ابحث عن

رحل الخالد.. ستعرفه الأجيال المقبلة أكثر فأكثر

عصام أبو القاسم

سيبقى منصور خالد، الذي رحل فجر اليوم، رمزاً سياسياً وثقافياً وسياسياً خالداً بكل ما لكلمة الخلود من معنى. ستعرفه الأجيال المقبلة أكثر فأكثر، وستعرف من خلال مؤلفاته العديدة والثمينة، مسارات ومحطات الحياة السودانية، بمختلف وجوهها، منذ الخمسينيات وصولاً إلى أيامنا هذه. كتب الرجل كل شيء، وباللغتين العربية والانجليزية، كتب في كل وقت وفي كل مكان، كتب ببلاغة يستلذ بها كل من يعرف القراءة؛ كتب بفصاحة ترهب وتربك، كتب أكثر وأعمق وأشجع من أي واحد ممن زاملوه في مجال اشتغاله.
وحين يتتبع المرء سيرة الراحل سيلحظ على الفور كيف انه ما كان يفوت لا الأوقات ولا الفرص لإثراء تجربته المهنية والمعرفية،والتقدم إلى الأمام.
قرأت عن منصور خالد (1931ـ 2020)، الذي صنع أول اتفاقية سلام ناجحة بين شمال وجنوب السودان مطلع السبعينيات من القرن الماضي، انه عند دخوله جامعة الخرطوم (1951) التحق أولاً بقسم الفنون، ولكنه بعد عام راح ليدرس القانون، واثناء دراسته في الجامعة كان يكتب في الصحف، وراسل وكالة الأنباء الفرنسية، كما التحق بالمركز الثقافي الفرنسي في الخرطوم لتعلم اللغة الفرنسية، وظفر بمنحة من المركز للتعمق في الفرنسية في باريس.
وبعد حصوله على البكالوريس في القانون 1957، بثلاث سنوات (أي 1960) ، حصل على المجاستير في الاختصاص ذاته من جامعة بنسلفانيا (الولايات المتحدة)، ، ثم حاز سنة 1965 شهادة الدكتوراه في جامعة باريس في القانون أيض.
من 1964 إلى 1969 كان منصور خالد يعمل بين منظمتي الأمم المتحدة واليونسكو في بلدان مثل فرنسا وامريكا والجزائر، ثم صار جزءاً من نظام مايو 1969 حيث تقلد العديد من المناصب قبل أن يقاطع النميري مطلع الثمانينات ويلتحق بالحركة الشعبية بقيادة جون قرنق قرن، إلخ.
في وصف تكوينه الفكري والثقافي، قال منصور خالد، في مقدمة كتابه " حوار مع الصفوة" إنه عرف " في شرخ الصبا، محاياة تجارب تاريخية هامة كان لها أثر عميق على نظرته للأمور، على رأس تلك التجارب: تجربة الثورة الجزائرية غداة إعلان استقلالها، وتجربة التحول الاجتماعي في الولايات المتحدة الذي فجره الرئيس جون كنيدي، خاصة فيما يتعلق بالحقوق المدنية، ثم تجربة ثورة الربيع الشبابية في باريس، ومن المدهش أن يتعلم ذلك الشاب الوافد من قلب أفريقيا عن قارته الأم في ضفتي المتوسط ما لم يتعلمه في السودان. الجزائر في وهج تألقها الثوري في مطلع الستينيات كانت هي المثابة التي يلاقى فيها الآباء المؤسسون للتحرير الافريقي: أحمد سيكوتوري، مادبو كيتا، اميلكار كابرال، اوغسطينو نيتو، والقائد المؤسس كوامي نكروما". وأضاف انه تعرف "على الشط الآخر من البحر على الجذور الفكرية للحضارات الافريقية في [مؤسسة الحضور الافريقي] التي مكنت القارئين من الإطلاع على الآثار الانشائية والبحثية لليوبولد سيدار سنغور، شيخ أنتا ديوب، هامباتي با، وعالم الاجتماع الفولتي كي زيريو، وأشار خالد إلى انه لُقن في طفولته، انه ينتمي إلى ـ أمة أصلها للعرب .. دينها خير دين يحب ـ ذلك كان نشيد مؤتمر الخريجين، حادي الركب، وكان صائغه سوداني من أصل نوبي".
الروائى الراحل الطيب صالح، قال عن منصور خالد " سواء راق لك أم لا، وسواء اتفقت معه أو لم تتفق، فإنك لا تستطيع أن تنكر، انه من أكثر المفكرين، لفتاً للنظر وتحريكاً للاهتمام، لا في السودان فحسب، لكن في اتساع العالم الثالث على إطلاقه، وحين ينطوي ظل هذا العهد القائم ـ نظام البشير ـ والظلال لا بد أن تنطوي طال نهارها أم قصر ـ فسوف يكون له شأن".
ووصف صالح كتابات خالد قائلاً إنها تحفز على "التفكير والتأمل"، وأضاف " الجرأة العقلية من سمات الدكتور منصور خالد منذ هو طالب علم يافع في مدرسة وادي سيدنا الثانوية أواخر الاربعينيات. قادته تلك الجرأة إلى أن ينحاز إلى معسكر الحركة التي يقودها جون قرنق. رغم انه لم يكن الشمالي الوحيد الذي فعل ذلك، فإن تحوله أحدث بلبلة بين رفقاء صباه واصدقائه والمعجبين بفكره. وكنت أحد الذي عجبوا لذلك التحول.. تساءل الناس كيف أن رجلاً نشأ في بيت علم ودين في مدينة أم درمان العتيدة، وامتلأ وجدانه بعشق اللغة العربية وتراث الإسلام؟ من أكثر الناس فصاحة عربية حين يتحدث أو يكتب، وشاعره المفضل هو أبو الطيب المتنبي.. كيف انحاز إلى حركة بدا كأنها تهدف إلى اقتلاع الكيونية العربية الإسلامية من أرض السودان؟ الذين أحسنوا الظن به قاله له رأي ما لم يرؤا وعرف ما لم يعرفوا... أيا كان الأمر فإن موقف الحركة قد تغير الان فانصاعت في نسق المطالبين بالوحدة إنما على أساس التعدد والشرعية الديمقراطية، وربما كان لمنصور خالد يد في ذلك".
وعن الراحل كتب الدكتور عبد الله علي إبراهيم عنه في مقدمة كتابه الموسوم " .. ومنصور خالد"، كتب معلقاً على مادة كتابه التي كانت في الأساس سلسلة مقالات نشرت في مجلة الخرطوم الجديدة "هذا كتاب عن كاتب لا مهرب منه في الفكر السياسي السوداني هو الدكتور منصور خالد".
إلى جانب " حوار مع الصفوة"، كتب الراحل العديد من المؤلفات منها، بلا ترتيب: " لا خير فينا إن لم نقلها"، " الفجر الكاذب "، و"السودان والنفق المظلم" ، و" النخبة السودانية وادمان الفشل"، و" جنوب السودان في المخيلة العربية".
رحمه الله واسكنه فسيح جناته، وخالص التعازي للصديق العزيز عبد الماجد عليش، ابن خالة الراحل، والذي كتب كتابا قيماً حول الراحل بعنوان " منصور خالد: ملاحظات وأسئلة بدون إجابات"

Pin It

الإسلام السياسي .. يوميات البارود و الدم (2)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

نتيجة بحث الصور عن أحمد موسى قريعي

 

الجبهة الإسلامية القومية .. تسقط بس (1)
أحمد موسى قريعي
عبارة "تسقط بس" التي تصدرت المشهد السياسي السوداني منذ بداية ثورة 19 ديسمبر 2018 المجيدة وحتى الآن، ستشهد على عملية الهبوط الأخير "لإخوان السودان". وحتما ستنتهي رحلة صعود "كيزان الإنقاذ" التي استمرت ثلاثين سنة عجاف.
الحركة الإسلامية "الترابية" هي إحدى حركات الإسلام السياسي الراديكالي في السودان، التي تتبنى فكرة أن الإسلام هو "الحل" لجميع مشاكل الناس الدنيوية، وبالطبع هدفها الحقيقي المستتر من هذا الطرح الاحتيالي هو الوصول إلى السلطة والحكم كما فعلت في يونيو من عام 1989م.
هذه الحركة كان تكوينها انتهازيا منذ الوهلة الأولى، فهي قد رضعت من "التنظيم الأم" في مصر "الفهلولة والحداقة" والشطارة واللصوصية والتخفي والتدثر بثوب الدين. فبدأت كجماعة مؤمنة هدفها التحرر من التدين الإسلامي التقليدي في السودان، ثم انتهت إلى جماعة هدفها الأساسي الاتجار بالدين والسياسة معا.
تأسيس أول هيئة إخوانية كيزانية في السودان
بدأ أصل هذه الحكاية المشؤمة في أبريل 1936 عن طريق الشيخ "عبد الله حمد" (تاجر بأم درمان والأبيض)، حيث أعجب بالإخوان المسلمين وجريدتهم أثناء تواجده في القاهرة، فزار مكتب الإرشاد العام، وجلس مع حسن البنا، وأبدى استعداده لنشر مجلة "الإخوان" الأسبوعية بين السودانيين، فرحب المكتب باستعداده، واعتمده مندوبًا للإخوان بأم درمان، غير أن دعوة ذلك التاجر لم تكن بشكل انتمائي كلى للحركة في مصر.
لكن بدأت الدعوة في شكلها الحقيقي عام 1943م، حيث يقول صادق عبدالله عبد الماجد: "تعرفنا على البنا في 1943، حيث دعينا في مدينة حلوان لحضور محاضرة للإمام الشهيد حسن البنا وتحدث الرجل حديثاً طيباً، ملك على الناس القلوب ونحن في تلك السن وتحت تأثير ذلك التيار الذي أنطلق من ذلك الشيخ، وقفت أسأل الرجل وأحدثه عن أهلنا المحرومين في السودان عن مثل ما سمعنا منه وما رأينا فيه، وفي حماس الشباب، وقتذاك ناشدت الرجل بأن يمتد بقلبه إلى السودان، وأسرها الرجل في نفسه بعد أن أطلقت نفسه شرارة التحرك ومد الجسور لهذه الدعوة مع السودان".
في الفترة ما بين عام (1944 و1945م) أرسل "حسن البنا" وفداً من إخوان مصر، لاستطلاع الأمر في السودان ونشر الدعوة فيه، وكان من بين هذا الوفد "جمال الدين السنهوري" الطالب السوداني في كلية الحقوق – جامعة القاهرة، ثم تم لاحقا خلال نفس الفترة اتصالا بين "البنا" و "على طالب الله" ودارت بينهما مكاتبات، كوّن على أثرها "طالب الله" أول أسرة للإخوان في السودان برئاسة إبراهيم المفتي، وبدوي مصطفي كنائب له، وعلي طالب الله سكرتيرا، وعضوية محمد إسماعيل الأزهري -عم إسماعيل الأزهري- وآخرين، حسب ما ذكر الكاتب الاسلامي "حسن مكي". فكانت أسرة الندامة التي حولت حياة السودانيين الآمنة الهادئة البسيطة، إلى حياة تعيسة يشوبها الإحباط والتشاؤم.
ثم جاءت مرحلة تبادل الزيارات الإخوانية، ففي اكتوبر عام 1946م أرسل البنا إلى السودان وفداً عالي المستوى برئاسة السكرتير العام للإخوان المسلمين عبد الحكيم عابدين، حيث تكونت أول هيئة فعالة للإخوان المسلمين برئاسة "عوض عمر"، إمام مسجد أم درمان الكبير، وعبد الفتاح جلي، ومحمد عبد الراضي زقالي- الذي أصبح مسئولاً عن توزيع الجرائد والمنشورات القادمة من مصر، وأخذت هذه الجماعة تجتمع كل مساء جمعة كجمعية دينية، فكانت دورة اجتماعاتهم تمثل تحركًا عمليًّا غير مسبوق في سبيل انتقال دعوة الإخوان إلى السودان، إلا أن غياب الفكر التنظيمي السليم أدى إلى ضياع مجهودات كثيرة في سبيل انتشار الجماعة في السودان.
ثم صارت السودان ملجأ لإخوان مصر (مثلما هي الآن) بعد أن تم حل الجماعة عام 1948، حيث هاجر عدد كبير من الإخوان المصريين إلى السودان، فأسهم ذلك في تركيز الجهود لبناء حركة إخوانية شاملة لكل قطاعات المجتمع السوداني، حيث تم تكوين "الحزب الاشتراكي الإسلامي" بقيادة بابكر كرار وميرغني النصري كأول تنظيم إخواني مستقل عن إخوان مصر.
يتبع ....


عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

Pin It

الإسلام السياسي .. يوميات البارود والدم (1)

 

Image result for ‫أحمد موسى قريعي‬‎

 

 

 

 

أحمد موسى قريعي

لا يوجد في كل الدنيا أخطر من التطرف بشقيه "الفكري والمسلح" خاصة إذا ارتبط بالدين، تكمن خطورة التطرف في عدم اعترافه بالحدود، وعدم احترامه لمعتقدات وأفكار الآخرين. فهو لا يؤمن إلا بنفسه وفكره ومعتقداته، وإن أدت إلى هلاك وقتل كل البشرية.

في هذه "السلسلة اليومية" سوف أرصد بالتحليل والنقد والمتابعة والتتبع "التطرف الإسلامي" الناتج عن جماعات "الإسلام السياسي" و"جماعات الجهادوالهوس الديني"باعتبارها أخطر "ظاهرة دموية" في عالم ما بعد الديمقراطية، لأن هذه الجماعات قد عملت وبحرفية عالية على تشويه وتمزيق وتفتيت الدين الإسلامي وتقديمه للعالم في قالب "مصاصي الدماء" فأضحى الإسلام هو ذلك "المسخ الدموي" الذي يعشق أنصاره "الدم والبارود والوحشية".

مدخل أول

صار الإرهابالآن "وصمة عار" لحقت بالإسلام والمسلمين بسبب تلك الأعمال الصبيانية المجنونة التي ترتكبها بعض الجماعات المنسوبة للإسلام، أو أولئك الأفراد الذين يحملون في صدورهم وأفئدتهم وعقولهم الصغيرة أفكارا ودوافع إسلامية وسياسية ينتقونها ويختارونها بمهارة وعناية من بعض التفسيرات المتطرفة للقرآن والحديث وأفكار السلف الصالح. وذلك لتبرير تكتيكاتهم العنيفة التي تشمل القتل الجماعي والإبادة الجماعية.

وفقاًلمؤشرالإرهابالعالميعام 2016 أن أربعة تنظيمات إسلامية متطرفة "فقط!" مسؤولةعن 74% منجميعالوفياتالناجمةعنالإرهاب في العالم لسنة 2015، هي "تنظيمالدولةالإسلامية (داعش)،وبوكوحرام،وطالبانوالقاعدة".

مدخل ثان

ظهرمصطلحالإسلامالسياسيلتوصيفالحركات السياسية التي تؤمنبأن الإسلامليس دين فحسب وإنما "نظاماسياسيا"واجتماعياوقانونياواقتصاديايصلح للحكم وبناءمؤسساتالدولة.لكن ماهي الأسباب والدوافع التي أدت إلى ظهور هذا المصطلح سيء الصيت؟

 في يقيني أن هنالك دافعا واحد فقط هو السبب وراء هذه "البلوة" الإسلامية. هذا الدافع هو "مجد الإسلام" الغابر وذلك أن احساس المسلمين بضياع مجدهم ودولتهم وخلافتهم الإسلامية عام 1924 على يد التيار العلماني التركي، قد ترك في نفوسهم "حسرة" لا يمكن أن تزول إلا بعودة مجد الإسلام الأول، ومن هنا بدأت فكرة عودة المسلمين إلى عهد الإسلام الأول إسلام "أبي بكر الصديق وعمر" فظهر على السطح الفكر "الوهابي السلفي" باعتباره المنصة الفكرية الأولى التي انطلقت منها كل الجماعات الإسلامية المتطرفة التي تحمل عبء إحياءالأمةالإسلامية،وإصلاحالمجتمعاتالمسلمةواستعادةمجدهاالسابق. لأنهم يفترضونببساطة شديدة أنهإذااتبعالمسلمون "الدين الحق" و"الشريعةالحقيقية"،واتبعوا "فهم السلف الصالح" فإنهمسيحظونبالمجد والمكانةمرةأخرىمثلأسلافهممن المسلمين الأوائل.

ثم تتابع تأسيس الحركات والجماعات والأحزاب الإسلامية السياسية القائمة على فكرة تنظيمالمجتمع المسلموفقاللشريعةالإلهية المحمدية، فكانت تلك الحركات التي تحمل راية "الإسلام السياسي" مثل الجماعةالإسلاميةفيجنوبآسيا،والإخوانالمسلمين والجماعات السلفيةفيالعالمالعربي وأفريقيا.

تختلف هذه الجماعات في الرؤى والأفكار والاتجاهات والتطرف كل حسب قوته الفكرية ومصدر تمويله وأساليب "خسته وندالته". فمنها من لم تسعه أحلامه كحزب التحرير الذي يسعىإلىإقامةخلافةإسلاميةعالميةعلى منهاج النبوة،ومنها من ينحصرعملهفيإطار الدعوة "للسلاطين والملوك والحكام" والتحذير على عدم الخروج عليهم، ومنها ما يسعى إلىإقامةدولةإسلاميةمثلحماسفيفلسطينوحركةطالبانفي أفغانستان وباكستان. ومنها من تتخذالقوةوالعنفوالإرهاب لفرض أفكارها مثل "داعش" في العراق والشام، ومنها المنتظر الذي يترقب ويتحين الفرص.

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

 

Pin It

كتب ابراهيم الشيخ على صفحته بفيسبوك


ابراهيم الشيخ

حين كنا في أديس أبابا من تسعة أشهر مضت قالت لنا الجبهة الثوريه انها ستنجز السلام خلال اسبوعين ثم شهرا.... فشهرين
طالبتنا بوقف تعيين مجلس الوزراء والسيادي الي حين ابرام اتفاق سلام مع المجلس العسكري
رفضنا ذلك بحجة ان السلام عمليه طويله لن تنجز في أسبوعين أو شهرين وان هياكل الفترة الانتقاليه لابد لها من النفاذ لخدمة قضايا الناس وتلبية احتياجاتهم
بعد لأي جهيد وتدخل الوساطة الموريتانيه والاثيوبيه ومفوضية الاتحاد الافريقي تراجعت الجبهة الثوريه عن رغبتها تأجيل كل هياكل الانتقاليه الي حين ابرام اتفاق سلام
ولكنها افلحت في جوبا وفي غياب قوي الحرية والتغيير من تحقيق تعطيل تعيين الولاة والتشريعي في خرق دستوري واضح يبطل اي اتفاق وقتما احتكمنا للدستور حتى لا يقال ان الحرية والتغيير لا ترعي اتفاقا وشيمتهم نقض العهود والمواثيق
يستووا في ذلك مع اباءهم واجدادهم الأولين

أربعة مرات انتهى فيها اجل التفاوض جددنا رغبتنا في التفاوض وتحقيق السلام... مددنا الآجال وتجاوزنا حتى الوثيقه التي جاء في صدرها ان السلام لابد له من التحقق خلال ٦ شهور

ها نحن ندخل شهرنا التاسع وتغريدات منى اركو مناوي تقول لنا أن شيئا لم يتحقق في ملف السلام غير النية في الذهاب للجنائيه

١٨ ولايه في السودان يقطنها اكثر من أربعون مليونا بلا حكومات ولا ولاة مدنيين لثورة شعارها واشواقها إقامة الدولة المدنيه تساقط المئات بسببها وفي شفاههم الهتاف الحبيب مدنيااااو مدنيااااو

طوال الوقت حرصنا على وحدة قوي الثورة وعلى تماسك قوي الحرية والتغيير وابدينا حرصا على السلام عن ايمان عميق بقيمته ووعي ساطع بمخاطر الحرب وكلفتها الإنسانية والاجتماعيه قبل الإقتصاديه
غضينا الطرف عن تجاوزات الدستور وعن المسارات التي فصلت تفصيلا وعن اتفاقات ابرمت انتهكت دستورا وو افقنا على منح الجبهة الثوريه وكتلة السلام ٣٠ ٪ من السلطة ومقاعد التشريعي وقاومنا فكرة الانتخابات المبكرة التي تريد القفز على مستحقات السلام وتوطين النازحين واللاجئين ولم نمانع في تمديد الفترة الانتقاليه نزولا عند رغبة حركات الكفاح المسلح... كل ذلك بسبب قناعة راسخه بقيمة وأهمية السلام ورغبه صادقه في إصلاح ما افسدته أنظمة فاسده وتطلعا صميما لتجاوز الماضي والعبور ببلادنا الي أفق جديد وتصالح كل مكوناته للالتفات بعدها الي معركة البناء والتعمير التي يستحقها هؤلاء الذين عانوا من ويلات الحروب

السلام معادلة من طرفين حين يتحول احد طرفيها الي ابتزاز الطرف الآخر ويفقد وعيه ومسئوليته الوطنيه بذرائع لا تقيم وزنا لاوجاع المتضررين من الحرب في المناطق المتأثرة بها فالأمر حينها يستدعي مراجعه شامله لماهية السلام المنشود قضايا ومفاوضين

حركات الكفاح المسلح ممثلة في الجبهة الثوريه طرفا اصيلا في مفاوضات السلام عليها مسئوليه في تحقيق السلام لا تقل عن الوفد الحكومي الذي لم يمتنع عليها بشئ طلبته
حتى تلكم المسارات شرقا وشمالا ووسطا التي اقحمت اقحاما تواصينا عليها شراءا للسلام الذي هو استقرار بلادنا وصمام امانها

حركة العدل والمساواة بلسان تقد كبير مفاوضيها تقول انها قد حققت كل ما تريد في التفاوض ولم يتبق الا القليل بينما تقول حركة تحرير السودان بلسان قائدها الأول انها لم تحقق شيئا من جولات التفاوض التي امتدت لثمان شهور غير اشواق بالذهاب للجنائيه
فمن نصدق وهذا الجدل يحدث في جغرافبا واحدة هي مسار دار فور الذي تتحرك فيه الحركتان وتتفاوض فيه نيابة عن أهله بينما طرف ثالث في ذات المحور ينأي بنفسه بعيدا عن كل هذا الذي يحدث في مسار دار فور وهو أصيل فيه

هل نرهن مصالح البلاد كلها ونعطل هياكلها ونوقف مشروعاتها نهضتها وبناءها لعملية السلام فحسب ام نمضي في مسارات شئون الدوله كخطين متوازين وحين نبلغ السلام نعيد تكييف السلطة وهياكلها لمقتضيات السلام وما انتهى اليه الاتفاق الذي هو ملزم وملتزم به حتى لو اقتضي الأمر حل كل ما هو قائم والبناء على اعمدة السلام
فماذا يضير الجبهة الثورية ان كان الحاكم الوالي مدنيا متشبعا بقيم الثوره وحريصا على قيمها وعاملا على تحقيق شعاراتها في الحرية والسلام والعداله
لماذا ترضى الجبهة الثورية بهذا الوضع المعيب وترفض اي عملية إحلال وابدال له بما يحقق كل الذي نادت به الثوره

هل يكون الاهتمام بخلق الوضع المثالي لخدمة الناس تكالبا ومحض محاصصه تريدها الخرطوم ام ان تعيين الولاة امرا يتجاوز الخرطوم الي ١٧ عشر ولاية أخري لا زالوا يعانون الأمرين من بقاء الدولة القديمه كما كانت ومن تعنت اتفاق قضى من حرمانهم حقا اصيلا منحه لهم الدستور بأمر الثوره

نحن جميعا ندرك أهمية وقيمة السلام ونعلم تشعبات قضاياه وتعلم الجبهة الثوريه ايضا ان الحكومة التي تفاوضها حركات الكفاح المسلح ليست حكومة البشير بل هي حكومة الثوره وحمدوك ولجان المقاومة التي تهدد الحركات باجتراح تحالف معها بعد عزلها من بحرها الحرية والتغيير

طوال سنيين المقاومة السلميه وعبر شهور مواكب الثوره من نوفمبر ٢٠١٨ الي أبريل ٢٠١٩ ظل شعار السلام مطروحا بالحاح هتف به من بقى حيا ومن رحل شهيدا وفي فمه.... حرية..... سلام وعداله....

السلام ليس سلعة تمتلكها حركات الكفاح المسلح لتحدد سعرها ومواقيت بيعها بل هي هما وطنيا يعنيننا جميعا ..... صحيح لقد حملت الحركات البندقيه دفاعا عن قضايا عادله ونزرت نفسها لها وقدمت من أجلها التضحيات الجسام... نحن جميعا نؤمن بما آمنت به الحركات وان اختلفت َوسائلنا لذلك لم نستنكف في التحالف معها والعمل معا لنصرة قضايا مناطق عانت من التهميش والمظالم التاريخيه.............. السلام شأن يهم كل مواطن سوداني يعاني من أثر الحرب وتداعياتها ويعني اكثر ما يعني مواطني المناطق المتأثرة بالحرب والنازحين واللا جئين والمشردين بسبب ويلات الحرب
لذلك لابد من تحرير قضية السلام نفسها من الاحتكار واختزالها عند نفر محدود يكيفها وفقا لمصالح حركته وتقديراته الذاتيه

هشاشة الفترة الانتقاليه ووجود مركزين للسلطه لا ينبغي لها أن تلهينا ولا تعمي بصرنا وبصائرنا عن مصالح بلادنا العليا والحفاظ على وحدتها وتماسكها والانتباه المتبصر لمآلات عملية السلام خاصة في الترتيبات الامنيه التي غايتها تكوين جيش قومي وطني واحد تذوب فيه كل المجموعات الحامله للسلاح و يستوعب تعدد وتنوع بلادنا بمعايير دقيقه وموازين مضبوطه رمانتها العداله
لا تخل بقوميته بغلبة اثنيه ولا جهويه وفقا لعملية دمج وتسريح محسوبه بدقه مع توفر الاهلية والكفاءة

قدر الحكومة الراهنة ان تمضي قدما في تحقيق السلام متجاوزه العقبات والمتاريس وفي ذات الوقت تستكمل هياكل الحكم بتعيين الولاة وتشكيل التشريعي الذي هو جهاز الرقابة الكفيل بوضع الأمور في نصابها واجتراح التشريعات اللازمه التي من شأنها ان تقيم ميزان العداله وتحقيق دولة سيادة حكم القانون واستقلال القضاء وتصحيح أوضاع كثيره مختله ومعيبه موروثه من النظام السابق

اكثر من محاوله سعت فيها قوي الحرية والتغيير على تجسيير المسافة بينها وحركات الكفاح المسلح ارسلت الوفود وفتحت المعابر ولكنها جميعا تعثرت
رغم ذلك لم يسد الباب ولا انقطع الأمل حتما هناك في الافق المنظور مساحة تجمع بين الاثنين او الشتيتين للتفاهم والحوار المتبصر بعيدا عن النعوت المسبقه والاتهامات الجائرة

صراع السلطة لا ينبغي له ان يوسع الشقه والنزاع درجة الانقسام الذي لن يحقق نصرا لأي طرف قدر ما يفت في عضد الحرية والتغيير ويعصف بوحدتها وسوقنا مكرهين لانتخابات مبكره ما كانت ابدا خيارنا هذا إذ لم ينتهي بنا النزاع والصراع الي خيارات مجهوله

لا زلنا جميعا نتحكم في اتجاه الريح التي تكاد تعصف بنا فلا تنحنوا للعاصفه فتذهب ريحكم

Pin It

موقع إخباري محايد وغير منحاز لأي طرف أو جه ويقدم خدماته لجميع السودانيين والمهتمين بالشأن السوداني

367 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع