ابحث عن

نقابة الصحافيين الجديدة..الأولوية لمقاومة إجهاض الثورة

صلاح شعيب

ألف مبروك للصحافيين الذين انتخبوا في جو ديمقراطي شفاف نقيبهم الأستاذ عبد المنعم أبو إدريس، وعضوية مجلس النقابة الجديد الذين نالوا ثقة قاعدتهم الثورية. ويعد هذا الإجراء الأول بعد خمسة وثلاثين عاماً منذ انتخاب آخر مجلس نقابي للصحافيين في ظل ذلك النظام الديمقراطي الذي كان يبيح التعددية السياسية، وتداول السلطة عبر الانتخاب، وحرية الصحافة، والعمل النقابي.
لقد كان الصحافيون، والصحافيات، في طليعة المهنيين الذين جابهوا بشراسة المشروع الحضاري بعدته الاستبدادية. ونذكر أن أعضاء تلك النقابة التي كان يقودها الأستاذ عمر عبد التام قد واصلوا مهامهم السرية في الداخل، والخارج، ولعبوا منذ بدء المشروع الديكتاتوري دوراً مهماً في التنوير الإعلامي بالمخاطر التي يمكن أن يجلبها للبلاد، وشعبها.
ويحمد لذلك الجيل أن واصل المعارضة، واختار الزميل الراحل حيدر طه وآخرين ليقودوا النقابة في القاهرة بعد أن حلها النظام، واعتقل بعض قادتها، وطارد جموع الصحافيين في الداخل. في القاهرة، وعواصم عربية أخرى، عكفت نقابة المنفى، والصحافيون على توظيف المنابر التي يعملون فيها في تحرير الخبر، والمقال عن قهر النظام لشعبنا، ونشر الكتب، وإقامة الندوات، والتحدث للإعلام الخارجي عن انتهاكات حقوق الإنسان كافة، ودعم نضال الأحزاب، والتيارات السياسية التي نشطت في الخارج من خلال التجمع الوطني الديمقراطي، وأصدروا صحفاً، ومجلات ناقدة لممارسات الإسلاميين. وشارك هولاء الصحافيون الشرفاء في تأسيس العمل الإذاعي المعارض المثابر. وكان لهم القدح المعلى في فتح منابر خارجية للمقاومة أيضاً في العواصم الأوروبية، والأميركية في ظل تلك الإمكانيات الشحيحة في ذلك الوقت.
وفي الداخل شهدنا عزم ذلك الجيل الشاب الناهض من الصحافيين والصحافيات على تعضيد استمرارية النضال لاسترداد الديمقراطية. إذ فضحوا النظام، وعروا مشاريعه المجتمعية الخربة، ووطدوا أنفسهم كمدافعين عن حقوق شعبهم.
ومع بروز هذا الجيل الجديد من الصحافيين في الداخل - خصوصا عند بداية الألفية - تطورت أساليب نضال الصحافيين، وعززوا التزامهم بخط وطني واضح بلا لجلجة، حتى إن انفتحت كوة ثورة الاتصال أتيح لهم مجال فسيح للعمل الإعلامي، وتطورت مقاومتهم الإعلامية للاستبداد عبر وسائط التواصل الاجتماعي في الخارج. وكان نصيب زملائهم في الداخل التعرض لمزيد من التشريد، والتعذيب. وكانت الزميلات الصحافيات في مقدمة الذين دفعوا ثمن النضال تشريداً، واعتقالاً، وتعذيباً، وتعرضاً للتحرش. ومع ذلك لم تلن لهن قناة، وصرن الأقوى شكيمة بين مناضلات المجتمع المدني.
وعندما التقطت شبكة الصحفيين السودانيين القفاز، ومنظمات مماثلة مثل صحفيون من أجل حقوق الإنسان (جهر) تنظمت صفوف الزملاء في الداخل، وتخلق تواصل مع زملائهم في الخارج. وهكذا أصبحت الشبكة في طليعة المنظمات التي عززت وجودها كمظلة مجتمع مدني، قوية، وجسورة في منازلة يومية لكل أنواع القمع الذي استخدمته الحركة الإسلامية ضد الصحافة، والصحافيين. وقادت الشبكة كل أشكال المقاومة من احتجاجات، ودعوات للإضراب، والعصيان المدني، ووقفات تضامن، ودعم العمل السياسي المعارض بالرأي، والتغطية، والنقد. كما أن أعضاء الشبكة الجسورين تمكنوا من خلال المساحة الضيقة المتاحة في تغطية الفعل المعارض، ونوعوا أساليب المقاومة الإعلامية. بل إن الصحافيين، والصحافيات، المنتمين لها مثلوا بجهدهم قيادة سياسية للصمود، والجسارة، وتقدموا العمل المعارض في ظل ضمور حركة الأحزاب الرئيسية بمواقفها المتقلبة، وعدم التزامها المبدئي بإسقاط النظام. ولاحظنا أنه طوال سنوات الاستبداد الممنهج إسلاموياً كان الزملاء في شبكة الصحافيين، وغير المنضوين إليها ينظمون أجندة العمل السياسي، ويصدرون عن مثابرة في الوقوف الصلب ضد كل محاولات التطبيع مع النظام.
هذا الجهد الذي بذلته الشبكة جعلها في حرب شرسة مع أمن النظام، وفي ذات الوقت منحها هذا الموقف الثابت من اعترافاً دوليًا بدورها حتى حازت على جائزة منظمة مراسلين بلا حدود -السويدية، في مجال حرية الصحافة، نتيجة دورها السباق في الدفاع عن الحريات.
وعند اشتداد أوار المقاومة كان لشبكة الصحافيين دوراً عظيماً في أن تنال شرف تأسيس تجمع المهنيين السودانيين. وكان ممثلوها قد اطلعوا بدور مشهود في المشاركة في تنظيم الحراك السياسي بجانب نقابات أخرى بعد انطلاق شرارة ديسمبر، وصاروا من قادة الثورة، ولسانها.
ونعتقد أنه لولا دور الزملاء القياديين في الشبكة بجانب نقابات أخرى، لما تمكنا من إسقاط نظام الإخوان المسلمين، وإزالة ما سموه المشروع الحضاري الذي مزق البلاد، وأفسد الحياة المدنية، وفصل الجنوب، وحقق الفتنة في مكونات نسيجنا المجتمعي، وهجر ملايين السودانيين، وكان الفساد الأخلاقية هو السمة الأبرز لفترة الثلاثة عقود لنظام الحركة الإسلامية.
الآن، وفي ظل استمرار النضال لاسترداد الحكم المدني، انتزع الصحفيون بجدارة حقهم في خلق نقابة حرة سباقة تتسع لكل الصحفيين المؤمنين بالنضال من أجل هزيمة مشروع إجهاض ثورة ديسمبر لأجل استئناف سيطرة المدنيين على المرحلة الانتقالية بوصفها الأرضية الأساسية لترسيخ ديمقراطية الانتخاب، والتداول السلمي للسلطة في بلادنا.
قناعتنا كبيرة في قدرات الزملاء المنتخبين، وكذا نقيب الصحافيين الجديد، الذين أتوا بالانتخاب، ومفضلين دون غيرهم للقيادة الاعلامية المهنية بعشم زملائهم في الداخل والخارج فيهم. فهم يدركون المهام الجسام التي تنتظرهم. فالغاية لا تتمثل في الانتخاب وحده، وإنما أيضا ً في قدرة النقابة الجديدة في فهم تطلعات كل الصحافيين في استعادة ذلك الدور القيادي للمدنيين حتى يطلعوا بالتأسيس الانتقالي للحكم المدني الرشيد، وهو الكفيل بتحقيق أهداف الصحافيين كطليعة فئوية ضمن طلائع مهنية ثورية تتكامل أدوارها لتحقيق الديموقراطية، وهزيمة الانقلاب. وليس لدينا شك في أن كل الزملاء والزميلات المنتخبات يدركون هذا الوضع الوطني المعقد، حيث يصعب الحديث عن التأسيس لعمل نقابي يحقق تطلعات الصحافيين، ويعبد الطريق نحو صحافة حرة بينما المشروع التآمري لإجهاض الثورة يتمدد، وينوع هو الآخر أساليبه، ويستفيد من التشظي الذي ضرب المكون المدني بعد استيلاء الجيش على السلطة.
وعلى صعيد شبكة الصحفيين السودانيين ندرك أن مؤسسيها، والمنتمين إليها، قد جنوا ثمار نضالاتهم في امتلاك نقابة حرة لا يقتصر دورها مهنيا فحسب وإنما يترافق هذا الدور مع أدوار لمهنيين آخرين يتطلعون إلى الاستفادة من صمود الصحفيين في هذا الظرف للعمل لتحرير البلاد من النظام الغشيم، وفي ذات الوقت انتزاع حقوقهم في تكوين نقابتهم.
والأمل الكبير - في ظل الانشطارات الكئيبة التي تواجه كياناتنا المجتمعية والتي بعضها مخطط له عبر جهات محددة - أن تساهم كل التيارات التي قدمت مرشحيها لشغل منصب النقيب، والعضوية، أن تتداعى جميعاً لدعم المجلس النقابي الجديد للصحافيين لتحقيق برنامجه، والذي كما نعتقد أن لحمته وسداه مواصلة النضال عبر التضامن مع نقابات أخرى، وتيارات سياسية لاستعادة الحكم المدني، والذي هو ضروري، وواجب، فضلاً عن ذلك فإن هذه الاستعادة للدور المدني في السلطة نفسها هي بمثابة حجر الزاوية لأي عمل نقابي يهدف إلى تحقيق رغبات قاعدته. ولقد تابعنا محاولة السلطة في عرقلة عملية الانتخاب الصحفي التي باءت بالفشل في ظل حرص الزملاء على استكمال إجراءات التصويت وإعلان نتيجة الفرز. وكلنا ثقة في أن رئاسة وعضوية مجلس نقابة الصحفيين تتفهم التحديات التي تجابهها للحرص على وحدة، واستقرار، وسلام بلادنا قبل تعزيز وضع أفضل للمهنة. ولعل سعينا كصحافيين مع كل قطاعات المجتمع، ونقاباتها لتجاوزها هي الضرورة الملحة لخلق نظام ديمقراطي. ونظن أن كل القاعدة الصحفية المؤمنة بالديمقراطية ناضلت في العقود الثلاثة الأخيرة لترسيخه كونه الضمانة الأبقى لتطوير، وازدهار، وفاعلية العمل النقابي إجمالاً.

Pin It

مناوي إختر مكانك

بقلم : محمد بدوي

لم يكن حاكم إقليم دارفور منى مناوي سيتجه للوسائط للكشف عن حقيقة مقطع الفيديو الذي إنتشر ، ومحاولة الربط بينه ومحتواه لو أن إنقلاب 25 أكتوبر2021 لم يقطع الطريق على الفترة الإنتقالية، وذلك لأن وزارة الثقافة والإعلام كانت قد طرحت ثلاث مسودات للتداول شملت الصحافة والمطبوعات، البث الرقمي والتلفزيوني والحق فى الحصول على المعلومات، مع قيد زمني حدد آنذاك بشهرين للإفادات حولها، بغض النظر عن محتواها كان يمكن تطويرها لتضبط النشر الضار عبر مقترحات إدراج شروط الاستخدام المثبتة على وسائل التواصل الإجتماعي ضمن المسودات المقترحة، رغم أنه يمكن فى الراهن بطرق تقنية الوصول إلى الجهه التى قامت بالنشر، فهاهو بعض رشاش موقفه من انقلاب اكتوبر 2021 يصيبه فيضرب يسارا و يمينا بحثا عن مصدر ما حدث دون جدوي ليصل به الحال مستجديا تفضيل اغتياله بالرصاص كالثوار بدلا من تلك الوسائل.

كما أشرت إلى أن من ضمن المسودات واحدة حول الحق فى الحصول على المعلومات وهنا مربط فرس آخر لأنه كان سيقود إلى تعزيز ممارسة الشفافية التى يظل مناوي مطالبا بها فى طريقة ومعايير تعيين حكومة إقليم دارفور التي أعلن عن بعض وزرائها، بالإضافة إلى قانونية قانون الإدارة الاهلية لإقليم دارفور الذي صدر تحت توقيعه فى أغسطس 2022.

ما تم نشره وجد استهجانا واسعا على ذات نسق انتشاره الذي إرتبط بما رسخه مناوي لظهوره الإعلامي منذ التوقيع على إتفاق السلام حيث ظل يتعمد قصد إثارة الجدل فى تقديري أنه أحد الأسباب التى من الراجح حفز من قام بالنشر أفراد او جماعات على أختيار تلك الوسيلة، فتغييب التعامل بمسئولية وقصد التماهي والتصريحات المنزوعة السياق من الراجح نهضت دافعا لاختيار الوسيلة التى اتسمت بالسوء و السوء المقترن بالتمييز معا، ما حدث لا يمكن النظر إليه بمعزل من دوافع سياسية، لأنه ببساطة سبق ذاك النشر بفترة قصيرة مقال لا يمكن الجزم بصحته حمل أسم لكاتب بصفة سفير أجنبي حوي تلميحات لغوية لم تخرج من التهيئة لنشر الفيديو، ليظل السؤال لماذا؟ وهو ما لا نستطيع الإجابة عليه بشكل قطعي لكن يمكن اختبار الإجابة برصد لموقف وتحالفات مناوي أثناء جولات تفاوض إتفاق جوبا و بعد ذلك! .

من ناحية ثانية استعجل مناوي تعيينه فى منصب الحاكم قبل صدور قانون يعزز ذلك، ثم عاد يجأر بالشكوى عن تأخر ذلك وما ترتب عليه فصار هائما بين الخرطوم ودارفور كأنه بقطع تلك المسافة سيحفز القانون من الصدور

تحركات مناوي خلال الثلاثة أشهر الأخيرة إتسمت بالارتباك وغياب الشفافية، فقد غادر الخرطوم قبل ساعات أو أقل من يوم من انطلاق مليونيه 30 يونيو 2022 بعد عودته المفاجأة من غرب دارفور التى سافر اليها برفقة الفريق أول محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع وكل من أعضاء السيادي الإنقلابى الدكتور الهادي إدريس والأستاذ الطاهر حجر، بعض المصادر عزت العودة إلي سبب شكلي أرتبط باقتصار منصة الاستقبال بمطار الجنينة على كل من حميدتى ووالي غرب دارفور الجنرال خميس أبكر، عقب ذلك زار بشكل لم يعلن مسبقا ولم تكشف عن أجندته فى الأسبوع الأول من أغسطس2022 العاصمة التشادية انجمينا قبل حوالي (48) ساعة من الأحداث التي نتج عنها مقتل حوالي 18 من الرعاة السودانيين لهم الرحمة، كل هذا المشهد غابت عنه تصريحات توضح أسباب الزيارة وما دار فيها هذا على أساس المسئولية التى يفرضها منصبه ويدعمها حق الشارع فى معرفة الأحداث والحق فى المعلومات .

أخيرا: ما تم نشره حمل التحقير وقصد إرسال رسالة سالبة لا تحتمل سوي أعادة النظر فى المواقف والسياسية على الراجح، الذين يعرفون مناوي جيدا يدركون أنه يتعمد أحيانا أطلاق بعض التصريحات أو الإجابة بطريقة غير جدية محاولا إسقاطها فى سياق الطرفة، هى ليست سوي محاولات هرب من الموضوعية بما لا تتسق والتوقير لمنصبه وللشارع الذي ظل يلقي تجاهه بخطاب يحتاج إلى أعادة التفكيير فى محتواه ولغته بعناية حتى لا يسقط فى وحل تصدير العداء المجاني، و كذلك تقدير مستحق للمتلقي مع العلم أن البث الرقمي يدفع به ليصل حيز واسع أحيانا بلا إستئذان ودون استثناء لفئة عمرية وهنا بيت آخر للقصيد فعلي مناوي أن يدرك أن الإستهداف يتخذ أشكال مختلفة لكن أن يلامس أدوات يناهضها الوجدان السليم فإنها تتطلب وقفه جديه منه أولها مبادلة منصبه ما يستحق وتصريحاته الموضوعية لأنها تؤسس للإحترام، لكن قبل ذلك النظر بروية نحو الدروس النابعة من نضالات الشعوب لأنها محصنة من الإنزلاق أوكما قال المعلم الراحل محجوب شريف" طريق الشعب أوسع من زحام الضيق " .


العنوان مقتبس من قصيدة غناء العزلة ضد العزلة للشاعر الصادق الرضي .

Pin It

مناوي إختر مكانك

بقلم : محمد بدوي

لم يكن حاكم إقليم دارفور منى مناوي سيتجه للوسائط للكشف عن حقيقة مقطع الفيديو الذي إنتشر ، ومحاولة الربط بينه ومحتواه لو أن إنقلاب 25 أكتوبر2021 لم يقطع الطريق على الفترة الإنتقالية، وذلك لأن وزارة الثقافة والإعلام كانت قد طرحت ثلاث مسودات للتداول شملت الصحافة والمطبوعات، البث الرقمي والتلفزيوني والحق فى الحصول على المعلومات، مع قيد زمني حدد آنذاك بشهرين للإفادات حولها، بغض النظر عن محتواها كان يمكن تطويرها لتضبط النشر الضار عبر مقترحات إدراج شروط الاستخدام المثبتة على وسائل التواصل الإجتماعي ضمن المسودات المقترحة، رغم أنه يمكن فى الراهن بطرق تقنية الوصول إلى الجهه التى قامت بالنشر، فهاهو بعض رشاش موقفه من انقلاب اكتوبر 2021 يصيبه فيضرب يسارا و يمينا بحثا عن مصدر ما حدث دون جدوي ليصل به الحال مستجديا تفضيل اغتياله بالرصاص كالثوار بدلا من تلك الوسائل.

كما أشرت إلى أن من ضمن المسودات واحدة حول الحق فى الحصول على المعلومات وهنا مربط فرس آخر لأنه كان سيقود إلى تعزيز ممارسة الشفافية التى يظل مناوي مطالبا بها فى طريقة ومعايير تعيين حكومة إقليم دارفور التي أعلن عن بعض وزرائها، بالإضافة إلى قانونية قانون الإدارة الاهلية لإقليم دارفور الذي صدر تحت توقيعه فى أغسطس 2022.

ما تم نشره وجد استهجانا واسعا على ذات نسق انتشاره الذي إرتبط بما رسخه مناوي لظهوره الإعلامي منذ التوقيع على إتفاق السلام حيث ظل يتعمد قصد إثارة الجدل فى تقديري أنه أحد الأسباب التى من الراجح حفز من قام بالنشر أفراد او جماعات على أختيار تلك الوسيلة، فتغييب التعامل بمسئولية وقصد التماهي والتصريحات المنزوعة السياق من الراجح نهضت دافعا لاختيار الوسيلة التى اتسمت بالسوء و السوء المقترن بالتمييز معا، ما حدث لا يمكن النظر إليه بمعزل من دوافع سياسية، لأنه ببساطة سبق ذاك النشر بفترة قصيرة مقال لا يمكن الجزم بصحته حمل أسم لكاتب بصفة سفير أجنبي حوي تلميحات لغوية لم تخرج من التهيئة لنشر الفيديو، ليظل السؤال لماذا؟ وهو ما لا نستطيع الإجابة عليه بشكل قطعي لكن يمكن اختبار الإجابة برصد لموقف وتحالفات مناوي أثناء جولات تفاوض إتفاق جوبا و بعد ذلك! .

من ناحية ثانية استعجل مناوي تعيينه فى منصب الحاكم قبل صدور قانون يعزز ذلك، ثم عاد يجأر بالشكوى عن تأخر ذلك وما ترتب عليه فصار هائما بين الخرطوم ودارفور كأنه بقطع تلك المسافة سيحفز القانون من الصدور

تحركات مناوي خلال الثلاثة أشهر الأخيرة إتسمت بالارتباك وغياب الشفافية، فقد غادر الخرطوم قبل ساعات أو أقل من يوم من انطلاق مليونيه 30 يونيو 2022 بعد عودته المفاجأة من غرب دارفور التى سافر اليها برفقة الفريق أول محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع وكل من أعضاء السيادي الإنقلابى الدكتور الهادي إدريس والأستاذ الطاهر حجر، بعض المصادر عزت العودة إلي سبب شكلي أرتبط باقتصار منصة الاستقبال بمطار الجنينة على كل من حميدتى ووالي غرب دارفور الجنرال خميس أبكر، عقب ذلك زار بشكل لم يعلن مسبقا ولم تكشف عن أجندته فى الأسبوع الأول من أغسطس2022 العاصمة التشادية انجمينا قبل حوالي (48) ساعة من الأحداث التي نتج عنها مقتل حوالي 18 من الرعاة السودانيين لهم الرحمة، كل هذا المشهد غابت عنه تصريحات توضح أسباب الزيارة وما دار فيها هذا على أساس المسئولية التى يفرضها منصبه ويدعمها حق الشارع فى معرفة الأحداث والحق فى المعلومات .

أخيرا: ما تم نشره حمل التحقير وقصد إرسال رسالة سالبة لا تحتمل سوي أعادة النظر فى المواقف والسياسية على الراجح، الذين يعرفون مناوي جيدا يدركون أنه يتعمد أحيانا أطلاق بعض التصريحات أو الإجابة بطريقة غير جدية محاولا إسقاطها فى سياق الطرفة، هى ليست سوي محاولات هرب من الموضوعية بما لا تتسق والتوقير لمنصبه وللشارع الذي ظل يلقي تجاهه بخطاب يحتاج إلى أعادة التفكيير فى محتواه ولغته بعناية حتى لا يسقط فى وحل تصدير العداء المجاني، و كذلك تقدير مستحق للمتلقي مع العلم أن البث الرقمي يدفع به ليصل حيز واسع أحيانا بلا إستئذان ودون استثناء لفئة عمرية وهنا بيت آخر للقصيد فعلي مناوي أن يدرك أن الإستهداف يتخذ أشكال مختلفة لكن أن يلامس أدوات يناهضها الوجدان السليم فإنها تتطلب وقفه جديه منه أولها مبادلة منصبه ما يستحق وتصريحاته الموضوعية لأنها تؤسس للإحترام، لكن قبل ذلك النظر بروية نحو الدروس النابعة من نضالات الشعوب لأنها محصنة من الإنزلاق أوكما قال المعلم الراحل محجوب شريف" طريق الشعب أوسع من زحام الضيق " .


العنوان مقتبس من قصيدة غناء العزلة ضد العزلة للشاعر الصادق الرضي .

Pin It

مناوي إختر مكانك

بقلم : محمد بدوي

لم يكن حاكم إقليم دارفور منى مناوي سيتجه للوسائط للكشف عن حقيقة مقطع الفيديو الذي إنتشر ، ومحاولة الربط بينه ومحتواه لو أن إنقلاب 25 أكتوبر2021 لم يقطع الطريق على الفترة الإنتقالية، وذلك لأن وزارة الثقافة والإعلام كانت قد طرحت ثلاث مسودات للتداول شملت الصحافة والمطبوعات، البث الرقمي والتلفزيوني والحق فى الحصول على المعلومات، مع قيد زمني حدد آنذاك بشهرين للإفادات حولها، بغض النظر عن محتواها كان يمكن تطويرها لتضبط النشر الضار عبر مقترحات إدراج شروط الاستخدام المثبتة على وسائل التواصل الإجتماعي ضمن المسودات المقترحة، رغم أنه يمكن فى الراهن بطرق تقنية الوصول إلى الجهه التى قامت بالنشر، فهاهو بعض رشاش موقفه من انقلاب اكتوبر 2021 يصيبه فيضرب يسارا و يمينا بحثا عن مصدر ما حدث دون جدوي ليصل به الحال مستجديا تفضيل اغتياله بالرصاص كالثوار بدلا من تلك الوسائل.

كما أشرت إلى أن من ضمن المسودات واحدة حول الحق فى الحصول على المعلومات وهنا مربط فرس آخر لأنه كان سيقود إلى تعزيز ممارسة الشفافية التى يظل مناوي مطالبا بها فى طريقة ومعايير تعيين حكومة إقليم دارفور التي أعلن عن بعض وزرائها، بالإضافة إلى قانونية قانون الإدارة الاهلية لإقليم دارفور الذي صدر تحت توقيعه فى أغسطس 2022.

ما تم نشره وجد استهجانا واسعا على ذات نسق انتشاره الذي إرتبط بما رسخه مناوي لظهوره الإعلامي منذ التوقيع على إتفاق السلام حيث ظل يتعمد قصد إثارة الجدل فى تقديري أنه أحد الأسباب التى من الراجح حفز من قام بالنشر أفراد او جماعات على أختيار تلك الوسيلة، فتغييب التعامل بمسئولية وقصد التماهي والتصريحات المنزوعة السياق من الراجح نهضت دافعا لاختيار الوسيلة التى اتسمت بالسوء و السوء المقترن بالتمييز معا، ما حدث لا يمكن النظر إليه بمعزل من دوافع سياسية، لأنه ببساطة سبق ذاك النشر بفترة قصيرة مقال لا يمكن الجزم بصحته حمل أسم لكاتب بصفة سفير أجنبي حوي تلميحات لغوية لم تخرج من التهيئة لنشر الفيديو، ليظل السؤال لماذا؟ وهو ما لا نستطيع الإجابة عليه بشكل قطعي لكن يمكن اختبار الإجابة برصد لموقف وتحالفات مناوي أثناء جولات تفاوض إتفاق جوبا و بعد ذلك! .

من ناحية ثانية استعجل مناوي تعيينه فى منصب الحاكم قبل صدور قانون يعزز ذلك، ثم عاد يجأر بالشكوى عن تأخر ذلك وما ترتب عليه فصار هائما بين الخرطوم ودارفور كأنه بقطع تلك المسافة سيحفز القانون من الصدور

تحركات مناوي خلال الثلاثة أشهر الأخيرة إتسمت بالارتباك وغياب الشفافية، فقد غادر الخرطوم قبل ساعات أو أقل من يوم من انطلاق مليونيه 30 يونيو 2022 بعد عودته المفاجأة من غرب دارفور التى سافر اليها برفقة الفريق أول محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع وكل من أعضاء السيادي الإنقلابى الدكتور الهادي إدريس والأستاذ الطاهر حجر، بعض المصادر عزت العودة إلي سبب شكلي أرتبط باقتصار منصة الاستقبال بمطار الجنينة على كل من حميدتى ووالي غرب دارفور الجنرال خميس أبكر، عقب ذلك زار بشكل لم يعلن مسبقا ولم تكشف عن أجندته فى الأسبوع الأول من أغسطس2022 العاصمة التشادية انجمينا قبل حوالي (48) ساعة من الأحداث التي نتج عنها مقتل حوالي 18 من الرعاة السودانيين لهم الرحمة، كل هذا المشهد غابت عنه تصريحات توضح أسباب الزيارة وما دار فيها هذا على أساس المسئولية التى يفرضها منصبه ويدعمها حق الشارع فى معرفة الأحداث والحق فى المعلومات .

أخيرا: ما تم نشره حمل التحقير وقصد إرسال رسالة سالبة لا تحتمل سوي أعادة النظر فى المواقف والسياسية على الراجح، الذين يعرفون مناوي جيدا يدركون أنه يتعمد أحيانا أطلاق بعض التصريحات أو الإجابة بطريقة غير جدية محاولا إسقاطها فى سياق الطرفة، هى ليست سوي محاولات هرب من الموضوعية بما لا تتسق والتوقير لمنصبه وللشارع الذي ظل يلقي تجاهه بخطاب يحتاج إلى أعادة التفكيير فى محتواه ولغته بعناية حتى لا يسقط فى وحل تصدير العداء المجاني، و كذلك تقدير مستحق للمتلقي مع العلم أن البث الرقمي يدفع به ليصل حيز واسع أحيانا بلا إستئذان ودون استثناء لفئة عمرية وهنا بيت آخر للقصيد فعلي مناوي أن يدرك أن الإستهداف يتخذ أشكال مختلفة لكن أن يلامس أدوات يناهضها الوجدان السليم فإنها تتطلب وقفه جديه منه أولها مبادلة منصبه ما يستحق وتصريحاته الموضوعية لأنها تؤسس للإحترام، لكن قبل ذلك النظر بروية نحو الدروس النابعة من نضالات الشعوب لأنها محصنة من الإنزلاق أوكما قال المعلم الراحل محجوب شريف" طريق الشعب أوسع من زحام الضيق " .


العنوان مقتبس من قصيدة غناء العزلة ضد العزلة للشاعر الصادق الرضي .

Pin It

موقع إخباري محايد وغير منحاز لأي طرف أو جه ويقدم خدماته لجميع السودانيين والمهتمين بالشأن السوداني

143 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع