ابحث عن

إستحقاقات سلام السودان .. معضلة تأريخية تتربص بإتفاق جوبا

الخرطوم_ وفاق التجاني

يواجه ملف السلام السوداني معضلة جديدة، تتمثل في إستحقاقات السلام، والتي يتوجب على حكومة الخرطوم دفعها وفق اتفاق جوبا المبرم مع الجبهة الثورية.

ويلزم اتفاق جوبا المقرر توقيعه بشكل نهائي في الثالث من اكتوبر القادم، الحكومة دفع ما 750 مليون دولار سنويا ولمدة 10 سنوات لصالح دارفور، لتسهم في جبر الضرر، بجانب تعويض أهالي الدم والنازحين، فضلا عن رعاية مشاريع السلام.

وفي ذات الوقت تلوٌح خزينة الدولة بالعجز الكامل نسبة لفراغها من الاموال والعملة الاجنبية، سيما أن البلاد تعاني انهيار اقتصادي واضح.

وتتطلع الحكومة السودانية توقيع إتفاقية سلام في الثالث من اكتوبر المقبل، بينما تتساءل الدوائر السياسية عن كيفية دفع إستحقاقات السلام وتبعاته.

وتوقع عدد من الخبراء الإقتصاديين والمحللين السياسين، أن يساهم المانحين والراعيين للعملية السلمية، في دفع هذه الاستحقاقات، فيما لم يراهن البعض الاخر عليها نسبة لتنصل المجتمع الدولي من الالتزام بأي مبالغ مالية.

ويقول الخبير الاقتصادي محمد جبرائيل إن التحدي الأكبر الذي يواجه الحكومة الان هو تمويل استحقاقات السلام، سيما وأن الاتفاقية تضمن تعهدات مالية لمعالجة قضايا تتعلق بالتعويضات، إعادة الإعمار، التنمية الاقتصادية.

ويضيف:" صحيح أن هناك وعودا من اطراف دولية لمساعدة السودان على تنفيذ ما جاء في بنود اتفاقية السلام ولكن للأسف المجتمع الدولي قد اثبت مرارا وتكرارا عدم جديته فى الإيفاء بإلتزاماته تجاه السودان".

ويتابع :" تعيش البلاد أزمة اقتصادية طاحنة تركت بصمتها في جميع تفاصيل حياة المواطن السودانى. فى ظل هذه التعقيدات يبقى هناك ثمة ضوء فى آخر النفق ويتمثل فى إرادة الشعب السوداني لتحقيق السلام خصوصا في المناطق المتأثرة بالحرب والتي تجاوزت أطماع النخب السياسية، وأستطيع ان أجزم بأن اخوتنا في الجبهة الثورية لن يفكروا في العودة إلى مربع الحرب، ولا نعتقد أنهم يغفلون حقيقة أن الدولة قد ورثت خزانة خاوية ومشاكل لا حصر لها".

اوصي جبرائيل الحكومة بالتحلي بالمصداقية وعدم ممارسة التضليل، أن تتحلى بالشجاعة و تسعى لحشد مواردها الداخلية بالشكل الذي يضمن الإيفاء بالقدر الأعظم من هذه الالتزامات.

ويمضي:" على الحكومة ان تساعد إخوتنا في الجبهة الثورية على تحقيق أفضل استغلال ممكن للموارد المتوفرة في مناطق الحرب وهى قطعا مناطق ثرية بالثورات، مع ضمان انسياب إيرادات هذه المناطق لتنفيذ مشروعات التنمية بها"

واردف:"الإخوة في الجبهة الثورية يلزمهم أن يثبتوا أنهم أصحاب قضية قومية وأنهم ليسو مجموعات تسعى لمصلحة أفرادها والمناطق التي انطلقت منها. الجبهة الثورية لديها رؤية قومية لبناء سودان جديد يقوم على أعتماد المواطنة كمرجع اساسي لتقسيم الحقوق والواجبات و هذا الوقت هو الأنسب لكي تنفذ الجبهة الثورية برنامجها الوطني الطموح وان تساعد في منع انزلاق السودان إلى الفوضى".

من جانبه ترى جماعة أن هذه الاستحاقات غير مشروعة اذ أن الحكومة حكومة ثورة، ولا دخل لها بما فعلته الانقاذ، ولابد لاهالي الدم من التنازل عن هذه التكاليف المالية والإكتفاء بالقليل من التعويضات.

وهذا ما ذهب اليه المحلل السياسي الفاتح محجوب، والذي يقول خلال تصريحاته"للسلاميديا" ويقول "مؤتمر المانحين سيكون تحت إشراف السعودية التي تبرعت رسميا برعاية مؤتمر لدعم السلام في السودان".ّ

ويضيف:"لذلك تعول الحكونة على التزام المجتمع الدولي لتمويل عملية السلام في السودان، والذين لن تضمن ايفائهم بوعودهم او العكس".


ويتابع "لكن بشكل عام على مفوضي الحكومة الانتقالية ان لا يلتزموا بمبالغ لا يستطيعون الوفاء بها، وعلى اهالي الدم عدم الغلو وأن يتفهموا الوضع الاقتصادي شبه المنهار الذي تعاني منه الدولة".


وبالمقابل يقارن الناشط السياسي المهتم بقضايا دارفور احمد داؤود اتفاقية السلام التي تقودها الحكومة في جوبا واتفاقيات السلام السابقة.

ويقول خلال حديثه "للسلاميديا" سلام هذا العام يختلف كثيرا من الاتفاقيات السابقة"ابوجا، ونيفاشا" والذي لم يوفي به المانحيين بإلتزاماتهم"

وأرجع ذلك لعدم التزام الحكومة السودانية وقتها بقيادة عمر البشير من خلق بيئة جازبة تضمن حلول السلام.

ويضيف" الوضع يختلف لأن الارادة السياسية لدى الحكومة والجبهة الثورية ارادة حقيقة لانها سنين عجاف مرت على النازحين والتي عانوا فيها من ويلات الحرب والدمار".
ويتابع :" لا رغبة للجبهة الثورية ولا حركات الكفاح السملح في العودة "للتمرد" ويشمل ذلك الحركات التي لم تنضم للعملية السلمية، "الحلو، وعبد الواحد".

ّوأردف"لكن جبر الضرر ودفع استحقاقات السلام مهمة جدا لحقن الغبن لاهالي القضية حتى لا تتولد شرارة جديدة للحرب والكراهية".

Pin It

حقوق الاطفال...مطالبات بالتضمين في الدستور القادم

الخرطوم:هانم ادم
اهتم السودان بقضايا الاطفال عموما والتصدي لانتهاكات حقوق الطفل منذ امد بعيد وتمثل ذلك في الاهتمام في النصوص الدستورية المتعاقبة وفي المصادقة او الانضمام للاتفاقيات الدولية والاقليمية الخاصة بحماية الاطفال ، وعلي الرغم من ذلك فمازالت هناك العديد من الثغرات والحقوق الخاصة بهم والتي تستوجب أن تكون محكمة من خلال تضمينها في الدستور القادم ، وقد عكف العديد من القانونيون والتشريعيين في دراسات حول تلك المواد التي يجب أن تكون مضمنة في الدستور لاسيما بعد سقوط النظام السابق.
الحقوق والمواد التي يراد تضمينها تم مناقشتها في ملتقي تفاكري بمجلس الطفولة مع التنفيذين والدستوريين بتنظيم من جمعية اعلاميون من اجل الاطفال ومنظمة رعاية الطفولة العالمية.

حقوق اغفلها القانون

وكشف الامين العام لمجلس الطفولة عثمان شيبة عن إتجاه لتغيير قانون الطفل ٢٠١٠م وايجاد قانون جديد لتضمين حقوق غفل عنها قانون٢٠١٠م .
ووصف شيبة قانون٢٠١٠م بالممتاز غير انه قال ان عيبه انه عام جدا لدرجة انه غير مفهوم عند تنفيذه.
من جانبها اشارت المدير التنفيذي لجمعية اعلاميون من اجل الاطفال الي الوثيقة التي اصدرها مجلس الطفولة في وقت سابق والتي اشتملت علي الحقوق فضلا عن المطالبة بتضمينها حتي تكون ملزمة.مشيرة لحوجتها للتنقيح والاضافات،وشددت علي اهمية التفاكر حول التسريع في تضمينها في دستور السودان.
فيما اعرب فتح الرحمن بابكر عن امله في وجود تمثيل اكثر لحقوق الاطفال في الوثيقة الدستورية،واعطاء الطفل خصوصية في الوثيقة ،موكدا بان حقوقه لم تظهر بصورة واضحة.

النص بالدستور

واستعرضت خبير التشريع و المستشار العام (م) مولانا عواطف عبد الكريم جهود السودان لحماية حقوق الطفل من خلال عدد من الإتفاقيات والمواثيق الدولية وعرجت الدساتير السودانية المتعاقبة مبينة خلوها من أي مادة تتعلق بحقوق المرأة والطفل (دستور الحكم الذاتي لسنة ١٩٥٣ و١٩٥٦ ودستور جمهورية السودان المؤقت لسنة ١٩٦٤وتعديله في عام ١٩٦٦م) وقالت لاول مرة تم التطرق لحق الاطفال و الاسرة في دستور ١٩٧٣.
وبررت لضرورة تضمين حقوق الطفل في الدستور القادم باعتبار أن القواعد الدستورية محصنة باجراءات موضوعية وشكلية تضمن لها التطبيق الفعال وعدم المساس بها وتعديلها وفق هوي السلطة التشريعية او التنفيذية الا من خلال إجراءات محددة، وبالتالي فان حقوق الانسان وان وجدت طريقها في القوانين والتشريعات الا أن الحماية الفعالة لها وتحصينها لا يتم الا من خلال النص عليها في الدستور حتي نحصنها ونقويها من تغول اي من السلطات عليها.

حقوق واجبة التضمين

وعددت الحقوق التي يسعون لتضمينها والتاكيد عليها في دستور السودان الدائم والتي من ضمنها تعريف الطفل،واعتبار كل الحقوق الواردة في الاتفاقيات الدولية والاقليمية الخاصة بالطفل التي صادق او يصادق السودان عليها جزءا لا يتجزأ من الدستور،عدم التمييز،المصلحة الفضلي،الاطفال فاقدي الرعاية الوالدية،حظر استخدام الأطفال في الاعمال غير المشروعة او تهريبهم او الاتجار بهم او إشراكهم في النزاعات المسلحة .

حق اصيل

القانونية د/أميمة عبد الكريم شددت علي اهمية وضع التنمية في الدستور القادم باعتبارها حق اصيل من حقوق الطفل،مشيرة الي انها كانت موجودة لكل الدساتير السابقة ،ونبهت الي الي أن النص المتعلق بالحماية غير موجود بالوثيقة الدستورية علي الرغم من وجوده، بكل الدساتير السابقة ،موكدة علي اهمية تضمينه وايجاد نص محكم لجهة انه يغطي الجوانب الخمس المتعلقة بحماية الطفولة(الحماية من الاساءة والعنف والاستغلال والتمييز والاهمال) فضلا عن تطوير النص السابق من المادة،(١٤) من دستور البلاد للعام ٢٠٠٥م بحيث يصبح واحد من النصوص الأساسية. وامنت بقوة علي اهمية تضمين الحق في المواطنة والجنسية لانها اساس الحقوق،موضحة انها كانت في المبادئ الهادئة في الدساتير السابقة،ولكن دخوله في وثيقة الحقوق يعطي مساحة الشخص اذا انتقص من هذا الحق يصل المحكمة الدستورية للمطالبة بهذا الحق ،واضافت نؤمن عليه بقوة لانه اذا ارجع مرة أخري للمبادي الهادئة فيصبح لدينا اشكالية كبيرة ،مشيرة الي ظهور فئة من الاطفال ثنائي الجنسية وقالت أن هذا حق دولي ولكن تعدد الجنسيات للاطفال خلق بعض الاشكاليات فإن لم يكن هناك تدابير واليات واضحة فبالتاكيد سيكون انتقاص لحق للاطفال.

نوعية التعليم

وقالت د. أميمة أن الوثيقة الدستورية تطرقت عن مجانية وإلزامية وجودة التعليم ويفترض أن تتحدث عن نوعيته وطالبت باهمية ادراج النص الوارد في دستور ١٩٧٣م والخاص بالاستثمار في الاطفال عبر مجانيته واعتبرت هذا النص من اميز النصوص في دستور ٧٣ والواردة عن التعليم.
ونبهت أميمة لعدم وجود نص بالوثيقة الدستورية حول إنشاء مفوضية خاصة بالاطفال علي الرغم من أن المادة (١٧)في الوثيقة تحدثت عن انشاء مفوضيات واشارت لمفوضية خاصة بالمراة والمساواة النوعية ،كما انه يوجد نص يشير الي مفوضيات اخري. وقالت نريد مفوضية خاصة بالطفل لاجل المراقبة والاشراف التأم خاصة واننا نريد تقوية آليات الشكاوي،كما اننا اذا اردنا المصادقة علي البرتكول الثالث فلابد من وجود مفوضية ينحصر دورها في الرقابة والاشراف.

الاطفال ضحايا النزاعات

ولفتت أميمة لعدم وجود اشارة للاطفال ضحايا النزاعات المسلحة او نص صريح بالوثيقة الدستورية علي الرغم من هناك حديث عن النازحين واللاجئين والمرأة،وقالت طالما نحن في مرحلة سلام فلابد من وضع اولوية للاطفال ضحايا النزاعات وذلك من اجل تحقيق العداله الانتقالية.

Pin It

طوقها الفيضان لتصبح جزيرة "قوز نفيسة".. القرية المنسية


الخرطوم- وفاق التجاني

"ميتة وخراب ديار" هي العبارة الانسب لوصف مصائب العمة ست التفر التي سكنها اليأس، وخنقتها العبرة، التي ترجمتها الدموع، عندما حاولت النطق لتعبر عن مصيبتها، فقد انهار منزلها بالكامل قبل أن يكمل عاما كاملا ولم تفرح ست النفر كغيرها من النسوة بتزويج ابنها وتسكينه بمنزلها الجديد، ولم يمهلها الفيضان أن تخرج اثاثاتها "وفضيتها" التي إختارت اوانيها بعناية فائقة كحال المرأة السودانية عندما تريد أن تزين منزلها.

وبالنسبة لست النفر فإن المصيبة "مصيبتين" لان الفيضان لم يفقدها منزلها فحسب بل فقدت كذلك مزرعتها التي كانت تضج بالأغنام والدواجن لأن التلف في القرية التي تقطنها ست النفر قد بلغ اعلى المراحل.


وتقول ست النفر والتي تحدثت "للسلاميديا". لم استطع إنقاذ أي شيء من ممتلكاتي، لأن الموج داهمنا سريعا، ولم يمهلنا الا الخروج بأرواحنا".

وكغيرها من النسوة في القرية تمتطي ست النفر، المراكب لتبدأ رحلة الذهاب والاياب للتفقد ممتلكاتها في "جزيرة قوز نفيسة" تلك القرية التي حولها الفيضان للجزيرة.

وطوق الفيضان القرية من كافة الجهات، بيد أن المواطنيين استدركوا الوضع واستغلوا المراكب لنقل المواطنيين وبعض الماشية محاولين انقاذ ما تبقى من رفاة قريتهم.

ويقول حافظ مبارك احد التجار بالمدينة، نحن في هذا الحال منذ 16 يوما، فقط ندخل القرية للاطمئنان على الاوضاع، ومراقبة منسوب النيل، ثم العودة للخارج عند اقاربنا الذين لم يكلوا او يملوا من استقبالنا".

ويضيف:" الحالة الاقتصادية الان صعبة للغاية، وفقد جميع المواطنيين أعمالهم، حتى السوق قد غرق بالكامل، ونعتمد على القرى المجاورة في الاكل، فهم يحضرون لنا الطعام ويقومون بإستضافتنا وابنائنا".


ويلملم العم الفاضل احمد ما تبقى له من محصول البصل والذي ظل طوال العام يجمعه ويخزنه بغرض بيعه في موسم البصل، ولأن المحصول قد غرق بالكامل يحاول العم الفاضل ان يجر المحصول لمنطقة جافة، ليعرضه لحرارة الشمس عله يجف ويقلل عليه حجم الضرر.

ويقول الفاضل خلال حديثه "للسلاميديا" احاول ان اجفف المحصول من الرطوبة لكن لا اعتقد أن يجدي هذا نفعا لكن سيخفف لي حجم الضرر".

ويضيف:" هذا محصول عام كامل ويقدر بالاف الفدانات لن استطيع انقاذه ولست وحدي لان معظم المزارعين اصبحو ضحية لهذا الفيضان".

ولم يتردد عبد المنعم عثمان 34 عاما من التضحية بمنزله الجديد والذي دمره الفيضان، مستخدما ترابه للتريس المنطقة قبالة النيل، وكذلك استغنى اهالي المنطقة من المدرسة والتي لم تصمد الا ابوابها فقد اعتبرها اهالي المنطقة اضراراً جانبية".


ويقدر اهالي المنطقة حجم الضرر بالاف الجنيهات كما اشتكوا تهميش الحكومة لهم منذ ستة عشر يوما، ويؤكدون أن حالتهم اسوء من كل المناطق بالسودان لان الفيضان تخطي تروسا بطول مترين كما انها إجتاحت مشاريع زراعية مساحتها تقدر بالاف الفدانات ويبلغ عمق المياة
التي فاضت واحد مترا ليمكن المراكب والعبارات من الغوص فيها.


ويتخوف الاهالي بقوز نفيسة، من تفشي الاوبئة والامراض، خاصا بعد ظهور العقارب والثعابين، والزباب والبعوض، بسبب مياه الفيضان الراكدة داخل القرية، ويطالبون بتوفير المبيدات والنواميس والادوية.

وتعاني قوز نفيسة كغيرها من القرى بالريف الشمالي من تردي الخدمات الصحية، وتملك مركزا صحيا واحدا مفتقرا لادني مقومات المراكز، ولا تتوفر فيه اي خدمة للمرضى مما يجبرهم على السفر لتلقي العلاج بمستشفيات امدرمان.

Pin It

إستعادة شركات الملاحة...خطة السودان لإنعاش الإقتصاد الأزرق

الخرطوم _ وفاق التجاني

ينتظر قطاع الملاحة في السودان الانصاف من قوى الثورة اذ انه كان من أكبر القطاعات التي تدر على خزينة الدولة عملات صعبة، لكن يد النظام البائد التي طالت كل شيء لم يسلم منها هذا القطاع حيث بلغت الخسائر فيه مليارات الدولارات، بمقدورها اخراج السودان من أزمته الاقتصادية الخانقة.

وتواردت أنباء عن إستعادة شركة الخطوط البحرية السودانية "سودان لاين" بإعتبارها الناقل الوطني وعماد التنمية في السودان، وقال الفريق ركن المهندس ابراهيم جابر إن الخطوط البحرية تعتبر شركة عملاقة، ولها عائد وارباح للبلاد، لافتا إلى إنهيارها بسبب تدخل جهاز الامن السابق في إدارتها، الامر الذي دفع بخروج كوادرها خارج البلاد.

وأشار الى أن إستعادة الخطوط البحرية السودانية هي من المبادرات الوطنية التي أسهمت فيها ثورة ديسمبر المجيدة.

وتضم المواني البحرية في السودان بورتسوان، سواكن (ميناء عثمان دقنة) أوسيف بالإضافة إلى مينائي كوستي وسلوم الجاف، لكن على عكس ما كان متوقع فقد عمل النظام البائد على بيع وتشريد العاملين في هذا القطاع.

وكانت هيئة الموانئ البحرية السودانية تحظى بأهمية كبرى على ساحل البحر الأحمر، حيث يبلغ طول ساحل السودان قبل تقسيمه أكثر من 800 كيلو متر، وتمتلك الهيئة موانئ متخصصة في مجالات البضائع العامة، الحاويات، الحبوب، السوائل وفي نقل الماشية.

وكانت تقوم الموانئ بعمليات تصدير واستيراد ضخمة ويأتي على رأسها ميناء بورسودان وما يضمه من موانئ، أكبرها الميناء الجنوبى المتخصص فى استقبال الحاويات، والميناء «الأخضر» لإستقبال البواخر المحملة بالبضائع، وميناء «سواكن» المتخصص فى خدمة الركاب والبضائع المتوجهة غالبا إلى جدة فى المملكة العربية السعودية.

وقال الباقر بابكر رئيس قسم التأمين سابقا بشركة الخطوط البحرية السودانية، خلال تصريحاته "للسلاميديا" إن الشركة السودانية كانت تملك اكثر من 15 باخرة دخل كل واحده منهن 30 مليون دولار في الرحلة الواحدة، ويروي بابكر تفاصيل تهشيم النظام السابق لهذا القطاع قائلا" كان العائد المادي كبير للغاية، لكن الانقاذ منذ تمسكها بالحكم عملت على تهشيم وبيع البواخر حتى أن السودان لا يملك ولا باخرة ولا تملك الدولة اسطول قومي،، يساعدها في النكبات والكوارث".

ويضيف:" عندما حدثت حرب الخليج استطاع السودان اجلاء رعاياه عن طريق هذه البواخر حاملين بها المغتربين بكافة ممتلكاتهم حتى سياراتهم وكذلك عندما حدثت حرب اليمن".

ويتابع:" كانت البواخر بعدد 15 باخرة وبحلول التسعينات اصبحت 10 بواخر وبحلول 2017 اصبح السودان لا يملك ولا باخرة، وقد قامت الانقاذ ببيع البواخر لشركات خارج السودان، وكان السودان يسافر بخط يسمي خط شمال اروبا والذي يمر بالعديد من الدول، منها جدة والبحر الابيض المتوسط مرورا بالمغرب وليبا ثم يصل شمال اروبا، وتستمر الرحلة لمدة شهرين، لتحقق ارباح 30 مليون دولار لكل رحلة فيما كان يتم تأجير البواخر وتخرج من خط شمال اروبا لتسافر الى اميريكا".

ويشير إلى ان الحكومة السودانية، لم تستطع الحفاظ على هذا القطاع ولم تستطع تكوين اسطول قومي.

ويتابع" شركة الملاحة البحرية لا تمتلك الان الا عدد قليل من المباني يحتوي موظفين، والتي كانت سيتم بيعها إن لم تقوم ثورة ديسمبر المجيدة".

فيما يرى محمد جبرائيل حاج محمد
استاذ كلية الاقتصاد بجامعة الخرطوم والسودان العالمية، أن إعادة الخطوط البحرية السودانية إلى منظومة النقل الوطنية في السودان يعتبر إنجارا تاريخيا، سيما وأن البلاد تواجه صعوبات جمة في بنياتها الأساسية ولا بد أن إعادة الحياة إلى هيئة الموانئ البحرية يقلل الضغط على الوسائل الأخرى مما يحقق الكثير من المكاسب على المستويين المتوسط والطويل، وبما أن النقل النهري قد عرف تاريخيا بتكلفته الزهيدة فإن ذلك سوف ينعكس إيجابا على تخفيض تكلفة النقل، الشئ الذي يقود الى زيادة تنافسية الصادرات السودانية من جانب وكذا خفض تكلفة الواردات من ناحية أخرى".

ويضيف:" هناك الكثير من الموارد المهدرة في السودان ومن ضمنها مورد الأنهار و المياة بصورة عامة، لذلك نعتقد أن ما تم يعتبر خطوة في الاتجاه الصحيح من أجل إنعاش ما يسمى بالاقتصاد المائي أو الاقتصاد الأزرق، ومن المعلوم أن كثير من دول العالم قد وجدت ضالتها في هذا النوع من الاقتصاديات واستطاعت أن تحقق عبره الكثير من المكاسب، تماما كما تفعل اليوم العديد من دول الخليج".

ويتابع:"إعادة دور النقل البحري سوف يكون له آثار إيجابية على مجمل النشاطات الاقتصادية فى السودان. حيث أن النقل البحرى سوف يؤدي إلى انتعاش التجارة وبالتالي انخفاض أسعار السلع وخصوصا المستوردة مما يسهم في تحجيم اثر التضخم المستورد. من ناحية أخرى يساعد النقل النهري في إنعاش قطاع السياحة وهو الآخر قطاع مهم ومهمل، سيما وأن البلاد لديها إمكانيات سياحية هائلة".

وقال إن ما تم إنجازه في هذا الشأن يعتبر بلا شك خطوة موفقة، إلا أن قطاع النقل البحري في السودان يحتاج إلى مزيد من الدعم وذلك بفتح الباب على مصراعية لرؤوس الأموال الوطنية للإستثمار فيه، وذلك عبر امتلاك اساطيل النقل البحرية للبضائع والركاب. فضلا عن السفن المتخصصة في نقل النفط. هذا إلى جانب إعمال البحث العلمي والإبتكار لرفع جودة العمل في هيئة الموانى البحرية.

Pin It

موقع إخباري محايد وغير منحاز لأي طرف أو جه ويقدم خدماته لجميع السودانيين والمهتمين بالشأن السوداني

215 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع