ابحث عن

الحواكير بدارفور صراعات متجددة ام مصطنعة (2-2)

نيالا سلاميدديا

تقرير عبدالرحمن ابراهيم عمر

تعد قضية الصراع حول الحواكير في دارفور من أخطر النزاعات المتجددة بالاقليم  خاصة  في الآونة الاخيرة، وما ان تحل مشكلة حتى تنفجر مرة أخرى و تاخذ منحنى اخر يدل على تطور شكل الصراع،  لتدخل  أطراف اخرى بشكل مباشر أو غير في دائرة  الصراع .

الصراعات الأخيرة التي شهدتها مناطق "قصة انجمت"  اواخر شهر أبريل الماضي هي واحدة من نماذج النزاعات الخفية حول الأرض، ويتضح ذلك جليا من خلال البيانات الصادرة من أطراف الأزمة بالمنطقة.

فمنطقة "قصة انجمت" الواقعة بمنطقة "البلال" بمحلية السلام في ولاية جنوب دارفور تسكنها اثنية "الفور" إلا أنها  تقع تحت إدارة قبيلة الترجم التي تدعي ملكيتها للأرض كمان أن الفور يدعون ملكيتهم لها وباعتبارها واحدة من مناطق نفوذهم القديمة وهي رئاسة مقدومية القبيلة بالولاية.

واعتبر ادم ابراهيم احمد، أحد أعيان المنطقة ان ما يجري بمنطقة "قصة انجمت" إنكار واضح ومعتمد  من قبل قيادات قبيلة الترجم  على الحقوق التاريخية لقبيلة الفور.

 وقال " تصريحات ناظر الترجم محمد يعقوب التي أدلى بها لوسائل الإعلام حول ملكيته للارض بمجرد ان رأى بعض الحركات اختارت منطقة "قصة انجمت" كموقع لتجميع جنودها من أجل الترتيبات الأمنية بان المنطقة وما حولها الى حدود مدينة كأس تخص قبيلة الترجم فقط وليس هناك وجود لأي قبيلة أخرى وهذا يتنافي مع الحقيقة، والتصريح غير  موفق و تسبب  في الأحداث الاخيرة التي راح ضحيتها عدد من المواطنين وحرق عدد من القري .

وعزا ادم الصراع الأخير الى المشاحنات التي زرعها النظام البائد في عهده وبعد الحرب في  دارفور التي أدت الى نزوح اعداد كبيرة من مناطقهم، تم إيفاد مجموعات أخرى وتوطينها في مناطق النازحين وما حدث بمنطقة “قصة انجمت” هو نتاج لذلك وعندما عاد مواطني المنطقة بعد الحرب وجدت مجموعات كبيرة من قبيلة  الترجم تم إيفادهم من مناطق بغرب دارفور والحدود مع تشاد للسكن بمناطق "قصة انجمت" التي تعتبر رئاسة مقدومية الفور .

وقال “منذ عودة النازحين بالمنطقة ليس هناك اي انسجام بينهم والترجم وهناك تنافس كبير في مسالة الارض وظلت هذه المجموعة القبلية ساكنة بحكم ان تاريخ المنطقة معروفة إلى ان جاءت الحركة التي اتخذت منها موقعا  لتجميع قواتها للترتيبات الامنية .

ونفى ادم اي علاقة للمواطنين بالحركات ولم يقدموا لهم الدعوة  بل ان الحركة هي من  اختارت المنطقة مثلها مثل الحركات الأخرى التي اختارت مناطق مختلفة لتجميع قواتها  في دارفور وقال آدم ما يدعيه ناظر الترجم من حديث تجاه الحركة وعلاقتها بالمواطنين هي قوات مشتركة من كل الحركات ربما يكون  هناك من أبناء الترجم بهذه القوات .

وابدى استغرابه في التحول المفاجئ لناظر الترجم  وتغيير مواقفه تجاه إدارة المقدومية للمنطقة تاريخا، بيد انه عاد وقال ان النزاع الذي حدث بإقليم دارفور أدى الى اختلاط الحابل بالنابل.

وبحسب عباس الدومة وكيل ناظر الترجم أن ما يجري بالمنطقة هو من صنع المركز لانه حدد ان تكون ولاية جنوب دارفور هي ملك لثلاثة قبائل (الهبانية، البني هلبة،والتعايشة) التي  لها الحق في تعيين الوالي منها وان ينالوا نصيب الأسد في الوزارات والمحليات وبقية مكونات الولاية ليس لهم ذات الحق.

وتابع اكثر من ذلك ان مناطق الترجم بها عدد من الخريجين والعلماء والكوادر لم يحظوا بتلك الدرجات بذلك هم متواجدين على طول الطريق ينظرون الى التنمية تذهب لمناطق حكام الولاية دون الآخرين، متسائلاً " أليس هذا ما  يولد الغبن ويؤدي إلى الاحتجاجات.

وذكر بان هناك ظلم وتهميش واقع على القبائل الصغيرة مثل ما يعتقد الاخرون انها صغيرة بغرض خلق الفتن بين مجموعات دارفور والمركز ضالع فيها بصورة كبيرة

تصفية قيادات أهلية

وتعرض الكثير من مناطق "قصة انجمت" وخاصة التي يسكنها الفور وفق قيادات وأعيان الفور الذين تحدثوا لـ(سلاميديا) ان المنطقة تعرضت إلى تصفية قياداتها من قبل حكومة النظام البائد وتم حرق ونهب وطرد جميع سكان القرى التابعة لدار المقدومية التي رئاستها  منطقة النزاع ليتم ايفاد بعض المجموعات من الترجم لتوطينهم في المنطقة وقال المقدوم صلاح محمد الفضل رجال ان المبدأ العام من توزيع الأراضي من قبل السلطان وقتها الغرض منه الانتفاع للجميع وليس حكرا لمجموعة محددة.

وقال مافي قبيلة عندها حاكورة لوحدها ولكنها للجميع والتوزيع كان للقبائل وزعماء الدين والعلماء وفقا للأعراف والتقاليد السائدة بالمنطقة  وقال الادعاءات التي يطلقها الكثيرون بملكيتهم للأرض يعود  إلى طبيعة النفس البشرية الطماعة و التي ترغب في ان تحوز وتمتلك كل شي وقال كل الذين يدعون الآن ملكية حواكير او اراضي  ليست لديهم وثائق وصكوك صادرة من السلطان وتحمل ختمه وهذه كلها ادعاءات دافعها الطمع و يعود  لضعف الحكومة وعدم قدرتها لايقاف القبائل في حدودها المعروفة بين الحواكير لأن الحدود بين القبائل معروفة وتاريخ دارفور معروف للجميع.

ومنطقة "قصة انجمت" التى تبعد 35 كيلومترا غرب مدينة نيالا، تمثل رئاسة  منطقة دار ديما التي تتبع لمقدومية الفور في السابق قبل ان تحول  رئاسة المنطقة الى مدينة كأس من قبل المستعمر وقتها ومن ثم إلى مدينة زالنجي عاصمة ولاية وسط دارفور الحالية، وهي منطقة تقع في الشريط الغربي من نيالا قبالة وادى بلبل الواقع في طريق نيالا كاس زالنجي و تتمتع المنطقة بخصوبة أراضيها ووفرة  المياه  بها.

وفي المقابل تعتبر من اغني المناطق الرعوية و الزراعية  بمناطق غرب نيالا  حيث تمثل  الزراعة و الرعي حرفتان أساسيتان بالمنطقة  و تعتبر المورد الأول لتغذية مدينة نيالا بكافة المنتجات الحيوانية والخضروات. وعلى الرغم من مواردها إلا  أنها تنقصها الكثير من الخدمات الأساسية للحياة من مرافق صحية وتعليمية

وتفشي الامية وسط كبار السن، والفقر بسبب الحروب، وتهميش المنطقة وعدم الاهتمام بها من قبل الحكومة خلال الـ(٣٠) عام كان مقصودا.

Pin It

عدم استقرار تيار الكهرباء وارتفاع اسعار الوقود يهددان تأمين مياه الشرب بشمال دارفور

تقرير حميد هارون

تعد مشكلة تأمين المياه في إقليم دارفور بشكل عام وحاضرة ولاية شمال (الفاشر) وضواحيها، واحدة من المشاكل المتواصلة منذ سنوات، في ظل عدم توفر حلول عملية وجذرية لها، إلا أن عدم استقرار التيار الكهربائي وارتفاع اسعارها، باتا يهددان توفيره  مؤخرا، مما ينذر بتفاقم قسوة الأوضاع الإنسانية وسط السكان.

ازمة الكهرباء

ويقول عضو اللجنة العليا لطوارئ المياه بمدينة الفاشر والمهندس بإدارة المشروعات بقطاع المياه محمد عبدالله موسى بأن  القطوعات المتكررة للتيار الكهربائي يومياً تأثر بشكل كبير علي عمليتي إنتاج  وإمداد المياه في مدينة الفاشر،معللا بان كل المحطات تعمل بالكهرباء،الآبار والمحطات في شقرة القوز وشقرة الوادي وخزان قولو، فضلاً عن المحطة الرئيسة بأولاد الريف في الفاشر،

 ويضيف موسى "عندما ينقطع التيار الكهربائي تتوقف عملية  تشغيل الآبار وعندما يعود التيار الكهربائي تستغرق عملية  تشغيل الآبار ساعتين علي الأقل بسبب بعد الآبار بمسافات طويلة عن بعضها البعض مع استخدام طريقة تقليدية في تشغيل الآبار يدوياً نسبة لعدم وجود غرفة تحكم للتشغيل".

وقال ان عملية تجميع المياه في الخزانات بمحطات المصادر تستغرق عدة ساعات قبل ضخها عبر الخطوط الناقلة إلي مدينة الفاشر، وبعد ذلك تستغرق عملية تجميع المياه في الخزانات بمحطة أولاد الريف في الفاشر زمن طويل قبل ضخها عبر الخطوط الرئيسة الي أحياء المدينة وبالتالي به كل منظومة إنتاج وامداد المياه إنقطاع الكهرباء في مدينة الفاشر مما يعني إهدار  ساعات طوال في هذه العملية.

ويؤثر ذلك علي إمداد المياه عبر شبكة المدينة  وكذلك عبر التناكر لأن مصدر المياه واحد مبينا انه لا بد من إنشاء محطة كهرباء  خاصة بمياه المدينة لحل مشكلة الكهرباء جذرياً.

ارتفاع أسعار الوقود

أما بشأن تأثير ارتفاع أسعار المحروقات علي عملية إمداد المياه في مدينة الفاشر  يرى موسى بأن  التاثير يمكن أن ينظر اليه من شقين،الشق الأول المتعلق بالابار الخاصة في مدينة الفاشر،هذه الآبار تتأثر كلياً بسبب شح وارتفاع أسعار الوقود مما يؤدي الي قلة إنتاج المياه فيها وكذلك ارتفاع أسعار المياه المنتجة بواسطة الآبار الخاصة في المدينة وهذا يعود لأصحاب الآبار والتناكر ومحلية الفاشر هي الجهة المعنية بالأمر

أما الشق الثاني المتعلق بالتناكر التي تأخذ المياه من (المصارف) التابعة لمياه المدن، فسعر البرميل يباع في مصارف مياه المدن بخمسة عشر جنيهات فقط ولكن أصحاب التناكر يبيعون المياه بأكثر من ثلاثمائة جنيه ويعزون ذلك للزيادة في أسعار الوقود وقطع الغيار وخلافه وهذه مسؤولية ترجع لمحلية الفاشر وأصحاب التناكر لأنهم معنيون بتحديد التعرفة وتذليل العقبات، لذلك يقتضي وضع هذا الأمر في الإعتبار من قبل الجهات المختصة حتي لا يتضرر المواطن المغلوب على أمره.

وكان المواطنين بمحلية الفاشر اشتكوا من ارتفاع أسعار المياه، وهنا يقول المواطن محمد زكريا من حي النصر بالقطاع الشمالي  ان المياه تصلهم من الهيئة على فترات متقطعة تصل بعد الأحيان اكثر من اسبوعين، فيلجؤون لشراء المياه من التناكر، ويتراوح سعر التنكر بين ٥٠٠ الي ٧٠٠ جنيه سوداني.

ألا ان محمد عبد الله يرى من جانبه  ان السبب يعود مجددا الي تقاعس محلية الفاشر وتأثير اسعار الوقود  في الريف.

فيما يؤكد مدير الإدارة العامة لمياه الريف المهندس محمد ادم كش، بأن تعرفة الوقود الجديدة انعكس سلبا على خدمات المياه في محليات الولاية، ويقول كش بأن زيادة تعرفة المياه بلغت ١٣٠ في المائة بالارياف، وهذا يفاقم من مشاكل التشغيل والصيانة، إلي جانب ارتفاع أسعار قطع الغيار ، في ظل ضعف تعريفة المياه بالولاية والتي لا تفي متطلبات التشغيل والصيانة، لكنه استدرك قائلا، لابد من التفكير في زيادة تعريفة المياه وهذا لا يتاتي الا بالتشاور مع وزارة المالية والسلطات الولائية.

ايضا شدد كش على اللجوء إلى طاقة بديلة او متجددة للخروج من ازمة انقطاع الكهربائي وأسعار الوقود، وفي سياق ذي صلة يرى المراقبون بأن  عدم استمرار التيار الكهربائي وأسعار المحروقات تسهمان بشكل كبير في صعوبة تأمين المياه بولاية شمال دارفور.

ويقول المهندس عبد الماجد محمد علي، بأن الحكومة في قرارها الأخير لم تستصحب مالات هذا القرار  والذي يسهم بشكل كبير في تردى خمات المياه وخاصة في الريف، مشيرا إلى اسعار الوقود الغير ثابتة وضعف تعريفة المياه، يفاقم ازمة تشغيل المحطات.

 ولم يستبعد علي من تراكم مديونيات المحطات عند التجار، نتيجة لعدم تمكن هذه المحطات من تغطية تكاليف التشغيل الصيانة وقطع الغيار، قبل أن يذهب إلى ما ذهب اليه مدير الإدارة العامة لمياه الريف المهندس محمد ادم كش وذلك بضرورة التفكير في الطاقة الشمسية او المتجددة لتلافي هذة المهددات.

وتشير "سلاميديا" بان الحكومة السودانية قررت تحرير اسعار الوقود والخروج تماما من دعم البنزين والجازولين ، ارتفع معها سعر البنزين الي ١٣٠٠ جنيه للجالون والجازولين الي ١٢٨٢ جنيها بزيادة ١٢٨ بالمائة.

Pin It

الحواكير بدارفور صراعات متجذرة ام مصطنعة (1 - 2)

نيالا سلاميدديا

تقرير عبدالرحمن ابراهيم عمر

تعد قضية الصراع حول الحواكير في دارفور من أخطر النزاعات المتجددة بالاقليم  خاصة  في الآونة الاخيرة، وما ان تحل مشكلة حتى تنفجر مرة أخرى و تاخذ منحنى اخر يدل على تطور شكل الصراع،  لتدخل  أطراف اخرى بشكل مباشر أو غير مباشر  في دائرة  الصراع .

الصراعات الأخيرة التي شهدتها مناطق "قصة انجمت"  اواخر شهر أبريل الماضي هي واحدة من نماذج النزاعات الخفية حول الأرض، ويتضح ذلك جليا من خلال البيانات الصادرة من أطراف الأزمة بالمنطقة.

فمنطقة "قصة انجمت" الواقعة بمنطقة "البلال" بمحلية السلام في ولاية جنوب دارفور تسكنها اثنية "الفور" إلا أنها  تقع تحت إدارة قبيلة الترجم التي تدعي ملكيتها للأرض كمان أن الفور يدعون ملكيتهم لها وباعتبارها واحدة من مناطق نفوذهم القديمة وهي رئاسة مقدومية القبيلة بالولاية.

أصل الحكاية

بعد أن  اتخذت حركة وجيش تحرير السودان المجلس الانتقالي موقعا لتجميع مقاتلي الحركة ايذانا ببدأ تنفيذ بند الترتيبات الأمنية وفقا لاتفاق جوبا الموقع بين الحكومة الانتقالية وحركات الكفاح المسلح، الأمر الذي رفضته إدارة قبيلة الترجم واعتبرته  تعدي  على أراضيها من أجل إشاعة الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار بها.

وأتهمت حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي، مليشيات كانت تعمل مع النظام البائد بإستهداف مجمع لتجميع القوات بمنطقة "قصة انجمت" أواخر شهر أبريل الماضي.

 

وحسب بيان صادر بأسم الناطق الرسمي لحركة تحرير السودان المجلس الانتقالي محمدين محمد اسحق، تصدت قوات الحركة لهجوم  غادر على مركز تجميع قوات من قبل مليشيات مسلحة تتبع للنظام البائد، وأضاف بعد فشل الهجوم قامت المليشيا بالهجوم على (قصة انجمت، منطقة دمبو و قريتا ميرو غرب وميرو شرق)، ونتج عن الهجوم مقتل ثلاثة مواطنيين وجرح آخرين، إضافة إلى حرق عدد من المنازل ونهب وسلب المواطنيين، وتشريد المئات إلى معسكرات النازحين في نيالا.

وأوضح  مركز تجميع قوات الحركة في منطقة قصة جمت فقد تم بعلم واخطار الأجهزة  الأمنية- العسكرية المعنية بمسألة الترتيبات الامنية، وقد عملت الحركة علي ان تكون مراكز تجمع قواتها بعيدة عن المدن وقرى المواطنين، بما في ذلك مركز "قصة"

واكد البيان بأن هذه الهجمات التي بدأت بمركز لتجميع القوات وتوسعت لتشمل قري المواطنين العزل في قصة جمت وما حواليها، إنما تهدف الي إفشال وإجهاض اتفاق جوبا لسلام السودان، من خلال فرض الامور بالقوة على الارض، والمواصلة في تشريد وإرهاب المواطنين العزل كما كان يحدث اوان حكم المؤتمر الوطني البائد

واعتبر ما حدث يرجع الي التلكؤ والتأخير في تنفيذ ملف الترتيبات الامنية وخاصة في بند نشر القوات الأمنية المشتركة في دارفور وجدد البيان مطالب الحركة بالإسراع في تنفيذ  الترتيبات الامنية حتي يمكن نشر القوات المشتركة لتقوم بدورها المنوط بها في حماية المواطنين وتوفير الامن في دارفور.

أزمة الحواكير

  ويرى عزالدين دولة ممثل قبيلة الفور بالمنطقة ان مشكلة الحواكير في دارفور موجودة بالفعل وتصاعدت بشكل كبير في أحداث شرتاوية "قصة انجمت" برئاسة

المقدومية بولاية جنوب دارفور وأضاف أن ما يجرى  بمنطقة "قصة انجمت" يعتبر امتداد لما جرى  بدارفور من صراعات واستغلال الدولة لبعض المجموعات القبلية التي ليست لها حواكير وكانت إداريا تتبع لادارة القبائل الكبيرة لتفكيك القبائل الكبيرة ولكسب وتاييد تلك القبائل الصغيرة.

وقال "إن الدولة ساعدتهم في أن يمكنوا أنفسهم من تأسيس حواكير لهم ومن ضمن هذه المجموعات قبيلة الترجم التي تدعي ملكيتها لأراضي مقدومية الفور وهي قصة انجمت بالولاية ويقول عزالدين أن إدارة الترجم كانت في السابق تتبع لمقدومية الفور وليست لهم نظارة قبل ١٥ سنة وليست لها خلف في سلم  الإدارة الاهلية مثل ما للفور إدارات معاقبة، و أضاف  أن صراع الحواكير جزء من النزاع حول الأرض بعد ظهور اتفاقيات السلام التي بدأت تتحدث عن قضايا الحواكير بشكل واضح لاثارة النعرات القبلية من أجل ان يثبت كل شخص مكان له.

وأوضح  عز الدين ان مشكلة الأرض وخاصة قضية "قصة أنجمت" ستخلق صراعات جديدة ومختلفة عن التي وقعت في السابقة لأسباب تم اكتشافها مؤخرا  لان الهدف  اصبح واضح والنزاعات  القادمة ستكون واحدة من مهددات انهيار الدولة وعمليات السلام.

تدخل السلطة المركزية

وفي سياق ذي صلة قال عباس الدومة وكيل ناظر الترجم بولاية جنوب دارفور "إن مشاكل الارض والحواكير بدارفورمفتعلة من قبل المركز ، وأضاف  "منذ خروج المستعمر وتشكيل أول حكومة وطنية الى حكومة حمدوك الحالية  هناك طريقة متوارثة من قبل المركز في التعامل مع القضايا بدارفور،  خاصة التي قد  تشكل لديهم خطر على مستقبل حكم السودان، لهذا لابد من وضع العوائق، لذا  كانت الوصية  لأي حكومة جديد سواء وصلت إلى السلطة  عبر الديمقراطية او الانقلاب العسكري لابد من تحجيم دور انسان دارفور.

وقال الدومة "حكومة الصادق المهدي كانت تسلح العرب والحزب الاتحادي يسلح الفور ومن هنا جاءت تسمية الصراع بصراع العرب والفور، كما الحال في غرب دارفور إلى أن وصلوا لزرع الكراهية بين قبائل دارفور حتى  جاءت الإنقاذ وقامت بتقسيمهم الى عرب وزرقة  ولأجندات كانت معلومة اضطر بعض أبناء الإقليم مثل داوؤد يحي بولاد  لتمرد على حكومة المركز  التي تصدت له واغتالته.

ولكن  أبناء دارفور في أي سلطة  تعرفوا علي الأسباب الحقيقة للمخططات الرامية لتدمير  الإقليم لهذا تمرد عدد كبير منهم ضد الإنقاذ وفي نفس المقابل قامت الحكومة المركزية بتدمير  القبائل الكبيرة في دارفور  انتقاما  .

وقال ( أن ما يجري في دارفور و"قصة انجمت" صراع مفتعل وتم تصديره من  المركز لزعزعة الأمن في دارفور ، ودلل الدومة ذلك  بأن المركز دائما يلجأ الى المحاصصات القبلية في تولي المناصب الدستورية والتشريعية لجهة ان الدولة فرض مسألة اختيار  الوالي لولاية جنوب دارفور مثلاً  يجب أن  يكون من  قبائل البقارة و هناك ثلاثة قبائل معروفة منها يجب ان  يكون الوالي منها، أما بقية القبائل ليست لهم الحق في ذلك وحتى لو تم اعطائهم حقيبة دستورية تجدها غير ملبية للطموح ولا تساوي شي وفي نفس الوقت الولاة المتعاقبين من أبناء تلك القبائل الكبيرة يوجهون التنمية الى مناطق اهاليهم وقبائلهم دون مراعاة لبقية المكونات وهذه واحدة من الاسباب التي تولد الغبن وتؤدي الى صراعات ).

واضاف قضية الارض ليست المشكلة الحقيقة ولكن تستخدم فقط لإيصال الصوت والإنقاذ لم تجد سلاحا غيره لتفريق وحدة أبناء دارفوروابدى الدومة اسفه لقيادات الحركات التي لم تستوعب الدرس حتى الان وهي ما زالت تنفذ أجندات النظام البائد بإنكار الحقائق.

Pin It

حاكم إقليم وولاة جدد ازدواجية تهدد الانتقال في دارفور

تقرير وفاق التجاني

كثير من التساؤلات طرحها الشارع السوداني  عشية  تعيين ولاة لشمال وغرب دارفور،  من قبل رئيس الوزراء الإنتقالي د.عبد الله حمدوك في ظل وجود حاكم للإقليم بقيادة مني اركو مناوي.

وتم تعيين مني اركو مناوي حاكما لإقليم دارفور استجابة لاتفاقية السلام الذي جرى توقيعه في الثالث من أكتوبر الماضي بعاصمة دولة جنوب السودان جوبا، ليكون مسؤولا عن عودة النازحين واللاجئين، المصالحات والحوار مع الذين لم يوقعوا على الاتفاق واقامة مؤتمر للمانحين من أجل دعم التنمية في  الاقليم، وهذا بحسب تغريدة له على تويتر موضحا فيها صلاحياته.

وعلى النقيض أصدر رئيس الوزراء قرارا  بإعفاء والي شمال دارفور محمد حسن عربي ووالي غرب دارفور محمد عبدالله الدومة استنادا على اتفاق السلام الموقع مع الجبهة الثورية في 3 أكتوبر وفقا لما ذكره مرسوم رئاسة الوزراء.

كما قرَّر رئيس الوزراء بتعيين كل من خميس عبد الله أبكر لولاية غرب دارفور، ونمر محمد عبد الرحمن واليا على شمال دارفور.

وشمل قرار التعيين كذلك تسمية أحمد العمدة بادي عن الحركة الشعبية جناح مالك عقار واليا على النيل الأزرق، حيث كان الوالي السابق توفى في حادث مروري بالسابع والعشرين من ديسمر.

فيما لم يتم  إصدار أي مرسوم يخص ولاية كسلا بما انها تعتبر ايضا ولاية هشاشة أمنية الشيء الذي أثار جدلا واسعا في الشارع السوداني.

وقال محمد فتحي عضو وفد الفريق المفاوض لمسارات شرق السودان أن الوضع في كسلا الآن يحتاج لتضافر الجهود، لمنع الانزلاق للفتنة كما حدث في بعض الولايات الهشة، وأكد أن استثناء الولاية لسبب وجيه إذ أنه لم يرد نص في اتفاقية جوبا بتعيين والي لهذه الولاية.

 وأكد خلال حديثة "لسلاميديا" أن إقليم شرق السودان يستوجب  اعادة هيكلة حكومية كاملة نسبة لغياب دور الدولة هناك والاحداث المؤسفه التي شهدها الاقليم شاهد على ذلك.

وتابع "الوضع في الاقليم لازال محتقنا وينذر بسوء لذلك على الدولة التحرك بسرعه وبمسئولية اكبر وجديه اكثر اتجاه معالجات كل الاسباب التي ادت الي وصول الاقليم لهذا الوضع.

فيما ارجع المحلل السياسي الجميل الفاضل هذا التضارب في الإختصاصات والصلاحيات، لغياب المؤتمر الدستوري الذي تأخر السودان في إقامته كثيرا.

وقال "لسلاميديا" لم يتم تشكيل قانون  ينظم العلاقه بين الولاة وحاكم الإقليم حتى الآن واستطرد قائلا  لكن اتفاق سلام جوبا أوضح  أن التعيين الولائي من اختصاص حاكم الإقليم.

 ووصى بضرورة أن لا نستعجل الأمور  حتى قيام  مؤتمر الحكم في السودان والذي سيفصل القوانين، وأضاف حينها كل يعرف اختصاصه وصلاحياته.

وحدد "مناوي" لدى مخاطبته جلسة تنصيبه حاكما للإقليم بقاعة الصداقة صلاحياته كحاكم الإقليم وأكد أن برنامجه سيركز على كيفية تنفيذ السلام علي أرض الواقع عبر الاسراع في تطبيق بروتوكول الشان الإنساني والأمني بغية استتباب الأوضاع المضطربة في الاقليم و محاصرة و ايقاف و إطفاء بؤر الصراعات و النزاعات القبلية.

واكد سعيه  للتواصل مع الذين  لم يوقعوا على اتفاق سلام جوبا واقر بالتعاون مع الجميع لفتح التفاوض معهم من اجل الوصول الى السلام في اسرع وقت ممكن وأشار لضرورة التعاون مع الحكومة المركزية والمساهمة في دعم مساعيها من أجل حفظ الامن مع الدول التي تجاورنا لتحقيق الاستقرار.

فيما اتفق المحلل السياسي محمد داوؤد  مع الجميل الفاضل بضرورة قيام مؤتمر دستوري للفصل في كافة القضايا ذات الملابسات، وأكد أن هذا المؤتمر سيخفف من حدة الاحتقان التي تعاني منها الفترة الانتقالية في كثير من قضاياها.

وأضاف "لسلاميديا" بما في ذلك قضايا علاقة الدين بالدولة واحقاق السلام على أرض الواقع، والاقاليم وطريقة حكمها، وأكد أن القرارات التي تتخذها الحكومة قرارات إسعافية في المقام الأول ولا تلتزم لفترات زمنية أو مهام معينة.

وتشير الوثيقة الدستورية في المادة 8 إلى مهام الفترة الانتقالية والتي من بينها عقد مؤتمر دستوري سيناقش كل المسكوت عنه في القضايا الحارقة منذ الاستقلال فيما يتعلق بالهوية وعلاقة الدين بالدولة ونظام الحكم، ومن ثم يبدأ السودانيون في كتابة الدستور الذي يتوقع أن يكون دستورا دائما.

Pin It

موقع إخباري محايد وغير منحاز لأي طرف أو جه ويقدم خدماته لجميع السودانيين والمهتمين بالشأن السوداني

223 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع