كتب: الجميل الفاضل
بمثلما ظن أبوسعيد الخراز: أن حسنات الابرار هي سيئات المقربين، فإني أظن: أن حسنات الساسة مهما تطاولت بها الأعناق، تظل هي كذلك عند الثوار مجرد سيئات لا ينبغي مقاربتها ناهيك عن مغارفتها، او الركون اليها، للحيلولة دون السقوط في حبائل وفخاخ مكر مجرب، بذله بسخاء أعداء الثورة، اولئك المندسين بين صفوفها، لإفراغها من مضامينها علي الأقل، يظاهرهم من خارج صفها ناشطون لإجهاضها بالكامل، مهما تكلفوا وراء ذلك من جهد ومن ثمن.
المهم رغم أنف تخوفات الساسة التي يفرضها الواقع الموضوعي، أو مغريات الإمكان التي تلوح في أذهانهم، أو حتي في الأفق، تبقي حسنات ما يظنه هؤلاء الساسة من حسنات، سيئات بل واسوأ سيئات، في عرف من تنكبوا درب هذه الثورة، فركبوا رؤوسهم، وركبوا بالتالي أصعب ما يمكن ركوبه علي الإطلاق.
فالسياسة لا تبرز بطبيعة حالها، سوي مصفدة بأغلال الواقع وقيود القانون.
فيما ترفل الثورة، تتمخطر في سفور غير هياب بكل خطر، تسبح هكذا في مواكب نورها الأزلية، بأثواب شفافة ناعمة رقيقة، من غزل الأمل، ونسج الأخلاق.
فالساسة والثوار، يمضيان لا محالة في طريقين متوازيين،
طريق الثورة الذي تصنعه الأقدام والمشي، وطريق الساسة الذي يحترم قواعد السير والمرور، يقف بأدب امام الإشارات الضوئية، يلتزم ما تشير به علامات الطريق، يقبل تدخلات شرطة الحركة يحترمها، بل وينصاع لأمرها في النهاية.