الخرطوم سلاميديا

للمرة الأولى منذ عشر سنوات ، تمكنت الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة من الوصول إلى المجتمعات المتضررة من النزاع في المناطق غير الحكومية الخمس التي تسيطر عليها الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال بقيادة الحلو في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق في السودان.

واختتمت سلسلة من البعثات الإنسانية إلى الجيوب المعزولة الخمسة في الوقت الذي تواصل فيه محادثات السلام المنعقدة مجددا بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان – قطاع الشمال في جوبا بجنوب السودان. وكانت هذه المناطق الخمس معزولة إلى حد كبير عن الدعم على مدى العقد الماضي، وتشير نتائج البعثات إلى أن الناس في حاجة ماسة إلى تحسن الأمن الغذائي والتعليم والصحة وخدمات المياه والصرف الصحي.

وقالت كاردياتا لو اندياي، نائب الممثل الخاص للأمين العام والمنسق المقيم-منسق الشؤون الانسانية بالسودان “تمثل هذه الاستجابة اختراقا كبيرا في الوصول الانساني والاستجابة للمجتمعات المتضررة من النزاع التي لم تصلها المساعدات الإنسانية للأمم المتحدة في السابق. ونشيد بالجهود المحلية لدعم الاحتياجات الأساسية خلال سنوات الشدة. وندعو المجتمع الانساني في السودان إلى زيادة امكانية الوصول والمساعدات الضرورية لدعم هذه المجتمعات المهمشة”.

ويشار الى انه لم تتمكن الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة من الوصول أو تقديم المساعدة المنقذة للحياة لدعم الناس في المواقع الخمسة منذ عام 2011، عندما اندلع الصراع بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال.

ويوفر الحصول على امكانية الوصول الانساني إلى هذه المجتمعات فرصة حاسمة لتحسين الحياة وإعادة بناء سبل كسب العيش.

وقال إيدي رو، المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في السودان “كانت المجتمعات في هذه المناطق تكافح وتعيش على القليل أو لا شيء منذ عقد من الزمان، ان توفر امكانية الوصول للوكالات الانسانية حتى تتمكن من زيادة مساعداتها لهذه المجتمعات الضعيفة يعتبر أمرا بالغ الأهمية. ومع تحسن الأمن الغذائي والفرص الأخرى ستتمكن الأسر من إعادة الاندماج مع بقية السودان والبدء في التعافي وإعادة البناء”.

وقدم برنامج الأغذية العالمي 100 طن متري من البسكويت المغذي إلى 25,000 تلميذ في 83 مدرسة في البعثات الخمس. وكانت هذه هي المساعدة الأولى التي تلقاها الناس في هذه المناطق المعزولة من الأمم المتحدة في العقد الماضي بسبب الصراع وقيود الوصول.

ويمثل نقص الغذاء للطلاب أحد التحديات الرئيسية في الحفاظ على الالتحاق بالمدارس في هذه المناطق المعزولة. ويعتبر تقديم الوجبات المدرسية من بين الأولويات الأساسية لاستجابة برنامج الأغذية العالمي مع استمرار اتاحة امكانية الوصول.

وقال عبد الله فاضل، ممثل اليونيسيف في السودان “بينما تمثل هذه البعثات تطورًا كبيرًا، الا أننا بحاجة إلى ضمان أن تتم الموافقة دائما على الوصول الانساني إلى الأطفال والمجتمعات المحتاجة. لا ينبغي أبدا وضع شروط على الوصول؛ يجب تقديم المساعدات الإنسانية في جميع الأوقات ومن جميع الأماكن لمن يحتاجون إليها، النتائج من هذه البعثة قاتمة، وهؤلاء الأطفال “تُركوا” بالكامل، وعلينا أن نعمل الآن لضمان مستقبل لهؤلاء الأطفال، يجب بذل الجهود بشكل جماعي لضمان امكانية الوصول واستدامة وتوسيع نطاق المساعدات”.

إن توسيع امكانية الوصول الانساني إلى الجيوب التي تسيطر عليها الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال أمر بالغ الأهمية لتقديم المساعدة العاجلة لما يقدر بنحو 800,000 شخص في هذه المناطق، الذين هم في أمس الحاجة إلى الإغاثة بعد سنوات من العزلة. وسيساعد تكثيف الدعم على استقرار المجتمعات وتمهيد الطريق لجهود بناء السلام ، مع تعزيز التزام الأمم المتحدة بمساعدة السكان المهمشين في السودان.

شارك برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة (WFP) ، وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (UNICEF) ، ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) ، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)  في بعثات على مدى الأسابيع الستة الماضية إلى خمس مناطق معزولة في المناطق التي تسيطر عليها الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال بقيادة الحلو ، بما في ذلك زوزاك وأمورا في ولاية النيل الأزرق وكاو، نيارو، ورشاد ،تقلي الجديدة، والجبال الغربية في ولاية جنوب كردفان.

مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية (OCHA) يقوم بتنسيق الاستجابة الطارئة على مستوى العالم لانقاذ الأرواح وحماية الشعوب في الأزمات الانسانية. ويدعو الى العمل الانساني الفعال والقائم على المبادئ من قبل الجميع وللجميع.

برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة هو الحائز على جائزة نوبل للسلام لعام 2020. وهو أكبر منظمة إنسانية في العالم تقوم بإنقاذ الأرواح في حالات الطوارئ وتستخدم المساعدة الغذائية من أجل تمهيد السبيل نحو السلام والاستقرار والازدهار للناس الذين يتعافون من النزاعات والكوارث وآثار تغيّر المناخ.

وتعمل اليونيسيف- السودان- في بعض أكثر أماكن العالم صعوبة للوصول إلى الأطفال الأكثر حرماناً في العالم. فنحن نعمل من أجل كل طفل، في كل مكان، في أكثر من 190 بلداً وإقليماً لبناء عالم أفضل للجميع.