ابحث عن

مقاتلون خارج السودان .. كيف يعالج المفاوضون ملف الترتيبات الأمنية


الخرطوم ــ سلام ميديا
يلقي وجود جيوش للحركات المسلحة في بعض دول الجوار بينها ليبيا بظلاله على مجريات التفاوض مع الحكومة السودانية في جوبا، وسط تخوفات بأن يصبح ملف الترتيبات الأمنية عائقاً امام السلام المرتجى، وأحد مهددات الفترة الانتقالية والتحول الديمقراطي في السودان.
والأسبوع الماضي تهيأت أطراف التفاوض في جوبا للدخول في ملف الترتيبات الأمنية بعد حسمها جميع الملفات الأخرى، بيد أن المناقشات الفعلية لم تنطلق، بسبب الرحيل المفاجئ لوزير الدفاع السوداني، والذي كان يقود وفد التفاوض حول هذا الملف.
ورغم ان الوساطة أعلنت تأجيل التفاوض لمدة اسبوع لكن الحكومة لم تقوم بتعيين وزير دفاع خلفاً للراحل بعد، ليكون وفدها جاهزاً لإستئناف المحادثات، ما يعني استمرار تأجيل التفاوض حول الملف.
وتمتلك جميع مكونات الجبهة الثورية "مسار دارفور" جيوش في دولة ليبيا طرفاً في الصراعات المسلحة هناك، بحسب آخر تقرير أممي حول الأمر. وتشمل مكونات الجبهة الثورية كل من (حركة تحرير السودان، بقيادة مناوي، وحركة العدل والمساواة، بقيادة جبريل، وتجمع قوى تحرير السودان، بقيادة الطاهر حجر، وحركة تحرير السودان ـ المجلس الانتقالي، بقيادة الهادي إدريس يحيى).
ويؤكد تقرير للجنة الخبراء عن السودان المكلفة من مجلس الأمن الدولي، الذي صدر في يناير الماضي، وأطلعت عليه (سلام ميديا) امتلاك جميع هذه الحركات لمقاتلين في ليبيا، موضحاً أن حركة تحرير السودان، برئاسة مني أركو مناوي، أقوى الحركات بقوة عسكرية قوامها 1000 مقاتل وبين 250 إلى 300 لاندكروزر مسلحة.
وبحسب التقرير الذي يغطي الفترة من مارس إلى ديسمبر 2019، فإن قوة مناوي يقودها الجنرال جمعة محمد هجر، ونائبه جابر إسحاق. وتتمركز في 3 مواقع جزء منها يحرس آبار البترول في "رأس تنوف" بفرقة يقودها عباس خواجة، ومنصور يحيى رمضان، وفرقة أخرى في مطار الهان الحربي، وفرقة ثالثة تحت قيادة عمر تكوشا، ترابط في مزارع في منطقة زيله.
"تجمع قوى تحرير السودان" هي فصائل انشقت عن حركتي تحرير السودان برئاسة عبد الواحد محمد نور، والعدل والمساواة، ويقودها حالياً الطاهر حجر، تمتلك بحسب التقرير نحو 100 عربة مدرعة متركزة في منطقة "الهان والواو الكبير" في جنوب ليبيا، بقيادة الجنرال عبود آدم خاطر، وتتحالف مع جيش حفتر بذريعة أنهما يحاربان التطرف معاً.
وبحسب التقرير فإن حركة تحرير السودان ـ المجلس الانتقالي، تأتي في المرتبة الثالثة من حيث عدد القوة في ليبيا، حيث تمتلك نحو 50 عربة مدرعة بقيادة صالح جبريل سي، متحالفة مع الجيش الليبي.
والمجلس الانتقالي هي مجموعة انشقت من عبد الواحد محمد نور، يقودها حاليا رئيس الجبهة الثورية الهادي إدريس يحيى، وهو رئيس الجبهة الثورية حالياً، والمتوجد في مفاوضات السلام بجوبا.
وكان رئيس المجلس الانتقالي السابق نمر عبد الرحمن، وقع أسيراً بين أيدي قوات البشير مع المئات من جنوده عقب معارك في عام 2017 وقعت بشمال دارفور، حينما كان في طريقه إلى ليبيا.
ورصد التقرير الاممي وجود قوات لحركة العدل والمساواة تقاتل لصالح الأطراف الليبية المتصارعة، بيد ان التقرير لم يحدد رقم لهذه القوة واكتفى بوصفها بأنها قوة صغيرة في جنوب ليبيا يقودها عبد الكريم شولي، ولم يكن لها دور بارز خلال عمليات الجيش الليبي في الجنوب، ولكن قائدها، الذي ينتمي لشعب التبو، متعاون مع قوات التبو حليفة حفتر.
جيش قومي مهني
يقول المتحدث باسم قوى تحرير السودان، نور الدين زكريا شمو، لـ (سلام ميديا) إنهم سيعملون من خلال المفاوضات على إنشاء جيش قومي مهني، لجهة أن أحد أسباب اندلاع الثورة المسلحة هو عدم وجود قوات مسلحة سودانية قومية تستطيع حماية الوطن والمواطن.
وأضاف "لإنشاء جيش قومي لدينا عدة آليات ومعايير ستعقب عملية DDR وسنكشف عنها لاحقا، وسنحتفظ بقواتنا الآن حتى تنزيل الاتفاقية على أرض الواقع ويكون الأمن والأمان واقع معاش يؤكده حياة اللاجئين والنازحين في معايشة الحياة الطبيعية من رعي وزراعة وغيرها من الأنشطة اليومية".
وحول وجود قواتهم في ليبيا لم ينفي او يؤكد ذلك وإنما قال "ليبيا أصبحت ساحة للصراعات الدولية والإقليمية والكل يستطيع ذج وذكر اسم من يريد النيل منه، والشيئ الأكثر اسفا هو استخدام المهاجرين الذين يودون العبور إلى الضفة الأخرى في الحروب القائمة هناك بالإكراه".
وينتظر ان تناقش المحادثات حول ملف الترتيبات الأمنية وضعية الجيوش خلال الفترة الانتقالية والمدة الزمنية، ثم دمج القوات المختلفة وهي "الدعم السريع، قوات الحركات المسلحة بدارفور، والجيش الشعبي بالمنطقتين" في جيش مهني بعقيدة عسكرية جديدة تعكس التنوع السوداني.
يقول الدكتور عباس التجاني، المختص في شؤون النزاعات المسلحة، لـ (سلام ميديا) إن ملف الترتيبات الأمنية هو أكثر ملفات التفاوض الجارية في جوبا تعقيداً، متوقعاً أن يكون الاتفاق حوله بذات الطريقة التي تمت في نيفاشا بين الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة جون قرنق.
وأضاف "هذا الملف يزداد تعقيداً بعد ان أصبح النزاع في السودان مفتوحا وعابر لحدود الدولة الوليدة في جنوب السودان وما شهدته هي الأخرى من نزاع، يضاف الى ذلك ما تشهده كل من دولتي افريقيا الوسطي وليبيا".
وأوضح أن عوامل الحدود المفتوحة والامتدادات السكانية بين هذه الدول بجانب معسكرات اللجوء وطرق الهجرة الى أوروبا عبر ليبيا، تمثل نقطة فارقة لحركة القوات العسكرية لقوى الكفاح المسلح، بجانب التقاطعات الأمنية للنظام البائد وتدخله في النزاع الليبي والنزاع في جمهورية افريقيا الوسطى والمواجهة العسكرية مع جيشي دولة جنوب السودان والجيش الشعبي قيادة الحلو.
كما أن تحالف الجبهة الثورية والعمليات المشتركة له سهل تنقل القوات بين الاقاليم والدول، مما يمثل تحدي في تحديد مناطق السيطرة لقوى الكفاح المسلح وعدد القوات ومناطق تجمعاتها، وفقاً لما تقتضيه الترتيبات الأمنية.
وتوقع التجاني أن يكون ما نتج عن ملف الترتيبات الأمنية باتفاقية نيفاشا سيد الموقف في مفاوضات جوبا الحالية حيث تحتفظ الحركات بقواتها خلال فترة تنفيذ الاتفاق مما يعقد عملية الدمج والتسريح وجمع السلاح المنتشر بمناطق النزاعات.
وأضاف "سف تكون هناك نقاط خلاف جوهرية حول اشتراك بعض القوات في نزاعي ليبيا ودولة جنوب السودان وذلك يضعف دور الوسيط الحالي بجوبا، ربما يتمسك الطرف الحكومي بالتقارير الأممية التي أشارت إلى مشاركة قوات قوى الكفاح المسلح بالنزاع الليبي بجانب حفتر، وذات الاتهام وجه لقوات الدعم السريع وتم نفيه بشدة من قبلها، اعتقد في تلك الحالة تتمسك قوى الكفاح المسلح بسحب قوات الدعم السريع من اليمن".
وتابع "اعتقد بان ملف الترتيبات الأمنية حتى وان تم الاتفاق حوله سوف يكون أحد مهددات الفترة الانتقالية والانتقال الديمقراطي في السودان".

Pin It

مغامرات بالحدود .. سودانيات يقتحمن عالم التهريب


النيل الابيض _ سلاميديا
إلى وقت قريب، كانت عمليات التهريب المختلفة في السودان حكرا على الرجال، لكن تغلبات الحياة دفعت بعض الكنداكات لإقتحام هذا المجال بقوة في مغامرات مشهودة على الشريط الحدودي بين دولتي السودان، وجنوب السودان.

ومنذ أشهر نشطت مجموعات نسوية سودانية في تهريب السلع والبضائع والمؤن الغذائية والاثاثات والملبوسات والوقود إلى دولة جنوب السودان، وفق مصادر واسعة الاطلاع بمكافحة التهريب.

وبحسب ذات المصادر، تنشط هؤلاء النسوة في مناطق حدودية متاخمة لولاية النيل الأبيض، بينها جودة والكيلو 4 والجبلين، وتعتبر هذه المناطق ملاذا آمنا لعدد من المهربات والمهربين نسبة لقربها من دولة جنوب السودان وبيئتها الملائمة لمثل هذه العمليات.

وتتكون الشبكة النسوية من عدد كبير من النساء انقسمن الى مجموعات اصغر تتكون من عشرة الى خمسة عشر امرأة يتحركن بطريقة منظمة ومرتب لها بعد الاتفاق فيما بينهن.

ويرى مهتمون أن عمليات التهريب على الحدود بين السودان وجنوب السودان نشطت بعد اغلاق الحدود ووقف التجارة الحدودية وهو ما شجع هذه الشبكات على توسعت نشاطها المربح.

وانفصل جنوب السودان عن السودان في العام 2011م بموجب استفتاء شعبي أقرته إتفاقية نيفاشا للسلام الشامل بين حكومة المخلوع عمر البشير والحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة الراحل جون قرن، والتي انهت اطول حرب أهلية في افريقيا. واعقب الانفصال توتر في العلاقات الثنائية بين الخرطوم وجوبا الشي الذي ادى لاغلاق الحدود.

وتقول "ازاهر" وهي احد المهربات، ورفض ذكر اسمها كاملا إنها أم لسبعة أطفال وان الضائقة الاقتصادية التي حدثت فب البلاد هي السبب الأساسي لتورطها في مثل هذه الاعمال".

وتضيف اذاهر خلال حديثها "لسلاميديا" "مجموعتنا تتكون من خمسة عشر تاجرة نتواصل عن طريق الهاتف لتحديد مواعد رحلات الذهاب والاياب ومناطق التلاقي".


وتبعد مناطق انشطة التهريب كيلومترات معدودة عن مناطق السكن والقرى وعادة تضم فرقان وكيلوهات تسكن بها بعض القبائل بحسب ازاهر.

وتروي ازاهر مغامراتهن في تهريب البضائع متباهية بحزاقتها في الافلات من نقاط التفتيش والتي لم تعد مخيفة بالنسبة لهن الآن".

وقالت "نشتري البضائع من ربك او الجبلين حسب طلبات المشترين التي اخطرونا بها مسبقا، ونقوم بترحيلها لمنطقة كيلو اربعة، وكنا سابقا نقوم بالمبيت في احدى القرى لكن بعد ان عقدنا اتفاقا مع صاحب عربة لترحيلنا اصبحنا نذهب ونعود في نفس اليوم".


فيما تحكي رفيقتها المطلقة والأم لخمسة اطفال والتي فضلت حجب اسمها، جزاء من تراجيديا المغامرات النسوية على الحدود، مؤكدة عدم وجود رقابة في الشارع انهن ولا يتعرضن لاي عمليات تفتيش او ضرائب او رسوم جمركية او حتى رشاوى الا لعمليات تهريب الجاز والبنزين".

وتقول المتحدثة في تصريحاتها ل "سلاميديا" "توجد منا نساء متفرغات لتهريب الجاز والبنزين ويتحصلن عليه من المركبات التي تنتظر في صفوف البنزين، والذي يتم تفريقه في "جالونات".

وتضيف "هؤلاء النسوة يتحصلن على ربح عالي جدا مقارنة بتجار الاثاثات والملابس الرسميين".

كما اشارات الى وجود معابر اخرى غير جودة تسمى المعابر الغربية والتي تكون فيها عمليات التهريب اسهل ولا يتفاضل فيها البائع والمشتري على سعر محدد بل يدفع المشتري ما يطلبة البائع مهما كانت قيمته".

وتروي البائعات مغامراتهن بنوع من الاحتفاء لكونهن يعتبرن ما يقومن به انجاز كبير مكنهن شراء الذهب والاثاثات وتوفير حياة كريمة لطفالهن وضمان تعليم بعد فشل الازواج في تحقيق ما كن يتطلعن له".

وتتفائل المهربة "تهاني" بموسم رابح في رمضان المقبل لوجود عدد كبير من الجنوبين الذين ينون الاستعداد لصوم رمضان والاعياد المصاحبة له.

وقالت تهاني التي فضلت عدم ذكر اسمها كاملا خلال حديثها ل"سلاميديا" "الارباح ستزيد خلال الاشهر القادمة وسيزيد الطلب على بعض السلع البلدية والمجففة والتي نتقاضي عليها اسعار كبيرة مقارنة بالسلع التي تتوفر في السوق".

ويرى مراقبون أن عمليات التهريب بكافة انواعها تهلك اقتصاد السودان، وأن ما فرضته الميزانية برفع الدعم عن بعض السلع والوقود كان صائب للغاية.

الخبير الاقتصادي الدكتور محمد الناير وصى بتفعيل الرقابة على الحدود وفرض امن الدولة على الحدود ووقف التهريب بكافة انواعة بغض النظر عن الحالة الاجتماعية للمهرب، مشيرا الى ان الوقود والسلع التي تهرب هي سلع مدعومة من الحكومة السودانية.

وشدد الناير خلال حديث لسلاميديا، على ضرورة توفير فرص عمل لهؤلاء النسوة اضافة الى توفير ورش للتدريب وأستيعابهن في المصانع والاشغال اليدوية وتوفير فرص اكبر لهن في التمويل الاصغر.

Pin It

بين الخوف والإستهتار .. كيف تعامل السودانيون مع تدابير كورونا؟

الخرطوم – سلاميديا

شهد الشارع السوداني، ردود أفعال متباينة إزاء التدابير الإحترازية التي أقرتها السلطة الإنتقالية لمنع تفشي وباء كورونا، حيث تعاطى البعض بشكل إيجابي مع الإجراءات الوقائية وبدت عليهم مخاوف بائنة، بينما يتعامل السواد الأعظم مع أنباء الوباء بإستهتار وعدم مبالة مستبعدين وصوله الفايروس الى البلاد.

وبين الفئتان تقف مجموعة أخرى من السودانيين، تقول بإنها "متوكلة على المولى عز وجل"، وأنهم لايستطيعون إيقاف أعمالهم رغم يقينهم بإمكانية إصابتهم بوباء كورونا.

وإتخذت السلطة الإنتقالية في السودان جملة إجراءات إحترازية للحيلولة دون تفشي كورونا في البلاد، وذلك في أعقاب إعلان وزارة الصحة حالة وفاة بهذا الوباء لمواطن قادم من الأمارات وإكتشفت به بعد مفارقته للحياة.

وشملت الإجراءات الوقائية إعلان حالة الطوارئ الصحية بإغلاق كافة المعابر البرية، والبحرية، والجوية وإيقاف الدراسة في كافة المراحل، ومنع التجمعات والملمات وتجفيف المجمعات السكنية "الداخلية" وخفض المعاملات الحكومية الشي الذي أصاب العاصمة الخرطوم والمدن الاخرى بشلل كبير، وخفت الحركة بصورة ملحوظة.

ورغم موجة الهلع التي اصابت جزء كبير من الشعب السوداني فإن عدد من المواطنين ملتزمين بالأرشادات التي وجهت بها وزارة الصحة الاتحادية من غسل للأيادي وتجنب المصافحة وملامسة الاسطح وغيرها من الاحترازات.

وبدت الطالبة بجامعة الخرطوم نجلاء الشيخ غير مصدقة لما هو متداول عن تسجيل حالات إصابة بفروس كورونا، لذلك فهي لا تبالي ولا تكترث للاجراءات الوقائية التي وضعتها السلطات الصحية في البلاد.

ووجدت نجلاء التي تحدثت لـ"سلاميديا" في هذه إيقاف الجامعات لشهرا كامل، فرصة لنيل قسط من الراحة في الاقاليم والاسترخاء بعد عناء دراسة طال شهور متتالية دون انقطاع.

واستبعدت وصول فيروس كورونا الى السودان متعللة بدرجة الحرارة العالية التي تتميز بها البلاد والتي يمكن ان تقتل الفيروس او تحد من انتشاره.

وتزيد نجلاء "رغم انني غير مصدقة لحقيقة وصول الفيروس الا ان التدابير التي وصت بها وزارة الصحة ستكون كفيلة بالوقاية منه حال تفشيه".

وبحسب مراقبين فإن حالات الهلع والخوف المفرط من المرض تتركز في العاصمة الخرطوم مقارنة بولايات السودان التي تسودها حالة من الطمأنينة.

وأبدت المواطنة زهراء حامد مخاوفها من فيروس كورونا، مشددة على ضرورة أن يلتزم الجميع بالارشادات التي وضتها السلطات الصحية.

وحثت زهراء التي تحدثت لـ"سلاميديا" وزارة الصحة على توفير الكمامات والمطهرات مجاناً للمواطنين تقديراً لأوضاعهم المعيشية الصعبة.

وبحسب بائع "الكمامات" المتجول حافظ المبارك والذي اتخذ من كورونا فرصة لأيجاد مصدر رزق له، فإن الاقبال على شراء الكمامات عالي جدا.

وقال مبارك في تصريحاته لـ"سلاميديا" "ارتفعت اسعار الكمامات وبلغ سعر الكمامة الخضراء ٨٠ جنيها والكمامة الفلتر ٣٠٠ جنيه، ورغم ارتفاع اسعارها الا ان المواطنين يشترونها وتنفذ بضاعتي بسرعة".

ونصحت وزارة الصحة السودانية، بتجنب الزحام حتى على مستوى العلاقات الاجتماعية من الافراح والاكراه ومآتم والاكتفاء بقبول التهاني او التعازي بالحجم الذي يخفف من الضرر، وغسل الايادي بالصابون بإستمرار، وجميعها إرشادات وقائية لمنع تفشي كورونا.

وتقول هالة الميرغني، وهي طبيبة عمومية، إن التدابير الاحترازية التي اتخذتها وزارة الصحة تعكس إهتمامها بصحة الشعب السوداني.

وتضيف خلال حديثها لـ"دسلاميديا " "السودان اول دولة اغلقت حدودها وأوقفت رحلات الطيران قبل تفشي كورونا بشكل أوسع وهذا سيقلل بالتاكيد من فرص الاصابة بهذا الفيروس".

Pin It

آفة "السلام الجزئي" .. هل تلاحق "سودان" ما بعد الثورة؟


الخرطوم – سلاميديا

رغم تقدم المفاوضات بين الحكومة الإنتقالية وتحالف الجبهة الثورية والتي أوشكت على توقيع إتفاق سلام نهائي، ما تزال المخاوف تنتاب المراقبين للمشهد السوداني، من الوصول إلى تسويات جزئية تعرقل حلم السلام الشامل الذي يراود السودانيين منذ الإستقلال.

وبعد إنتهاء مدة الستة أشهر التي حددتها الوثيقة الدستورية لحل قضايا الحرب والسلام، تقف حركتان كبيرتان، على مسافات بعيدة من العملية السلمية ومحادثات السلام مما جعل المفاوضات منقوصة، بحسب مهتمين.

وترفض حركة جيش تحرير السودان بقيادة عبدالواحد محمد نور التي تسيطر على مناطق واسعة بجبل مرة غربي البلاد الدخول في محادثات سلام قبل لشروط محددة تضمن معالجة قضايا السودان في إطار كلي، وهو ذات الموقف الذي ظلت تتمسك به منذ حكم المعزول عمر البشير.

بينما تعثرت المفاوضات مع الحركة الشعبية بقيادة عبدالعزيز الحلو، نسبة لطرحها حق تقرير المصير منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق أو علمانية الدولة السودانية كموقف تفاوضي أوحد، الشي الذي رفضته الحكومة الانتقالية بحجة أن هذه القضايا تفوق تفويضها ويجب حسمها في مؤتمر دستوري قومي.

فيما يتفق معه عبد الواحد محمد نور في ذات الطرح، إلى جانب مطالبته بتحويل موقع التفاوض إلى العاصمة الخرطوم وإنعقاد مؤتمر دستوري لمناقشة قضايا الحكم والثروة والتحول الديمقراطي.

ويرى محللون سياسيون، وقيادات بالحركات المسلحة أن عزوف عبد الواحد محمد نور وعبد العزيز الحلو عن عمليات التفاوض الجارية في جوبا قد يقود إلى تسوية جزئية تضم الجبهة الثورية بمكوناتها الحالية والحكومة الإنتقالية، مثلما كان يحدث في عهد النظام البائد.

وقال الناطق الرسمي لحركة جيش تحرير السودان قيادة عبدالواحد محمد نور، محمد عبدالرحمن الناير في تصريحات خص بها "سلاميديا" أن ما يجري في منبر جوبا من مفاوضات بين الحكومة الإنتقالية والجبهة الثورية هو إعادة إنتاج للاتفاقيات السابقة في عهد النظام البائد الذي وقع أكثر من 46 اتفاقية سلام ثنائية وجزئية وانتهت بوظائف في السلطة للموقعين وإستمرت الأزمة دون حل.

مشدداً أن هذه الإتفاقيات الثنائية لم تخاطب قضايا الوطن والجذور التاريخية للأزمة بل خاطبت قضايا الأشخاص ورغباتهم في السلطة، مشيراً إلى أن الإتفاق المتوقع التوصل إليه بين الحكومة والجبهة الثورية يمثل تأكيد على أن حكومة الخرطوم الحالية تسير في نهج سلفها البائد وأن ما حدث في ثورة ديسمبر المجيدة التي تم تدجينها هو تغيير في الأشخاص وليس تغييرا في السلوك والممارسات والتعاطي مع قضايا الوطن الكلية.

ويضف "ليس هنالك سلام سوف يتحقق في السودان بمعزل عن حركة جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد أحمد النور ، والحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة الفريق عبد العزيز آدم الحلو ، لكون هاتين الحركتين هما الوحيدتان في السودان الآن اللتان تسيطران على مناطق جغرافية شاسعة بحجم دول ولهما جيوش وقواعد جماهيرية عريضة، فلا توجد أي حركة أخرى تسيطر على متر في التراب السودان ، وهذه حقيقة يعرفها القاصي والداني وليست مزايدة سياسية".

وتابع الناير "إتفاق سلام ليس طرفه هاتين الحركتين مصيره الفشل، لأن السلام الحقيقي يكون مع الأطراف صاحبة التأثير على الأرض ولديها جيوش ومناطق محررة، وهي المعنية بالإستقرار وجلب السلام".

وأكد أنهم ليسوا طرفا في هذه المفاوضات ولا يعنيهم أي إتفاق يتم توقعيه مع قناعتهم أن هكذا إتفاقيات جزئية وثنائية لن تحل الأزمة، وإنما الحل يكمن في مخاطبة جذور الأزمة الوطنية في إطارها الكلي عبر مؤتمر سوداني تشارك فيه جميع المكونات السودانية ما عدا نظام المؤتمر الوطني وواجهاته".

ويزيد الناير" الحركات التي تتفاوض في جوبا تعلم قبل غيرها أن هكذا اتفاقيات لن تحل الازمة، ولها تجاربها مع النظام البائد الذي وقعت معه من قبل اتفاقيات مماثلة وشاركته في السلطة وزعموا حينها إنه سلام شامل ولكن ظلت الأزمة قائمة، وتنصل النظام عن إتفاقاته معهم فأعلنوا تمردهم مرة أخرى، فكان عليهم الإتعاظ من تجاربهم السابقة التي أثبتت الوقائع فشلها بعدم تكرارها مرة أخرى".


أما المحلل السياسي الدكتور عبده مختار يستنكر تتمسك حركتي الحلو وعبدالواحد نور بما وصفه بالاطروحات التعجيزية المتتطرفة وغير المنطقية في وقت يتطلع فيه السودانيين لتحقيق السلام، والذي إنعكس تأخره سلبا على المواطنين.

ويقول مختار في تصريحاته ل"سلاميديا" "لا يمكن أن يطبق مبدأ العلمانية في دولة معظمها يدين بالدين الاسلامي، ولكن يمكن تطبيقه بعد إنشاء برلمان منتخب وإستفتاء شعبي، فلا بد للفصيلين المساعدة في تحقيق السلام لإنتخاب المجلس التشريعي والوطني ومن ثم النظر في أطروحاتهم.

ويتابع "لابد لجميع الأطراف تقديم تنازلات حقيقة لدفع بعملية السلام والوصول للحد الأدني من الإتفاق لتجاوز المرحلة الإنتقالية، وشدد"لا يمكن أن نتوقع من حكومة المرحلة الإنتقالية تحقيق كل المطالب".

ويتوقع مختار أن تمضي الحكومة الحالية قدما في تحقيق السلام وتوقيع إتفاقيات مع الجبهة الثورية بمكوناتها الحالية، وأكد انه لن يكون سلاما شاملا لكنه سيكون بإجماع الأغلبية.

فيما إختلف القيادي بحركة تحرير جيش السودان جناح مناوي سليمان عبد الله مع المحلل السياسي عبده مختار ، وقال سليمان خلال حديثه ل"سلاميديا" أن أي إخفاق في مكونات السلام سيكون خصما عليه ويعيد الحركات المسلحة والحكومة السودانية إلى المربع الأول.

ويضيف" الترتيبات الأمنية والأوراق التي تناقش في جولات التفاوض الآن مهمة وتبحث نفس الشروط التي طرحها عبد الواحد محمد نور وعبد العزيز الحلو في ملفها السياسي وطرح علمانية الدولة والمؤتمر الدستوري".

وإعتبر سليمان الشروط التي وضعتها الحركتين كروت ضغط أكثر من أنها واقع ومطلب حقيقي، وتوقع إنضمامهم للعملية السلمية في أي وقت، ونصح بضرورة المضي قدما في توقيع الإتفاقيات مع الجبهة الثورية بمكوناتها الحالية.

وقال سليمان "الفرصة الآن مواتية لجميع المكونات السياسية والمدنية والجبهة الثورية بجميع مكوناتها لتحقيق السلام وذلك لضعف مراكز القوة العسكرية مما يعني تقليل فرص الإنقلابات العسكرية والذي يدعم بيئة ملائمة للتحول الديمقراطي والحكم المدني في البلاد".

Pin It

موقع إخباري محايد وغير منحاز لأي طرف أو جه ويقدم خدماته لجميع السودانيين والمهتمين بالشأن السوداني

335 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع