ابحث عن

مواطني الفاشر ما بين حصار التجويع و الهجوم المحتمل و صمت المجتمع الدولي

 ..

بقلم : عادل عبدالله نصر الدين

يشاهد المجتمع الدولي و مؤاسساته في سكونٍ تام كل ما يجري من تكثيفٍ لحشودٍ عسكرية بشرية مع كمٍ هائل من اسلحة قتل و دمار نوعية يقوم بها طرفا الحرب داخل و حول مدينة الفاشر و معسكرات النازحين. و علي الرغم من ان المجتمع الدولي يدرك حجم التضخم السكاني المتكاثف الذي تم في مدينة الفاشر بسبب نزوح معظم سكان مدن و قري دارفور اليها، كملاذ آمن من رحي الحرب الدائرة بين الجيش و مليشيا الدعم السريع. وهو ايضا يدرك تماما نتائج ما تسفر عنه اية معارك قد تقع بين طرفي الحرب في الفاشر و ما حولها من معسكرات نازحين، انها قد تكون علي افضل الفروض مثل روندا ان لم تتجاوزها. الا ان المجتمع الدولي آثر المراقبة مع التنديد و الاسف و الشجب بشدة لانتهاكات طرفي الحرب.

فالسؤال الذي يفترض طرحه هو: هل المجتمع الدولي  بمؤاسساته التي من اهدافها الرئيسة حفظ الامن و السلم ـــ غير قادر علي منع وقوع مجزرة كارثية، قد تكون تاريخية لاهل الفاشر و المعسكرات التي من حولها؟ الاجابة هي ان (لدى مجلس الأمن مسؤولية رئيسية (بموجب ميثاق الأمم المتحدة) تحتم عليه الحفاظ على السلام والأمن الدوليين؛ ومن مسؤوليته ايضا، تحديد زمان ومكان نشر قوة لحفظ السلام، والاستجابة للأزمات في جميع أنحاء العالم ــ كل حالة على حدا؛ وفق مجموعة من الخيارات تحت تصرفه). والسؤال التالي: اِذاً لماذا اتخذ المجتمع الدولي و مؤاسساته، اي مجلس الامن الدولي دور المتفرج؟فدون ادني شك، ان تبني ذلك الموقف يتمركز في تقاطع مصالح دول رأس المال، مثل الصين و روسيا حول الموارد الطبيعية الهائلة في السودان؛ مع امتلاكها لحق الفيتو الذي يمكنها من المساومة به فيما بينها لتحقيق و ضمان مصالحها. فحق الفيتو ما هو الا آلية من الآليات المكرثة لتحكم دول الاستعمار الحديث في ادارة  موارد دول العالم الثالث و نهبها. لذا ان ما يجري من تحشيد حربي بواسطة طرفي الحرب، والحصار التجويعي الحالي الذي تفرضه مليشيا الدعم السريع  على مواطني مدينة الفاشر و معسكرات النازحين حولها، وما يقابله من صمت للمجتمع الدولي؛ ما هو الا مسألة بديهية وفقا لاخلاق تلك الدول الاستعمارية التي في يدها حق الفيتو؛ فلا ضْيٌرَ لديها في إراقة الدماء طالما انها الوسيلة الناجعة لجلب المصالح .. اذ ان حقن دماء اهل الفاشر و معسكرات التازحبن ليس من اولوياتها الآنية.

الخلاصة تستخلص من المثل الذي هو بمثابة قاعدة ذهبية لنا (ما حكَ جلدك غير ظفرك) و مقولة (المتغطي بالمجتمع الدولي عريان).. و لكن هذا لا يجعلنا نسقط الدور الذي يمكن ان تلعبه شعوب العالم الحرة. فلابد لنا ان نصطف و ايادينا متشابكة و بصوتٍ واحد نُسمٍع تلك الشعوب مدى مأسينا التي تعد الان في مصاف الكوارث الانسانية، و ذلك لكي تتضامن معنا و تؤثر علي برلماناتها لاجل اتخاذ قرارات تجبر طرفي الحرب علي وقفها؛ و حتما سيكون لذلك اثرا  ..

* فكوا الحصار عن مدينة الفاشر .

 * افتحوا المسارات لانقاذ الاطفال و المرضي و كبار السن الجوعي .

* اوقفوا الهجوم علي مدينة الفاشر لمنع وقوع كارثة انسانية .

 * لا للحرب..

* فليحاكم كل مجرمي الحرب و منتهكي حقوق الانسان

* و لا للإفلات من العقاب

Pin It

موقع إخباري محايد وغير منحاز لأي طرف أو جه ويقدم خدماته لجميع السودانيين والمهتمين بالشأن السوداني

73 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع