ابحث عن

الصراع الإثيوبي الإثيوبي وإنعكاساته على شرق السودان

تقرير: مصطفى حسين

الخرطوم سلاميديا

تتوسط إثيوبيا دول منطقة القرن الافريقي وترتبط بحدود برية مع كافة دول الجواروبالتالي سهل هذا الامر عملية حركة الاشخاص  بينها وبين هذه الدول ، كما ان العديد من القوميات الاثيوبية لديها امتدادات خارج حدوده مع دول الجوار كجيبوتي وارتريا وجنوب السودان.

وعانت منطقة القرن الافريقي لفترة طويلة من الاضطرابات والحروب نتيجة للتدخلات الخارجية في هذه الدول او نتيجة لمحاولات السيطرة من بعض المجموعات على المجموعات الاخرى، ومنذ ما يزيد عن ثمانية أشهر إندلع حرب بين الحكومة الفيدرالية بقيادة رئيس الوزراء د. آبي احمد وحكومة إقليم تغراي التي أجرت إنتخابات إقليمية وفازت بها جبهة تحرير شعب التغراي بقيادة د. دبرصيون قبرميكائيل، ويقع إقليم التغراي بشمال غرب إثيوبيا على الحدود مع ولاية القضارف بشرق السوان وقد أدى هذا الحرب لنزوح أكثر من 70000 لاجئ إلى داخل السودان.

إتخذت الحرب في الاتساع عقب التغيير الدراماتيكي الذي حدث لصالح التغراي وتمكنهم من اعادة السيطرة على عاصمة الاقليم وتوسيع دائرة الحرب لتشمل إقليمي الامهرا والعفر، وكذلك دخول حركة تحرير بني شنقول في الحرب ضد الحكومة المركزية، وشهد الحرب تدخل الجيش الارتري للقتال بجانب الحكومة الاثيوبية ، كل هذا الامر أدى لزيادة تدفقات اللاجئين والنازحين للداخل السوداني وامتد الصراع بين العيسى والعفر الى الداخل الجيبوتي، ويشير الكثير من الباحثين والمهتمين بمنطقة القرن الافريقي الى تأثير هذه الحرب على دول الجوار والتي من ضمنها السودان.

ويرى الباحث في شؤون القرن الافريقي الاستاذ عبدالقادر الحيمي ان عاملا جديدا قد دخل في الصراع الاثيوبي الاثيوبي نتيجة لانخراط ارتريا فيها، وهو دعوة المعارضة الارترية في بأطيافها الجهادية والعلمانية لممارسة العمل المسلح، واصفا هذا الامر بالمقلق لافورقى بسبب وجود ما لا يقل عن مليون ارتري داخل السودان، وابان الحيمي ان العلاقات جيدة حتى الان ولم يحدث أي توتر، مشيرا الى تلميح الامهرا للاستعانة بالجيش الارتري لاستعادة الفشقة، بينما يسعى ابى احمد لوقف الحرب  عبر وساطات دولية .

واضاف ان مخاطر شرق السودان من كسلا الى بورتسودان ياتى من النظام الارتري، واشار في تعليقه لسلاميديا الى ان طبيعة سياسة افورقى يتمثل في الإمساك بالملفات الداخلية لدول الجوار وتدخلاته كما يحدث فى اثيوبيا ، اقليم العفر ، جيبوتى، الصومال الفيدرالى، موضحا بان افورقي الان منشغل بتأمين نظامه من السقوط من تهديدات التغراي، وحشد جيشه فى الحمرة الاثيوبية للحيلولة دون سقوطها لما يشكله من تهديد لبقاء نظامه.

وأكد ان حدود الفشقة مؤمنة بسبب الانتشار القوي للجيش السودانى وقال "حتى اللاجئين فى معسكرات تحت حراسة الجيش" اي لايوجد تماس اجتماعى كما حدث فى السبعينيات والثمانينات، وذكر ان اتساع دائرة الحرب متوقعة واوضح انها ستستمر الى حد هزيمة احد اطرافها متوقعا استقبال المزيد من النازحين الاثيوبيين وابان أن السودان فى عهده الحالى يبتعد عن استقطاب اية معارضة وبالتالي لن تجد المعارضة الارترية دعما يذكر واصفا اياها بالضعيفة والممزقة بالصراعات العرقية والمناطقية.

بينما يرى الاستاذ عبدالمنعم ابوادريس الصحفي والمحلل السياسي ان أثر الصراع الإثيوبي الإثيوبي على شرق السودان غير تدفقات اللاجئين يكمن في حالة عدم الاستقرار في إثيوبيا والذي يؤدي لانتشار جرائم تهريب السلاح وتهريب البشر والاتجار بالبشر مما يؤدي لعدم الاستقرار بشرق السودان، إضافة إلى الضغط الاقتصادي الذي يخلقه اللاجئون على منطقة تنعدم فيها البنيات التحتية ومعدلات الفقر بها عالية.

واستبعد ابو ادريس في حديثه لسلاميديا انتقال الصراع الاثيوبي الاثيوبي الى الداخل السوداني على غرار جيبوتي لجهة إختلاف السودان عن جيبوتي، مبينا ان المجموعات المتصارعة في إثيوبيا ليس لديها امتدادات في السودان، وقال ان المخاوف الوحيدة إقتراب المعارك أكثر من الحدود السودانية، وفي هذه الحالة سيكون هناك تخوفات أن تنسحب بعض المجموعات المقاتلة إلى الأراضي السودانية وهذا هو الاحتمال الوحيد لانتقال القتال إلى السودان، واوضح ان الصراع امتد لجيبوتي بين قوميتي العفر والعيسى الصوماليين بسبب ان المجموعتين مشتركتين بين إثيوبيا وجيبوتي وبينهم روابط اجتماعية.

بينما يرى الباحث والمحلل السياسي عادل كلر يرى ان زيادة تدفق اللاجئين جراء الصراع له انعكاسات اقتصادية مزدوجة المردود، من حيث الضغط على الخدمات وعلى سبيل المثال مقابل فتح فرص عمل للمجتمع المحلي عبر مؤسسات العمل الإنساني، وقال ان الولايات الحدودية تختص بعامل طويل المدى يتصل بتغيير التركيب الديموغرافي بفعل عامل الاستيطان والتجنس تحت أفق وسياسات الهجرة العالمية الرامية الى توطين كل احتمالات التدفقات البشرية من شرق القارة في السودان بإعتباره المصدة الأولى للكابوس الأوروبي.

وكشف كلر عن مخاطر الصراع، وقال انها تقع على مستويين، مباشر بإحتمال انفجار الصراع الى حرب عرقية واسعة النطاق ومرتبات هذا الانفجار على المستوى الأمني والعسكري على ولايات التماس أمنيا والسودان ككل من الناحية العسكرية، وبصورة غير مباشرة من خلال صدى تحولات الحرب على استقرار شرق السودان ككل بإعتبارات انخراط الجارتين اثيوبيا وارتيريا كأطراف أساسية في نزاع تقراي بالأصالة، وفق نظرية يوهان غالتن (مثلت العنف) وتنويعاتها النظرية: عنف مباشر، عنف رمزي، ثقافي وهكذا، واسقاط كل ذلك على واقع ولايات الشرق الهش أصلاً ومحتقن عرقيا وسياسيا (مجتمع نزاع Active).
وقال ثمة نذر (ولاية القضارف) من حقيقة الامتدادات البشرية وكثافة اللجوء للقضارف ومن ثم التسلل من المعسكرات (تهريب البشر) الى تحول مدن ولايات التماس الحدود لحاضنة خلفية لمستويات متعددة لمواجهات الاثيوبيين- الإثيوبيين والاثيوبيين-الارتيريين، في ظل عدم نجاعة تدابير السودان في الحد من آليات تهريب البشر التي تنشط فيها كارتيلات عابرة للحدود، إضافة لموقف السودان كحكومة نفسه تجاه المسألة الإثيوبية، وموقفه كشعب او مجتمعات حاضنة لوجود اطراف النزاع الاثيوبي.

وأشار عادل كلر لأهمية تصميم استراتجية ذكية للتعاطي مع المسألة الاثيوبية، تتوافق مع جيبوليتك الصراع كنزاع اقليمي، وترعى مصلحة السودان، ضمن المجهود الدولي الساعي لانهاء نزاع تقراي، وذلك في الإطار الدبلوماسي وثمة مؤشرات لفرص نجاح هذا المذهب من خلال دعم خارجية أمريكا لمساعي حمدوك وبيان الرئاسة الفرنسية الداعم للسودان للتحرك في مبادرة لطي صفحة النزاع واجراء الحوار الوطني/ القومي الاثيوبي.
وذلك على هدى استراتجية كبرى بالاقليم تتعلق بتمتين استقرار المنطقة التي ستشكل أرضية مشروع (الربط القاري، شرق-غرب أفريقيا) وهو استراتيجية النظام الدولي الحاكمة للعقود القادمة.

يجدر الاشارة الى ان رئيس الوزراء السوداني ورئيس الدورة الحالية للايقاد د. عبدالله حمدوك قد طرح مؤخرا مبادرة للتوسط من أجل الوصول لاتفاق سلام بين الاطراف المتصارعة بإثيوبيا، ولكن في كل الاحوال يبقى مسألة نجاح هذه المبادرة رهين بموافقة أطراف الصراع في الداخل الاثيوبي للحيلولة دون تفاقم الامر، فهل ستقبل الاطراف الاصوات التي تنادي بوقف صوت البندقية والوصول للسلام.

Pin It

  دارفور وسلام السودان ٢٠٢٠ موقف تنفيذ الاتفاق

تقرير عبد الحميد هارون

الخرطوم سلاميديا

على الرغم من مضي أكثر من ثمانية أشهر، على اتفاق سلام جوبا الذي تم توقعيه بين الحكومة السودانية والجبهة الثورية، إلا أن تنفيذ بنود هذا الإتفاق يواجه تحديات كثيرة عاقت تنفيذها وخاصة الترتيبات الأمنية، مما دفع بعض القيادات بمسار دارفور لمطالبة المجتمع الدولي بالضغط على الخرطوم لتنفيذ الاتفاق.

وفي ذات الوقت يشكك بعض المراقبون من قدرة أطراف اتفاقية السلام من تنفيذ بنوده لحزمة من التعقيدات من بينها الخلل والتغرات .                              

وشهدت مناطق متفرقة بأقليم دارفور نزاعات دموية بعضها مرتبطة بالموسم الزراعي" إحتكاكات بين المزارعين والرعاة"، بينما مازال شرق البلاد يشهد صراعات قبلية تسببت في مقتل وجرح أعداد كبيرة من المدنيين، ترجح أن أسبابها ترجع لرفض الأهالي لمسار شرق السودان.                     

 وحدد بند الترتيبات الأمنية المضمن في اتفاق السلام 40 شهراً لعملية الدمج والتسريح المتعلقة بمقاتلي الحركات المسلحة مسار دارفورمع تشكيل قوات مشتركة من الجيش السوداني والشرطة والدعم السريع لحفظ الأمن في ولايات دارفور والمنطقتين، تمثل فيها قوات الحركات 50 % لكن لم يتضمن تفاصيل واضحة عن أماكن التجميع ولم يتم حصر أعداد القوات التابعة لكل حركة قبل عملية التوقيع.

مطالب بالضغط لتنفيذ الإتفاق                                  

كبير مفاوضي حركة تحرير السودان المجلس الإنتقالي ووالي ولاية شمال دارفور الجنرال نمر محمد عبد الرحمن في حديثه لإذاعة الفاشر ،الجمعة المنصرم، قال أن الأمن والإستقرار واحدة من أهم أولويات حكومته، واشار إلي أنه سيتم تشكيل قوة خاصة لحماية المدنيين بعد خروج بعثة اليوناميد، قبل أن يطالب  الحكومة الإنتقالية  بالإسراع في تنفيذ بند الترتيبات الأمنية .                                         

من جانب آخر طالب القيادي بمسار دارفور وعضو حركة تحرير السودان (مناوى) محمد أدم كش المجتمع الدولي بالضغط على حكومة الفترة الإنتقالية لتنفيذ اتفاقية جوبا.

وقال كش في تصريح ل(سلاميديا) عقب إجتماع ضم عدد من قادة مسار دارفور بوفد الخبراء الخاص بالقرار "1395" لحماية المدنيين بدارفور عقب إنتهاء مهمة بعثة اليوناميد، الذي زار ولاية شمال دارفور الأربعاء الماضي، ان الإجتماع بحث عدة  قضايا تتعلق بحماية المدنيين واللاجئيين والنازحين بالإضافة إلي توفير الحماية لقرى العودة الطوعية والموسم الزراعي.

وأشار إلي أن قادة مسار دارفور شددوا بضرورة تكوين القوى المشتركة لحماية المدنيين بنسبة (50)% وفقا لإتفاقية جوبا التي تم توقيعها في في اكتوبر  من العام الماضي، كما طالب الاجتماع المجتمع الدولي المتمثل في مجلس الأمن بالضغط علي حكومة السودان لتنفيذ وانزال اتفاقية جوبا علي أرض الواقع ،وخاصة بند الترتيبات الأمنية بإعتباره روح الإتفاقية حتي ينعم اللاجئين والنازحين والمزارعين بالأمن والأستقرار.                                                           

وعزا كش عدم تنفيذ الحكومة لتنفيذ بند الترتيبات الأمنية لغياب الإرادة السياسية، وليست الموارد المالية على حد زعم حكومة الفترة الإنتقالية، إلي ذلك قلل كش من أهمية قرار رئيس مجلس السيادة الإنتقالي الأخير.                          

وأصدر رئيس مجلس السيادة الانتقالي والقائد العام للجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان، الاسبوع المنصرم، قرارا يقضي بتشكيل اللجنة العسكرية لتنفيذ الترتيبات الأمنية مع الحركات الموقعة على اتفاق جوبا للسلام.                    

قلق أممي                                                                        

أعرب رئيس بعثة  الأمم المتحدة  المتكاملة لدعم المرحلة الإنتقالية في السودان (يونيتامس) فولكر  بيرتس، عن  قلقه  إزاء "عدم تنفيذ أو التأخير في تنفيذ" فقرات مهمة في اتفاق جوبا للسلام، لاسيّما الترتيبات الأمنية، على حد تعبيره، بما في ذلك إنشاء قوات مشتركة لحفظ الأمن، تشارك فيها القوات المسلحة والشرطة السودانية وقوات الدعم السريع والتنظيمات المسلحة.

كما أعرب عن قلقه إزاء آليات وقف إطلاق النار كما هو منصوص عليها في الاتفاق. وقال "سألنا عن هذا الموضوع وعن أسباب التأخير في تنفيذ هذه القرارات المشتركة السودانية، وجدنا إجابات تتعلق بنقص الموارد ونقص الإرادة السياسية - وقد يكون الأمران معا".

وشدد على أنه إذا تم إنشاء ونشر القوات المشتركة في دارفور، فهذا سوف يثبت قدرة السودان والإدارة المشتركة لحماية المدنيين أو المواطنين السودانيين.

وقال "لا يمكن أن يكون أي بلد مستقر بوجود 3 أو 5 أو 7 جيوش محترفة أو أكثر، لا بد من الدقة على الأقل في إعداد ومناقشة خريطة طريق تؤدي في نهاية المطاف وبشكل تدريجي إلى تشكيل جيش وطني واحد يعتمده الدستور.            

تعقيدات أمام تنفيذ بنود الإتفاق

 وبحسب المحلل والكاتب الصحفي محمد بدوي، بطء وتأخير تنفيذ ما يعرف بسلام السودان لم ينفصل عن من ما يجري في المشهد القومي بشكل عام وذلك في إشارة إلي "سير الفترة الإنتقالية وما يدور بين المكونيين المدني والعسكري في السنتين الفائتة".  فيما يتعلق بالسلام يرجع بدوي تأخير إنفاذه لعدم توفير التمويل ،كما أنه لفت إلي أن السلام لم يرتبط بدارفور فقط بل مسارات شملت غالبية انحاء السودان بينها ملفات لم تحسم حتى الأن.                                                       

وهنا يشير بدوي إلي عدم تمكن بعض أطراف السلام للقيام بزيارات إلي هذه المسارات، ويعزي الأسباب إلي ثنائية التفاوض أو عدم إستصحاب أصحاب المصلحة الحقيقيين في المفاوضات التي أدت للوصول إلي هذا السلام، بجانب عدم وجود موقف موحد من قوى الكفاح المسلح وكذلك الجانب المعني بتقاسم السلطة والدليل على ذلك الهجوم الذي ظل يشنه القائد (مناوى) قبل وبعد تعينه حاكماً لأقليم دارفور.

ويضيف بدوي بأن هنالك ايضا تعقيدات أخرى ربما يأجل إنزال هذا الإتفاق إلي أرض الواقع من بينها مسألة تحول هذه الحركات إلي أحزب سياسية، كما لم يتم تشكيل القوات المشتركة حتى الأن، ويردف نعم هنالك نصوص لكن لايوجد حلول وتنفيذ على الأرض.                                                              

ويقلل بدوي من أهمية شكاوى الحركات المسلحة وإتهامها للحكومة بتأخير تنفيذ الإتفاقية وخاصة في مايتعلق بالتمويل ،ويشير إلي أن الحركات المسلحة لديها ممثلين في وزارة المالية والمجلس السيادي وهم شركاء أساسيين في حكومة الفترة الإنتقالية.                                                                        

و تعد الموارد المالية المطلوبة لتنفيذ اتفاق السلام، وفق مراقبين، أحد أكبر العقبات أمام الاتفاق في ظل ما يعانيه السودان اقتصاديا من ارتفاع التضخم وانهيار العملة الوطنية، بجانب غياب الإرادة السياسية لدى أطراف السلام.  

Pin It

مؤتمر شرق السودان وضبابية المشهد

 

تقرير وفاق التجاني

ضبابية تسود المشهد السياسي بعد تأخر قيام مؤتمر اهل الشرق والذي كان من المقدر له أن يتشكل في ديسمبر الماضي، وفق ما تقتضيه اتفاقية جوبا للسلام، بيد أن  الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد  حالت دون ذلك.

وحمل عدد من قيادات مسار الشرق الحكومة الإنتقالية بشقيها المدني والعسكري، مسؤولية تأخر قيام مؤتمر اهل الشرق، فيما ارجع البعض الآخر التأخير للتشاكسات التي وقع فيها قادة المسار، ويذكر أنه وبحسب مسار الشرق المضمن في اتفاقية جوبا فإن مؤتمر أهل الشرق يجب أن يسبق إنعقاد مؤتمر الحكم المحلي، والذي ايضا تأخرت الحكومة في تشكيله.

ويعتبر مؤتمر أهل الشرق بحسب مهتمين حجر عثرة في طريق تشكيل مؤتمر الحكم، وذلك لضرورة مشاركة أهالي الشرق فيه. لكن التقاطاعات التي تحدث بين قيادات المسار ستحول دون ذلك.

وارجع عبد الوهاب جميل الأمين العام للجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة 

تأخر قيام مؤتمر أهل الشرق  لعدة عوامل أهمها  غياب الرؤية من قبل السلطة الحاكمة بشقيها التنفيذي والسيادي لحل مشكلة شرق السودان.

وقال في تصريحاته "لسلاميديا الخلافات الداخليه والخارجيه هي سبب اساسي في تأخر تنفيذ المؤتمر وتشكيله، وخاصة الداخلية التي نشبت بين أطراف المسار وخاصة بين قادة الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة".

وأكد عدم حيادية قيادة الجبهة الثوريه التي تنظر إلي الأمر بزاوية مصالحها الضيقه بعيدا عن اتباع منهج الحق، واردف "وذلك  يؤثر علي مواقف البعض منهم لذلك الجبهة الثورية هي سبب الأزمة الحقيقيه في عدم التوافق في المسار".

وأضاف "الخلافات الداخليه بين مكونات الاقليم ناتج من ضعف السلطة وتقاطعات مصالحها والمصالح الوطنيه العليا والاستقرار والسلم الاجتماعي بالاقليم، ومن المقدر  قيام مؤتمر الشرق قبل مؤتمر الحكم والادارة ولن تستطيع وزارة الحكم الاتحادي إقامة مؤتمر الحكم والادارة بدون حضور أهل الشرق وحضور أهل الشرق مرتبط بالمؤتمر التشاوري لشرق السودان".

وتابع "في  حالة انعقاده بمعزل عن أهل الشرق فنحن في شرق السودان غير معنيين وغير ملتزمين بمخرجاته وبقراراته ونعتبره مؤتمر علاقات عامة وضياع موارد وفائدة لجانه من الحوافز والنثريات فقط".

أما عبد الرحمن شنقب، لا يعتبر أن المؤتمر قد تم تأجيله أو تأخر وانما ارجئ لحين وضوح الرؤية، وقال خلال حديثه "لسلاميديا"المؤتمر التكميلي الجامع لاهل شرق السودان المنصوص عليه في المادة ٣٢ من اتفاق سلام السودان من منبر جوبا عبر مسار الشرق لم يؤجل ولكنه ارجيئ ، وهذا الارجاء لمنصوص عليه  ، ففي المصفوفة التي وضعت في جوبا وكان محددا له ان ينعقد بعد ٤٥ يوم من توقيع الاتفاق".

وأضاف "كان من المقدر له أن  يعقد في ديسمبر الماضي ويكون تكميليا لاتفاق جوبا ، ولكن التقاطعات السياسية والامنية في الشرق هي التي دفعت باتجاه الارجاء وليس التأجيل".

وأكد أن الجانب الحكومي كان متراخيا في تنفيذ الاتفاق بما فيه المؤتمر التشاوري، واستطرد قائلا الحكومة السودانية  مجبرة على انعقاده لان مؤتمر الحكم والادارة مقيد بانعقاد المؤتمرات الاقليمية في الشرق وكردفان والجزيرة.

أما محمد عبد الرحمن عضو الهيئة المركزية لمسار الشرق فقد أكد وجود خلاف بين مكونات مسارات الشرق المتقاطعة، وقال "لسلاميديا"هناك مجموعات سكانية ومكونات اجتماعية كبيرة في شرق السودان ترى  ان مسار شرق السودان في اتفاق سلام جوبا يمثل قومية محددة، وان من ضمن المشاركين افراد ليس من اهل القضية،  علي راس الرافضين الناظر ترك وحلفاءه، ولذلك تم تجميد المسار وتلقائيا جمدت مخرجاته التي من ضمنها المؤتمر الجامع لكل اهل شرق السودان.

اوأضاف "يجب الغاء المسار وليس تجميده فقط...وقبل الدخول في حوار مع السلطة يجب عقد مصالحات اجتماعية بين القوميات المتناحرة في شرق السودان وقيام مؤتمر جامع يمثل كأفة السكان لا يستثني ولا يقصي احد, ومن بعد ذلك يمكن الدخول في مفاوضات مع الحكومة للحوار حول قضايا الشرق".

وكانت الحكومة السودانية قد حددت عدة مواعيد لإنعقاد مؤتمر الحكم والٱدارة لكنها فشلت في الالتزام بمواعيده وتجري الاستعدادات هذه الأيام لعقد مؤتمر نظام الحكم الإقليمي في السودان، وهو أحد استحقاقات إتفاق سلام جوبا الموقع بين حكومة السودان الانتقالية وقوى المعارضة المسلحة.

Pin It

تسليم المطلوبين للجنائية الدولية وعود سودانية تراوح مكانها

تقرير وفاق التجاني 

حالة من الترقب تسود المشهد السياسي، تجاه قضية تسليم المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية، بعد حلول الموعد الذي حددته مدعية المحكمة الجنائية فاسو بنسودا، والتعهدات بينها وبين حكومة السودان بشأن التعاون على تسليم مطلوبين لدى المحكمة الدولية.

وبحسب لقاءات بنسودا مع الحكومة السودانية فإنه كان من المقرر التعاون بإمداد المحكمة الجنائية بمعلومات وتحقيقات، تقضي بمثول احمد هارون أمام المحكمة الجنائية قبل نهاية شهر يوليو المنصرم لجهة انه يواجه ذات التهم التي يحاكم بها علي كوشيب الان بلاهاي.

وظلت المحكمة الجنائية الدولية تلاحق أربعة أفراد يتبعون للنظام البائد، على رأسهم الرئيس السابق عمر البشير، وأحمد هارون، ووزير الدفاع الاسبق عبدالرحيم محمد حسين، اضافة لعلي كوشيب الذي سلم نفسه طوعا فيما يواجه آخرون القضاء الوطني.

وتورط هؤلاء المطلوبين في تهم تتعلق بإشعال فتيل الفتنة بدارفور في العام ٢٠٠٣، ووجهت لهم  المحكمة الجنائية الدولية تهم الإبادة الجماعية، وجرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية.

وعلى الرغم من حلول الموعد المحدد ظلت القضية تراوح مكانها، وارجع محللون سياسيون ومهتمون ذلك "لتماطل الحكومة السودانية في التسليم، وتحفظها على الطريقة الإجرائية للتسليم أو المثول".

وقال المحلل السياسي، عبد الباسط الحاج، أن الشق العسكري من الحكومة الإنتقالية، يتخوف من أن يجر إلى أبواب المحكمة الجنائية، بعد تورطهم مع رفقائهم في جرائم دارفور".

وشدد أن السودان غير مؤهل، ولا يملك منشآت لعمل محاكمات بالداخل، وأضاف، "تواصلت المحكمة مع متهمين، وكان لابد من تواصل التحقيقات، وتعاون الحكومة السودانية، لتسليمهم".

وتابع "القضاء السوداني، غير مؤهل للتعامل مع مثل هذه الجرائم الموجهة ضد المطلوبين، ولنتمكن من ذلك لابد من حملة قومية وإعلامية تسلط الضوء على هذا التلكؤ والتماطل"، ووصى بضرورة أن يتم سن قوانين وتشريعات للقضايا التي لا ترتقي للمحكمة الجنائية الدولية، لقفل الباب أمام مزيد من الجرائم.

وخطاب بنسودا بشأن المطلوبين كان خطاب مودع هكذا وصف الصحفي المحلل السياسي، حيدر المكاشفي، خطاب بنسودا بتسليم المطلوبين وتعهداتها مع السودان، بعد تعين مدعي عام جديد للمحكمة الجنائية الدولية.

وإعتبر أن ما حدث بين  الحكومة السودانية ومدعية الجنائية مجرد شكليات، وتصريحات إعلامية شفاهية لا وجود لها على أرض الواقع.

وقال المكاشفي "لسلاميديا": توجد مكونات داخل المؤسسة العسكرية لا ترغب بتدخل المحكمة الجنائية،  ولا توجد جدية من الجانب العدلي بالسودان، وحتى خيار المحكمة الجنائية الداخلية بات من الصعب تنفيذه".

وتابع " تسليم المتهمين منصوص عليه في اتفاقية جوبا، وكذلك الحركات التي كانت تطالب به مرارا وتكرارا أصبحت الآن داخل مراكز اتخاذ القرار، ولم تحرك ساكنا تجاه هذه القضية".

فيما ناقش آدم راشد الأمين العام لهيئة محامين دارفور "جماعة ضغط" قضية استكمال التحقيقات مع كوشيب وهارون بشفافية، حيث أكد أن المتهمين لم توجه لهم تهم داخلية، ولذلك لا يمنعهم ذلك من المثول أمام الجنائية، بذات القدر الذي يمنع البشير وبقية المتهمين، حيث يواجه الأخير ورفاقه تهم داخليه مما يشكل تنافس اختصاص دولي بين السودان والمحكمة الجنائية.

وقال "لسلاميديا"لا استبعد تماطل الحكومة السودانية في استكمال التحقيقات التي تخص احمد هارون وعلي كوشيب، وكذلك لا يوجد أي تحركات من وزارة العدل".

وطالب أن تكون الحكومة شفافة في شأن المطلوبين لدى الجنائية وكيفيه تسليمهم ومحاكمتهم.

Pin It

موقع إخباري محايد وغير منحاز لأي طرف أو جه ويقدم خدماته لجميع السودانيين والمهتمين بالشأن السوداني

95 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع