سلاميديا: كمبالا
توفي أمس السبت بدولة الإمارات العربية الشاعر والمسرحي السوداني، هاشم صديق عن عمر يناهز السبعين عاما.
عرف الراحل هاشم صديق إلى جانب إبداعيته الشعرية والمسرحية بمواقفه المبدئية القوية في مواجهة السلطات القمعية ومجابهة الظلم والتجهيل بالكتابة وبذر الوعي والصدح بقول الحق.
اشتهر هاشم صديق بكتابة الأوربريت الملحمي “قصة ثورة”، الذي لخص مسيرة ثورة أكتوبر “1964” في بناء شعري عكس طموحات وآمال الثوار السودانيين، ورغبتهم الأكيدة في التغيير والحلم بسودان مزدهر.
وقد تغنى الفنان محمد الأمين، رفقة المجموعة، بأوبريت “قصة ثورة” أو “ملحمة أكتوبر” بعد أن وضع ألحانه، وصار من أعظم الأناشيد السودانية التي تدعو إلى مبادئ الحرية والسلام والديمقراطية.
كتب الراحل هاشم صديق للمسرح، الذي تخصص فيه خلال دراسته بمعهد الموسيقى والمسرح في سبعينيات القرن الماضي رفقة كبار المسرحيين السودانيين، ومن أشهر أعماله المسرحية: أحلام الزمان (حائزة على جائزة الدولة لأحسن نص مسرحي للموسم المسرحي 1972 م – 1973م). ونبتة حبيبتي (حائزة على جائزة النص المسرحي للموسم المسرحي عام 1973م – 1974). و(وجه الضحك المحظور).
وفي الدراما التلفزيونية والإذاعية قدم الراحل هاشم صديق الكثير من الأعمال اللافتة، إضافة إلى برنامجه التلفزيوني الشهير “دراما” الذي بسط فيه الفن السينمائي وقرب الصورة أكثر للمشاهد العادي.
ومن أبرز أعماله الإذاعية: (قطار الهم، الحراز والمطر، الحاجز، الديناصور، الخروج عن النهر، حزن الحقائب والرصيف)، والتلفزيونية: (أجراس الماضي، دراما الحواجز، دراما موعد منتصف الليل، مسلسل طائر الشفق الغريب)، هذا إضافة إلى العديد من البرامج الإذاعية الثقافية المهمة.
أصدر الراحل هاشم صديق عددا من المجموعات الشعرية المضيئة في مسيرة الشعر السوداني المكتوب بالعامية، نذكر منها: (كلام للحلوة، الزمن والرحلة، جواب مسجل للبد، أذن الآذآن، الوجع الخرافي، الغريب والبحر، اجترار، هذا المساء، ميلاد، انتظري، أنا شُفت يا بت في المنام، على باب الخروج، والمجموعة الشعرية الكاملة).
برحيل هاشم صديق تنطوي صفحة منيرة من صفحات الشعر والثقافة والوعي السوداني، ولكن تظل أعماله ومواقفه باقية تضيء المسيرة للآتين من بعده في درب الاستنارة الشاق.