ابحث عن

إضراب المركزي .. البنوك تتداعى

عمال بنك السودان المركزي ينفذون وقفة احتجاجية  وكل البنوك السودانية تدعمها

الخرطوم: عايدة قسيس

تدافعت كل البنوك العاملة  بالسودان صوب بنك السودان المركزي بمشاركة من وزارة المالية والاقتصاد ووزارة النفط وغيرها من الوزارات  وكبرى الشركات السودانية (زين) تضامنا منها ودعما للخطوة التصعيدية والحق الدستوري الذي لجأ له البنك المركزي بعد ان تعرض موظفو فرع المركزي بالخرطوم لاعتداء واهانات لفظية ومعنوية من قبل العساكر،  فقد استطاع عمال وموظفو بنك السودان المركزي تنفيذ وقفة احتجاجية ليست مواصلة الإضراب المعلن من قوى الحرية والتغيير بل من اجل ما تعرض له الزملاء، فقد تفاعل الشارع والبنوك والوزارات مع وقفة البنك المركزي ، واغلق العاملون الشارع برئاسة المركزي ، وحضرت قوة من شرطة مكافحة الشغب لفض الاحتجاج دون جدوى ، بل ادى وجود الشرطة الى تصاعد  الموقف فيما احتوى الموظفون الموقف ، وظل العاملون يهتفون ويطالبون بمدنية السلطة والمطالبة بالاعتذار لبنك السودان المركزي لما بدر من قوات الجيش.

فقد واصل العاملون والموظفون ببنك السودان المركزي الاضراب لليوم الثاني على التوالي  بنجاح منقطع النظير للاضراب الذي انتظم البلد ليومين وكان الجهاز المصرفي رأس الرمح في انجاح الاضراب بشكل كبير وبنسبة تفوق الـ 100% إن صح التعبير ، فقد وافق الكثيرون من عمال وموظفي البنوك في حديث لـ (الاخبار) بأن القطاع المصرفي استطاع بجدارة أن ينفذ الإضراب ونجاحه بشكل كبير ، حيث أضربت كل البنوك العاملة في السودان واغلقت ابوابها تماما معلنة عن الإضراب  في لافتات ووقفات تدعم الحراك العام للثورة بمدنية السلطة.

" البنك بنك السودان البنك ما بينك الكيزان"

 وفي أثناء تجول (الاخبار) من داخل وقفة بنك السودان الذي شاركت فيه كل البنوك والمصارف التجارية والحكومية، هتف العملون بهتافات تطالب بمدنية السلطة، فيما هتف البعض الاخر بـ " انا ما راجع انا لسه مطالب" فيما كان الاقوى من بين الهتافات "البنك بنك السودان البنك ما بنك الكيزان" في اشارة واضحة بأن البنك المركزي من المفترض أن يكون مستقلا وقوميا ولا جهة تتحكم فيه او أن تسيره ، " يا لرهان سلم مدنية  ولا مافيش كاش" ، "يابرهان ما تعمل نايم سلم الكوز القتل الصايم"

 وعلى امتداد شارع الجمهورية شرقا سير البنك الزراعي السوداني وقفة ليصل لمقر بنك السودان المركزي معلنا تضامنه التام مع البنك المركزي  فيما تعرض له موظفوه من اعتداء وضرب .

الزراعي نتضامن مع المركزي

واكد عدد من  موظفي البنك الزراعي السوداني  لـ (الاخبار) بأنهم استنكروا اعتداء العساكر على موظفي فرع بنك السودان في الخرطوم في تنفيذها  لحق دستوري وقانوني "الإضراب" الذي انتظم البلاد كلها، مؤكدين أنه أسلوب غير لائق وخطوة غير موفقة تتطلب الاعتذار الرسمي لموظفي بنك السودان ولكل المصارف السودانية.

وفي الاتجاه  اعلن موظفو شركة زين للاتصالات دعمهم وتضامنهم الكامل مع بنك السودان والمواصلة في الاضراب، مؤكدين في حديث لـ (الاخبار) بأنهم نفذوا الاضراب  بنسبة 100% ليومين على التوالي (28ـ 29) مايو، لافتين الى أن الاضراب حق دستوري وانهم مع مدنية السلطة.

من حق الموظفين الإضراب

وقال سكرتير لجنة التسيير ببنك السودان عبد الرحيم  لـ (الاخبار) بأن بنك السودان المركزي كغيره من الاجسام المهنية والحراك التزم بدعوة تجمع المهنيين  بتنفيذ اضراب ليومين، مؤكدا أن اضراب القطاع المصرفي نجح بنسبة 100% ، لافتا الى أن البنك المركزي واصل في الإضراب لليوم الثاني  والذي جاء تصاعديا لما تعرض له موظفو وعمال البنك المركزي فرع الخرطوم من اعتداء من قبل العساكر، لافتا الى تضامن كل البنوك مع بنك السودان المركزي مستنكرين ما تعرض له الموظفون من اعتداء واساءات، مشيرا الى مشاركة وزارة المالية وشركات البترول ووزارة النفط في الوقفة الاحتجاجية تضامنا مع المركزي.

الاعتداء على الموظفين عمل نكرة

وفي الاتجاه قال الموظف ببنك السودان  شريف محمد لـ (الاخبار) بأن احتجاجهم يوم امس لما تعرض له  موظفو فرع البنك المركزي بالخرطوم من اعتداء وإساءات بسبب صرف المرتبات في ظل حق مشروع وقانوني "الإضراب" ، لافتا الى ان الموظفين حاولوا  اقناع العسكر بأنهم في اضراب قانوني لكن دون جدوى حيث قاموا بالاعتداء عليهم ومحاصرة البنك واخذوا الاموال بالقوة، قاطعا بأن العمال تعهدوا بأن يعملوا بما في جهدهم أيام الجمعة والسبت لصرف المرتبات على أن يكون الإضراب قائما يومي (28ـ 29) دعما للثورة والمدنية السلطة لكن دون جدوى ، كاشفا عن أن محافظ البنك المركزي ذهب للمجلس العسكري  واعتذروا له ، واردف "نحن نطالب باعتذار رسمي على كل الوسائل المرئية والمسموعة والمقروءة، اعتذار يليق بموظفي البنك المركزي الذي كان يؤدي جزءا مهماً من حقه الدستوري والقانوني، لافتا الى مشاركة جميع البنوك السودانية في وقفة البنك المركزي دعما وتضامنا معهم (بنك فيصل الاسلامي، البنك الزراعي السوداني، مصرف الساحل والصحراء، مصرف السلام وكل البنوك بجانب وزارة النفط وشركة زين، فضلا عن وزارة الزراعة ومؤسسات وصفها بالكبيرة كانت في الوقفة تضامنا مع المركزي.

إضراب وصولا للعصيان

وفي السياق قال عطية ببنك فيصل الاسلامي لـ (الاخبار) بأن كل العاملين والموظفين يعلنون كامل تضامنهم مع بنك السودان المركزي، قاطعا بأنه حتى في حال أن اعتذر المجلس العسكري المركزي فأنهم لم يوقفوا الاضراب وصولا للعصيان في سبيل تسليم الحكم ليكون مدنيا، مشددا على  مدنية الحكم وعدم التنازل عنه بأي شكل من الأشكال لجهة أن لهم شهداء في السابع من رمضان لابد من محاسبة من قتلهم.

وسائل تصعيدية

وقال عطية بأن من حقهم رفع الاضراب الى عصيان شامل ان لم يتم تسليم السلطة لتكون مدنية، مؤكدا على أن  الاعتداء على بنك السودان المركزي يعني الاعتداء على اقتصاد السودان، مهددا في الوقت ذاته المجلس العسكري بأن بنك السودان لديه وسائل تصعيدية اخرى لما لديه من انظمة ومفاتيح بأن لا يكون هنالك كاش في كل البنوك، قاطعا بأنهم يعملون من أجل الديمقراطية، ( حرية سلام وعدالة  مدنية خيار الشعب).

وفي الاتجاه ذاته اكد عدد من عمال وموظفي وزارة المالية الاتحادية دعمهم وتضامنهم مع بنك السودان المركزي ويشجبون ما تعرض له  الموظفون من اعتداءات في سبيل تنفيذ حق قانوني "الإضراب".

 مشاركة وزارة المالية ووزارة النفط في الوقفة الاحتجاجية لبنك السودان المركزي اعتبرها البعض خطوة في غاية الاهمية وتدعم خط المطالبة بالسلطة المدنية، مؤكدين أن المالية تعتبر الوالي على المال العام بالتالي اي اعتداء على بنك السودان يعني الاعتداء بشكل غير مباشر على وزارة المالية وعلى الاقتصاد السوداني.

الباعة المتجولون يعلنون تضامنهم

وفي السياق تفاعل الشارع العام مع وقفة بنك السودان المركزي حيث التحق بالموكب الكثيرون فيما شارك سائقو المركبات الخاصة الوقفة بإطلاق الأبواق والهتافات.

ومن الأشياء التى وقفت عندها (الاخبار)  انحياز عدد كبير من الباعة المتجولين بالطرقات للوقفة، حيث وقفوا مع المركزي تضامنا بتوزيع " المناديل " على المحتجين مجانا والذي يبيعونه على الطرقات من اجل الربحية لكنهم فضلوا المشاركة مع المركزي بأقل ما يملكون.

Pin It

إستجابة قطاعات مختلفة للإضراب بمدني

مدني: عاصم الامين

استجابت قطاعات مختلفة بحاضرة ولاية الجزيرة للإضراب الذي دعت له قوى الحرية والتغيير يومي الثلاثاء والأربعاء بغية تسليم السلطة للمدنيين .

وسجل  القطاع الصحي استجابة كبيرة للاضراب في يومه الأول حيث   نفذت المستشفيات بمدني اضراباً    عن العمل فيما عدا الحالات الحرجة ،كما أغلقت معظم الصيدليات ابوابها مما أدى لتذمر وسط المرضى ومرافقيهم.

وكشفت جولة " لسلا ميديا"بسوق مدني عن انتظام العمل في جميع المحال التجارية مع إقبال المواطنين على الشراء مع انتظام لخدمات الكهرباء والمياه، فيما استجابت  البنوك التجارية - عدا بنك السودان وبنك الادخار - والشركات ومنها شركة (زين) للاتصالات.

ووجد الإضراب استجابة متفاوتة في بعض المؤسسات الحكومية والوزارات ونفذ موظفون وقفة بمقر الإعتصام أمام أمانة حكومة الولاية وأمام وزارة الشؤون الإجتماعية، مع ووصول عدد من المواكب لساحة الإعتصام أمام مباني أمانة حكومة الولاية بمدني وسط المخاطبات والهتاف الداعية للسلم والحكومة المدنية،ومحاسبة المفسدين .

وكشفت الجولة  إنتظام حركة المواصلات الداخلية بموقف أمجاد وموقف الحافلات فيما توقفت البصات السفرية في خط مدني - الخرطوم عن نقل المسافرين استجابة للإضراب . في الوقت الذي شهدت فيه المدينة إنتظام كامل لخدمات الكهرباء والمياه .

على صعيد ذاته انتظم  تجمع أساتذة ومنتسبي جامعة الجزيرة في الإضراب وأصدر التجمع بياناً  تلقى "سلاميديا نسخة منه وبالتزامن مع دخول الإضراب أعلن فيه اضراب اساتذة ومنسوبي الجامعة  عن العمل يومي الثلاثاء والأربعاء وأكد البيان أن الاضراب يراد به إماطة الأذى عن طريق الثورة ودفع عجلتها وفقاً للمبادئ التي أعلنتها قوى الحرية والتغيير وأشار البيان إلى أن بند السلطة المدنية الذي توافقت عليه قوى الحرية هو جواب شرط للتغيير وأكد البيان أن الإضراب نشاط احتجاجي مشروع ومحروس بالقوانين والمبادئ.

ويبدو  أن دعوة قوى الحرية والتغيير للاضراب قد وجدت استجابة كبيرة  بحاضرة الولاية خاصة من منسوبي القطاع الصحي وجامعة الجزيرة فيما كانت المشاركة متباينة في المؤسسات الحكومية والوزارات في الوقت الذي واصل فيه والي الجزيرة المكلف اللواء أحمد حنان برامج عملة حيث قام بجولة وقف خلالها على انسياب وتوزيع الوقود والعمل بالمخابز كما وقف على ازالة المتاريس في عدد من شوارع ودمدني المغلقة.

واضطر والي الجزيرة المكلف الترجل من عربته للوصول لمكتبه بأمانة الحكومة بعد رفض الثوار المعتصمين فتح المتاريس لدخول عربته ،ووجد نزول الوالي على رغبة الثوار الاشادة والتقدير للرجل الذي  اجتمع قبيل يوم من الآن بقيادات المعتصمين في لقاء أسفر عن تكوين آلية مشتركة بين الجانبين بغرض التواصل المباشر وترتيب الموكب القادمة لساحة الاعتصام وتسليم المذكرات في خطوة اعتبرتها الدكتورة مروة عبد الرجال التي كانت على رأس  قيادات المعتصمين، بالكبيرة والمطمئنة التي قد تجسد تلاقياً بين المد الثوري والسلطات القائمة.

Pin It

استجابة كبيرة لدعوات الإضراب في سنار

سنار ــ إدريس عبدالله

امتنع عدد كبير من العاملين برئاسة ولاية سنار والمحليات والمؤسسات الحكومية من اداء اي مهمة رسمية رغم حضورهم الي مكاتبهم استجابة لدعوة الاضراب المعلن يومي 28_29 مايو الذي اعلنته قوي الحرية والتغيير كاجراء مؤقت تتبعه اجراءات اخرى.

وقد خرج بعض العاملين الى الشارع ملوحين بالاضراب وسط تجاوب من المارة وصمت من بعضهم. كما رفض موظفوا الحسابات صرف رواتب شهر مايو التي وصلت إلى الوزارات والمحليات واعلنوا عن البدء في صرفها اعتباراً من يوم الخميس نظراً للاضراب المعلن.

ونفذ الأضراب شامل عدد من الوزارات مؤسسات وشركات حكومية والخاصة بولاية سنار بمحلياتها المختلفة أستجابة للدعوة التي أطلقها قوى أعلان الحرية والتغيير.

ونفذ موظفو وزارة الإعلام بولاية سنار وعدد من العاملين بالقطاع الطبي في أغلبية مستشفيات والعيادات الخاصة بالولاية وتجمع الصيادلة سنار ومياه ومدن سنار.

وفي مدنية سنار نفذت شركات الاتصالات (زين ،وأم تي أن) أضراب واستجابة للدعوة قوى الحرية والتغيير، وشركة المهاجر سنار، ومؤسسة سنار للتمويل الأصغر، وأضراب مهندسين الزراعين في وزارة الزراعة والهيئة العامة لأعمال الري والحفريات، وعدد من البنوك  "بنك  الادخار، السوداني الفرنسي، مصرف المزارع  سنار، السعودية" ومستشفى سنار التعليمي والعيادات الخاصة بمدنية سنار ومستشفى الرحمة التخصصي ومستشفى مايرنو وعدد كبير من الصيدليات في سنار والتأمين الصحي ومكاتب الضرائب، مكاتب الكهرباء، موظفو الدفع الإلكتروني مستشفى سنار.

وفي مدنية سنجة عاصمة ولاية سنار العاملين في الوزارات ومستشفي سنجة وعدد  من المؤسسات الخاصة. اما في محلية السوكي أستجابة للدعوة كل من بنك الخرطوم، بنك الادخار، وبنك الاسرة فروع السوكي، وشركة السلامة للتأمين فرع السوكي.

Pin It

عودة عرمان .. الدلالات والأهداف


الخرطوم ــ عباس التجاني
أسئلة عديدة خلفتها عودة نائب رئيس الحركة الشعبية، ياسر عرمان، المفاجئة للخرطوم، هل استفاد ياسر وعقار من الفراغ السياسي، وصراع الأجنحة بالحركة الشعبية شمال، مما دفعهم الالتحاق بقوى اعلان الحرية والتغيير بالداخل؟ ام انهما لا يمتلكان القوة العسكرية على الارض والرهان عليها في الفترة الانتقالية.
وعاد ياسر عرمان برفقة الامين العام للحركة الشعبية جانح عقار، بعد ان سقط الرئيس المخلوع عمر البشير بثورة شعبية مازالت مستمرة. وقبل ان تهطب قدم عرمان مطار الخرطوم، تسارع الخطوات بين ابوظبي والقاهرة لعقد مشاورات مع ابوظبي عن فرص السلام في السودان، وذلك حسب تصريح صحفي منسوب اليه.
وسبق وفد حسن النوايا، عودة عرمان بعد غياب دام ثمانية سنوات، طالب الوفد المجلس العسكري بتجميد حكم الاعدام الصادرة بحقه، بعد ان اندلعت الحرب بين النظام البائد والحركة الشعبية شمال منتصف العام ٢٠١١.
وضربت الانشقاقات جسد الحركة الشعبية بعد سنوات من الحرب مع نظام البشير المخلوع، فانقسمت الحركة الى فصيلين، أحدهما بقيادة عبد العزيز الحلو والأخرى بقيادة مالك عقار والى جانبه ياسر عرمان. وفور وصوله الخرطوم، انخرط ياسر عرمان في سلسلة اجتماعات مع قيادات المعارضة، بعد ان عقد مؤتمر صحفي بالقرب من ميدان الاعتصام امام القيادة العام.


وشكك مراقبين، في الموقف المعلن لعرمان، الذي يقول انه عاد الي البلد لانهاء الحرب و تحقيق السلام، والعمل من اجل التحول الديمقراطي.
وقال الصحفي المتخصص في الشئون السياسية، نزار سيد أحمد،  لـ (سلاميديا) انه يحاول اكتساب وضع جديد في خارطة السياسة السودانية بعد ان سحب عبد العزيز الحلو منه وعقار البساط بتجريدهم من القوات المقاتلة أو بأبعاده من زخم الميدان، وبالتالي اتجاهها الى الداخل وبخاصة نحو الجماهير المحتشدة داخل القيادة إنما القصد منها مغازلة المجلس العسكري بأظهار انه حريص على السلام وأنه كان في عداء مع النظام السابق.


وأضاف سيد أحمد "ليس له أي موقف معادي مع قيادات المجلس العسكري، وفي الجانب المقابل محاولة كسب جماهير جدد من خلال الاحتكاك المباشر مع الجماهير في الميدان والظهور بمظهر الحريص على الثورة ومكتسباتها".

وأكد أن الرهان عموما على القوات في ميادين القتال ما عاد مجدياً وفاتورته باهظة، وبخطوة العودة ربما قصد عرمان التخلص من عبء القوات العسكرية خاصة وأن أي عملية سلام قادمة لن تحقق مكاسب سياسية او اقتصادية لاي حركة، بخلاف ما يمكن أن تحققه مع النظام المباد الذي كان جاهزا لدفع فاتورة السلام.


من جهته قال استاذ العلوم السياسية بجامعة بحري، د. محمد أحمد شقيلة، لـ (سلاميديا) إن الذي حدث في الحركة الشعبية خلال العام 2017 هو في حقيقته عملية إقالة لمالك عقار وياسر عرمان وإحلال قيادة جديدة مكانهما عبر القنوات المؤسسية للتنظيم (المؤتمر العام).
وأضاف "الدليل الأكبر على أن ما تم هو (إقالة) وليس (انشقاق)، كما يروج لذلك الكثيرين لأغراض لهم، هو أن الجيش الشعبي وكوادر وجماهير الحركة قد إلتفت حول القيادة الجديدة، وهذا طبيعي فهي من اختارتها وبصورة يمكن القول انها ديمقراطية".
وأوضح شقيلة أن تلك الأسباب هي التي قادت مالك عقار وياسر عرمان للهرولة نحو الخرطوم للحاق بقطار الثورة، مردفاً "فهما بعد الاقالة التي حدثت لهما من قيادة الحركة، ووجدا أنهما بلا جيش أو كوادر وجماهير أخذا يبحثان عن وجود سياسي لهما، وكان الملاذ، الانخراط والعمل في إطار تحالف نداء السودان، الذي قبلهما رغم معرفته بأنهما لا يمثلان سوى نفسيهما في الواقع، اذ لا بأس من المساهمة في انقسام الحركة فهي في النهاية منافس سياسي وهذه سياسة".
وأشار شقيلة إلى أن "نداء السودان" فقد الحركة الشعبية الحقيقية بكل قوتها السياسية والعسكرية بقيادة الحلو، حيث لم تنضم لنداء السودان لجهة أن "هنالك حركة شعبية واحدة اما يمثلها "عقار وعرمان" في نداء السودان او تمثل نفسها بقيادة الحلو ولا خيار ثالث.
وزاد "هذا هو السبب الرئيسي الذي دعا الحركة الشعبية لعدم الانضمام لنداء السودان".
من جهته قال الناشط بمبادرة استعادة نقابة المهندسين، عبد الخالق محمد بابكر، لـ (سلاميديا) الحركة الشعبية جزء من تكوين الجبهة الثورية والتى بدورها هى جزء من كتلة نداء السودان وهي إحدى الكتل السياسية الموقعة على إعلان الحرية والتغيير.
وأضاف بابكر "لا يوجد فراغ سياسي حتى يملأه أحد بدليل رضوخ المجلس العسكرى واعترافه بشرعية قوى الحرية والتغيير هذا ما يؤكد حيوية الفعل السياسي وشعبيته".
وأكد أن ثورة ديسمبر - ابريل سلمية، الشيء الذي أتاح لكافة القوى الثورية المسلحة للالتحاق بركب الثورة ومن ثم مشاركتها فى صنع القرار السياسي، وان الحركة الشعبية جزء أصيل وفاعل من مكونات الثورة السودانية بلا مزايدة. مردفاً "اذن الحركة الشعبية لا تحتاج لمبرر أو تمهيد للمشاركة".
وقال استاذ العلوم السياسية جامعة افريقيا العالمية، مصطفى الجميل، لـ سلاميديا) إن ياسر يمتلك طموح غير محدود، إلا ان طموحه اصطدم بجدار الوعي المتزايد وسط الجيل الجديد للحركة الشعبية، مما وضع حدا لتحركات عرمان وسط الجيش، الذي يسيطر عليه القائد الحلو بالاضافة الى مؤسسات الحركة الاخرى، ذلك ما عجل بانشقاق عرمان عن الحركة والانحياز لمالك عقار.
وتابع الجميل، "يعاني مالك هو الآخر من تفكك جيشه وتماسك القوات التي سقطت واحدة تلو الاخري في ايدي مجموعة الحلو، التي تتميز بالانضباط وتكتيكها الصارم".
وذكر أن لقاء عرمان بقيادة نداء السودان وخلق تحالفات مع الاحزاب والحركات وعمل مناورة واسعة مع المجتمع الإقليمي والدولي والمحلي المتمثل في شباب الاحزاب والحراك، مضيفاً "كل هذا حتى يستفيد من السباق لتحقيق مكاسب سياسية عبر تسويات التفاوض، وهو يعلم أن حدثت انتخابات حتى هو المستفيد من اسم وزخم الجيش الشعبي باعتبار أن الحل لا يأتي إلا بتفاوض وجولات وزمن طويل".
 وتابع "عرمان يريد أن يلحق السوق قبل حدوث تسوية مع حركات دارفور وبقية الأحزاب".

Pin It

موقع إخباري محايد وغير منحاز لأي طرف أو جه ويقدم خدماته لجميع السودانيين والمهتمين بالشأن السوداني

239 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع