ابحث عن

الصحافة السودانية ما بعد توقيع اتفاق السلام

 

بقلم حسن إبراهيم فضل عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

أقلام متحدة

 

في خضم الفوضى السياسية والقمع  الذي تعرض له الشعب السوداني في الثلاث عقود الماضية من حكم  الدكتاتور المخلوع عمر البشير أصيبت معظم المؤسسات المهنية بالانهيار وتشويه كبير في أدائها , خاصة الصحافة بمختلف وسائلها ,حيث أصبحت الصحافة لسان حال الحكومة، والولاء للنظام جسر العبور للمهنة بعيدا عن أي معايير اكاديمية او حتى أخلاقية تحكم تلك العملية .

 حيث امتهن الصحافة عدد كبير ممن لا تربطهم علاقة بالمهنة الا القدر الذي يملكونه من أدوات التصفيق والتطبيل للنظام واولياء النعمة في الحق والباطل، وأصبحت وسائل الاعلام الحكومية وحتى  بعض المؤسسات الإعلامية الخاصة اذرع للنظام وشكلت  خطا للدفاع عنه بل ان بعضها تدق طبول الحرب وتشجع عليها وتثير الشقاق بين قوى المجتمع  في كثير من برامجها والمحتوى الذي تقدمه للمشاهد والمتلقي، في مقابل قمع لكل صحفي او مؤسسة إعلامية  تخرج عن جادة  الخطوط التي رسمتها الأجهزة الأمنية التسلطية والتي  مارست ابشع أساليب القمع في تكميم الافواه بسجن الصحفيين وايقافهم ومنعهم عن الكتابة ومصادرة الصحف من المطابع او حتى وهي في  نقاط التوزيع واصبح شرفاء المهنة مطاردون  ويلاحقون من تلك الاجهزة.

ورثت الثورة السودانية وضعا استثنائيا ومشوها في كل  المؤسسات وبلا شك الاعلام  أحد تلك المؤسسات التي شهدت  تدنيا كبيرا في أداء المؤسسات والصحفيين بفعل التمكين الأيدلوجي مقابل الكفاءة المهنية وبالتالي كان لابد من إجراءات عاجلة لتصحيح الوضع المتردي وقد كان، رغم بعض التشوهات والتي صاحبت تلك العملية لا داعي لذكرها خلال هذه العجالة ولكن المهم في الامر ان  صحافة الثورة ان جاز لي ان أقول يجب تكون الصفحة المقابلة والمغايرة تماما لصحافة القمع وصحافة الثلاثين سنة العجاف التي عاشها البلاد خاصة وان عملية الانتقال  وتحقيق السلام احد متطلبات الثورة يحتاج صحافة مهنية قادرة على الاضطلاع بدورها بشكل مهني يرتقي لظروف المرحلة، وتبني رسالة إعلامية مسؤولة تجابه التحديات الجسام التي يعيشها مجتمعنا خاصة في الهوامش التي شهدت وتشهد حروبا قبلية عبثية، وذلك من خلال رسائل إعلامية معدة وموجهة بطريقة مسؤولة يساهم في تعزيز ثقافة التعايش و التسامح والسلم الأهلي ويعضد خطوات الحكومة في سعيها لترسيخ قيم السلام، ونقد وتوصيف الخلل في القضايا المختلفة، والصحافة التي ينشدها المجتمع السوداني يجب ان تكون مختلفة شكلا ومضمونا وحتى في الأدوات، صحافة تراقب الأداء الحكومي بمهنية، تعزز من الاشراقات وتنتقد الإخفاقات، صحافة تنحاز للوطن والمواطن ومقدراته، صحافة الرقابة على أدائها ذاتية بحرية حدودها شرف واخلاق المهنة.

ان التغييرات المهمة التي شهدها السودان منذ انتصار ثورته المجيدة وتوقيع اتفاق جوبا للسلام والمساعي الجادة الجارية لا كمال العملية مع من هم خارجها يتطلب إجراءات عديدة ومختلفة على صعيد الصحافة والمؤسسات الإعلامية وإعادة النظر في وضعها المركزي واتخاذ مبادرات وخطوات جادة في ان تكون وسائل الاعلام السودانية هي وسائل لكل الشعب السوداني وتجعل من الوصول لمحتوى تلك الوسائل متاحة للجميع بالوسائل  المناسبة لطبيعة وجغرافية المتلقين لها وتوفير البنى التحتية التي تمكن لوسائل الاعلام  سبل ان تبث وتطبع وتنشر في مناطق مختلفة من أقاليم السودان، فيما يعرف ب (proximity press)صحافة القرب او صحافة المنطقة هي المهتمة بالشؤون المحلية والقريبة من القارئ والمستمع يعتبر من أهم خصائص الإعلام الفعال، وهي مهمة خاصة للمناطق التي لا تحظى بدرجة كبيرة من الاهتمام من وسائل  الإعلام، وهو نمط مطلوب جدا في بلد مترامي الأطراف وواسع كالسودان، وصحافة المنطقة او صحافة القرب سياستها انها تهتم بالمنطقة المعينة وتكون أولوية تغطيتها من دون اغفال بطبيعة الحال لقضايا الوطن في مناطقه المختلفة لكن التخصصية من شانها ان تعزز من رسالتها ومن دورها بشكل كبير وهو نمط معروف وقديم كتجربة ( الواشنطن بوست) وهناك تجربة إقليمية عربية مهمة وهي تجربة ( العاصمة بوست) المغربية والتي يراس تحريرها الدكتور طلحة جبريل.

من المهم كذلك ان نشجع منظمات المجتمع المدني والروابط والاتحادات المهنية خاصة الإعلامية منها في ان تلعب دورها التوعوي، حسنا ان ابتدرت المفوضية القومية للسلام ورش مختلفة عن اعلام السلام اخرها الورشة التي أقيمت يومي 12-13 يوليو الجاري بالتعاون مع مركز أرتكل للتدريب والإنتاج الإعلامي، اعتقد انها أنشطة مهمة لتعزيز دور الاعلام في السلام وهو موقف يدل على ايمان القيادة السياسية بأهمية دور الاعلام .

على وزارة الاعلام إعادة النظر في الفضائيات الولائية والإقليمية الفرائحية المنتشرة في عدد من ولايات السودان ببساطة شديدة لما تعانيه من التوهان والتخبط والضعف البين في محتوى برامجها، وطالما هي فضائيات  حكومية وبذات الجرأة التي اتخذت في شان التلفزيون القومي باستقطاب كفاءات على الأقل على راس الهرم في التلفزيون القومي، مطلوب إجراءات جادة وجريئة لو اتخذت اجزم انها ستوفر موارد مادية للدولة وتعزز من الأداء، وقبل ذلك يجب ان نجيب على , ما هي الرسالة المطلوب توجيها من هذه الفضائيات الولائية ؟ وما هي الأولوية ؟

سألت قبل شهرين تقريبا في ندوة اسفيرية جمعتني بالسيد وكيل اول وزارة الاعلام الأستاذ/ الرشيد سعيد عن جدوى هذه الفضائيات الولائية , أجاب بانه شخصيا لا يعلم، امل ان يكون السيد الوكيل قد وجد اجابة على سؤالي واسئلة الكثيرين من المشفقين على امر اعلام وطننا العزيز.

اعتقد بعد الثورة وإعادة صياغة محتوى التلفزيون القومي والذي من اهم مرتكزاته مراعاة التنوع الثقافي والاجتماعي والجغرافي عبر امتداد وطننا، من المهم أيضا إعادة النظر في محتوى هذه الفضائيات والاذاعات المنتشرة والتفكير الجاد من المشتغلين في الاعلام الى ضرورة ادماج المؤسسات الحالية او  تكوين كيانات جديدة لها القدرة على الانتشار والقدرة على صناعة محتوى هادف .

# والسلام سمح

Pin It

يا دكتور غزالة ... شلت كل الود ومشيت 


بقلم : محمد بدوي

حال ما بعد الاستقلال فصم عري العلاقة بين مدن السودان وشعوبه بأسوار من الشفاهة  والقطيعة التي عمقت منها الوصف الجغرافي مقام المعرفة والتواصل داخل حدود تنهض في الخرط المرسومة و الموسومة بحدود تفصل بينها و إستحقاق الجنسية بالميلاد ، الخدمة المدنية في عصرها الذهبي حاولت كسر الطوق لكن سماء الوطن الذي تلبد بغيوم ما تفتأ الإ و تسوق سقياها علي مزاج الهطول الاختياري فلم تمكنها من إستراق لحظات لتعميد المواطنة بروابط من نسيج وطني الملامح او تسريحة  تمكن ضفائرها من الإتكاء علي كتف إنسانها و ثقافاته ، داعبت مقررات دراسية سير منتقاه فرددها طلاب المدارس حفظا علي نسق ما اراده المقرر احتفاء  رمزي ، لتنام مدن علي سفح التلال امنه و اخري علي  مجري النيل و اخريات بين السافنا و المعابر الحدودية و كل في فلك التوحد ينتسب الي الوطن كما شاء له الخاطر .
الفاشر " الكبير يا احبتي "  مدينة سكنت علي قمه علها تستطلع لبقية المدن السودانية نظرة تجسر الخاطر بالتحية او شبال في ذكري الاستقلال ، حين يندفع القوم لمتابعة لحظات استبدال الحرس الجمهوري في حدث يجعل الشوف يسبح في مقارنة بين ازياء الحرس الجمهوري و خصوصية المزاج الوطني المحمول علي ريشة النعام و بعض النقوش في العملة الوطنية ، المسافة التي كانت تبلغ مسيرة  نهارات وليال  تدفع فيها اللواري قوة محركاتها لتعبر الرمال و الوديان الخريفية  وقفت شاهد علي امتداد وطن التصقت به ثقافات مشابهة و متناصفة حين فصلت الحدود بعض الشعوب رغم توحد اللغة و طريقة تناول فطور رمضان  ، سبل الربط بين المدن تشهد عليها  محطات الطريق   بطول المسافة و قسوة التضاريس .
  في فصل اخر من العلاقة كان الناقل الوطني  سودانير حين يحدد مساره الجغرافي غربا يطوي المسافة و طائراته   الفوكرز  تامل مغازلة  المدرج غير المعبد علي  مهل ، فقد كانت  وسيلة تنقل  ميسوري الحال ، وموظفي الدولة و افراد اسرهم ،  و المرضي ممن غلب عليهم الشفاء من سكان المدينة او اريافها ، عضم ظهر  البوسته  تحمل الخطابات والطرود ، الادوية ، مستلزمات المطابع الحكومية و النقد .
  في تلك الجغرافيا  ارتبطت سرة المدينة بصلات حميمة مع مدن حدودية و اخري اقرب من مقرن النيليين فظل ميناء مليط  البري يحمل اليها من الجماهيرية الليبية الملابس والاجهزة الالكترونية ، الوقود والسكر وحليب الزهرات ومنتحات البلاستيك و الاغطية الشتوية ، و  غربا انجمينا التي ترفدها بمستلزمات الاناقة   العطور الباريسية  و الكريمات  التي تصلها من نيجيريا ، في مزاج الكيف فالبن يصلها من الكميرون و بانقي   بافريقيا الوسطي ، درب الاربعين الشامخ عاد اليها بالانتريهات الاسوانية و ادوات الطبخ النحاسية و اقمشة الجلاليب الفاخرة  ،بينما لازالت  تدفع في سخاء مقابل ذلك الابل  وريش النعام و الصمغ العربي سرا ، و الاقمشة و الدراجات الهوائية و بضائع اخري تعاملاتها في سياق النقد والمقايضة ، الثقافة حاضرة عبر الاثير لتحمل عبق وتطريب  الاغنيات السودانية  حتي  مشارف بنين و نواحي اخري .
هذا الترابط الحميم جعل الفاشر قبله تصاهر حدودية و شمال وغرب افريقي مصغر تعايشوا فيه بروابط انسانية قوامه العيش المشترك و العمق الصوفي فكانت خيارا في العام 1972 لطبيب قدم اليها من صعيد مصر مقيما لا زائر ، رحبت به بإسم  الدكتور احمد محمد غزالة  كما أختار هو ، طبيبا عموميا انضم الي طاقم  مستشفاها الملكي ، الذي تعاقب عليه رواد الطب مت امثال   عبدالرحيم دين ، محمد عثمان المعتصم ، محمد الصادق ، و محي الدين و اخرين ، استوي به الحال مقيما ففتح عيادته المسائية بمنزل بحي العظمة في شارع عرف بشارع العيادات ، كان حيث سرعان ما يقود سيارته الحكومية بعد اخر مريض لينضم الي نادي دارفور مساء ،  الذي كان يقبع  جوار  مصلحة الحسابات او وزارة المالية لاحقا ، حيث  احتلت وزارة الثروة الحيوانية الحالية موقعه ، فقد تنقل النادي مع احوال الدهر  محتميا بسطح مبني سودانير  ، إنضم الي روادها من أعيان المدينة  منهم الخير عبدالرحمن كنين و الخير جباره الخضر وكمال جباره و  محمد ابراهيم الصيدلي الذي انحدرت اصوله من جبل اولياء و رجل الاعمال صديق علي محمد يوسف و الحافظ اسماعيل عبدالله و الربيع علي محمد و الربيع احمد حامد و اخرين كما
صار غزالة جزء من نسيج المدينة طبيبا وانسانا  تحتفي به في اطلاق اسماء المواليد عليه " غزالة " لنبله و تطبيبه الناجع للاطفال ، تخصص حين تخصص في  الموجات الصوتية  كان قد تقلد ادارة قبل مستشفي الفاشر الجديد " السعودي " الذي انشا ضمن ثلاثة مستشفسات بالسودان كمنحة من المملكة العربية
ظلت سيرة غزالة تورخ للفاشر قبل ان ينقلب المغول علي السلطة في المليون ميل مربع سابقا حين كانت الحال بهي و المدينة  غارقة في صوفيتها  طمانينة وستر  ، كانت مثل مثيلاتها من مدن السودان سوقها الكبير يفتح ابوابه بعد العاشرة صباحا فمطاعمه لا تعرف لوجبة الافطار سبيل ،فالشوارع صباحا مناصفة بين موظفي الدولة و طلاب المدارس ، فالمدينة تعرف قاطنيها و الشوارع تبذل التحايا في تاكيد معرفة  ، فقد كان بالمدينة نزل وحيد تشير لافتته الي لكوندة الفاشر  رغم ذلك فالزائر و الغريب ضيف للمنازل تستضيفه قبل السؤال عن الهوية فهي تبذل ذلك طوعا والتزاما  فلم يكن حينها ما يعكر صفوف الحال ، فاليسر لم ينقص من موارده  اهمال الخرطوم في تقديم الخدمات  او الاهتمام بمكافحة الجراد الصحراوي  ، خزان قولو يشير الي كفاية امداد المياه و محطة الكهرباء لم تعرف برمجة القطوعات او تسيكن الليالي بالظلام ، فحدودها  لم تغشاها بعد  الامتدادات ،  فشرقا كانت شجرة العرسان التي تقف عندها سيرة الافراح قبل ان تشيد هيئة المياه منازل حكومية  صارت احداهما مركز للتعذيب في عهد الاسلاميين بينها والمعهد العلمي شرقا المنطقة الصناعية حيث  مصانع الشعرية لال جبارة والزيت لبابكر نهار و مصنع الثلج الذي ارتبط بعلاقة بين الخليلين ، خليل محمد نور  و خليل عبدالرافع اما  غربا كان حي اولاد الريف غرب و جنوبا حي  القبة  الي مشارف جنينة عبدالنور التي لم يعد لها وجود رغم كونها اثر حضاري تسرب كما تسرب مسجد السلطان علي دينار بجراحة اضاعت هويته التايخية ،  اما جنوبا فحي الرديف والحارات الاولي من الثورة بمربعاتها الواسعة التي عكست طموح تخطيط عصري، في هذه المدينة التي كانت نوبات المديح فيها ترتفع من كل الزوايا زاوية  ود مجوك بحي مكركا  و مسجد التجانية ، و يرتفع في مسجدها الكبير صوت الراحل عبداللطيف بشير خطيبا واماما عطر الحديث و الصوت  بعد ان يرفع الاذان يوسف نويرا او حسن كوكس فالحال تراتيب في يد الدهر .
قبل ان ينقلب الحال بغلاظ الحال كانت  المدينة تحتفي بامسياتها و انغام فرقة فنون دارفور سلطانا ، و عصرياتها  مضمار لمنافسات  الفروسية بين كل جمعتين في الشهر حيث الخيول الاصيلة للرواد ذكرا لا حصرا  من الريح الفكي السنهوري و فضل موسي ،  الجوكية  المحترفين ابراهيم ملين و  مصطفي شميكي و ود ابسلكةو الريفي ابوصفيطى  كثر هم  المهرة الذين بينهم والخيول والمضمار تنافس و فن
هاهو د غزالة يأذن المدينة بعد عشرة ملئوها  الحب والوفاء والعرفان ، تاركا في سجل صفحاتها تاريخيا ناصعا و عشق صوفي الملامح والهوي .
طبت مقاما و مرقدا في عليين .

Pin It

الصحافة السودانية الجنوبية..هل من سبيل للتعافي والإرتقاء

 
أجوك عوض
تجربة ميلاد الصحافة الحديثة في جنوب السودان تجربة إستثنائية بكل تعقيداتها وظروفها الملحه والمفهومه لدينا ونقدر مجهود من خاضوا غمار التجربة في ظل الظروف الأمنية وهامش الحريات المخنوقة.ولكن لأن هناك جوانب تحريرية صرفه تقف كضرورة لتجويد العمل الصحفي نفصل بين العوامل التي تشكل عوائق من حيث مساحة الحركة والعوامل التي لا تساعد علي إنتشال الصحافة الجنوبسودانية من مرحلة الضمور،التشوه والشلل الذي يعانيه.ظللنا نراهن علي الطموح في التطور والجودة للإطلاله بصورة مرضية لاسيما وبالرغم من صحافة الأمر الواقع التي ولدت هناك أحسب انه توفرت فرص للإرتقاء بالجهد والمحصلة،المادة الصحيفة من حيث الطرح والإجادة ومراعاة المهنية بعد الوقوف علي الخطوط العريضة أضف الي ذلك شغف الكثيرين بالعمل الصحفي ما يشكل محفزا حقيقيا لتعلم المهنة.
لكن الملاحظ للأسف طوال تلك السنوات التي مرت علي ميلاد الصحافة في جنوب السودان يجد ما من ثمة تطور وإضافة تذكر من شأنها احداث اي فوراق حقيقة ،فلا تزال صفحات الصحف مرتعا للغثاء من لدن النطيحة و المتردية وما أكل السبع ،فاغلب ما ينشر عبارة عن مهرجانات كتابة ليست لها علاقة بالفنون والقوالب الصحفية بالمرة من حيث مراعاة ما يجب والتقيد بالضرورة.ما دفعني لطرق هذا الأمر هو مروري علي بعض التقارير الصحفية التي يمكن تسميتها باي شئ عدا انها تقارير بجانب التغطيات والتحقيقات التي لاتكاد تجد فرقا بينها وبين كتابة الرأي الأمر الذي يدفع لتساؤلات عريضة جدا موضوعية وصريحة تري ماهي وظيفة ومهام مدير التحرير والمحرر العام و رئيس التحرير داخل تلك المؤسسات الصحفية؟!
كل الشكر لذلك المحرر المبتدئ الذي يسعي بكل جهده لتوفير مادة صحفية في حدود امكانياتة ولكن يخزله عدم وجود ادارة تحريرية فاعله تتدرك و تتقن مهامها تقوم بدورها المناط إنما المأخذ علي الادارة التحريرية المفروض بها الفحص والتدقيق والوقوف علي الصياغة الصحفية والجوانب المهنية،لماذا ترفع ادارة التحرير كل المحررين الي مصاف العارف والمحترف. بحيث تمر المادة بمرحلتين فقط التسليم و النشر؟.
ماينشر داخل صفحات صحف جوبا معيبة جدا و اذا كنا لا نحترم التقيد بالقواعد فذلك يصنف بالهمجية التي تخصم كثيرا من الإعتبارات. التعامل مع النشر بعقلية(العفش داخل البص علي مسؤولية صاحبة)لايجد.
Pin It

ابو هريرة عبدالرحمن يكتب عن واقعة إعتقال وجلد الصحفي مادبو بنيالا !

ابوهريرة عبد الرحمن

بشأن الواقعة التي جرت للصحفي عبدالمنعم مادبو، حيث ورد فيها أنه أثناء قيامه بواجبه المهني بالتصوير في محيط مقر بعثة (اليوناميد) تعرض لسوء المعاملة، إذ جرى إيقافه بطريقة مهينة، ثم تقييده بالسلاسل (الكلباش) وجلده بالسياط على ظهره، ووضع في الشمس الحارقة مدة (15) ساعة، مع حرمانه الإتصال بأسرته أو محاميه ومنع عنه الأكل والشرب طوال هذه الفترة،، من قبل قوات تتبع لحركة (تجمع قوى تحرير السودان) التي يقودها الطاهر حجر وهي إحدى الفصائل الموقعة على اتفاق جوبا للسلام حيث إتخذت من موقع اليوناميد المذكور مقرا لها وهو أمر نفسه يحتاج إلى تحقيق!!

الإبلاغ عن الحادث !

الانتهاكات التي حدثت لهذا الصحفي تعتبر تعدى سافر لحقوقه الدستورية، كما تعد هذه المعاملة تحولا خطيرا في أوضاع حرية الصحافة والصحفيين في عهد حكومة الثورة، والتي لم تجف بعد دماء شهدائها وتضحيات الشعب من أجل الكرامة والحقوق والحريات، لذلك يتوجب على الصحفي (مادبو) فتح بلاغ جنائي بالواقعة في أقرب نيابة ذات إختصاص عبر محامي تدفع أتعابه بواسطة الصحفي وإذا هو غير قادر :تدفع بواسطة الكيانات المعنية بحماية حريات وحقوق الصحفيين على سبيل المثال: شبكة الصحفيين السودانيين، رابطة إعلامي دارفور، نقابة الصحفيين قيد الإنشاء، أو الترافع بالإنابة عنه عبر هيئة محامي دارفور  أو عبر تحالف المحامين الديمقراطيين أو عبر المحامين المدافعين عن الحقوق والحريات العامة دون أتعاب. إلى جانب وجوب إصدار ببيانات قوية منددة تطالب قيادة الحركة المعنية بالأمر بإجراء تحقيق بالواقعة لمساءلة ومحاسبة المسؤولين، ومن ثم الاعتذار الرسمي للصحفي جراء هذه الأفعال غير المقبولة؛   وفي حالة عدم التجاوب وجب مقاطعة أعمال وأخبار الحركة المعنية بالأمر من جميع الكيانات الصحفية والاعلامية واصدار بيانات رسمية بهذا الصدد. 

 استخدام مقار اليوناميد لأغراض عسكرية!

هذا الإعتداء يفتح الباب إلى الدعوة  لفتح تحقيقات حول الكيفية التي سلمت بها مقار هيئات وبعثات الأمم المتحدة مثل (اليوناميد) واستخدامه بواسطة عناصر مسلحة لأغراض عسكرية .. الخ، وكذلك لا بد من مخاطبة كافة الجهات الحقوقية الوطنية بهذه الواقعة على سبيل المثال (المفوضية القومية لحقوق الإنسان، النيابة العامة، رئاسة القضاء، وزارة العدل، رئيس الوزراء ، المجتمع المدني) فضلا عن إطلاع الجهات الدولية الحقوقية داخل وخارج السودان مثل (مكتب المفوض القطري للمفوضية السامية لحقوق الإنسان - بالسودان، بعثة الأمم المتحدة (اليونتامس)، دول الترويكا ضامني إتفاقية السلام، مفوضية حقوق الإنسان بجنيف، منظمة العفو الدولية، المحكمة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب  حول انتهاكات حقوق الإنسان بالسودان التي ربما تقوض السلم والأمن الدوليين إذا استمرت.

حماية المدنيين بدارفور

(حادثة الجلد)هذه فتحت الباب على مصراعيه حول قدرة هذه (الحركات) في حماية المدنيين وفق إتفاقية جوبا، لذلك ينبغي على الحكومة السودانية والحكومة الفدرالية  تحمل مسؤولياتهم بوضع حد لهذه الإساءات، كما يجب علي قيادات هذه الحركات إصدار أوامر علنية الي قواتهم بأن يكفوا عن إعاقة ومضايقة واحتجاز الصحفيين.

حماية الحريات والفضاء العام مسؤولية الكل !

آن الأوان لكل الفاعلين العمل على حماية الفضاء العام للحريات خاصة في الإقليم المضطرب قبل أن تستفحل الأوضاع وتزداد سوء فوق ما هي عليه اليوم، وربما حادثة الجلد هذه بداية رأس الجليد، والأمر المدهش هو أن ممارسات هذه القوات جاءت قبل دمجها لتأخذ شكل دستوري ! وأنها بهذه الفعلة مارست سلطات تقع حصريا علي عاتق مؤسسات عدلية أخرى! يتم هذا قبل تكوين قوات مشتركة لحفظ السلام بدارفور ! إذا لم يتحرك الجميع لحماية مبادئ وأهداف الثورة المتمثلة في الحرية والسلام والعدالة ربما جميعها تتلاشى في لمح البصر جراء الصمت او المهادنة وهي مباديء فوق دستورية لن نتنازل عنها مطلقا.

Pin It

موقع إخباري محايد وغير منحاز لأي طرف أو جه ويقدم خدماته لجميع السودانيين والمهتمين بالشأن السوداني

370 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع