سهام صالح – الخرطوم

شهدت العاصمة السودانية الخرطوم أول امس فعاليات ورشة عمل لوضع اطار ومؤشرات استراتيجية صون التراث الثقافي غير المادي في السودان ،الذي ياتي ضمن شراكة وتعاون دولي ينمي قطاع التراث وخاصة غير المادي منه  من خلال تعزيز القدرات الوطنية

واكد فيصل محمد صالح وزير الثقافة والاعلام خلال الجلسة الافتتاحية للورشة”ان هذة الشراكة الذكية بين المجتمع الدولي ممثلة في اليونسكو ودولة الامارات المتحدة والحكومة  السودانية ممثلةفي المجلس القومي للتراث الثقافي وترقية اللغات القومية   ومنظمات المجتمع المدني ممثلة في بيت التراث تتعتبرمدخلا صحيح مضيفا أن هذا النموذج من الشراكات من شأنه ان يعطي دفعة قوية للمهتمين بالتراث في السودان

وتابع محمدصالح قائلا “ان المؤسسات الرسمية طيلة الفترة الماضية كانت تعاني من العجز في ادارة التنوع الثقافي الذي شابه قلة الاهتمام وندرة الدعم المادي

كما دعت خلال نفس الجلسة وزيرة التعليم والبحث العلمي،بروفسير انتصار صغيرون الي الاستفادة من مراكز التراث والوحدة الموجودة بجامعة الفاشر ،النيل الازرق ،مركز سنار الاقليمي للحوار و التنوع الثقافي مؤكدة ان مؤسسات التعليم العالي مستعدة لتقديم العون وتشجيع الدراسات العليا الخاصة بالتراث الغير مادي

  الي ذلك ،أوضح عبد القادر محمد حسن الامين العام  اللجنة الوطنية لليونسكو بالخرطوم  ان وضع  استرتيجية لصون التراث غير المادي هي خطوة اولي وهومشروع مدعوم من اليونسكو  وممول من دولة الامارات المتحدة ،بدا في  عام 2013واشتمل علي تدريب وتاهيل 164 من  الادرايين والباحثين في مجال التراث والثقافة في كل انحاء السودان خاصة ان عدد الكفاءات الوطنية العاملة في مجال التراث قليل لذا وقعنامع اليونسكو اتفاقية صون التراث الغير المادي في2003وقمنا بدعوة 30 خبيرا لمعرفة كيفية صون التراث غير المادي السوداني وهدفنا في نهاية المطاف  ابراز التراث السوداني الغني المشتمل علي تراث افريقي وعربي نسعي للمحافظة علية وان يصبح  رمز للهوية والوحدة الوطنية  متمنيا تسجيل هذا التراث عالميا  للاستفادة منه في عدد من المجالات خاصة  السياحة  

وأشار عبدالقادر حسن الي قيمة المساعدات التي قدمتها اليونسكو وهيئة ابو ظبي للسياحة والثقافة للمشروع والبالغة 350000 دولار

ومن جهتة قال دكتور بافل كرويكن مدير مكتب اليونسكو بالخرطوم انه سيتم اعتماد 34عنصرا من التراث الغير المادي في السودان من بينها “الجبنة”والثوب السوداني ،والحنة الذي يشترك فيه السودان مع عدة دول مضيفا انهم سيبدؤن في تنفيذ استراتيجية  صون التراث الغير مادي في السودان لمدة خمس سنوات مؤكدا انهم يتطلعون للعمل مع الشركاء ،كما يامل في دعم وزارة التعليم العالي  والبحث العلمي في مجال جمع وتوثيق وتدريس التراث في الجامعات ،كما يتطلع لدعم وزارة الثقافة والاعلام باتاحة منصة الالكترونية للتعريف بالتراث السوداني ونقله للعالم

ولفت اسعد عبد الرحمن  الامين العام للمجلس القومي للتراث الثقافي وترقية اللغات  النظر الي وضع مستقبل التراث في السودان من خلال تنفيذ انشطة وبرامج الدولة وسياستها ،والقاء الضوء علي المطلوبات العالمية والسعي لتنفيذ الاتفاقيات مع وضع اعتبار الالفيةوأهداف التنمية المستدامة في اطارها الاقليمي ووضع رؤية وتجسير الهوة بين الوضع الراهن والوضع المستهدف

 

وفي ذات السياق تقدم دكتور اسماعيل الفحيل مدير بيت التراث بعدة مطالب نيابة عن الباحثين والخبراء للمجلس الوزراء لتنجز في فترة الثلاث سنوات ،اهمها إيلاء الثقافة والتراث والابداع اهمية وعناية كبري لمساهمتها في توحيد الامم والمجتمعات وصناعة ثقافتها ورفع مستوي الدخل القومي وتوظيف السودان مؤكدا ان السودان هو من اكثر الدول حاجة لمثل هذا النوع من  التراث المتنوع الذي يساعد علي التئام هذا الشتات القومي ،مستدلا ببعض التجارب العالمية كدولة جنوب افريقيا

وتضمن جدول اعمال الورشة عرض حول مجهودات السودان في مجال صون التراث غير المادي ومقترح الخطة الاستراتيجية بالاضافة الي افاداات وملاحظات المشاركين واخيرا المسودة النهائية للاستراتيجية