نفت الحكومة الإثيوبية الاتهامات المصرية بتسبب سد النهضة في فيضانات السودان الأخيرة، وقالت ان البيان المصري بشأن الفيضانات في السودان مليء بالأكاذيب والمناقضات والتحريفات.

 في حين ادعت وزارة الموارد المائية والري المصرية في بيان ، ان تصرفات متهورة وغير مسؤولة في إدارة سد النهضة، ادت الى فيضانات ضربت أجزاء من السودان خلال الأسابيع الماضية. رفضت إثيوبيا رفضاً قاطعاً هذه الاتهامات، مؤكدة أن السد يحمي فعلياً البلدان النهرية من الفيضانات.

الأرقام الفنية

قدمت إثيوبيا في بيانها أرقاماً مفصلة لدحض الادعاءات المصرية، مشيرة إلى أن، البيانات التاريخية لتدفق النيل الأزرق قبل إنشاء سد النهضة والبيانات الحالية للتدفق المنظم تُظهر بوضوح أين تكمن الحقيقة. وأوضحت اثيوبيا أن بيانات التدفق المسجلة في السودان على مدى 93 عاماً متتالية تشير إلى أن ذروة الفيضانات قد تصل في بعض الأحيان إلى أكثر من 800 مليون متر مكعب في اليوم الواحد في شهر أغسطس، وأكثر من 750 مليون متر مكعب في اليوم الواحد في شهر سبتمبر قبل إنشاء السد. في المقابل، ان متوسط التدفق اليومي من السد في 2025م بلغ في شهر أغسطس 154.7 مليون متر مكعب، وفي شهر سبتمبر بلغ 472 مليون متر مكعب.

السبب الحقيقي للفيضانات

نفت إثيوبيا أي علاقة لسد النهضة بالفيضانات الحالية، مشيرة إلى أن سبب الفيضانات التي شهدها السودان يرجع أساساً إلى زيادة تدفق المياه من النيل الأبيض، وهو أحد روافد النيل ولا علاقة له بإثيوبيا وأشارت إلى أن وزارة الزراعة والري السودانية ذاتها أكدت أن زيادة التدفق يمكن أن تُعزى إلى تغير أنماط هطول الأمطار المرتبطة به، بالإضافة إلى أن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية السودانية خلال النزاع قد ساهمت في هذه الحالة.

انتقادات حادة للموقف المصري

لم تكتف إثيوبيا بنفي الاتهامات، بل وجهت انتقادات حادة للسياسة المصرية، والنبرة المتعالية للبيان المصري وافتراضه أن له الحق في التحدث نيابة عن بعض جيرانه. وأضاف البيان أن تجاهل الحقيقة، الذي أصبح سمة مميزة للسلطات المصرية، يتعارض مع البيان الصادر عن السلطات السودانية المعنية.

دعوة للتخلي عن الحقوق التاريخية

في أقوى عبارات البيان، دعت إثيوبيا مصر إلى التخلي عن أوهامها بالهيمنة المائية في حوض النيل وتعلم التكيف مع الواقع الجديد الذي أصبح فيه التعاون على نطاق الحوض من أجل الرخاء المشترك هو القاعدة. وأكدت أن سد النهضة الذي تم تدشينه مؤخراً هو فخر إثيوبيا ودول حوض نهر النيل، ويحتفل به في جميع أنحاء أفريقيا والدول الداعمة للتنمية في أفريقيا. واختتم البيان بقوله: لن يحد من صعود أفريقيا بائعو ما يسمى بـ’الحقوق التاريخية’، التي هي من بقايا التفكير الاستعماري. حان الوقت لكي تتخلى السلطات المصرية عن حنينها إلى تلك الحقبة الماضية.