ابحث عن

هل إقتربت ساعة تسليم البشير ورفاقه للجنائية الدولية؟

تقرير وفاق التجاني

مع تسارع الاحداث بالسودان سطى على السطح مجددا جدل تسليم الرئيس المعزول عمر البشير ورفقائه من المتورطين في جرائم حرب بإقليم دارفور، للمحكمة الجنائية الدولية.

ويتساءل الشارع السوداني عن جدية الحكومة السودانية في التعاون مع مدعية المحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا، بعد توقيع مذكرة تفاهم بين لاهاي والخرطوم، بغرض توضيح شكل التعاون وتسهيل المهام وتذليل كافة العقبات التي يمكن ان تواجه مهام وفد المحكمة.

ووصل وفد رفيع من المحكمة الجنائية الدولية الى الخرطوم في ثالث زيارة من نوعها منذ عزل البشير وذلك بغرض التوصل لصيغة لمحاكمة مجرمي حرب دارفور.

وأعربت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي، عن استعداد وزارة الخارجية للعمل على تسهيل مهام الوفد، وفقا لبنود مذكرة التفاهم لتحقيق الاهداف المشتركة، هو تأكيد جديد من السلطة الإنتقالية على جديتها محاكمة المتورطين في جرائم ابادة جماعية وضد الانسانية بدارفور.

وتداولت وسائل اعلامية اخبار مفادها أن احمد هارون  احد المطلوبين لدى الجنائية قد بادر بطلب للقضاء السوداني أن يمثل امام الجنائية.

وأصدرت المحكمة، في 2007 و2009 و2010 و2012، مذكرات اعتقال بحق كل من البشير، وعبد الرحيم حسين، وزير الدفاع الأسبق، وأحمد محمد هارون، أحد مساعدي البشير ووزير الداخلية الأسبق، وكوشيب، بتهم ارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في دارفور.

وأعتبر مهتمون بالشأن السياسي وقانونيون أن طلب احمد هارون فيه نوع من "الاستهزاء" والتحدي  للقضاء السوداني وحكومة الثورة التي اسقطت زعيم الأسلاميين بالسودان ١١ ابريل 2019 على الرغم من اتفاق كافة الحركات الموقعة على اتفاقية السلام بضرورة تسليمهم.

مشيرين  أن المذكرة التي تم التوقيع عليها في بدايات العام الحالي، لكن الحكومة الانتقالية في السودان لم تخطو خطوات جادة نحو العدالة ومحاسبة المتورطين في جرائم دارفور ولم تبدي النية كذلك في تسليم  المتورطين وأن مثول احمد هارون ورفاقه كان هو المطلب الذي باتت حركات الكفاح المسلح تنادي به مرارا وتكرارا، وهو الشيء الذي يحدث على اي حال ولا رجعه منه. 

وقال عبد الباسط الحاج والذي تحدث "لسلاميديا" " المحكمة استشعرت خطورة الوضع في السودان في حال غياب العدالة وتباطؤ الحكومة السودانية في اجراءات المثول والتسليم، وبالإضافة إلى عرقلة الحكومة الانتقالية في فترة من الفترات بعدم السماح لوفود المحكمة وفريق المحققين لدخول السودان والوصول إلى مناطق ارتكاب الجرائم بهدف الكشف عن المزيد من الادلة،  لذلك كان يجب أن يتم وضع إطار قانوني يلزم الحكومة الانتقالية للتعامل مع المحكمة وتسهيل دخول وفود مكتب المدعي العام و فريق المحققين و كل ما يتطلب تحقيق العدالة خاصة بعد تسليم على كوشيب نفسه طوعا أمام المحكمة".

 وتابع "بناء على ذلك الاتفاق إلتزمت الحكومة بتسهيل مهام فرق المحققين الفنيين و توفير الحماية و التعامل معهم في مجال الاختصاص و السماح لهم بالوصول الي السجلات المتعلقة بالحوادث الإجرامية المحددة و اعتقد ان هنالك المزيد من التعاون يجب أن يتم خاصة وان موعد الجلسة الإجرائية المحددة لتأكيد التهم على المشتبه كوشيب في نهاية الشهر الجاري.

 كما سيكون هنالك المزيد من التعاون في الفترة القادمة لتعدد المشتبه بهم في قضية دارفور بما انهم لازالو هاربين من العدالة او لم تفصل الحكومة السودانية الي الان بشكل حاسم في أمر تسليمهم إلى لاهاي".

 وقال "فيما يتعلق بموقف احمد هارون فإن المشتبه به قد وصل إلى نتيجة مفاده انه من الأفضل أن يواجه مصيره المحتوم و يقف أمام العدالة ليبرء نفسه إذا قُدر له ذلك، وقضية دارفور من الجرائم الخطيرة التي تهدد السلم و الأمن الدوليين، مشيرا أن  الحكومة السودانية لم تكن ولازالت غير راغبه و غير قادرة على محاسبة المجرمين على تلك الجرائم".

وأكد أن هارون مسجون داخل السودان على ذمة بلاغات داخلية لم يتم الفصل فيها الي الان فبالتالي امر مثوله أمام المحكمة الجنائية الدولية في يد السلطات السودانية. 

ووصى الحكومة الانتقالية في السودان ان لا تتماطل في أمر تسليم المجرمين وعليها ان تتخلص من هذا العبء  وأن تفتح مساحة للعدالة الدولية  وأن تتخذ مسارها بدلا من المماطلة و التسويف و ضياع الوقت في ظل انتظار الضحايا في دارفور التي تتلخص في محاسبة المجرمين و هذا الأمر متصل تمام الاتصال بإستراد كرامتهم و المهانة بفعل الممارسات المشينة التي ارتكبتها حكومة الإنقاذ في حقهم. 

اما المحلل السياسي النور سعيد، قد وصف موقف هارون بالمتحدي للحكومة الانتقالية، بعد أن وافقت على تسليمه للجنائة. 

وقال " لسلاميديا" أن طلب هارون لا جدوى منه لانه عاجلا ام اجلا سيسلم للجنائية بحسب اتفاقية جوبا، وهي محاولة منه للطعن في القضاء السوداني. 

وعلى الرغم من ان اهالي للضحايا لا يثقون كثيرا في الانتقالية  في تتفيذ برتكولات الاتفاقية كاملة الا أنهم يراهنون في تنفيذ ملف المطلوبين للجنائية، لان معظم اطراف السلام اصبحوا الان ضمن الحكومة.

 وأضاف "الحركات الموقعة كانت ابرز مطالبهم تسليم المتورطين وكذلك غير الموقعة، وهذه  فرصة نادرة للحكومة الانتقالية لتكسبهم عبر تسليمهم للجنائية" وكذلك فرصة للمكون العسكري  يثبتو أنهم غير منحازين للإسلاميين..

واندلع في الإقليم، عام 2003، نزاع مسلح بين القوات الحكومية وحركات مسلحة متمردة، أودى بحياة حوالي 300 ألف شخص، وشرد نحو 2.5 مليون آخرين، وفق الأمم المتحدة.

وتبذل الحكومة السودانية جهود مقدرة، لإحقاق السلام على ارض الواقع، بتقليل حدة الصراع بالاقليم بعد تعيين  مني اركو مناوي رئيس حركة جيش تحرير السودان  حاكما للإقليم، ومعالجو الآلام التاريخية  بالاستجابة لمطالب النازحين، والتي من بينها مثول متهمي جرائم الحرب والابادة الجماعية لدى الجنائية.

Pin It

الأراضي والحواكير .. عقبة موروثة تعتري سلام السودان

تقرير : الهادي حسن

تكابد حكومة الفترة الانتقالية، واطراف السلام، كثيرا من المشقات بعد أن واجهت العملية السلمية كثير من العقبات لإحقاق السلام على ارض الواقع.

وتواجه العملية السلمية عناء اكبر الملفات التي وضعت على طاولة اطراف السلام، وهي قضية ملكية الأراضي والحواكير والمستوطنون الجدد.


وتعتبر القضية من اهم القضايا التي نزعت فتيل الحرب في دارفوار، بعد صراع الموارد والصراع الذي شهدته بسبب حروب اهلية ، تأججت، بعد أن ناصرت الحكومة السودانية آنذاك بقيادة عمر البشير فصائل محلية ضد الأخرى.

وشمل النزاع عدد من الاراضي بالقرب من عاصمة الولاية، بعد نزوح المواطنين، منها واستوطان اخرين جدد، من بينها منطقة سرف عمرة، وسعدون،مجنقري، وأباجرادل.


وشكل صراع الانتماء في منطقة سعدون التي تبعد ٨٦ كيلومتر من العاصمة نيالا، ملامح النزاع التي كانت تغطي معظم مناطق دارفور آنذاك.

احتقان قائم

ويقول الباحث الحقوقي أحمد عمر أحد أبناء سعدون إن الصراع حول المنطقة ظل موجود منذ زمن بعيد، لكن لم يظهر إلى السطح ألا بعد حرب دارفور ودخول الحركات إلي قريضة في 2005.

. وأكد أن سبب الصراع حول منطقة سعدون يعود إلى تبعيها لتلس ام قريضة، مشيرآ الى أن حكومةالرئيس نميري بعد أن قامت بحل الإدارات الأهلية،قامت بضم مناطق قريضة وسعدون وتلس إلى منطقة برام وظل هذا الوضع حتي حكومة الصادق المهدي، الذي قام بإرجاع الإدارات الأهلية.


وتابع "بعد قرار الصادق المهدي اصبحت سعدون تتبع لتلس أهلياً وإلى قريضة اداريا والتي بدورها تتبع لمحلية برام.


وأضاف مع توسيع الظل الإداري في عهد الإنقاذ وأنشاء محليات جديدة فأصبحت كل من تلس وقريضة محليات حيث كان أهل سعدون لديهم الرغبة بالانضمام إلي محلية تلس وهذا ما كان يرفضه أهل قريضة التي كانت سعدون تتبع لها مما أدي الي الاحتقان الحالي.


وإضاف أحمد أن هذه المنطقة ظلت تعاني من تخلف في خدمات الصحة والتعليم رغم امتلاكها للثروة الحيوانية والزراعية بالاضافة الي مياه (حوض البقارة).


صراع الانداد.

ومن جهته اتفق الناشط السياسي إبراهيم بوش أحد أبناء قريضة مع الباحث الحقوقي وقطع أن الصراع حول المنطقة تأجج بعد أندلاع الحرب في دارفور ونزوح الاهالي إلي المعسكرات وقدوم سكان جدد ليستقروا في مناطق النازحين والذين منعوا الملاك مجددا من العودة لاراضيهم بفرض سياسة الأمر الواقع.


وأكد بوش أن القرار الذي اتخذه الوالي الأسبق عبدالحميد موسي كاشا في العام 2011م بإعلان وحدة سعدون الإدارية وتبعيتها للحكم المحلي ساعد في تفاقم الصراع منوهآ بوجود عدد من القري في شريط الصراع بين القبيلتين المتنازعتين.


وأشار أن هذا صراع مابين نازح ومستوطن يرفض عودة النازحيين موضحآ أن العلاقات الإجتماعية كانت حميمية بين القبلتين المتنازعتين في السابق.

تخاذل حكومات.

فيما أشار وداعة أبراهيم منسق المشروعات بمفوضية أراضي دارفور سابقآ أن الأنظمة السياسية التي حكمت السودان لعبت دوراً في صراع الأراضي خاصة في عهد الإنقاذ من خلال تقسيم المحليات. والوحدات الإدارية علي أساس قبلي من أجل الكسب السياسي.

موضحأ أن الحل بالنسبة للصراعات حول الاراض في دارفور يكمن في دمج الأعراف والتقاليد السائد مع القوانين التي تحكم تنظيم الأراضي وقطع المقدوم صلاح الدين أحمد الفضل بأن كافة الحدود الجغرافية بين المناطق والحواكير معروفة للحكومة لكنها تخشى غضب القبائل المتصارعة واتهم الحكومة بالتخاذل وعدم الجدية في حسم تلك الصراعات.


وكان موسي مهدي والي جنوب دارفور قد اعلن عن تكوين لجنة من قبل وزارة الحكم الاتحادي لترسيم الحدود الجغرافية في خمسة مناطق في الولاية من بينها منطقة سعدون لافتآ أن التوصيات التي ترفعها اللجنة للحكومة الولاية ستكون حاسمة في حل النزاعات وأشار الولاية أن هنالك خلط ما بين الأومر المحلية (التأسيس) والحواكير مضيفآ أن الأولي من مهمة اللجنة التي كونت والثانية ترك أمرها لاتفاقية جوبا .


ويلاحظ محرر هذا التقرير بأن هناك طرف ثالث له المصلحة في هذا الصراع بالإضافة إلي حالة السيولة الأمنية التي تشهدها تلك المنطقة وعدم قدرة الأجهزة الأمنية في منع وقوع الاحتكاكات بين القبائل

Pin It

قانون التعليم الجديد .. طعنة في خاصرة السلام والعدالة بالسودان


الخرطوم_وفاق التجاني 

 

 اثار القرار الأخير لوزارة التربية والتعليم ممثلة في انتصار صغيرون جدلا واسعاً بين طائفة المعلمين والممثلين للمجلس القومي للتعليم العالي والبحث العلمي، في العاصمة والولايات. 


وأصدر مجلس الوزراء قانون  بتوصية من وزيرة التعليم يقلل من فرص مشاركة الولايات في عضوية المجلس القومي للتعليم العالي والبحث العلمي، الشيء الذي أشار لوجود اجندات خفيه تنفذها وزارة التربية والتعليم بحسب مهتمين.


ووجد القرار رفضاً واسعاً وسط ممثلي المجلس من الولايات ومتهتمين بقضايا التعليم  ومنظمات تهتم  باحقاق العدالة الإنتقالية في السودان.

 

ونالت مزكرة الرفض مباركة رؤساء خمسة مجالس لجامعات ولائية ترأستها نيالا، وبخت الرضا، وجامعة الامام المهدي وجامعة دنقلا، وصرح مصدر (لسلاميديا) أن معظم رؤساء مجالس الجامعات يدعمون مذكرة الرفض.

 

اجندات غامضة.


وقوبل القرار برفض واسع في طائفة الاساتذه الجامعيين واعتبروه، قرار دون تطلعات المدرسين ودون الطموح.


وقالت د.ريم محمد موسى عميد سابق بكلية العلوم السياسية جامعة بحري واستاذ مشارك بالجامعة أن قرار وزارة التربية كان صادم للمدرسين وهيئة التدريس. 


وأكدت خلال حديثها "لسلاميديا" أن القرار كان فيه تجسير للعدالة الانتقالية وتقليل من نصيب الاستاذه في اتخاذ قراراتهم.


واضافت أن القرار يحمل بعدين، الاول هو تهميش للأساتذه وهيئة التدريس والثاني هو هيمنة المركز وتأطيره على الأقاليم والولايات.


واكدت انه بموجب قرار الوزارة لن تتمكن جامعات الولايات من المشاركة في اتخاذ قراراتها مما يذيد من حده الصراعات خاصة في الولايات ذات الهشاشة والتي كانت تنادي مرارا وتكرار بتوزيع الفرص العادلة.


وأشارت إلى أن المجلس القومي فيما معناه مشاركة كافة الاقاليم فيه والا أن التسمية ستكون مختلة وأشارت ان الوزارة برئاستها تحاول تمرير اجندات محلية او اقليمية بقراراتها. 


وأكد عدد من المهتمين بإحقاق قوانين العدالة الانتقالية على ارض الواقع، على اهمية، مشاركة القرار بين المركز والولايات. 


وقال احمد داؤود ٣٢ عاما ناشط بأحد منظمات المجتمع المدني إن القرار الأخير لوزارة التعليم العالي يقودنا للحديث عن ضعف التغيير الذي حدث بالبلاد، وأشار أن النظام البائد ما زال متجذرا ممثلا في سياسات الدولة ومؤسساتها. 


وأضاف خلال حديثه "للسلاميديا" في عهد الانقاذ كان هناك تمثيل 

لكنه ليس بإختيار الجامعات، وأنما بانتقاء من النظام البائد والذي بدوره  لا يعبر  مصالح الجامعات وانما لتمرير سياساتهم واجنداتهم المعروفة وهذا لا يتناسب مع تطلعات المواطنين بحكومة ثورية عادلة.


 وتابع "الحكومة

 السودانية الجديدة يبدو انها غير مكترثة للإلتزام بالمواثيق،   التي قطعتها ووقعتها  مع تيارات وقوى سياسية.

 


العدالة وإحقاق السلام 


ويتفق الباحث الحقوقي حزيفه عابدين مع استاذ العلوم السياسية د.ريم في أن هذا القرار يحجم من حرية الإختيار لدى هيئة التدريس وشعبة المدرسين بالجامعات.


وأشار أن القرار جائر لجهة أن اولو الشأن ليس لديهم الحق في اتخاذ القرار بموجب القانون الاخير لمجلس الوزراء.


ودعا لضرورة أن تراعي الدولة المواثيق والمعاهدات التي تم التوقيع عليها وهي ملزمة  لكافة الاطراف، وآشار أن الالتزام بالمعاهدات تدعم فرص احقاق السلام على ارض الواقع.

 

  ويتكون المجلس القومي من  للتعليم العالي من  ٨٦ عضواً ويترأسه وزير التعليم العالي ليكون هو بقرار من مجلس الوزراء المسؤول عن اضافة او اقصاء الاعضاء.

Pin It

الأراضي والحواكير.. صراع العرف والقانون يواجه حكم الأقاليم بالسودان

تقرير - ماجدة ضيف 

في خطوات مرتقبة لتحقيق السلام على أرض الواقع، وضع عدد من اهالي السلام ملف الحواكير والأراضي أمام طاولة أطراف السلام والحكومة الانتقالية متسائلين عن مصير هذه القضية في ظل ظروف استثنائية تشهدها البلاد.

وتعتبر قضية الأراضي والحواكير من أهم القضايا الثقيلة التي ورثتها الحكومة الانتقالية من النظام المباد، بعد أن تجذرت المشكلة في الإقليم الغربي الذي تولى حكمه قبل ايام قائد حركة جيش السودان م مني اركو مناوي، بمرسوم جمهوري 

 ويرى أصحاب القضية، أن الحكومات السابقة تسببت في توسيع مشكلة الأراضي بتعيين حكام غير مناسبين، وتسكين القضية دون وضع رؤية واضحة لحلها على أرض الواقع. 

مستندات ملكية…..

وعلى الرغم من أن كل قبيلة تملك مستنداً يثبت ملكيتها للحواكير والأراضي، إلا أن اتفاقية السلام التي احتضنتها جوبا، قد وضعت رؤية لحل القضية، وضمت في بنودها، شرطاً ملزماً لتشكيل مفوضية مختصة بالقضية.

 وتباينت وجهات النظر لدى المهتمين بأمر القضية إلا انهم اتفقوا على ضرورة أن يلتزم المستوطنون والملاك بالقانون الذي تفرضه الدولة، مشيرين لضرورة تفعيل دور الرقابة الأهلية ومنحها مزيدا من الصلاحيات لتقليل حدة الصراع والمشاركة في تقريب وجهات النظر. 

وهذا ما ذهب اليه ناظر عموم قبائل الفلاتة محمد الفاتح السماني، وقال خلال حديثه "للسلاميديا" إن حل الصراعات القبلية يعالج عبر المصالحات القبلية والتداخل والتعايش السلمي، مشيرا إلى ضرورة إدخال ملف الصراع حول الأراضي والحواكير الي المفوضية والقانون، وطالب بضرورة تمكين الادارة الاهلية ومنحها المزيد من الصلاحيات.

مستوطنون جدد
 وافتتح د. النور جابر محمد الأستاذ بمركز دراسات السلام بجامعة نيالا بولاية جنوب دارفور نزاع ملكية الأراضي (الحواكير) التاريخية ومستخدمي الارض (المستثمرين الجدد) في الاراضي الزراعية، وقال إنه الصراع استفحل عند ظهور الزيادة السكانية والثروة الحيوانية، مما أجبر الملاك بالتمسك بالأرض والاهتمام بها بعد ظهور ما في باطنها.

وأضاف خلال حديثه "لسلاميديا" كان لغياب مسألة تسجيل الاراضي التي أظهرت ملاك جدد وهم (موظفي دولة معاشين) الذراع الأيمن في تأجيج الصراع بعد أن قاموا بتسجيل الأراضي واستزراعها   الشيء الذي أدى لغبن اجتماعي وسبب في صراع أو نزاع سرعان ما يتطور الي قبلي بجانب الغبن التاريخي والحركات المسلحة او ما يعرف بالأراضي المحررة.

وشدد النور على ضرورة أن يلاقي الملف اهتمام من قبل الحكومة وإلا أن الصراع سيظل مستمراً، ولفت إلى وجود أسباب ثانوية تعتبر حجر عثرة يواجه الملف وهي السرقات وشح مصادر المياه والطلقة المبكرة وثقافة الثأر والحدود الجغرافية بين القبائل.

 ونوه النور الي ان التحدي الذي يواجه المصالحات والاتفاقيات وعدم انزالها لأرض الواقع خاصة الحواكير وقال ان اتفاقية جوبا تظل محل شك وشائعات ما لم ينفذ على الواقع مشيرا إلى أن الصراع بقريضه كنموذج وسعدون وكثير من القضايا المسكوت.

 وراهن النور على وعي المواطنين والادارة الاهلية لتجاوز هذه العقبات، واضاف النور ان افلات المجرمين من العقاب مسؤولية الدولة وغياب هيبة الدولة لذلك لابد أن تعمل الدولة على فرض هيبتها وتحقيق العدالة.

  أما القيادي بحركة جيش تحرير السودان محمد حارن استبعد تجدد الصراع بدارفور محددا منطقة قريضه وتلس خاصة وان المواطنين لفترة طويلة متعايش بسلام.

 وأشار لعدم وجود إرادة سياسية لحل المشاكل وقال في حديثه للسلاميديا "الملاحظ عمليات النهب المختلفة سكان المنطقة تتعامل معها بانحياز بينما الفزع يدخل في مواجهات منوها الى ان الحكومة السابقة سبب اساسي في المشاكل التي تحدث، مشيرا أنها تشكل مؤتمر صلح وتتأخر في دفع الاستحقاقات. 

وطالب ببسط هيبة الدولة خاصة وان القوات النظامية ليس لها عقيده قتاليه بجانب ضعف الإدارة الاهلية، والتي يمكن ان تعلب دور كبير في القبض على المتفلتين، وطالب بنشر قوات أمنية تعمل وفق قانون. 

ميثاق شرف 
واقترح حارن عمل ميثاق شرف للقبائل بدارفور ونوه بضرورة التزامهم بنبذ العنف والقبلية واعاده اي سرقه وتسليم المجرم للعدالة لافتا إلى أن السبب في تجدد الصراعات والأطماع الشخصية وبعض السياسيين من أبناء المناطق يتصيدون في المياه العكرة، وأشار لضعف دور المجتمع المدني وغياب هيبة الإدارة الأهلية، وفرط استخدام القوات النظامية للقوة.

 واستعرض الأستاذ حسن التوم في ورقته حول ملكية وقوانين الأراضي بدافور جملة من القضايا خاصة قوانين استخدامات الأراضي التي بدأت منذ عهد السلاطين الذين منح فيه الحواكير، مرورا بآخر قانون للعام (1925) والذي نص على تسوية الأراضي. 

 وقال ان القانون نص على أن أي أرض عامه او بور حق للجميع واشار حسن الى عدم استفادة أهل دارفور من قانون تسجيل الأراضي لجهة أن مكتب التسجيل كان في الفاشر بجانب أن المواطن لا يفهم أهمية تسجيل الارض، أكد أن الحاكورة لم تكن محل خلاف او مهدد أمنى للتعايش السلمي).

 وقال ان قانون (1970) الذي نص أن الأراضي غير المسجلة  حق للدولة تضرر منها المواطن ضرر  كبير وفي  قانون (1974) اعطى  الحكومة الحق  في التصرف في الأراضي والتي تسببت في هجمة شرسة على الأراضي، وقال  إن الأراضي  بدارفور لم تسجل في الوقت المحدد وخاصة الأراضي الزراعية وكذلك  حتى الطرق والمشاريع التنموية التي تقوم لا يتم تعويض أصحابها لأنها لم تكن مسجلة واكد ان الادارة الاهلية والقانون أصبح  إشكال حقيقي بجانب  أن المدن الرئيسية بدارفور لم تجد نصيبها في ملكية (العين) لجهة أن كل المدن لا يوجد بها ملك حر  فضلا أن اقليم دارفور والأراضي الزراعية لم تستفيد من قانون تسجيل الاراضي الا  في مناطق قليلة. وطالب بضرورة الاهتمام بالخارطة الموجهة لإقليم دارفور مع إعداد خارطة لاستخدامات الأراضي.

فيما أقر وداعه ابراهيم وداعه مفوض الأراضي بدافور سابقا ان الحاكورة في الفترة الأخيرة زعزعة الأمن والنزاع حول الموارد وقال إن الأشكال خاصة بالأراضي خارج العمران والتي ليس لها سند ملكية مشيرا الى ان كل الاراضي بدافور لها سندات عرفية مما يؤكد معالجتها لأي نزاع خارج العمران منوها إلى أن الأعراف غير مضمنة في القوانين السارية وغالبا ما يحدث صدام بين الواقع وتطبيق القانون في المحاكم لافتا إلى العيوب الموجودة في القوانين ادت الي الاعتداء على الأراضي عبر القوانين.

وأشار إلى أن قفل التسجيل أحدث اشكال كبير وضرر كبير بجانب أن التسجيل بدارفور لا يوجد انسان مقتنع به لاعتقاده بأن الأرض منحتها له السلطات فضلا عن أن المشرع لا يعرف طبيعة دارفور وطالب، وداعه بتحقيق العدالة وتضمين الأعراف للقانون والخروج بتوصيات لحلحلة الصراعات.

مشيرا إلى انعقاد مؤتمر الخرطوم وضعت.  فيه مسودة توطئة لتقديمها لجهات الاختصاص لتعديل القوانين وتضمين الأعراف لتصبح قانونا ساريا فضلا عن تكثيف الوعي وتبصير المواطنين بضرورة التسجيل وقال وداعه ان الحاكورة إدارية وليست ملكية وان تقنينها سيكون جزء من حفظ الامن وان كل المشاكل ليس فيها سند ملكية بجانب ان الارض الغير مقننة حرمت من الاستفادة منها ودعا الى الاستفادة من مشروع خارطة استخدامات الأراضي الذي قدم عمل كبير إلا أنه توقف بسبب التمويل وكانت ميزانيته حوالي ((5) مليون يورو.

افتعال الصراعات...
واشار ملك قريضه يعقوب محمد يعقوب ان الصراع بقريضه مفتعل منذ النظام السابق وأن الأرض والحواكير مقسمة محلياتها للقبائل بمستندات ومعروفه للجميع. 
وقال الملك إن الأطماع وتصنيف المجموعات السكانية التي موالين ومعارضين في الفترة السابقة لعب دور كبير في خلق الحروبات والتشرد والنزوح بالمحلية لاسيما وانه أصبح مشكله لان المواطنين الذين يرغبون في العودة إلى قراهم احتلت من بعض المجموعات التي استخدمت السلاح الذي ملك لها سابقا بإحلال الفوضى بالمحلية بجانب الطمع في الاعتداءات على الأموال بقيام مجموعات إجرامية تنشط في السرقات وتزيد من حدة التوتر في الصراع 
وأكد ملك قريضه أن المحلية خصبة تصلح لحرفتي الرعي والزراعة والتجارة   الأمر الذي جعل التكالب عليها ولفت الملك إلى ضعف الحكومات الولائية وعدم قدرتها ادارة الولايات خاصة (سطوة القبيلة) في الحكم بجانب كثرة القوات النظامية وعدم توحد قيادتها خاصة الشرطة غالبيتها (شرطة شعبيه) نجد جزء من منسوبيها يشارك في الصراع فضلا عن تحول بعضها إلى عمل سياسي.
وطالب ملك قريضه بضرورة فرض هيبة الدولة واتخاذ القرارات الخاصة بتبعيه منطقة سعدون التي تبعد (300) متر من قريضه بجانب توفير المحاكم والنيابات وتطبيق القانون فضلا عن توفير الإمكانيات لقوات الشرطة وقوميتها لاسيما وان غياب القانون والعدالة أسهم بشكل كبير في عدم معالجة الإشكالات وجسمها مؤكدا بان الحاكورة للجميع ويتمتع فيها المواطنين وفقا للأعراف والتقاليد.

Pin It

موقع إخباري محايد وغير منحاز لأي طرف أو جه ويقدم خدماته لجميع السودانيين والمهتمين بالشأن السوداني

87 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع