ابحث عن

مناوي إختر مكانك

بقلم : محمد بدوي

لم يكن حاكم إقليم دارفور منى مناوي سيتجه للوسائط للكشف عن حقيقة مقطع الفيديو الذي إنتشر ، ومحاولة الربط بينه ومحتواه لو أن إنقلاب 25 أكتوبر2021 لم يقطع الطريق على الفترة الإنتقالية، وذلك لأن وزارة الثقافة والإعلام كانت قد طرحت ثلاث مسودات للتداول شملت الصحافة والمطبوعات، البث الرقمي والتلفزيوني والحق فى الحصول على المعلومات، مع قيد زمني حدد آنذاك بشهرين للإفادات حولها، بغض النظر عن محتواها كان يمكن تطويرها لتضبط النشر الضار عبر مقترحات إدراج شروط الاستخدام المثبتة على وسائل التواصل الإجتماعي ضمن المسودات المقترحة، رغم أنه يمكن فى الراهن بطرق تقنية الوصول إلى الجهه التى قامت بالنشر، فهاهو بعض رشاش موقفه من انقلاب اكتوبر 2021 يصيبه فيضرب يسارا و يمينا بحثا عن مصدر ما حدث دون جدوي ليصل به الحال مستجديا تفضيل اغتياله بالرصاص كالثوار بدلا من تلك الوسائل.

كما أشرت إلى أن من ضمن المسودات واحدة حول الحق فى الحصول على المعلومات وهنا مربط فرس آخر لأنه كان سيقود إلى تعزيز ممارسة الشفافية التى يظل مناوي مطالبا بها فى طريقة ومعايير تعيين حكومة إقليم دارفور التي أعلن عن بعض وزرائها، بالإضافة إلى قانونية قانون الإدارة الاهلية لإقليم دارفور الذي صدر تحت توقيعه فى أغسطس 2022.

ما تم نشره وجد استهجانا واسعا على ذات نسق انتشاره الذي إرتبط بما رسخه مناوي لظهوره الإعلامي منذ التوقيع على إتفاق السلام حيث ظل يتعمد قصد إثارة الجدل فى تقديري أنه أحد الأسباب التى من الراجح حفز من قام بالنشر أفراد او جماعات على أختيار تلك الوسيلة، فتغييب التعامل بمسئولية وقصد التماهي والتصريحات المنزوعة السياق من الراجح نهضت دافعا لاختيار الوسيلة التى اتسمت بالسوء و السوء المقترن بالتمييز معا، ما حدث لا يمكن النظر إليه بمعزل من دوافع سياسية، لأنه ببساطة سبق ذاك النشر بفترة قصيرة مقال لا يمكن الجزم بصحته حمل أسم لكاتب بصفة سفير أجنبي حوي تلميحات لغوية لم تخرج من التهيئة لنشر الفيديو، ليظل السؤال لماذا؟ وهو ما لا نستطيع الإجابة عليه بشكل قطعي لكن يمكن اختبار الإجابة برصد لموقف وتحالفات مناوي أثناء جولات تفاوض إتفاق جوبا و بعد ذلك! .

من ناحية ثانية استعجل مناوي تعيينه فى منصب الحاكم قبل صدور قانون يعزز ذلك، ثم عاد يجأر بالشكوى عن تأخر ذلك وما ترتب عليه فصار هائما بين الخرطوم ودارفور كأنه بقطع تلك المسافة سيحفز القانون من الصدور

تحركات مناوي خلال الثلاثة أشهر الأخيرة إتسمت بالارتباك وغياب الشفافية، فقد غادر الخرطوم قبل ساعات أو أقل من يوم من انطلاق مليونيه 30 يونيو 2022 بعد عودته المفاجأة من غرب دارفور التى سافر اليها برفقة الفريق أول محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع وكل من أعضاء السيادي الإنقلابى الدكتور الهادي إدريس والأستاذ الطاهر حجر، بعض المصادر عزت العودة إلي سبب شكلي أرتبط باقتصار منصة الاستقبال بمطار الجنينة على كل من حميدتى ووالي غرب دارفور الجنرال خميس أبكر، عقب ذلك زار بشكل لم يعلن مسبقا ولم تكشف عن أجندته فى الأسبوع الأول من أغسطس2022 العاصمة التشادية انجمينا قبل حوالي (48) ساعة من الأحداث التي نتج عنها مقتل حوالي 18 من الرعاة السودانيين لهم الرحمة، كل هذا المشهد غابت عنه تصريحات توضح أسباب الزيارة وما دار فيها هذا على أساس المسئولية التى يفرضها منصبه ويدعمها حق الشارع فى معرفة الأحداث والحق فى المعلومات .

أخيرا: ما تم نشره حمل التحقير وقصد إرسال رسالة سالبة لا تحتمل سوي أعادة النظر فى المواقف والسياسية على الراجح، الذين يعرفون مناوي جيدا يدركون أنه يتعمد أحيانا أطلاق بعض التصريحات أو الإجابة بطريقة غير جدية محاولا إسقاطها فى سياق الطرفة، هى ليست سوي محاولات هرب من الموضوعية بما لا تتسق والتوقير لمنصبه وللشارع الذي ظل يلقي تجاهه بخطاب يحتاج إلى أعادة التفكيير فى محتواه ولغته بعناية حتى لا يسقط فى وحل تصدير العداء المجاني، و كذلك تقدير مستحق للمتلقي مع العلم أن البث الرقمي يدفع به ليصل حيز واسع أحيانا بلا إستئذان ودون استثناء لفئة عمرية وهنا بيت آخر للقصيد فعلي مناوي أن يدرك أن الإستهداف يتخذ أشكال مختلفة لكن أن يلامس أدوات يناهضها الوجدان السليم فإنها تتطلب وقفه جديه منه أولها مبادلة منصبه ما يستحق وتصريحاته الموضوعية لأنها تؤسس للإحترام، لكن قبل ذلك النظر بروية نحو الدروس النابعة من نضالات الشعوب لأنها محصنة من الإنزلاق أوكما قال المعلم الراحل محجوب شريف" طريق الشعب أوسع من زحام الضيق " .


العنوان مقتبس من قصيدة غناء العزلة ضد العزلة للشاعر الصادق الرضي .

Pin It

(30) أغسطس اليوم العالمي لضحايا الاختفاء القسري

بقلم: محمد بدوي

ال(30) من أغسطس من كل عام يمثل اليوم العالمي لضحايا الاختفاء القسري،حيث انضمت(68) دولة للاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري، التي دخلت حيز النفاذ منذ حوالي (12) عاماً اثني عشر عامًا ، فى هذا المقال أود الإحالة إلى الحالة السودانية هذا يلزم البدء بالإشارة إلى بعض تواريخ الاختفاء القسري في السودان، فقد شهدت دولة ما قبل الإستقلال حالات واسعة ارتبطت بممارسة تجارة الرق آنذاك،استمر الحال عقب أحداث توريت 19 ديسمبر 1955 فى توقيت متزامن مع إعلان الإستقلال لتستمر الحالة عقب ذلك مستهدفة أسري الحرب بشكل غالب، كما شملت الأطفال على خلفية ممارسات تمت من بعض الذين شاركوا في الحرب الأهلية باستقدامهم للعمل بالمنازل شمالا وشملت حالات متعددة ظلت فى سياق المسكوت عنه لفترات طويلة.
فى 1984 برزت ظاهرة الاختفاء القسري مع بداية تكوين السلطة المركزية للمليشيات من مجموعات على الشريط الحدودي بين إقليمي شمال وجنوب السودان آنذاك، أي بعد عام من تأسيس الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة الراحل الدكتور جون قرنق دمبيور، حيث إباحة لهم القتل، والاسترقاق والنهب والحرق للقرى مجموعات داخل الإقليم الجنوبي على نسق العقاب الجماعي، إنعكس الأمر فى رسم أنماط العنف ذهنيا وماديا بالإضافة إلى غرس عنصر العسكرة داخل المجتمعات التى انخرطت فى سلك المليشيات بالإغراء السياسي بدلا من تقديم لها السلطات المركزية الخدمات لتنعم بحياة كريمة، تفلح جهود لجنة سيواك" لجنة محاربة إختطاف النساء و الأطفال" التي أسست فى 30 يناير 2022 من إعادة الآلف الأشخاص الي أسرهم من المنحدرة أصولهم من إقليم جنوب السودان آنذاك، أشرف سيواك على الاسرى ال(112) الذين أطلقت الحركة الشعبية لتحرير السودان سراحهم فى 2005، ظلت جهود اللجنة مستمرة وفقا لمصادر إعلامية مستمرة لتتمكن فى 2013 من إعادة (127) طفل مخطوف من ولاية شرق دارفور إلى دولة جنوب السودان
كان النمط قد تواصل مع تديين الحرب الأهلية بعد استيلاء الإسلاميين على السلطة فى 1989، إلى جانب حالات أخرى للسجناء الذين يتم استبدال عقوبة السجن بالقتال فى الحرب الاهلية آنذاك، حيث يقابل القتال لمدة عام بإلغاء عشر سنوات من السجن، حيث أن القتل فى الحرب من الراجح أن حول الحالة إلى الإختفاء القسري في بعض الحالات.
إستمر الإختفاء فى حالة حرب دارفور سواء لبعض أعضاء الحركات المسلحة أو من المجموعات المنحدرة أصولهم من مجموعات مشتركة مع قادتها هنالك حالات فردية شملت أبا ذر الغفاري ثم البروفيسور عمر هارون، ثم حالات لأعضاء بالعدل والمساواة أثناء الهجوم على امدرمان فى 2008، برزت حالات فى 2017 بمنطقة جبال عدولة بشمال دارفور بعد المعارك التى تمت بين القوات الحكومية وقوات حركتي تحرير السودان قيادة مني مناوي والمجلس الإنتقالي قيادة الدكتور الهادي إدريس، امتد السجل إلى الحالات التي نتجت من فض اعتصام القيادة العامة في 3 يونيو 2019 ويشار إلى الموثقة منها ب(11) حالة، برزت الحالة مرة أخرى عقب انقلاب 25 أكتوبر 2021 دون سجل لتوثيق دقيق للأعداد حتى الراهن.
كل هذه الحالات لم يطالها التحقيق الجاد الإ بعد الثورة حيث شكل مولانا تاج السر الحبر النائب العام السابق للجنة شملت ممثلين للأسر ومبادرة مفقود إلى جانب محاميين ووكلاء نيابة للتحقيق والكشف عن مصيرها، بل ذهب مولانا الحبر خطوة بطلب فريق طبي أجنبي قدم إلى الخرطوم فى أبريل ٢٠٢١ للقيام ببعض مهام الطب الشرعي إلا أنها لم تتمكن من إكمال مهمتها العملية التى كان إكمالها سيمكن الفريق من إعداد دليل للتعامل مع الحالات، لابد من الإشارة إلى أن تكلفة الفريق بلغت وفقاً لبعض المصادر حوالي 200 ألف دولار ذهبت أدراج الريح حيث واجه الفريق عقبات الوصول إلى أحد المشارح المستهدفة،ليفقد السودان ذوي الضحايا فرصة تاريخية كانت ستدفع العدالة خطوة نحو الأمام ولا سيما أن الدليل العلمي العملي كان قد يمكن من المساهمة فى سجل الحالات على سبيل المثال لا الحصر، ملف ضباط رمضان الذين أعدموا فى العام 1991، ومجزرة طلاب العيلفون التى حدثت فى 1994، بالإضافة إلى سلسلة المقابر الجماعية بإقليم دارفور عقب الأحداث فى 2004 ثم النيل الأزرق بعد أحداث 2011، حيث برزت خلال فترة تولى مولانا الحبرعدد من المواقع التى يرجح انها مقابر جماعية لأشخاص لم يتم التعرف على هوياتهم لربطهم بأحداث قتل جماعية، عقب إنقلاب 25 إكتوبر2021 أصدر الدكتور عبدالباقى العضو المقال بالمجلس السيادي الإنقلابي قرار بتشكيل لجنة لتولي دفن الجثث بالمشارح الأمر الذي قابلته بعض أسر المفقوديين بمذكرة رفض إستندت على أسباب القدح فى بالمهنية والحياد، ذهبت المذكرة إيجابآ واقترحت إستقدام فريق طبي أجنبي محترف مع اقتراح آخر وهو نداء للأطباء السودانيين العامليين بالخارج فى مجال الطب العدلي لتولي المهمة، هاهو قرار أخر يصدر فى 29 أغسطس2022 صدر بدفن الجثث قابله بيان للجنة الأطباء طالبت فيه بحزمة إجراءات طبية يجب إتباعها وتوفرها قبل القيام بالدفن، فى تقديري أن التفكير الجدي فى تذليل العقبات التى واجهت الفريق الطبي الارجنتيني فى اقرب وقت سواء منفردين أو مع شركاء الصحة من المنظمات العاملة بالبلاد حتى يتم إنجاز الدليل الذي يمكن من خلاله إكمال عمليات الدفن بطريقة تفي بالمعايير المحترفة، فى حال تعذر ذلك إعادة النداء للأطباء السودانيين بالخارج لتولي الحالة
إذن ملخص الحال فى اليوم العالمي لضحايا الاختفاء القسري أنه لا سبيل للمضي قدما الإ بتضافر الجهود لكافة الفاعليين ورسم إستراتجية للتعامل مع الحالات المختلفة بطريقة محترفة ومهنية
أخيرا: عودا قريبا للمفقودين يعيد الطمأنينة للنفوس، تقدير مستحق لمبادرة مفقود التي كشفت عن علو كعب مبادرات جيل الثورة الخلاق، وإحترام للقانونيين الذين عملوا والذين لازالوا يقدمون، وإشادة بجهد مكتب المبعوث السامي لحقوق الإنسان بالخرطوم وكافة المنظمات الحقوقية الفاعلة والمهتمة.

Pin It

أغاني الفيضان.. فولكلور سوداني يوثق "تقلبات النيل"

حسام بيرم

ارتبط السودانيون عبر التاريخ وجدانياً بنهر النيل كغيرهم من شعوب حوض النهر الذي يعد شريان الحياة بالنسبةلهم، وانعكس ذلك على الوجدان الجمعي والتراث الشعبي، إذ ارتبطت كثير من الأغاني الشعبية بمواسم الفيضان والجفاف، تارة ترجو الخير، وأخرى تدعو بردّ الشرور.

في كل عام يحتفي الموروث الغنائي بـ"الملاحم الشعبية"، في مواجهة السيول والفيضانات التي اعتاد عليها السودانيون، حتى إنهم أضحوا يواجهونها في جو احتفالي في بعض المناطق.

ويعد فيضان 2020 الأقوى في تاريخ السودان من حيث ارتفاع مناسيب المياه متجاوزاً فيضانات عام 1946 و1988، التي جسّدت آثارَها المدمرة أهازيج وأغانٍ عديدة ما زالت تتردد حتى الآن.

أغانٍ تراثية

يعتبر الفنان حمد الريّح من أبرز الفنانين السودانيين الذين غنوا للفيضان، وهو أحد أبناء جزيرة "توتي" التاريخية التي تتوسط "مقرن النيلين" (ملتقى النيل الأزرق والأبيض في الخرطوم).


أنشد الريّح لبسالة أهل جزيرة "توتي" في التصدي للفيضان منذ سنوات أغنية "عجبوني الليلة جو" التراثية، وصف من خلالها بسالة السودانيين في التصدي للفيضان.

ويقول الريّح في مطلع أغنيته الشهيرة: "عجبوني أولاد الأهالي.. عجبوني وسروا بالي.. طول الليل واقفين سواري"، وهي كلمات تصف شجاعة الشبان الذين ظلوا يحرسون "التّرس" (مجموعة من الجوالات الرملية تستخدم كمصدات لمياه الفيضان في القرى القريبة من النيل) لحماية البيوت من آثار الفيضان.

تضاف إلى قائمة أغاني الفيضان التراثية أغنية "البحر السيطت" للفنان خلف الله حمد، التي ربطها بعض المؤرخين بفيضان 1946، الذي تسبب للسودان في خسائر كبيرة.

يقول مطلع الأغنية: "البحر السطيت غيـرك ما فـي ذكره.. كشفت العرايس العجوز والبكرة.. ماكر جيتنا ساير ليلك كله تسري.. دمرت البشائـر واتعوضنـا حسرة".

وتحكي الأغنية قصة إحدى القرى التي دمرتها المياه في السودان جراء فيضان النيل عام 1946، وكاتب الأغنية هو "الجاغريو"، أحد أبناء منطقة العليفون جنوب الخرطوم.

وتُعد أغنية الفنان السوداني كمال ترباس "ما تهتمي للأيام" من الأغنيات التي تجسّد المعاناة من الفيضان، إذ رصدت معاناة كاتب الأغنية الشاعر عوض جبريل الذي غمرت المياه منزله في أحد الفيضانات، فكتب تلك القصيدة مواسياً زوجته بعدما دمرت المياه منزلهما.

يقول مطلع الأغنية الشهيرة: "ما تهتمي للأيام ظروف بتعدي.. طبيعة الدنيا زي الموج تجيب وتودّي.. ما تهتموا للأيام".

إيقاعات فلكلورية

قال الموسيقار السوداني الشافعي شيخ إدريس، في تصريحات لـ"الشرق"، إن الإيقاع الموسيقي الغالب على أغاني الفيضان هو إيقاع "السيرة" الذي يُعد من أشهر الإيقاعات الحماسية في السودان.

وأضاف أن "الفلكلور السوداني حافل بالأغاني التراثية التي احتفلت ببسالة السودانيين في مواجهة الفيضان، إذ كانت النسوة يرتجلن الأغاني لتحفيز الرجال الذين يقيمون التروس لمواجهة مياه الفيضان".

وتابع شيخ إدريس: "السودان لديه زخم موسيقي كبير، نظراً لتنوع الإيقاعات المختلفة في أقاليمه، ففي الشمال ينتشر إيقاع الدليب، وفي الشرق يوجد إيقاع الكول، أما في الغرب فيغلب إيقاع المردوم، وفي الوسط إيقاع (التم تم)؛ وهي إيقاعات موسيقية متنوعة تشكل الوجدان السوداني".

Pin It

مناوي إختر مكانك

بقلم : محمد بدوي

لم يكن حاكم إقليم دارفور منى مناوي سيتجه للوسائط للكشف عن حقيقة مقطع الفيديو الذي إنتشر ، ومحاولة الربط بينه ومحتواه لو أن إنقلاب 25 أكتوبر2021 لم يقطع الطريق على الفترة الإنتقالية، وذلك لأن وزارة الثقافة والإعلام كانت قد طرحت ثلاث مسودات للتداول شملت الصحافة والمطبوعات، البث الرقمي والتلفزيوني والحق فى الحصول على المعلومات، مع قيد زمني حدد آنذاك بشهرين للإفادات حولها، بغض النظر عن محتواها كان يمكن تطويرها لتضبط النشر الضار عبر مقترحات إدراج شروط الاستخدام المثبتة على وسائل التواصل الإجتماعي ضمن المسودات المقترحة، رغم أنه يمكن فى الراهن بطرق تقنية الوصول إلى الجهه التى قامت بالنشر، فهاهو بعض رشاش موقفه من انقلاب اكتوبر 2021 يصيبه فيضرب يسارا و يمينا بحثا عن مصدر ما حدث دون جدوي ليصل به الحال مستجديا تفضيل اغتياله بالرصاص كالثوار بدلا من تلك الوسائل.

كما أشرت إلى أن من ضمن المسودات واحدة حول الحق فى الحصول على المعلومات وهنا مربط فرس آخر لأنه كان سيقود إلى تعزيز ممارسة الشفافية التى يظل مناوي مطالبا بها فى طريقة ومعايير تعيين حكومة إقليم دارفور التي أعلن عن بعض وزرائها، بالإضافة إلى قانونية قانون الإدارة الاهلية لإقليم دارفور الذي صدر تحت توقيعه فى أغسطس 2022.

ما تم نشره وجد استهجانا واسعا على ذات نسق انتشاره الذي إرتبط بما رسخه مناوي لظهوره الإعلامي منذ التوقيع على إتفاق السلام حيث ظل يتعمد قصد إثارة الجدل فى تقديري أنه أحد الأسباب التى من الراجح حفز من قام بالنشر أفراد او جماعات على أختيار تلك الوسيلة، فتغييب التعامل بمسئولية وقصد التماهي والتصريحات المنزوعة السياق من الراجح نهضت دافعا لاختيار الوسيلة التى اتسمت بالسوء و السوء المقترن بالتمييز معا، ما حدث لا يمكن النظر إليه بمعزل من دوافع سياسية، لأنه ببساطة سبق ذاك النشر بفترة قصيرة مقال لا يمكن الجزم بصحته حمل أسم لكاتب بصفة سفير أجنبي حوي تلميحات لغوية لم تخرج من التهيئة لنشر الفيديو، ليظل السؤال لماذا؟ وهو ما لا نستطيع الإجابة عليه بشكل قطعي لكن يمكن اختبار الإجابة برصد لموقف وتحالفات مناوي أثناء جولات تفاوض إتفاق جوبا و بعد ذلك! .

من ناحية ثانية استعجل مناوي تعيينه فى منصب الحاكم قبل صدور قانون يعزز ذلك، ثم عاد يجأر بالشكوى عن تأخر ذلك وما ترتب عليه فصار هائما بين الخرطوم ودارفور كأنه بقطع تلك المسافة سيحفز القانون من الصدور

تحركات مناوي خلال الثلاثة أشهر الأخيرة إتسمت بالارتباك وغياب الشفافية، فقد غادر الخرطوم قبل ساعات أو أقل من يوم من انطلاق مليونيه 30 يونيو 2022 بعد عودته المفاجأة من غرب دارفور التى سافر اليها برفقة الفريق أول محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع وكل من أعضاء السيادي الإنقلابى الدكتور الهادي إدريس والأستاذ الطاهر حجر، بعض المصادر عزت العودة إلي سبب شكلي أرتبط باقتصار منصة الاستقبال بمطار الجنينة على كل من حميدتى ووالي غرب دارفور الجنرال خميس أبكر، عقب ذلك زار بشكل لم يعلن مسبقا ولم تكشف عن أجندته فى الأسبوع الأول من أغسطس2022 العاصمة التشادية انجمينا قبل حوالي (48) ساعة من الأحداث التي نتج عنها مقتل حوالي 18 من الرعاة السودانيين لهم الرحمة، كل هذا المشهد غابت عنه تصريحات توضح أسباب الزيارة وما دار فيها هذا على أساس المسئولية التى يفرضها منصبه ويدعمها حق الشارع فى معرفة الأحداث والحق فى المعلومات .

أخيرا: ما تم نشره حمل التحقير وقصد إرسال رسالة سالبة لا تحتمل سوي أعادة النظر فى المواقف والسياسية على الراجح، الذين يعرفون مناوي جيدا يدركون أنه يتعمد أحيانا أطلاق بعض التصريحات أو الإجابة بطريقة غير جدية محاولا إسقاطها فى سياق الطرفة، هى ليست سوي محاولات هرب من الموضوعية بما لا تتسق والتوقير لمنصبه وللشارع الذي ظل يلقي تجاهه بخطاب يحتاج إلى أعادة التفكيير فى محتواه ولغته بعناية حتى لا يسقط فى وحل تصدير العداء المجاني، و كذلك تقدير مستحق للمتلقي مع العلم أن البث الرقمي يدفع به ليصل حيز واسع أحيانا بلا إستئذان ودون استثناء لفئة عمرية وهنا بيت آخر للقصيد فعلي مناوي أن يدرك أن الإستهداف يتخذ أشكال مختلفة لكن أن يلامس أدوات يناهضها الوجدان السليم فإنها تتطلب وقفه جديه منه أولها مبادلة منصبه ما يستحق وتصريحاته الموضوعية لأنها تؤسس للإحترام، لكن قبل ذلك النظر بروية نحو الدروس النابعة من نضالات الشعوب لأنها محصنة من الإنزلاق أوكما قال المعلم الراحل محجوب شريف" طريق الشعب أوسع من زحام الضيق " .


العنوان مقتبس من قصيدة غناء العزلة ضد العزلة للشاعر الصادق الرضي .

Pin It

موقع إخباري محايد وغير منحاز لأي طرف أو جه ويقدم خدماته لجميع السودانيين والمهتمين بالشأن السوداني

410 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع