ابحث عن

الخميني شيخ الجبل المظلوم

جبل مرة: ابوذر مسعود

حكايه رجل اسمه الخميني عاش كثيرا من ايامه بين رداهات السجون والمعتقلات لم يسلم جانب الحكومة ولا الحركات المسلحه ولا الجنجويد ذاق عذابات الظلم من كل جانب الي ان تدخلت السماء ووضعت له نهايه سعيدة حسب ارادة الله ومشيئة الثورة الظافرة.
يقول ان الظلم موجود فى كل زمان ومكان وعلى كافة المستويات بدءا من عامة الشعب صعودا إلى الملوك والرؤساء مرورا بالبسطاء عبورا بالحكماء، مخترقا الحضانة إلى الشارع ثم البلد منطلقا فى جميع المجالات بسرعة الصاروخ وأحيانا وببطء شديد مرتبطا بآليات الزمان والمكان ليقتحم المدن والقرى.. كانت تلك الكلمات تعبير (خميني) عن الظلم البين الذي لحق به من كل حدب وصوب .
ذات مساء من ليالي الحرب الحالكة بدارفور ارخي الليل سدوله ،وجد الخميني نفسه في غياهب السجن في اقصي تخوم جبل مرة متهمآ بالتخابر والعمالة لصالح الحكومة المحليه . كيف كان ذلك؟
قال وهو يمسح لحيتي بحنو جميل ويعدل في جلسته
(ما ان انتهيت من عمل الطوعي والروتيني في خدمة الايتام وكبار السن في نهايه الاسبوع كانت الفرحه تررف بقلبي ومشاعري للقاء اطفالي واقاربي واحبابي وبعد وصولي بثلاثة ساعات والابتسامة تعلو شفاه الاسرة وانا اداعب اطفالي فجاة جاء من يطرق الباب بشدة وخرجت فاذا برجال مدججون بالاسلحة يسالون عني بالاسم كاملا وطلبوا مني مرافقتهم الي حيث لا ادري كنت مطمنا في بادئ الامر ولم يمضي وقتا طويلا حتي كانت المفاجاة المدويه والتي هزت كياني وافقدتني القدرة علي التعبير حين وجه احد قيادتهم تهمة التخابر والتعاون مع حكومة الخرطوم) .
ويروي حسن عبدالله محمد والمعروف اصطلاحا ب(الخميني ) بين عامة الناس بمحليه قولو (6الف قدم فوق سطح البحر )بوسط جبل مرة غربي السودان انه مولود بالمنطقه في بدايات الخمسينات ودرس الابتدائي بها وانتقل لمواصله تعليمه ب(44) ود تكتوك وامتحن الوسطي من ود عباس بالجزيرة وسط السودان .
بعدها عاد الي موطنه (قولو) ليعمل في ختان الايتام ومساعدة المسنين والاهتمام بالمختلين عقليا والمعاقين ضمن مشروعه الخيري لخدمة الاهالي حتي وصل الي ختان اكثر من الف وأربعمائة طفل يتيم بالمنطقه .
في عام 2003 تعرضت مدينتنا للهجوم مسلح وشرس من قبل الحركات بواسطة القائد(بيرتو) مما ادي انسحاب الجيش والشرطة وسقوط المدينه في ايدي المهاجمين واعلان (قولو) منطقة محررة ضمن مناطق اخري بالجبل.
بعد ساعات من السقوط واسكات ازيز المدافع بدء المهاجين في حملة مداهمه واسعه وسط المواطنين وتفتيش البيوت والمؤسسات وتم اعتقالنا مع اخرين ونقلنا في اليوم التالي الي المناطق المحرره ب(سرنوق) احدي اعلي قمم جبال مرة وكانت تمثل الي وقتآ قريب اقوي الحصون الحربيه للحركات المسلحه . وفي اقل من اسبوع تم تقدمنا الي محمكة بتهم التعاون مع نظام الحكم بالخرطوم وقضينا اكثر من سبعه شهور هناك قبل ان يعاد التحقيق معنا وتثبت براءتنا من التهم المسنودة الينا ويطلق سراحنا برفقه الكثيرين منهم كاتب المحصول عبدالجبار ابراهيم وادي والخفير مكي وعدد من العسكريين والمدنيين من ابناء زالنجي والفاشر وسنار ونيالا
قبل ان ابارح (سرنوق ) صممت لمقابله قائد المنطقه العسكريه حينها كان القائد الامين تورو وهو رجل فاضل ذو شخصيه متميزة وقدمت له مناشدة عاجله بخصوص الاسري الذين ما زالوا رهن الاعتقال وكان عددهم يفوق ال(50) اسير من مناطق مختلفه اما ان تضمهم الي قواتك او تطلق سراحهم عبر وسيط محايد او منظمة تتكلف بهم ووافق علي الفور وعاد بقوله يا (ابو) وهو اسم نداء يحمل بين جنبيه كثير من الود واللطف يطلق في هذه الانحاء لتوقير الكبير واحترام مكانته حينها شعرت بشى من الرضا .امضي فيما اشرت اليه وهو امر محمود شرط ان لا يذهبوا مرة اخري للحكومة لان وجود هؤلاء يمثل عب كبير علي الحركة ومواردها المحدودة وان اعتقالهم بات لا طالة منه وبالفعل تم الاتصال بالصليب الاحمر وتحرير كافه الرهائن بطرف الحركة.
ويمضي الشيخ الخميني بسرد قصصه مع الاعتقال التعسفي والعقوبات المتكررة من جانب الحركات المسلحة والجنجويد من جانب والحكومة من جانب اخر ويقول في المراة الرابعه لاعتقالي بواسطة الحكومة في عام 2016 مع غالبية المعتقلين الذين يتعرضون للتعذيب والمعاملة السيئة خلال توقيفهم أو داخل السجون ومراكز الاحتجاز تم حلق لحيتي وتحويلي الي منطقة (برداني) ولم يطلق سراحه الا بعد ان عزمت الحكومة للذهاب الي (سرنوق ) لقتال الحركه في اعلي القمه وامرت باطلاق عدد من المعتقلين حينها توجهت مباشرة الي القائد برهان وطلبت منه اجلاء العجز والمسنين وفاقدي العقل والنساء والاطفال خارج المنطقه قبل بدء النزال وهو ما استجاب له البرهان وعصم عدد كبير من السكان عن مرمي النيران .

Pin It

المبادرات الشعبية والمدنية .. سند لسلام مستقر وتنمية دائمة

الجنينة :- وصال بدوي


يفتقر انسان ولاية غرب دارفور لابسط معينات نشر ثقافة السلام وحل النزاعات والصراعات بالرغم من انه يشكل جزءا كبيرا وفاعلا في بناء المجتمع الذي يحلم بأن يسوده السلم الاهلي والاستقرار الدائم .إن المبادرات المدنية في الوقت الحالي هي سمة مهمة من سمات الشعوب التي تتخذ من المبادرات سندا لسلام مستقر ودائم وللوصول الى هذا الهدف ولترسيخ هذه المفاهيم فإن ذلك يتطلب الكثير ولقيام مبادرات وجهود كبيرة بدعم شعبي ومجتمعي ليسود السلام ولن تنجح أي مبادرة بل لن تكون هناك مبادرات فاعلة اذا لم تكن نابعة من حاجة المجتمع نفسه لذلك لابد من قيام ندوات ومنتديات وحملات توعوية و نشاطات اخري تخص حل النزاعات وبناء السلام ونشر وترسيخ ثقافة
السلام والتسامح وقبول الآخر في المجتمع الذي يتكون من مختلف الاثنيات وفي ذلك يرتبط الامر
بشكل مباشر بتلك المبادرات التي تترك اثرا فاعلا او تضع الاساس
لثقافة راسخة ومتجذرة تصبح سندا لسلام دائم
ان المبادرات المدنية واحدة من الفعاليات التي لها اهمية كبيرة لكن يستند نجاحها علي أبناء مجتمعها
مما يعني اهمية البدء من القاعدة او اشراك الجمهور في الفعاليات التي تنظمها المبادرات المدنية
على هذه الطريقة لان اثارها تنتشر بسرعة وتترك اثرا ايجابيا لانها قريبة من تطلعات الناس وتسعى لإيجاد الحلول القضايا وهي أشبه بصندوق المقترحات
وان التوصيات والحلول والتحديات لابد لها ان تنتشر من قبل الشخصيات، المؤسسات، المراكز
الثقافية، المنظمات المحلية، التجمعات الشبابية وغيرها من المنافذ حيث لابد ان يلتفت نشطاء السلام لهذا الامر باستهداف اكبر عدد من الناس ومخاطبة مشاكلهم وهمومهم النابعة من واقعهم .
مثلا اقامة مبادرة تعزز ثقافة قبول الاخر وهي ذات فائدة وبعد انساني كبير وعندما تشترك جميع المكونات فيه
ستساهم في زيادة الروابط فيما بينهم كافراد من المجتمع مما يؤدي إلي قربهم من بعضهم البعض واشتراكهم في التخفيف من معاناة أناس لا يهتم بهم الكثيرين.
اقامة مبادرة مدنية لدعم مؤسسة حكومية صغيرة
لتنفذ المشاريع بعدالة وسرعة وفي توقيتاتها يعني تحمل الجمهور العام بمشاركته في تنفيذ القرار ما يعني العمل في وضع سند راسخ لمجتمع مستقر ما يعني مجتمع يسوده السلم الاهلي .
هذا العمل الذي يعتبر الان سمة من سمات المجتمعات التي
تتبع الاسس المدنية في تنفيذ مبادرات مدنية سواءا من قبل
مؤسسات مدنية او منظمات غير حكومية، وكذلك من قبل بعض
اللجان والتجمعات الصغيرة او من قبل الهيئات
لحاجة مستعجلة او طارئة، تسد فراغا كبيرا وتعتبر سندا مهم في حالات اقامة مشاريع بناء السلام خاصة .
المبادرات المدنية التي دائما ما تجلب الفائدة لانها تخص فئات كثيرة،
وتنبع من واقع المجتمع المحلي وخاصة بالنسبة للمجتمعات التي خرجت من النزاعات وبالاخص في المرحلة التي تكون عمليات بناء السلام مستمرة وهي بذلك تضع الاساس لسلام مستقر وتضع الاساس لمجتمع يتعلم كيف يشارك في صناعة القرار، ويراقب تنفيذه .

Pin It

والي جنوب دارفور في احضان قادة المؤتمر الوطني

بقلم - جمال ضحاوي - نيالا

منذ أن وطأت قدماه اي والي ولاية جنوب دارفور موسى مهدي المحسوب على حزب الأمة مطار نيالا تنادت العديد من رموز قادة نظام المؤتمر الوطنى وحلفاءه لاستقباله قبل أكثر من أسبوعين وما أن استلم مهام أمر الولاية فإن اول ما قرره الوالي في اجندته وبرامجه تنفيذ زيارات إلى المناطق التي جرت فيها أحداث دموية فظيعة بين أطراف قبلية لمواساة الضحايا والوقوف على الأوضاع الأمنية .

حسنا ما فعلت يا سيادة الوالي موسى مهدي اسحاق عندما قلت ان مليشيات المؤتمر الوطني هي التي تقف من وراء الاقتتال القبلي الدائر بالولاية وهذا التشخيص سليم وفي محله ولكن عندما قررت ان تعالج الأزمة القبلية شكلت لجان الصلح والجوديات بنيت على ركائز واسس واوتاد من هم أبرز قيادات الوطني بالولاية ألم يكن معتمد محلية السنطة حتى يوم السقوط (عثمان التوم) مقررا للجنة الصلح بين قبيلتي التعايشة و الفلاتة ؟ ألم يكن عبدالرحمن حمدالله القيادي بالوطني وعضو البرلمان في النظام الساقط ضمن أعضاء لجنة الصلح ألم يكن السيد عباس الدومة عضو اللجنة قياديا بارزا في الوطني ورئيس لجنة شؤون الأعضاء سابق في مجلس الولاية التشريعي ألم يكون رئيس لجنة في أحداث محلية كاس الشراتي ابراهيم والمقدوم صلاح الفضل من القيادات البارزة في المنظومة البائدة ما لكم كيف تحكمون؟

ثلاثون عاما حروب قبلية ومصالحات تشرف عليها نفس اللجان نفس الأشخاص والأزمات متكررة

ولك أن تعلم وتعرف جيدا السيد الوالي أن الانتماء لحزب المؤتمر الوطني واحدة من أهم القوداح في تولي اي أمر أو منصب في المرحلة الانتقالية خاصة الملفات الشائكة وعلى رأسها الاحتراب القبلي

السيد الوالي و مما لا يدعو مجالا للشك انك من اول وحلة اكتشفنا فيك نقطة ضعف كبيرة لا يخفى حتى على الكفيف لأنه يلتمسه ويتحسسه كيف لا وانت تصتحب معك في موكبك خصم لدود لزيارة خصمه الآخر وهو يتلوى من مرارة الأذى والاضرار الذي لحق به فلولا فطنة قائد منطقة فريضة العسكرية لقامت القيامة وانت السبب الأساسي فيها

ويا سيادة الوالي فان فرض هيبة الدولة بكلما تعني الكلمة من معنى أمر ضروري من منع التجمعات القبلية وجمع السلاح ونشر القوات وإلزام الإدارات الأهلية في الكشف عن المتفلتين وتكوين المحاكم الريفية ودعمها بما يلزم

عليه ولكل ما ذكر على السادة تجمع المهنيين وقوى الحرية والتغيير ولجان المقاومة بالولاية يتوجب عليكم حماية مسار الثورة والا فإن واليكم هذا سيظل في أحضان المؤتمر الوطني واسيره حيث يرسمون له الخطط والبرامج إلى أن يسقط ويفشل فشلا مدويا وهذا ما يرجوه ويتمناه النظام الهالك

 

Pin It

النزاعات القبلية و طرق الحلول


بقلم - د. نزار محمد ماشا
النزاعات القبلية فى السودان كانت و لا زالت تحل بطرق تقليدية, و ربما لا يبذل فيها جهد مقدر و لذا حالما تعود مرة اخرى و احيانا اكثر عنفا و اكثر دموية.
اريد ان اتطرق الى بعض الاشياء وفقا لعملى لفترة طويلة فى مجال فض النزاعات و بناء السلام بمركز دراسات السلام و التنمية, و قد عملت منذ العام 2000 استشارى مع مركز بادية لخدمات التنمية المتكاملة فى التدريب و الدراسات فى مجال فض النزاعات و بناء السلام, بجانب منظمة البحث عن قواسم مشتركة, و عدد من المنظمات الوطنية و الدولية و المؤسسات الحكومية. ايضا عملت كاستشارى مؤخرا لدراستين حديثتين الاولى لتحليل النزاعات و المشكلات بمحلية القوز, و كانت لمنظمة ساحل سودان, و معى صديقى زميلى د. ادم احمد تيراب بمركز دراسات السلام و التنمية بجامعة الدلنج. و الثانية ايضا عملت كاستشارى مع صديقى و زميلى د. معتصم قمر الدين فى دراسة عن تحليل النزاعات بخمس ولايات, شملت كل من جنوب كردفان و شمال كردفان و غرب كردفان و النيل الابيض و النيل الازرق, و كانت دراسة لبرنامج الامم المتحدة الانمائى (UNDP). كل ذلك و غيره ربما اعطانى فرصة لمعرفة الكثير. و هنا اريد ان اسهم فيما يختص بالنزاعات القبلية بالسودان عامة و جنوب كردفان خاصة من خلال ملاحظاتى لغياب بعض الموجهات الاساسية فى الحلول.
اولا: رغم المجهودات الكبيرة و الكثيرة التى تبذل لفض النزاعات القبليبة, يلاحظ ان الوسطاء و الميسريين فى اغلب الاحيان يركزون على معالجة اثار النزاع, و رغم اهميتها الا انهم لا يركزون على الاسباب الجذرية للنزاعات , و ربما يكون مرد ذلك الى ان اسباب النزاعات قد لا تكون ظاهرة, و ذلك لانها متعلقة بالمصالح (المادية و المعنوية و الاجرائية) او الحاجات (الاساسية), و يتطلب ذلك جهد و خبرة و دراية من قبل الوسطاء و الميسرين و المفاوضين, حيث يكمن الحل فى معرفة الاسباب الجذرية للنزاعات و الاسباب الجذرية للنزاعات مرتبطة بصورة اساسية بالمصالح و الحاجات لطرفى النزاع.
ثانيا: ومن الاهمية بمكان التعامل مع بعض الاشياء فى النزاعات دون خلط من اجل الخروج بحلول بناءة و خلاقة و متجددة, و لا يتم ذلك الا بمعرفة و التمييز بين كل من نظريات اسباب النزاعات - مصادر النزاعات - معايير النزاعات - مراحل النزاعات و كيفية التعامل و التدخل مع كل مرحلة - بجانب الخيارات الاستراتيجية للتعامل مع النزاعات, و لا يتأتى ذلك الا عبر الخبرات و التدريبات المتواصلة.
ثالثا: لا بد من التمييز بين الوساطة و التفاوض و دور و منهجية كل منهما, اضافة الى مقدرة و خبرة جيدة فى تحليل النزاعات و ادارة الحوار و الاتصال و التواصل و طرق فض النزاعات الاخرى.
رابعا: يتطلب الامر من الميسرين و الوسطاء مقدرة جيدة على تحليل السياق الذى يقع فى اطاره النزاع و ايضا كيفية تحديد كل من (Dividers and Connectors) فى اطار تحليل السياق فى النزاعات.
خامسا: هذا قليل من المتطلبات للوصول الى حلول منتجة للنزاعات القبلية و يمكن ان تكون جزء من المؤشرات التى يجب توافرها للحلول.

Pin It

موقع إخباري محايد وغير منحاز لأي طرف أو جه ويقدم خدماته لجميع السودانيين والمهتمين بالشأن السوداني

81 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع