر أطباء ومختصون في البيئة، من التأثيرات الخطيرة لمخلفات الحرائق داخل المصفاة، مثل سحب الدخان التي انتشرت يوم أمس، إذ تؤثر بشكل خطير على مصابي الأمراض التنفسية، كما لها تأثيراتها السلبية الخطيرة على الأراضي الزراعية والغابية والثروة الحيوانية، ما ينذر بكارثة بيئية تؤثر على البلاد بأكملها.