الخرطوم سلاميديا
بقلم : محمد بدوي
في البدء لابد من سؤال حول ما أغرى شهوة العسكر بالخروج من الثكنات نحو شارع الإذاعة ؟ تتبع الإجابة لابد له من الحصافة بالبعد عن ما هو مبذول مجاناً على شاكلة الإعلانات مدفوعة القيمة بقصد حجب الشوف عن الأسباب ، و يأتى ذلك بتتبع أحداث الأسبوعين المنصرمين كتاريخ شهد محفزات لإستعجال عجين الإنقلاب و إعلان فقاعاته حال إكتمال التخمر .
المتتبع لنشاط لجنة التفكيك و مؤتمراتها الصحفية و ما أنجزته من جهود معلنة ، و تجاوزها في إقتدار للحملات الإعلامية المناهضة ، إلى جانب جهود البعثة الأممية في تدريب اللجنة و تمليكها المزيد من المعارف والوسائل ، يقف على أن الأمر عزز من السؤال مرة أخرى ماذا عن الشركات الخاضعة لإشراف القوات النظامية ؟
زيارة رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك لقيادة قوات الدعم السريع بالخرطوم في سياق الدفع لتعزيز ملف الجيش القومي ، يدرك أن محصلة الزيارة في كل الأحوال تعبر عن تطور في المشهد و خطوة لها إنعكاساتها عاجلاً ام آجلاً .
المراقب لإدماج إتفاق السلام الموقع بمدينة جوبا بجنوب السودان في أكتوبر ٢٠٢٠ و تمديدها للفترة الإنتقالية و إنعكاس ذلك على تاريخ تولي المدنيين رئاسة المجلس السيادي في توقيت يتناقص يوميا .
الخطاب الرسمي الداخلى عقب المحاولة الإنقلابية في ٢١ سبتمبر ٢٠٢١ ، كشف عن أنه بين شارع الإذاعة وشعار السلمية ما هو أقرب ما بين البث و المارشات ، كما هو متوقع فقد جاءت ردود الفعل الخارجية تعزز من الإنتقال المدنى السلمي ، رغم ذلك فقد غابت ردود أفعال بعض شركاء السلطة و كذلك بعض دول الجوار و هو أمر يدعو للنظر والتحليل مستقبلاً.
أخيراً : دفعت الحالة المكون المدنى نحو الأسئلة الكبيرة في ظل تكشف أدوات الأطراف الأخرى و مواقفهم لتمثل ال ٤٨ ساعة السابقة إحدى أكثر الفترات وضوحاً في عمر الفترة الإنتقالية فقد دفع المكون العسكرى بتصريحات تمثل كل ما عنده وضعت المكون المدنى و الشارع في المقدمة .