ابحث عن

الوداع الفخيم في حضرة الشهيد عبدالعظيم

ابوذر مسعود

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عشرة أيام حسومات هي عمر الرحله التي قضاها عضو مجلس السيادة الأستاذ محمد حسن التعايشي ورهطه الميمون متنقلاً بين مدن وقرى وحلال وبوادي وفرقان جنوب وشرق دارفور يفتح نفاجً للنور الشفيف على عتمات الزاويا المعتمة حملآ بين طياته عطايا الامل والفرح المباح مقدماً غصن الزيتون قرباناً للسلام والتعايش والتنمية والنهضة بالشعوب المنسيه خارج دائر الضو،
من نيالا البحير إلى تلس المأزومة أمنياً إلى ام دافوق المنطقة الإستراتجية الهامه ثم كركر عند أقصى حدود السودان الغربية الجنوبيه مع افريقيا الوسطي متنقلين غير آبهين برهق السفر وعنت المسافات الطوال وطائرة الهلكوبتر تنسل بين طيات السحاب تئن هنيهات من الدقائق حين تحصارها غيمات من المزن على كاحليها بينما نحن نرسل أبصارنا عبر نوافذها الدائرية نرمق فيافي وبراري دارفور وأدغالها التي ماتزال حبلى بالخير الوفير وفي جوارحنا المنحدرات القريبة من السهول والشعاب ماتزال على فطرتها لم يلوثها عبث البشر
ومن أقصى اقاصي حدودنا الغربية او (فرملة الشمس ) كما قال زميلنا علي محمد احمد موفد وكالة السودان للأنباء تشق الطائرة العسكرية عباب السماء إلى مرشينج ذات الحزن الاكبر الي حجير تونجو مسقط راس الشهيد المناضل داوود يحيى بولاد ثم إلى الضعين ديار الناظر مادبو بشرق دارفور مرتحلين إلى كل البوادي والحواضر مبشرين الناس بان رهطاً من السودانين تجاوز نهر الحياة وان سادة الظلام ولئن عظمت اعدادهم فلا قدرة لهم على إطفاء عين الشمس التي توشك ان تشرق دون غروب ثم يطير الوفد في اليوم ذاته إلى الفردوس بلد العمدة محمود خالد لتقديم واجب العزاء في سيد الاسم نفسه ومنها إلى ابوكارنكا وشعيرية التي مازالت تنصب سرادق العزاء وتنوح لفقد العمدة تيراب ركيزة اهل البلد
وتعود الطائره ادارجها إلى مطار نيالا وقبل ان تحبس انفاسها ويسكت ازيز الماكينات يبلغنا مدير مكتب التعايشي بأن الرحلة القادمة (اوفلاين ستيشن) وانها بعد ساعه من الآن الى رهيد البردي لتبدأ قصه اخرى من التطواف الجميل ليواصل الجميع الليل بالنهار ليضيئوا شمعه وسط الظلام إيد بإيد وزنداً على زند ما كلت سوادهم ولا قارت قواهم ولا انحد بصيص الأمل في افئدتهم.
ومن رهيد البردي التي ارسلت حباً عذريا صادقأ دوزن الناس بالدهشة والإنبهار إلى عدالفرسان بذات الكمال والكاس المملوءة بالتحنان من شرفه التاريخ والراية المنسوجة بشموخ النساء وكبرياء الرجال
ثم إلى قرية دمبة لزيارة صاحب موكب الرجل الواحد إلى القيادة العامة.
الي ان حطت المروحية الواح الهبوط بمدرج مطار نيالا الدولي وشمسها في راحتها خضرة طريه من شجر المانجو وبرلي بثوب قشيب ربما عاكسه الخصر قليلاً فمال وانحنى عند تلة الجبل
ويوماً اخيراً من عمر الرحلة اكثر ضغط عن سابقيه مليئ بالمقابلات الرسميه والشعبيه انتهى عند جنينة السجن تلبية لدعوة كريمة ثم بدت فكرة وقصة (رمزية الثورة) تلعب بفارها من جديد بوقوف السيد عضو مجلس السيادة امام شارع الشهيد عبدالعظيم ابوبكر الامام المنقوشة على جدار الحرية والكرامه بتقاطع شارع الشهيد عبدالعظيم مع شارع الضعين تماشياً مع رغبته السابقه في زيارة أسرة الشهيد بمنزلهم والتي لم تتم بسب وجود الاسرة بالخرطوم.
توقف سرب المودعين والمسافرين عند المكان المعلوم قبالة مركز يشفين تحيه وإجلال لرمزية الثورة السودانية عبدالعظيم الامام واهب النار والنور ليلقوا تحيه تملؤها المحبة والفخار وسلاماً طأطأت حروفه روؤسها خجلة بكل شهيد قدم روحه ليحيا الوطن .
ودع التعايشي نيالا بكلمات حزينة في حق الشهيد بوصفه انه إستطاع ان يهزم الرعب والخوف من الرصاص. اي روحاً قدسية تملكها في تلك اللحظه واي بطوله يعجز اللسان عن وصفها،
لتنعم بالنعيم يا(عبد العظيم) .
نَم خالداً، غريراً يا روح العين ونورها .
ارقد مِلء الوطن تحفك الرحمة والدعوات الصادقات

اشتهاء
نيالا يونيو 2020م

Pin It

صناعة ديكتاتور ,,أسطورة حِميدتى،،!!

بقلم/أبوهريرة عبدالرحمن

هل الدكتاتورية نزعة فردية أم صفة وراثية أم حالة اجتماعية سياسية؟ هل يصنع الدكتاتور نفسه بنفسه؟ أم هو محض مصادفة يخلقها عدد من الوقائع المترابطة يتحقق باجتماعها عنصر الطغيان؟ أم هناك من يصنعه؟ الإجابة عندي؛ هي إن الشعوب هي التي تصنع الديكتاتور!!

الديكتاتورية لا تقدر على صناعة نفسها، فالشعوب هي التي توفّر لها مستلزمات حضانتها ورعايتها حتى تستوي وتتمدد وتخنق الحياة من حولها، يتسلل الديكتاتور الصغير إلى السلطة بالصدفة، في غفلة من الجميع! إلى حياة الناس فيجد كل المكونات جاهزة: إعلام تافه وصفيق يُمكنه من إحِكام السيطرة على ما يُلقى في عقول الناس، إعلام يقوم بقلب الحقائق وتزييف الواقع الشاهد هنا أن تلفزيون السودان عقب مجزرة فض إعتصام القيادة بث برنامجي (خفافيش الظلام) و(الخرطوم تنتحب) لتسديد ضربة قاصمة بقوى الثورة التي يرونها عقبة كَأْدَاءُ في سبيل تحقيق حُلم ( الأسطورة) في حكم البلاد.

ثاني الأثافي النخب والمثقفين والإنتجلنتسيا المُدجِّنِيينَ يسهل شراء صمتهم تنشأ علاقة بينهم والديكتاتور "الأسطورة" تحكمها جدلية الخوف والطمع ومحيط من الانتهازيين، حياتهم مرتبطة باستمرار مأساة شعوبهم.
ثالثها وجود شعب خانع يستخف بقيمة الحرية يفضل من يوفر له بعض الغذاء وقليلاً من الأمن، تلتبس أحلامه بالأوهام؛ غير أن ارتفاع نسبة التعليم لا سيما إذا كان محتواه جيدًا، يعتبر تحديًا حقيقياً أمام أي ديكتاتور حالم! رأينا عقب فض الإعتصام كيف كان يظهر أسبوعياً المليونير حميتي بفضل أموال حرب (الوكالة) في اليمن في نشرات التلفزيون الحكومي يعلن تبرعه بتقديم خدمات المياه والصحة هنا وهناك، إلي جانب توزيع الأموال على رجال الشرطة لإعادتهم للخدمة في الشوارع و للعاملين في قطاع الكهرباء لإعادتهم إلى مواقع عملهم والمعلمين للعودة إلى مدارسهم، أو يوزع السيارات على نظار وسلاطين ومشايخ الإدارة الأهلية رشوة منه لتحسين صورته بعدما تنامت طموحاته وارتفعت من مجرد أداة منفذة للأوامر إلى مستوى صناع للأحداث، متناسياً أن الشعب السوداني وقواه الحية منذ اللحظة الأولى لفض الاعتصام قاوموا طموحاته بثبات يوماً بعد يوم فأقاموا المتاريس في الشوارع، نظموا الإضراب الشامل في البلاد، حشدوا لمليونيات الكرامة في 30 يونيو بمدن السودان المختلفة أعقبها تنديد عالمي قضى تماماً على أحلامه الزائفة!

ثمة شيء آخر يحتاجه الديكتاتور وهو الرعب؛ والذي يجعل بعض الناس أكثر حذرًا، وأكثر طاعة ولهم في هذه تقنيات متعددة منها إظهار الإستعداد للفتك والإيذاء. ما كان لأدولف هتلر البروز ك ديكتاتور من نمط خاص، لولا جهود وزيره غوبلز، والذي نسبت له "الغوبلزية" وهي الطريقة المُجربة لإنتاج الديكتاتورية؛ مضمونها لا قيمة للقتل إذا لم يحدث الرعب، ولا قيمة للرعب إذا لم يُعمم، ويُشهر، ويبالغ به، بحيث تُشل حركة المجتمع، وُتمزق أواصره. والشاهد اعتراف الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري أمام الملأ بلسان مبين بأنهم التقوا وخططوا وتلقوا مشورة من النائب العام ورئيس القضاء لارتكاب (جريمة القرن) حيث قتلوا المعتصمين غدراً بدمٍ بارد، وألقيت جثث بعضهم في قاع النيل بعد إحكام ربطها بكتل خرسانية، واغتصاب العشرات وهنا يتضح جليا أنهم جاءوا لأداء رسالة وهي زرع الرعب في نفوس المعتصمين وتحطيمهم نفسياً وجسدياً ليسهل قياداتهم.

يبقى أمر واحد لاكتمال الصورة: أن يغيّر الديكتاتور رائه في نفسه و يصدّق كذب من حوله بعدما يرسمون له صورة زاهية بأنه المنقذ والمُخلص الأوحد، يترسخ في ذهنه أنه لم يعد ذلك الشخص البسيط الجهول متدني التعليم، محدود الذكاء والقدرات، وأنه حقاً "أسطورة" فيتوهم، أن في نزواته وشطحاته تحقيق أماني الشعب ونما البلد.

حرفياً قال حميتي ,, إن المجلس العسكري يملك تفويضاً شعبياً يخوله تشكيل حكومة تكنوقراط، بدلاً عن تسليم السلطة للمدنيين،، بعدما اعتلى موقع الرجل الثاني في البلاد على نحوٍ مفاجئ إذ تمت ترقيته إلى رتبة لواء ثم فريق ثم فريق أول وهي ِترقيته تقتصر علـى ضبـاط الجيـش النظاميين ممـن دخلوا الكلية الحربية العسـكرية! عدها ميزة تفضيلية واستثنائية ووضع خاص له فأصبح دولة داخل دولة بخبث وتوحش وذكاء، وهنا أسئلة ليست للإجابة عندما يصر ,,حميتى،، إصرار العجائز أن يصبح النائب الأول لرئيس مجلس السيادة على الرغم من عدم ذكر ذلك مطلقاً في الوثيقة الدستورية ماذا يعنى هذا؟ عندما يصر أن يصبح هو لا غيره الآلية العليا لإدارة الأزمة الاقتصادية ماذا يعنى؟ عندما يصر أن يكون رئيساً لوفد مفاوضات السلام بجوبا ولا يفقه في الأمر شياً ماذا يعني هذا؟ عندما يصر أن يصبح عضواً رفيع المستوى في المجلس الأعلى للسلام والذي لم يُنص عليه حتى في الوثيقة الدستورية ماذا يعنى هذا؟ عندما يصر أن يظل القائد الأول والأخير لقوات الدعم السريع لا ثاني له إلى شقيقه ماذا يعني هذا؟ عندما يزج المنافسين له بل من صنعوه (موسى هلال) في السجن سنين عددا دون محاكمة عادلة أو حكم قضائي نافذ أو الأفراج عنه معتبراً إرادته الشخصية هي القانون ماذا يعني هذا؟.

في روايته الرائعة خريف البطريك ,,يصف غارسيا ماركيز في ثنائية رائعة، جمعت بين وقائع حياة الجنرال المقززة والموسيقى الشعرية الرائعة، كيف تضخمت الآنا عنده:"بعد أن يطفئ البطريرك كل الأضواء في قصره ويلتحق بغرفة نومه وفي يده مصباح، يرى نفسه منعكسا على المرايا جنرالا واحدا، ثم جنرالين إثنين ، ثم أربعة عشر جنرالا،،…. تصبحون على وطن.

ابوهريرة عبدالرحمن
كاتب/مدافع حقوقي.

Pin It

أصداء الساحة


معاوية عبد الرازق
نُشطاء الحكومة
أحداث دراماتيكية صاحبتها ضبابية واقوال متضاربة بشأن إعتقال الطيب مصطفى عقب كتابته لعمود هاجم فيه صلاح مناع وبعض أعضاء لجان اإزالة التمكين وإيداعه الحراسة، إلى هنا إنتهى الخبر ولكن ما حدث أكبر من ذلك بكثير.
قبل كل شي هناك ثوابت يتفق عليها الجميع ومنصة تقاضي كانت مثار جدل طيلة العقود الماضية وهي القضاء وارهاب الصحفيين والكتاب وإيقافهم ومصادرة الصحف وخلافه من الإجراءات التعسفية التي انتهجها النظام البائد وبطش بإذرعه وتفنن في استخدام نفوذه تجاه كل ما لا يعجبه رغم وجود الجهة المعنية.
حق التقاضي والرد أقرته الدولة عبر قانون الصحافة والمطبوعات وانشأت له نيابة مختصة، وبالتالي من حق اي متضرر اللجوء إليها وبدورها تستدعي كاتب المادة الصحفية تمهيداً لإستكمال الإجراءات التي قد تصل لمرحلة المحكمة حسب البينات وموقف الشاكي، وهذه خطوات يعلمها راعي الضأن في الخلاء، إذ له غالبية من يعملون بالوسط الصحفي، وبالتالي لم يسلك مناع الطريق الصحيح، الأمر الذي يعد خصماً عليه وعلى اللجنة والسلطات الحالية.
الموقف هنا ليس دفاعاً عن الخال الرئاسي فجميعنا يقر بسوء كلماته بسبب ودونه ونختلف معه كثيراً في رأيه والعديد من المواقف، والمطالبة هنا فقط بالإحتكام لمراحل التقاضي المعروفة عن طريق قانون الصحافة والمطبوعات وجرائم المعلوماتية، سيما وان الامر يتعلق بالنشر وليس شأناً حزبيا يخص منبره السياسي.
لجوء مناع ومن معه الى تدوين بلاغ جنائي يضعهم في موقف اسوأ من السيئ ويفضح اما جهلهم بالخطوات القانونية في قضايا النشر، او استخدامهم لنفوذ نبذوها من قبل في عهد النظام البائد، بل يذهب بأكثر من ذلك فمن حقوقه نشر رده في ذات المساحة طبقا لقانون الصحافة او التوجة إلى النيابة المختصة بالقرب من نادي الأسرة بالخرطوم ان كان لا يعلم موقعها، ومن ثم تقوم النيابة باستدعاء كاتب الزفرات والتحري معه وإطلاق سراحه لحين انعقاد المحكمة مثلما حصل معي وغالبية الزملاء الاعلاميين في اوقات سابقة.
الواضح أن ذات وزير الإعلام الذي اتصل مستفسرا عن خلاف مع زميلتين بدارفور اثر تعسف السلطات معهم بسبب تقارير صحفية هو ذات (الفيصل) الذي وقف مدافعاً عن نفسه وزملاء تعسف معهم النظام البائد بسبب ما يكتبون، ليبقى السؤال عن صمته في هذا التوقيت وهو اعلم من مسؤولي الحكومة الإنتقالية عن الاجراءات، فما الذي تغير يا وزير إعلامنا الموقر؟ هل لان الخلاف مع الطيب مصطفى فيما كتبه ويعتبره البعض ضد الثورة ام ان المبادئ والمواقف تتجزأ وتختلف عندما يتحول الجميع من خانة المعارضة الى خانة الحكومة؟ وذات السؤال لشبكة الصحفيين واللجنة التسيرية لنقابة الصحفيين، اللتان أعتبر نفسي عضواً بهما وحتى إن كان الطيب مصطفى يمثل نفسه او النظام البائد، فما حدث اكبر من ذلك وهو انتهاك امام اعينكم ويمكن ان يحدث لاي منا و(منكم) فهل ستصمتون ام ان لكل مقام مقال اذا اختلف الأشخاص وتشابهت الأحداث؟
صدى اخير
السلطات الإنتقالية في إمتحان حقيقي أمام ممارسات تعرض لها بعضهم ورُفضت عندما كانت تعارض النظام البائد وتكررها الان بعد تسلمها امر البلاد، والأهم من كتابة مصطفى وغضب مناع التحقيق فيما ورد بالمقالات من إتهام يشكك في ذمم بعض أعضاء لجان يبحثون عن الفساد ويؤسسون لنزاهة وشفافية في عهد يوسم بالديمقراطي، فأيهما ستختار حكومة الثورة الذهاب على ذات الطريق الملطخة بالدماء ومزينة بغطغطة الفساد وزحزحة منسوبيها عن المساءلة ام بما مهر له الشعب الارواح وما رُفع من شعارات؟.

Pin It

نبض المجالس : الشفرة الضائعة ..!


بقلم / هاشم عبد الفتاح

في تلك الليلة حينما بكت السماء وامطرت حزنا وابلا على ارواح الثوار التي تناثرت اشلاءا ودماءا ودموع في ساحة الاعتصام بواسطة قوة "منظمة" ذات عدة وعتاد ..كانت ليلة كما "الكابوس" داهم الثوار وهم في حجورهم هم ومراقدهم داخل الخيام وما بين ترس واخر وبين جنبات الاسفلت وتحت ظلال الاشجار
في الاثناء كانت الجريمة هناك "تطبخ" على نار هادئة والسيناريوهات والمؤامرات الماكرة تعد وتحكم بدقة وذكاء في ليل وداخل الغرف المغلقة ..وقتها كانت كل الشواهد والمعطيات والادلة تتحدث بلسان "خفي" بان هذه "الساحة الثائرة ربما لم تستمر طويلا رغم تمسك الثوار بحقهم كاملا في الاعتصام السلمي ولكنهم يتوقعون الخطر ان يداهمهم في أي لحظة .
فوقعت الطامة ..قتلوهم واغتصبوا الحرائر ومزقوهم الي اشلاء والي جثث متناثرة وقذفوا بهم الي البحرفي ابشع صورة من صور اللاانسانية .فكانت الجريمة هناك تجري وقائعها بكل تفاصيلها المؤلمة والموجعة حينها كان ضمير الدولة نائما ولكن لم ينم الذين يرون مصلحتهم في ضرب الثوار وتفكيك قوة اعتصامهم ..اسئلة وتساؤلات كثيرة ظلت حائرة وعالقة منذ صبيحة ليلة الجريمة النكراء ولازالت تلك الاسئلة معلقة في الفضاء وعلى بوابات القضاء تستجدي من بيدة جقيقة ما جري عشية الثالث من يوليو ..
عام مضي ..والحيرة تمزق احشاء كل اسرة فقدت ابنها او عائلها ..طال الانتظار والقصاص من الجناة معلقا او مستحيلا ..وبلغت اجراءات التسويف والتلكؤ حدا لا يطاق فالجاني والحاكم بينهما عقد وميثاق ومصير مشترك هكذا تبدومعطيات الحقيقة .
ولكن رغم هذه الاجراءات "المطاطية" لحسم ملف هذه القضية فان النار التي اطلقها الجناة على الثوار وهم بصدور عارية عشية فض الاعتصام ستظل هذه النار متقدة ومتوهجة في ضمائر اسر هؤلاء الضحايا لا تموت وستظل كذلك بلاغا مفتوحا ضد كل الذين يسيؤن استخدام السلطة والقوة ويقتالون القيم والحريات والانسانية بلا ادنى واذع لا دينى ولا قانوني ولا حتى اخلاقي .
يبدو واضحا ان لجنة مولانا اديب تمارس الان مهامها وكانها بين المطرقة والسندانة اوكلت لها مهمة كبيرة ومفصلية وهى "مكتوفة"اليدين فالضحايا يحاصرونها باسراع الخطى واعلان قائمة الجناة , اما السلطة الحاكمة التى جاءت بمولانا (اديب) لرئاسة لجنة التحقيق في حادثة فض الاعتصام تحاول الان ابعاد شبهة الجريمة من "شركائها" في الحكم ويبدو انها الان منشغلة بتحديد وتسمية من سيكون " كبشا للفداء" في هذه الجريمة النكراء لتدفع به الي القصاص خصوصا ان لجنة التحقيق ربما استكملت كافة تحقيقاتها وتعكف الان على صياغة تقاريرها النهائية واعداد "الطبخة" .لكن تبدوالاسئلة المشروعة ..هل من المتوقع ان تاتي نتائج التحقيق بما يرضي ذوي الضحايا ؟ وهل فعلا ان ينجز مولانا اديب هذه المهمة الشاقة دون تدخلات من جهات رسمية ؟ اما السؤال المهم والمحوري الذي يفترض ان توجهه اسر ضحايا الاعتصام الى لجنة مولانا اديب هو : ( هل وجهت هذه اللجنة سؤالا الى السيد الصادق المهدي حول لماذا سحب حزب الامة خيمته من ساحة الاعتصام قبل لحظات من وقوع جريمة فض الاعتصام ؟ في ظني ان السيد الصادق المهدي لديه "الشفرة" التي يمكن ان تفكك كل خفايا واسرار وملابسات هذه العملية فليس من المستبعد اذن ان يكون هناك (طرفا اخر) اوعز للمهدي بهذا الانسحاب العاجل من ساحة الاعتصام وبالتالي فان هذا "الطرف الاخر" ربما هو ذي صلة قوية جدا بالجهة التي ارتكبت جريمة فض الاعتصام هذا ان لم يكن هذا الطرف الاخر هو (ذات الجهة) فضت الاعتصام .

Pin It

موقع إخباري محايد وغير منحاز لأي طرف أو جه ويقدم خدماته لجميع السودانيين والمهتمين بالشأن السوداني

405 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع