ابحث عن

العيد الوطني للملكة المغربية لمحة تاريخية

 

 

العيد الوطني للملكة المغربية لمحة تاريخية

محمد موسى ابراهيم

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

(1)

في سنة 1934م ، الذكرى السابعة لجلوس محمد بن يوسف على العرش ٬ أصبح الاحتفال بعيد العرش يكتسي صبغة رسمية , إذ صدر قرار وزاري أصدره محمد المقري بتاريخ 26 أكتوبر 1934 بعد أن أشّر عليه المقيم العام الفرنسي هنري بونسوت. وكان هذا القرار الوزاري٬ المؤرخ بـ31 أكتوبر 1934، نشر بالجريدة الرسمية يوم 2 نوفمبر 1934، مؤلفا من عدة بنود أهمها أن يقوم باشا كل مدينة من المدن المغربية بتنظيم الأفراح والحفلات الموسيقية٬ وتزيين المدن٬ وتوزيع الألبسة والأطعمة على نزلاء الجمعيات الخيرية٬ وأن يكون يوم عيد العرش هو يوم 18 نوفمبر من كل سنة٬ ويكون يوم عطلة بشرط ألا تلقى فيه الخطب السامية.

وفي عيد العرش يوم 18 نوفمبر 1952 ألقى محمد بن يوسف خطابا ساميا بالقصر الملكي بالرباط٬ يعتبره الوطنيون شرارة اندلاع "ثورة الملك والشعب".

ولما عاد محمد الخامس من منفاه هو وأسرته سنة 1955، أصبح يوم عيد العرش واحدا من الأعياد الثلاثة: عيد العودة وهو يوم 16 نوفمبر، وعيد الانبعاث وهو يوم 17 نوفمبر، وعيد العرش وهو يوم 18 نوفمبر.

(2)

تعيش المملكة المغربية هذه الايام على وقع احتفالات الشعب المغربي بالذكرى الواحدة والعشرين لعيد العرش المجيد في الثلاثين من يوليو 2020 . وهي مناسبة وطنية لها رمزيتها وقيمتها ومكانتها في قلوب المغاربة شكلت عبر السنوات عروة وثقى بين العرش والشعب . وتتأسس عليها قوة الوطن ولحمة المواطنة وتزكي في النفوس مشاعر المحبة والوفاء وأحاسيس التضحية في سبيل المغرب والدفاع عن قضاياه.

وقد تميزت فترة حكم الملك محمد السادس بمبادرات استباقية وتشاركية , حيث ان التوجه الذي اتخذته المملكة توجه نحو الحداثة وتعزيز دولة القانون وذلك بموازاة مع الاصلاحات السياسية والمؤسساتية كما ان الدولة المغربية عملت على نهج سبيل يكرس الابتعاد عن الفكر الوحيد نحو التعبير الحر ومناقشة مختلف المواضيع , مثل حقوق الانسان وعقوبة الاعدام . كما قاد العاهل المغربي خلال عقد ونصف عدة مبادرات للاصلاح في مختلف القطاعات مما جعل المغرب جديرا بالاحترام وذا صوت مسموع على الصعيد الدولي.

وكما جرت العادة يوجه الملك محمد السادس بمناسبة عيد التربع على عؤش اسلافه الميامين من ملوك الدوحة العلوية الشريفة خطابا الى الشعب المغربي يرسم فيه الخطوط العريضة للسياسات العامة للبلاد , بالاضافة الى عرض حصيلة مركزة لأبرز الانجازات المحققة في غضون السنة الماضية في أهم القطاعات.

وقد حلّت ازمة كوفيد-19 ففتحت أعين العالم على اختلاف طرق الإدارة في أوقات الأزمات، وأظهرت عجز كثير من الحكومات أمام فيروس كورونا وتداعياته التي لا يمكن التنبؤ بها، إلا أن أداء المغرب قد أثار الإعجاب داخليا وخارجيا، إلى حد اعتباره نموذجا يحتذى وذلك بشهادة منظمة الصحة الدولية .

وفي سبيل محاصرة هذا الوباء أعلن الملك محمد السادس إنشاء صندوق لجمع مليار يورو، وقد جمع في غضون أيام قليلة ثلاثة مليارات يورو، ساهمت فيها المؤسسات العامة والشركات الكبرى وكبار موظفي الخدمة المدنية والشخصيات العامة والمواطنين بالمملكة المغربية . وقد استفاد المغرب من الوقت، حيث حل مشكلة المعدات، فتضاعف عدد أسرة الإنعاش في وقت قياسي بتمويل من صندوق كوفيد-19، كما مكّن الإنتاج الوطني للأقنعة والملابس الواقية والأجهزة من اكتفاء البلد ذاتيا، مما جنبه الدخول في التنافس العالمي الشديد للحصول على هذه المنتجات الغالية والنادرة.

وفي أوج النقص العالمي للأقنعة، كانت شركات النسيج المغربية المدعومة من وزارة الصناعة قادرة على تصنيع خمسة ملايين قناع في اليوم، تفي بالمعايير الدولية، كما قام آخرون بتصميم أجهزة تنفس، مما سمح بأسعار منخفضة أقل من 200 يورو لكل جهاز.

 (3)

وبصورة موازية ونزولا للتوجيهات السامية لجلالة الملك محمد السادس كانت الخطط الاقتصادية تسير على قدم وساق , حيث تمثلت في الاستمرار في اعتماد السياحة كمحرك التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بالمغرب , و من جهة اخرى موازية يحتفظ المغرب بمكانته في الصفوف الاولى من بين عشرين أبرز قبلة سياحية في العالم فارضا نفسه كمرجع للمنطقة المتوسطية فيما يتصل بالتنمية المستدامة “بفضل نموذج تنمية سياحية مسؤول ومحترم للبيئة يعتبر التنمية المستدامة جوهر الاستراتيجية .

وقد حقق المغرب في هذا العام 2020م عدة قفزات ايجابية مشهود له على الصعيد الدولي منها :

  • إنشاء 000 160 سرير جديد و 000 40 سرير من اقامات عقارية للانعاش السياحي “RIPT”.
  • مضاعفة عدد السياح الوافدين بمضاعفة نصيبنا خصوصا في الأسواق الرئيسية الأوروبية وجلب مليون سائح من الأسواق النامية.
  • مضاعفة عدد الرحلات الداخلية ثلاث مرات
  • تشغيل حوالي مليون مغربي في قطاع السياحة خلال العشرية.
  • توفير 1000 مليار درهم كمجموع مدخول الانشطة السياحية في غضون العشرية.
  • مساهمة السياحة في الناتج الداخلي الخام بزيادة نقطتين

 

وفي ذات السياق تم تطوير ثمان مناطق سياحية مختلفة ومتكاملة تلعب فيها رؤية القيادة الرشيدة للعام 2020 دورا رئيسا في مسلسل الجهوية التي انخرط فيها المغرب. وقد سمحت السياسة الجديدة لتهيئة المناطق للجهات من الاستفادة من جميع مؤهلاتها , سواء من ناحية كونها مواقع طبيعية، او ما تحمله من زخيرة في الإرث الثقافي .

 

 

 

 

Pin It

الاثنين الدامي بالجنينة

عمدان النور

الاثنين الدامي بالجنينة

محمد يوسف إبراهيم 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


بداية أسأل الله تعالي أن يتقبل تلك الأرواح التي فقدت وأن يعجل بالشفاء لكل جريح ومصاب، ولا أدري أي صدفة هذه التي جعلت من احداث الجنينة تتكرر وبالكاد بنفس الطريقة وذات السيناريو الذي كان مريعا حد الذعر والذي ادي كذلك الي ازهاق انفس بريئة. 
الاثنين الذي شهد مأساة كرندنق كاد ان يتكرر لولا لطف الله تعالي وسرعة الاستجابة من الاجهزة الامنية ، واتخاذ اجراءات وتدابير حكيمة من قبل الوالي ادت الي نزع فتيل الفتنة والحد من تفاقهما ،
الامر يبدو انه غريب ولا يمكن ان يكون مصادفة في كل مرة ، وبالتالي لابد من البحث جيدا من اجل كشف الحقائق وصولا الي مطبخ العمليات الجهنمية هذه والتي ترمي الي تدمير المجتمع والزج به في اتون صراعات غير معلومة العواقب الوقت موسم للزراعة والخريف بدأ وكان يجب ان يكون الجميع في مزارعهم ، وكل الحادبين علي مصلحة اهل الولاية والداعين الي الامن والإستقرار ظلوا ينادون بضرورة تأمين الموسم الزراعي ، فإذا بنا نصبح ونمسي في دوامة الصدامات العنيفة التي عايشها اهل الجنينة ومستري ،،
الجميع يتساءل عن دوافع الاحداث ولماذا في هذا التوقيت تحديدا ومن ذا الذي يوقد نيرانها.
لاشك في ان ايادي خفية اثمة تدير المشهد وتتحكم في الامور بصورة واخري ولكن هذا لايزيد الوضع الا تعقيدا وانقساما واستقطابا في الاتجاه السالب ، والمسؤلية هنا جماعية وتتطلب اليقظة من الجميع لتفويت الفرصة علي من يريد شق المجتمع واحداث شرخ اخر يزيد من الهشاشة الماثلة ،
الوضع مأزوم ويحتاج الي العقلاء واصحاب الحكمة من كل الاطراف لان فرضية الحرب باتت هي الاقرب وبالتالي لابد من انقاذ الوضع ، صحيح هنالك هدوء لكنه حذر ، ولا احد يدري ما تخبئه الاقدار ، نعم الغبن موجود والاحتقان بائن بينونة كبري ولكن لابد من تجاوز كل ذلك من اجل التعايش السلمي بالولاية ، ولابد من اللجوء الي العدالة القانونية لاخذ الحقوق.

 

ثمة تحديات تواجه الامن والإستقرار واولها ليس السلاح الناري ، انما هو سلاح الاعلام الاسفيري القذر الذي ظل يؤجج كل صراع وينفخ في ازامير الحرب ويزيد من الظلامية ويدق نواقيس الخطر ويعلن الحرب من علي الكيبورت ، ويحرض المجتمعات ، ويشكل ويوجه الرأي العام سلبا ، ويدوس علي الحقائق ويزيفها ويضفي جمالا علي العنف ويزين سوء الاعمال ، بالاكاذيب والتضليل والخدع والخلع ، والتهديد والوعيد ونقل ومشاركة كل ماهو مجاف للحقيقة ، كما ويستخدم رواده اغلظ عبارات الفتن والعنف اللفظي التحريضي البغيض ، تضخيم الحدث نفسه هو عنف وكذب وتضليل ، نقل اكاذيب غير موجودة هو حرب لفظي وعنف خطير ، يشعل نيران الفتنة ، ويزيدها وقودا لتستعر ، ولا يصطلي بها الا الابرياء ، الفتنة تخط في نوم عميق ولكن شياطين الانس دوما هم من يوقظها بسبب وبلا سبب ، اذا الاعلام المضلل والكذوب هو السلاح الاول والقاتل الاخطر في المعركة الوهمية التي يخوضها الجميع بلا وعي ولا استنارة ، اوقفوا عبث القروبات الاسفيرية كونوا ايجابيين انبذوا العنف بكافة اشكاله ، لا تساهموا في تأجيج الموقف ، سلاح الكلام لا يأتي الا بسلاح البارود ، والحرب تبدأ بكلمة ، وليست بطلقة.
نعم انتشار السلاح عامل اساسي في الصراع والنزاع والاحتراب ولابد من ايجاد حلول ناجعة للامر ، لان انتشاره بهذه الطريقة ومع توفر الغطاء الاعلامي سيؤدي الي المزيد من الفلتان ، جمع السلاح ينبغي ان يكون هدف الوالي وحكومته اولا ، ولابد من ان يكون الامر معززا من حكومة المركز ولابد من فرض هيبة الدولة وبسطها وعدم التهاون وعدم التردد لان الامر يتعلق بوجود المجتمع وامنه وسلامته واستقراره وممارسة حياته ، كما وان للمجتمع الدور الاكبر لان من يركتبون الفظائع يجدون حواضن امنة تأوي جرائمهم وبالتالي ينبغي عدم التستر علي من يرتكب جريرة وان يسلم للعدالة فورا حتي يتعافي المجتمع من امراض حفنة قليلة من الناس.
لايمكن لشخص واحد او شخصين او حتي عشرون يرتكبون جريمة ويعاقب عليها كيان بأكمله ، هذه ليست عدالة ، اذا للمجتمع دور متعاظم يجب القيام به ولابد من التعاون مع الاجهزة الامنية للوصول الي بؤر واوكار المعتدين للقبض عليهم اين ما كانوا ، لأن الحكومة لا يمكن وليس باستطاعتها ان توفر جندي لكل مواطن ليحرسه او يحميه هذا من ام المستحيلات ، الشباب يجب ان يعرفوا درهم المجتمعي وان لا ينساقوا هكذا وراء الازمات دونما دراية لانهم الوقود الذي يستخدم في كل مرة لتمرير وتنفيذ اجندات لا يعلمونها ولا يدركون كنهها ، كونوا ايجابيين قدر المستطاع وانزعوا فتيل الازمة ، كونوا تقدميين في الافكار والاراء.

ماقامت به الحكومة حتي الان يحسب لها في الاتجاه الايجابي لأن تدابيرها قللت من حجم الازمة ، ولكن لابد من تمديد حظر التجوال مع التفتيش الشخصي لاي مواطن واي وسيلة نقل وحتي البيوت في حالة الاشتباه او التحركات المريبة ، كذلك لابد من تفعيل قانون جرائم المعلوماتية ، للحد من الفوضي الاعلامية الحادثة الان ، كذلك ادعوا كافة الذين يدمنون ويرتادون المواقع الاسفيرية التعديل من سلوكهم والتحول نحو الوجهة الاجيابية وتحري الصدق والدقة في كل شئ ، اخيرا منطقة جنوب الجنينة تحتاج الي قوة امنية مشتركة دائمة الوجود لحفظ الامن والإستقرار وضبط الفوضي والمظاهر السالبة بكافة اشكالها ، وعدم التساهل مع اي موقف مهما كان. 
هذا والله المستعان.

Pin It

اعتصام نرتتي وتوطين الكفاح السلمي في السودان 

بقلم - محمد فتحي اورفلي

منذ انفجار ثورة ديسمبر وحتي اعتصام القياده الشهير قدم الشعب السوداني اعظم ثورة سلميه في تاريخه عبر مر العصور وخاصة في حقبة الدولة السودانية الحديثه ، وتفردها ينبع من انها قامت علي شعارات تعتبر هي المنفستو المعبر عنها والتي سارت وتسير علي هداه وعلي راس تلك الشعارات شعار ( حرية ، سلام ، وعداله ) والذي نحتفي وسنحتفي به كلما سنحت لنا الفرصه لذلك لانه يعتبر الان الممر الآمن الذي سنعبر عبره بالبلاد الي بر الامان اذا ما التزمنا به .
التفرد الاخر الذي يميز ثورة ديسمبر هو انه اصبحت علامة تاريخيه فارقه بين ما قبلها من تاريخ سياسي واجتماعي قد مضي وكل ما سيأتي من بعدها ، ونأخذ قضايا الاقاليم في الدولة السودانيه واليات وادوات التعبير عنها والمطالبه بها ونبدأ منذ توريت 1955 وحتي دارفور والمنطقتين 2018 ، ما هو متفق عليه وواضح ان العنف والعنف المضاد هو سمة التعامل مع قضايا الاقاليم خلال تلك الفترة وقد انتجت تلك الفترة انفصال دولة جنوب السودان كنتيجة حتمية لما يمكن ان تقود اليه طرق التعامل مع مثل هكذا قضايا ومطالب من مركز الدولة القابض وردة الفعل التي تتسم بالعنف والعنف المضاد ، كان ذلك قبل ثورة ديسمبر وانا علي يقين لو قامت ثورة ديسمبر قبل تاريخ انفصال الجنوب لكان هناك وضع مختلف للوضع السياسي في البلدين ، افرزت ديسمبر وضعا مختلف وافرد مساحة من الثقه بين كل الاطراف مما اسهم في ايقاف الة الحرب وانتهاج الية الحوار لحلحلة القضايا التاريخيه العالقه للدولة السودانيه منذ خروج المستعمر وحتي الان وقاد الجميع الي طاولة المفاوضات ثم تطور الامر الالية الان واصبحت المطالب تتم بصورة اكثر سلمية وتعبر عن جوهر الثورة وتتسق مع روحها وتستمد قيمها من اعتصام القيادة العامه الخرطوم بالاضافة الي اعتصامات الولايات في تلك الفترة .
الاتجاه الي استخدام الاعتصامات السلميه لتحقيق المطالب ( نرتتي كمثال ) هو الان اكبر مكسب خرجنا به من ثورة ديسمبر وبالتأكيد هو ترسيخ لمفاهيم اللاعنف في الدفاع والمطالبه بالحقوق بصورة حضاريه تؤكد ان بذرة الثورة قد نمت واثمرت وهي ايضا رسالة لجميع النخب السياسيه ان الشعب السوداني قد تجاوز مرحلة الاحتراب وانه لن يعود الي تلك الحقب الداميه وان السلميه هي خياره الاوحد في طريقه لتحقيق مطالبه العادله والمستحقه .
يقودنا هذا الامر الي التذكير بأن هذه الثورة قد بدأت من اطراف الدولة السودانيه لاول مرة عكس المتعارف عليه في الانتفاضات السابقه ولذلك فمسألة الاستماته في التمسك بالسلميه في تلك الاطراف الان لهو امر بديهي يعبر عن ان مشروع الثورة الاجتماعي السياسي للتغيير قد آتي اكله وان التغيير قادم لا محالة ومن نفس تلك الاطراف التي بدات منها الثورة وهي نفس الاطراف التي عانت من ويلات العنف الممنهج والدموي طيلة الفترات السابقه ولذلك فأن ثمن السلمية التي تنتهجها تلك الاطراف الان قد تم دفع ثمنها غاليا من دمائهم وارواحهم وهي تضحيات لم ولن تذهب سدي ابدا .
امامنا الان فرصة ذهبيه قد لا تتعوض مرة اخري لتأسيس دولة الحقوق والمواطنه والقانون التي تليق بتضحيات هذا الشعب العظيم الذي اثبت انه يستحق ان يري احلامه واقعا ملموسا في دولة تنظر اليه كمواطن من الدرجة الاولي له نفس الحقوق وعليه نفس الواجبات مثل الجميع ووطنا يسعهم جميعا دون تمييز بسبب عرق او دين او لون .

 

Pin It

حزب الأمة واللعب الاحترافي

عمدان النور

 


حزب الأمة واللعب الاحترافي


محمد يوسف ابراهيم
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


تعيين الولاة المدنيين كان ولازال مطلب اساسي لمكونات ثورة ديسمبر المجيدة وذلك اكمالا للمؤسسات المدنية المنشودة ، الجميع كان ينتظر ما تتمخض عنه اجراءات التعيين التي اخذت وقتا طويلا بسبب الخلافات وسط اجسام الحرية والتغيير الخرطوم والحرية والتغيير الجبهة الثورية ، حيث هددت الاخيرة بنسف المفاوضات حالما اصرت الخرطوم علي المضي قدما في اعلان الولاة المدنيين دون الجلوس معها ومشورتها ، مما حدا بكل الاطراف للجلوس معا للتوصل الي حلول مرضية تفضي الي تعيين الولاة وفعلا توافق الجميع المكون العسكري والخرطوم والجبهة الثورية علي ضرورة تكليف الولاة المدنيين المؤقتين الي حين التوصل الي اتفاق سلام دائم يتم التوقيع عليه في منبر جوبا ، لان جماهير الثورة ظلت تطالب باستكمال المؤسسات المدنية ، سيما وان الفترة الانتقالية تحتاج الي ترتيبات محددة وهذا لا يتأتي الا بوجود مؤسسات مدنية ، الغريب في الامر هو ان اجسام الثورة او تلك التي تكون الحرية والتغيير فاقدة للانسجام والتناغم والكل يتربص بالاخر ويتحين الفرص لتسديد ضربة قد تكون قاتلة للطرف الاخر ، ويبدو هذا واضحا مابين حزب الامة وبعض القوي السياسية الاخري ، خاصة بعد اعلان الاول تجميد نشاطه داخل المنظومة او حاضنة حكومة الثورة الانتقالية بحجة عدم الرضي بالممارسات التي تتم من وراء ظهره ، وكان لقرار التجميد الاثر السلبي البالغ وسط قوي الحرية والتغيير ، وكاد ان يشق صف الحلفاء المتشاكسون ، وبالرغم من الرجاءات الكثيرة لحزب الامة للبقاء كأحد اضلع الحرية والتغيير الا انه ظل مصرا علي موقفه ، وقد وصلت رسالته بصورة واضحة للحلفاء، لم ينتهي الامر هكذا ، انما ظلت الاطراف تبحث عن السانحة التي يمكن ان ترد فيها الضربة للسيد الامام وحزبه ، فكانت فرصة تعيين الولاة ، وما صاحب ذلك من تدابير دقيقة جدا وبذكاء خارق ، اراد بها المهندسون اعادة الرسالة لحزب الامة ولكن بطريقة مختلفة هذه المرة ، واقرأ فحوي الرسالة كالاتي ، اولا محاولة اظهار حزب الامة علي صورة التاجر الطماع الذي يحاول مكاوشة كل شئ وذلك باعطاءه عدد 6 من الولاة البالغ عددهم 18 واليا اي مايقارب النصف ، ولايمكن لحزب واحد ينال هذا القدر من حصص الولاة اذا ما كان الامر في الاصل فيه محاصصة ، وبالتأكيد هذا يتنافي مع ما تم الاتفاق عليه جملة وتفصيلا مع الجبهة الثورية ، وذلك بعدم اتباع المحاصصة في تعيين الولاة وان لا يكونوا حزبيين حزبية صارخة وان يتم مشاورة اهل الولايات في اختيارهم كذلك ان يكونوا ممن يشهد لهم بالكفاءة والنزاهة ، كذلك حوت الرسالة علي اشعال النيران واستعارها علي جسد حزب الامة ، وذلك باستنفار الشارع اوخروجه طواعية للتعبير عن رفضه للولاة المعينين ، خاصة ولاية غرب دارفور التي تشهد تطورات امنية خطيرة ، ربما ازدات وتيرتها اذا ماتم تعيين الوالي الجديد وربما خرجت بيانات او كتابات من هنا وهناك تعبر عن رفض تعيين الوالي الجديد ، واذا ماتم ذلك لربما ادي الي انقسام داخل الحزب بولاية غرب دارفور حسب المراقبون ، وهذه الفرضية مستعارة من اخر زيارة للسيد الامام للولاية وما صاحبها من اعمال شخب وتعبير عنيف عن رفض الزيارة ، كما وان هنالك انقسام في الاصل حادث وماثل وسط حزب الامة مابين المرشحين لمنصب الوالي الاستاذ محمد الدومة والامير تاج الدين بحرالدين ، علي اية حال هذه هي وضعية حزب الامة التي اراد بعض مكونات الحرية والتغيير استغلالها للرد عليه بعنف شديد ، اضافة الي تعبير الشارع ولا ادري ما ان كان التعبير تلقائي ام بفعل فاعل ، حزب الامة الذي يعتبر من اللاعبين المحترفين في مضمار السياسة السودانية ظل عصيا علي محاولات خصومه للنيل منه ، لانه يتمتع بتاريخ طويل في الممارسة السياسية ويدرك الاعيبها ويعرف كيف يتعامل معها ، وفعلا تمكن حزب الامام من افشال مخطط ربما ادير باحترافية عالية جدا لايقاعه في الفخ لكنه نجح تماما بعد اقل من 24 ساحة حيث درس الحزب مخرجات اعلان تعيين الولاة بصورة متأنية وربطها بتاريخه السياسي وبالتالي فاجأ الجميع باعلانه عن سحب مرشحيه بحجة عدم مشاورته في اختيارهم وفي ظني هذا قرار صائب جدا وموفق لان عدد الولاة لحزب واحد في ظل حكومة انتقالية يعتبر كبير جدا كذلك الحزب لا يضمن نجاح ممثليه في ظل هذا الوضع المعقد والانتقال العسير الذي يواجه البلد ، كما وان الشارع ربما اتهم حزب الامة بمحاولة سرقة جهود الاخرين واستأساده عليهم ، سحب مرشحي الحزب لربما اربك المشهد كلية فهل سيقبل ممثليه بالانسحاب ام ان البعض سيؤدي القسم ويستمر وللحزب سابقة في ذلك لان احد ممثليه كان مرشحا في احدي الانتخابات التي خاضها حزب الأمة لكنه اخيرا قرر سحب المرشحين الا ان احدهم رفض الانسحاب وواصل السباق الانتخابي وقيل انه قد تذيل القائمة وهو الان من ضمن ممثلي الحزب في احدي الولايات ، عليه الان لاندري كيف هو المخرج وهذا ما سنراه في خلال الساعات القادمة
وللحديث بقية

Pin It

موقع إخباري محايد وغير منحاز لأي طرف أو جه ويقدم خدماته لجميع السودانيين والمهتمين بالشأن السوداني

121 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع