ابحث عن

للاجئين السودانين في غانا .... معاناة تواجهة بصمت أممي

الخرطوم : مشاعر دراج
الوضع  الماسأوي لللاجئين السودانين في غانا هذا الواقع الأليم الذي أجبر  عليه الملايين من بنات وأبناء الشعب السوداني في مناطق النزاعات من الذين نجوا من الحروب إلى الهروب لمعسكرات النازحين واللجوء بدول الجوار الإقليمي بحثا عن النجاة وفرص العمل والحياة الكريمة بعد أن أصبحت

حياتهم مهددة داخل وطنهم بفعل ممارسات لا دخل لهم فيها ,وهناك الملايين من اللاجئين السودانيين في أثيوبيا وجنوب السودان وكينيا ويوغندا ومصر وأفريقيا الوسطي وتشاد والنيجر والأردن ولبنان وتركيا وبنين ونيجيريا وغانا وغيرها من دول الإقليم والعالم يعانون أشد المعاناة في معسكرات تفتقد لأبسط سبل العيش والحياة ، والأمم المتحدة تنصلت عن إلتزاماتها تجاه هؤلاء الضحايا ولم تقدم لهم أي دعم يذكر طوال هذه السنوات التى قضوها في المعسكرا
أوضاع ماسأوية :ـ
كشف عضو لجنة التفويض لشؤون اللاجئين في غانا حب الدين محمد عن وجود (764) لاجئ سوداني في دولة غانا يعيشون أوضاع ماسأوية منذ عام 2014م منهم  (314) في معسكر Christian Camp الذي يقع في غابة بالحدود الغانية مع جمهورية ساحل العاج ، ويبعد حوالي 700 كيلومتر من العاصمة الغانية أكرا ، وكذلك يوجد 450 لأجئاً في أكرا, في ذات الوقت نفذ اللاجئين السودانين وقفة احتجاجية لليوم السابع أمام مفوضية شؤون اللاجئين بغانا بسبب أوضاعهم الماسأوية , أكد حب الدين محمد لـ(الأخبار)أن عدد أسر اللاجئين في المعسكر حوالي 33 أسرة,و(20) أسرة لاجئة في العاصمة  الغانية أكرا, مؤكدا وجود لأجىء سوداني  في العناية المركزة الآن بإحدي مستشفيات أكرا لتعرضه لحادث مرور, بينما  يعاني (68)لاجئ من امراض سوء التغذية  منذ عام 2014م إلى 2018م , وأضاف أن هناك خمسة اشخاص اصيبوا بحالات نفسية في المعسكر وسبعة بنفس الحالات النفسية في اكرا  
رفض الاستجابة :ـ
وقال عضو لجنة التفويض لشؤون اللاجئين في غانا حب الدين محمد إن السودانيين الذين قدموا إلى غانا منذ أكثر من ست اعوام وعددهم حوالي (764) لاجئ بينهم اطفال ونساء رفضت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين منحهم بطاقات اللجوء, وذكر "أنا حضرت إلى غانا في العام 2014 وعبرت حوالي ست دول ولكن عندما وصلت رفضت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة منحي بطاقة اللجوء ولذلك اعاني من مشاكل السكن والاعاشة والرعاية الصحية "، مشيراً إلى أن عدداً منهم لجأوا الى مسجد في المدينة ولكنهم يواجهون معاناة كبيرة, وقال حب الدين إن ممثلين من مجموعتهم عقدوا اجتماعاً مع المسؤولين في المفوضية الجمعة وسيعقدون اجتماعا آخر خلال هذا الاسبوع لحل الازمة وتنفيذ المطالب التي تقدموا بها وهي ثمانية منها توفير السكن والغذاء والتعليم للأطفال والرعاية الصحية خاصة أن هناك نساء حوامل,وذكر أن "هذه عقوبات ضدنا من الأمم المتحدة التي يفترض أن تقوم برعايتنا وحمايتنا وفق مواثيقها وحقوق اللاجئين"، وقال "نحن هربنا من بلادنا وواجهنا المخاطر حتى نصل إلى هذه الدولة ولكن وجدنا انفسنا في مشكلة اكبر ومعاناة وليس لدينا جهة نتوجه اليها ولا يمكننا العودة الى السودان بسبب الحروب".
بسبب الحرب :ـ
من جانبه افاد اللاجئ محمد صلاح إن اللاجئين ينحدرون من مناطق دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وهي مناطق تعاني من الحروب, وذكر أن أول عدد من السودانيين الذين وصلوا الى غانا كان في العام 2004 وتم منحهم حق اعادة التوطين في الولايات المتحدة وكندا وتوقف هذا البرنامج في العام 2009, وقال "لكن الآن نجد صعوبة وقسوة في الحياة لا نملك شيئاً ولا تقدم لنا المنظمة الأممية أي مساعدات والتي كانت تقدم للذين سبقونا تم ايقافها"، وأفاد أن الردود من المفوضية لا تتم بشكل رسمي عبر خطاب مكتوب ودائما ما تكون شفاهية, وأضاف إنهم قرروا الدخول في اعتصام امام مكتب مفوضية اللاجئين منذ أكثر من ثاني عشر يوما  ودفعوا بمذكرة بمطالبهم, ولفت الى رفض طلبات (25) لاجئا سودانيا قبل ستة أشهر، وتابع "ولكن عندما اجتمعنا مع موظفي المفوضية أنكروا أنهم رفضوا الطلبات المقدمة لهم على الرغم من اننا أبرزنا خطابات الرفض", وانتقد المفوضية في تعاملها بتمييز ضدهم في رفض قبول حقهم في اللجوء فيما تمنحه إلى للاجئين سوريين عددهم (300) لاجئ وصلوا من مصر وآخرين يحملون الجنسية السودانية, وأضاف "هذا حقهم فهم أيضا يعانون من حروب في بلادهم كما نعاني نحن في بلادنا، بل أن حروبنا سبقتهم بسنوات ولكن المفوضية لديها تمييز",وأوضح أن اللاجئين السوريين منحوا حق اللجوء خلال ستة أشهر وتم اعادة توطين عدد كبير منهم في كندا وأروبا والولايات المتحدة، وقال "لا أعرف ما الفرق بيننا والسوريين حتى يتم هذا التمييز بين اللاجئين وبهذه الطريقة غير الإنسانية"، مشيراً إلى وفاة احدهم قبل أشهر نتيجة عدم توفير العلاج من قبل المفوضية، وتابع "لدينا كثير من المرضى ولا نجد لهم أموال للعلاج".
التفريق بالقوة :ـ
بينما أكد اللاجئ محمد نور أن السلطات في غانا تتعاون معهم بشكل أفضل، وقال إن الاعتصام لم يحدث فيه شغب أو تظاهرات أو تخريب ولم يغلقوا الشارع الرئيسي أمام المفوضية, وأضاف "نظمنا انفسنا بشكل جيد ونجد الاحترام من السلطات في غانا"، مشيراً إلى أن موظفي المفوضية أبلغوا الشرطة للقيام بتفريقنا بالقوة ولكن لم يحدث أي شيء من قوات الشرطة، وقال "تفهم الضابط المسؤول وقفتنا واعتصامنا وعاد أدراجه وصرف قواته وواصلنا الاعتصام حتى الآن على الرغم من هطول الأمطار الغزيرة فوق رؤوسنا دون أغطية ومعنا أطفال ونساء حوامل ومرضى", مما تسببت في تفشي اسهالات وسط الاطفال والنساء .
نقضي الليالي في العراء:ـ
في السياق حكت أحدي اللاجئات السودانيات في دولة غانا  فضلت حجب هويتها لـ(الأخبار) قصتهم أن اليوم وصل الاعتصام ثلاثة عشر يوما  أمام المفوضية اللاجئين للامم المتحدة في غانا , وقالت لم تقدم المفوضية أي معينات لللاجئين, وتابعت ظللنا نجلس في الشمس بدون اعطاءنا مخيمات أوغذاء للكبار أو الاطفال , أو مياه للشرب , وأكدت وجود أسباب دفعتهم أن يأتوا من المعسكر إلى المفوضية للمطالبة بحقوقهم ,المتمثلة في  توفير المسكن والمأكل والمشرب وانعدام الصحة في المعسكر , خاصة نحن كنساء نعاني معاناة صعبة جداً , اثناء الولادة , حيث لايوجد اسعاف في المعسكر , عند حدوث حالة ولادة لأي امراة في حوالي الساعة الثانية عشر أو الواحدة صباحا لاتوجد سيارة لنقلها للمستشفى , وفي حال وضعت المراة في المعسكر لاتستطيع استخراج شهادة الميلاد  لمولودها بالتالي تفقد هذه الوثيقة المهمة التي يعاني منها  الطفل في المستقبل , بجانب فقد الطفل لحقن التطعيم , كما تطالبنا المستشفى بشراء كل الادوية والحقن من اموالنا الخاصة , وواصلت في حديثها لذلك من أهم المطالب توفير الصحة , لأنها معدومة على الاطلاق , والمطالبة الثانية التعليم , وهي مسألة يعاني منها اطفالنا من عدم التحاقهم بالمدارس وخارج التعليم , المطالبة الثالثة السكن خاصة أن بئية المعسكر متدنية , ومنتهيه وشيدت منذ عشرين عام , لم يتم تجديدها , وعند هطول الامطار نعاني من وصول المياه بداخل المنازل , المطالبة الرابعة نعاني من عدم وجود غذاء أو دعم من أي جهة .
حدوث اغماءات:ـ
فيما ذكرت فاطمة محمد احدي اللاجئات السودانيات في دولة غانا حدوث حالات اغماءات وسط النساء والاطفال خلال الوقفة الاحتجاجية أمام المفوضية التي وصلت اليوم ثلاثة عشر يوما بدون أي استجابة من الجهات المختصة , وافادت فاطمة في حديثها لـ(الأخبار) أن لديها خمسة ابناء والآن مصابين بالالتهاب بسبب هطول الامطار اثناء اعتصامهم وأضافت زوجي مريض لايستطيع العمل, لذلك نعاني أشد المعاناة ولاتوجد أي جهة تساعدنا أو تقدم الدعم , وتابعت كنا نمكث في منزل من الخشب تمت ازالته بحجه أنه عشوائي والآن نقضي الليالي في الشوارع .
واقع مذري:ـ
إلى ذلك قال منسق عام معسكرات النازحين واللاجئين يعقوب محمد عبدالله (فوري) في حديثه لـ(الأخبار)إن أوضاع اللاجئين السودانيين بدولة (غانا) من ولايات (دارفور وجبال النوبة,جنوب كردفان والنيل الأزرق ) يعانون من واقع مذري أفرزته الحرب من تطهير عرقي ممنهج وتشريد قسري بغرض تغيير التركيبة السكانية لصالح مليشيات الحكومة التى جلبها من دول الجوار الإقليمي ، وتعنت الحكومة من الوصول إلى سلام عادل وشامل يطوي صفحة الحرب ، بالأضافة إلى إصراره على الحلول الأمنية والعسكرية التى أثبتت فشلها بل إنعكست سلبا بتبديد موارد الدولة في حرب خاسرة مما أدي إلى إنهيار إقتصادي شامل وإفلاس خزينة الدولة وغلاء فاحش في الأسعار وبطالة وإنهيار جميع المشاريع الزراعية والشركات والمصانع ، مما ينذر بثورة جياع وشيكة.
مطالبات ضرورية :ـ
وقال منسق عام معسكرات النازحين واللاجئين مطالبات اللاجئين تتمثل في دعوة  الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بضرورة التحرك العاجل لوضع حد للجرائم ووقف حرب الإبادة والتطهير العرقي ، وفرض السلام في السودان عبر قوات دولية ذات كفاءة بدلاً عن قوات بعثة اليوناميد التى فشلت في حماية أفرادها بل أصبحت تابعة لحكومة الخرطوم وتنفذ أجندته وتتستر على جرائمه وبالتالي فقدت الحيادية والمصداقية وأصبحت جزءا من الأزمة, كما ندعو المتظمات الإنسانية الدولية وكافة محبي السلام والمنحازين لقضايا حقوق الإنسان في كافة أرجاء العالم للتحرك العاجل والإهتمام بقضايا النازحين واللاجئين السودانيين لا سيما ما يمر به اللاجئين السودانيين في دولة غانا ، والضغط على الأمم المتحدة والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين  عبر كافة الوسائل وحثها للإلتزام بمسئوليتها تجاه هؤلاء اللاجئين وضرورة توطينهم في بلدان أخري المضيقة, وتؤكد المنسقية العامة وقوفها ومساندتها  ودعمها وتضامنها التام مع قضايا النازحين واللاجئين عامة وقضية اللاجئين السودانيين في دولة غانا خاصة,وأيضا نرفض رفضاً باتاً إعادة أي نازح لمنطقته الأصلية أو إعادة أي لاجىء للسودان إلا بعد زوال كافة الأسباب والدواعي التى أضطرته للنزوح واللجوء ،  ولا يتحقق ذلك إلا بذهاب الحكومة  التي يعتبرها حسب قوله سبب هذه الكوارث الإنسانية.

Pin It

موقع إخباري محايد وغير منحاز لأي طرف أو جه ويقدم خدماته لجميع السودانيين والمهتمين بالشأن السوداني

298 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع